الأسبوع:
2025-02-23@05:14:14 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تقع مصر فيما يسمى بحزام التمور العالمي، وهى المنطقة التى تمتد من الخليج العربي شرقًا حتى المحيط الأطلنطي غربًا، وهى المنطقة الجغرافية التي تضم معظم دول الوطