الأسبوع:
2024-10-07@06:13:58 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تقع مصر فيما يسمى بحزام التمور العالمي، وهى المنطقة التى تمتد من الخليج العربي شرقًا حتى المحيط الأطلنطي غربًا، وهى المنطقة الجغرافية التي تضم معظم دول الوطن العربي مثل مصر والعراق والسعودية والإمارات والسودان والجزائر وتونس والمغرب، حيث تُعتبر من المناطق الصحراوية الملائمة جغرافيًا ومناخيًا لزراعة أشجار النخيل، والتي تتميز بارتفاع درجة الحرارة وطبيعة التربة الرملية الخصبة، وهى من العوامل التي تساعد على نمو الأشجار ونضج محصول التمر.

كما تُعَد شجرة النخيل من الأشجار الطيبة، حيث تتميز بإنتاجيتها العالية وبقيمتها الغذائية الكبيرة وانخفاض تكاليف إنتاجها مقارنةً بمحاصيل أخرى. وفي هذا التوقيت من كل عام تشهد مصر انطلاق موسم حصاد وجني التمر، وهو بمثابة مهرجان زراعي سنوي، خاصة بتلك المحافظات التي تشتهر بزراعة أشجار النخيل وإنتاج التمور وعلى رأسها محافظات الجيزة والوادي الجديد والبحيرة والشرقية والفيوم وأسوان ومطروح. كما أنه حرصتِ الدولة على التوسع في زراعة أشجار النخيل خاصة في منطقة توشكى وشرق العوينات بزراعة ما يقرب من ٢.٥ مليون شجرة نخيل. ولك أن تتخيل -عزيزي القارئ- أن مصر تتصدر إنتاج التمر عالميًا منذ عشرات السنين، حيث تنتج وحدها سنويًا ما يقرب من خُمس الإنتاج العالمي وربع الإنتاج العربي، وعلى الرغم من ذلك فإن حصة مصر التصديرية من التمر لا تتجاوز ١.٥% من إجمالي تصدير الحاصلات الزراعية مقارنةً بالموالح والخضراوات، وأن حصتها بالسوق العالمي للتمور لا تتعدى ٣% من حيث الكمية، ولا تتجاوز ٢.٥% من حيث العائد بالدولار، وهو ما يعني أن هناك فرصًا تسويقية كبيرة وضائعة ومهدرة بمليارات الدولارات، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة البحث في أسباب تراجع حصة التمور المصرية بالسوق العالمي، رغم ضخامة حجم الإنتاج وتوافر جميع المقومات الأخرى لأن تحتل التمور المصرية موقعًا أفضل من ذلك بكثير عالميًا، وضرورة التفكير في كيفية النهوض والاستثمار بهذه الثروة الزراعية الواعدة قليلة التكاليف وعظيمة العائد، حيث إن هناك ٦٠ صناعة أخرى ترتبط بالتمر وأشجار النخيل إذا ما تحدثنا عن صناعة المنتجات المشتقة من التمور مثل السكر ودبس التمر والمربى ومسحوق وخل التمر وغيرها، إضافة للصناعات العديدة الأخرى من مشتقات التمر مثل النوى وجريد وجذوع أشجار النخيل. والحقيقة أن هناك بالفعل العديد من الدراسات التي تناولت أسباب تراجع هذه الصناعة بالسوق العالمي، وحاولت تلك الدراسات تسليط الضوء على أهم المعوقات، وكانت أهم النتائج تتركز في افتقار هذه الصناعة للاحترافية بجميع مراحلها بدايةً من الزراعة والإنتاج ومرورًا بالطرق الحديثة للحصاد والجمع والتخزين حتى عملية التسويق. حيث أوضحتِ الدراسات أنه لابد من تحسين جودة الإنتاج عن طريق إحلال وزراعة الأصناف المطلوبة بالسوق العالمي، ومكافحة إصابة النخيل بالسوس، وضرورة تفعيل دور الجمعيات الزراعية، وتدريب العمالة خاصة وقت الحصاد، والتوسع في إنشاء المصانع والمجمعات والمبردات لاستيعاب الإنتاج الضخم وتقليل نسبة الفاقد والسعي لاعتمادها تصديريًا، حيث لا يزيد عدد المصانع والمجمعات المعتمدة للتصدير على ٥٠ من أصل ٢٠٠ مصنع، وضرورة الاستثمار في تصنيع منتجات مشتقات التمور لزيادة قيمتها وفتح أسواق جديدة عالميًا. فهناك بعض الدول بمنطقة حزام التمور مثل السعودية والإمارات والعراق والمغرب والتي أعطت هذه الصناعة اهتمامًا كبيرًا واستطاعت أن تغزو بمنتجاتها الأسواق العالمية والوصول لأسواق بعيدة مثل دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، وحرصت تلك الدول على تطوير استراتيچيات تسويقية وترويجية احترافية، والعناية بجميع هذه الصناعة بداية من الإنتاج وانتهاءً بدراسة حاجات ورغبات المستهلك بالأسواق المستهدفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أشجار النخیل هذه الصناعة

إقرأ أيضاً:

شركات لبنان الخاصة في أتون الحرب: خطط للصمود.. ولكن!

منذ عشرات السنوات ووصولا الى عام 2018، كانت شركات لبنان الخاصة على اختلاف أنواعها وميادينها تشكل حيزا مهما من الاقتصاد اللبناني على صعيد توفير فرص العمل بالإضافة الى دعم الاقتصاد، عدا عن تفعيل الحياة الاقتصادية والحركة المصرفية التي كانت تعتبر عصب العمل التجاري. ومنذ توالي الأزمات عام 2019 وصولا إلى الحرب المستجدة، حاولت  100 ألف شركة في لبنان حاليا، توظّف قرابة مليون ومئتي ألف موظف) ( 1500000 قبل العام 2019) أن تحافظ على قوتها، وتواجدها في الأسواق، خاصة على صعيد الشركات التي لا تنتج المواد الأساسية المستخدمة في الحياة اليومية، وصولا إلى الشركات المتوسطة والصغيرة التي تعتبر من أكثر الشركات عرضة للانهيار في هذا الوضع. وحسب أرقام غير رسمية حصل عليها "لبنان24"، أظهرت حتى شهر آب، أي قبل بداية المرحلة الجديدة من الحرب الاسرائيلية العنيفة على لبنان، أن نشاط القطاع الخاص ونفوذه داخل الساحة الاقتصادية المحلية تراجع بشكلٍ ملموس، وحسب مدراء وأصحاب هذه الشركات فإن سبب تراجع انتاجهم يُعزى في الدرجة الاولى الى سوء الأحوال الأمنية التي دفعت لتخفيف العمل خلال المرحلة الراهنة، خاصة على صعيد الشركات غير الاساسية، التي يرتبط عملها بشكل مباشر بالسياحة الذي أثر انخفاض معدلاتها لهذا العام بشكل أساسي على انتاجيتها. ومن الأزمات، إلى خطة الطوارئ، تعمل الشركات الخاصة في لبنان اليوم على احتواء الأزمة من خلال محاولة لجم تآكل رأس المال الشركات والدفع نحو زيادة الإنتاج بطريقة ما تضمن استمرارية عمل الشركات أقله خلال الفترة الراهنة، علما أن متابعين اقتصاديين يؤكدون لـ"لبنان24" أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فإن معدل صمود الشركات هذه لن يتجاوز البضعة أشهر.

ولمعرفة وضع الشركات وسط الأزمات المتتالية وحجم عملها، تواصل "لبنان24" مع رئيس تجمع الشركات اللبنانية د. باسم البواب الذي أشار إلى أن الشركات اليوم تعاني بشكل كبير جراء الحرب المستعرة التي تضرب لبنان، مؤكدا أن بعض الشركات لن يكون في مقدورها الصمود أكثر في حال لم يتم إعلان وقف إطلاق النار.
ويلفت البواب لـ"لبنان24" أن ما قبل ثورة 17 تشرين وجائحة كورونا ليس كما بعدها ابدا إذ إن الأمور انقلبت رأسا على عقب، وتبدلت أحوال الشركات، فعلى سبيل المثال، ما قبل الأزمة كانت الشركات تستطيع أن تدفع معاشات العمال لأشهر إلى الأمام ولو لم يكن هناك حجم إنتاج وفير، إذ إن الشركات كان لديها حسابات في المصارف، إضافة إلى أن الموظفين كان لديهم حسابات توطين وهذا ما كان يسمح للشركات بأن تقوم بتحويل الاموال بشكل مباشر إلى موظفيها من حساب إلى آخر بغض النظر عن الأزمات التي كانت تحيط ببيئة العمل.

ويلفت البواب الى ان الأزمة الأساسية التي تواجهها الشركات اليوم هي فقدان السيولة إذ أن هذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على تسديد معاشات الموظفين بالإضافة الى ترتيب خسائر على صعيد التعامل مع الموردين خارج لبنان حيث لم يعد للعديد من الشركات قدرة على دفع ما يتوجب عليهم خلال عملية شحن البضائع او المواد الاولية الى لبنان، هذا عدا عن الأعباء التي تترتب عليها لناحية دفع الرسوم الجمركية أو بالنسبة إلى البضائع المستوردة. وهذا الأمر حسب البواب يطرح في الوقت الحالي أهمية نظام الكاش او اهمية حصول الشركات على السيوله اللازمه لان هذا الامر يعتبر عنصرا أساسيا لاستمرارية عمل الشركات وسط الظروف الأمنية الخطيرة، علما أن "الكاش" لا يتأتى إلا عن طريق البيع.

وبنظرة سريعة، فإن الشركات التي لا تنتج مواد أساسية تواجه مشكلة تدفق السيولة في الوقت الحالي. فعلى سبيل المثال، تراجع عمل شركات المفروشات، والألعاب، والبناء، وغيرها من الشركات الأخرى، بينما انصبت عملية الإنتاج اليوم على شركات الطعام والمواد الغذائية والثياب، بالاضافة الى شركات تعبئة المياه ومواد التنظيف، هذا عدا عن عمل الصيدليات وشركات استيراد الدواء وحليب الاطفال. وهذا التفاوت بعملية عدم الإنتاج يطرح السؤال الأساسي الذي يتمحور حول استمرارية عمل الشركات، واستمرارية تغطية نفقاتها و أجور عمالها.

ما بين العام والخاص ما الوضع؟
انطلاقا من هذه المعطيات يلفت رئيس تجمع الشركات اللبنانية د. باسم البواب الى أن القطاع العام الى حد الآن لا يزال صامدا أكثر من القطاع الخاص لأن الدولة من خلال خططها المرحلية تحاول تغطية معاشات موظفيها ومعاشات المتقاعدين، على عكس القطاع الخاص الذي يعتمد بشكل أول وأساسي على المبيعات اليومية، والتي تراجعت داخل الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تنتج منتجات كمالية. ويرى البواب أن هذا الشهر تمكنت الشركات هذه من تأمين أجور عمالها من موجوداتها الموجودة سلفا، إلا أن الخطورة تكمن في الأشهر المقبلة. ونبّه البواب من سمعة هكذا شركات أمام الشركات التي تستورد منها، إذ على سبيل المثال قد يكون هناك شركات اتفقت مع مصانع خارحية على استيراد بضائع او مواد اولية كما تجري العادة، واليوم مع تراجع الاعمال، وانخفاض نسبة السيولة، قد لا يكون في مقدور الشركات هذه ان تستلم البضائع، وهذا يطرح علامات استفهام كبيرة جدا حول "السمعة المهنية" للشركات المحلية، في حال تخلفها عن تنفيذ التزاماتها. من ناحية أخرى، فإن إلغاء طلبات الشحن اليوم مع اقتراب مواسم الاعياد مثلا سيضع عددا من الشركات أمام مرحلة صعبة، خاصة وأن معاودة طلب المنتجات او المواد الاولية سيأخذ وقتا كبيرا لشحنها، وهذا ما سيحرم الشركات من الاستفادة من المواسم على اختلافها في اوقات ذروتها. وانطلاقا من هنا يرى البواب أنه وحتى لو قام التاجر بدفع ما يتوجب عليه، فإن عملية الشحن اليوم ليست بأمان، إذ ان الاوضاع الامنية قد تدفع بالمورد الى ترك البضائع في قبرص، او قد يواجه صعوبة في الوصول الى المرافئ اللبنانية، وسط التهديدات الاسرائيلية المتتالية. خطة طوارئ مؤقتة
ولتفادي الأعظم، أكد البواب أن التجمع وضع خطة طوارئ للشركات، إلا أن هذه الخطة صالحة لفرة معينة، ولا تستطيع الشركات أن تتحمل عملية الاستنزاف أكثر.
وحسب معلومات "لبنان24" فإن هذه الخطة حاليا تم وضعها لتناسب استمرارية الشركات التي تعاني حتى رأس السنة فقط، وبالتالي في حال استمرار عملية الاستنزاف على ما هي عليه فإن الشركات فعليا ستواجه مصيرها. ماذا عن عمليات التوريد؟
يؤكد رئيس نحمع الشركات في لبنان أن عمليات التوريد حاليا لا تزال مستمرة في لبنان وذلك حسب المناطق.
ويشير البواب إلى أن الشركات اليوم تراجع قرارها أكثر من مرة لناحية الارسال من عدمه خاصة وأن الوضع الأمني الحالي فرض عليها أن تتحمل هي الخسائر.   المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • الأثر العالمي لطوفان الأقصى
  • شركات لبنان الخاصة في أتون الحرب: خطط للصمود.. ولكن!
  • "نيويورك تايمز" ترصد تأثيرات صراع الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي
  • طريقة عمل بسكويت التمر بالمنزل
  • في يومه العالمي.. المُعلم وريث الأنبياء ومُحارب الشيطان في الإسلام
  • بمتابعة الحويج.. اللجنة التحضيرية للاقتصاد الأخضر تختتم اجتماعها الرابع
  • انطلاق «الذيد للتمور 2024» بمشاركة واسعة من المزارعين
  • «الذيد للتمور» يستقبل زواره بسوق مفتوح لأجود الأنواع
  • في اليوم العالمي لها.. حيوانات شكلها «كيوت» لكنها مفترسة وقاتلة
  • خامنئي: ما قامت به القوات المسلحة اقل جزاء للكيان الصهيوني ولكن لن نتأخر ولن نتسرع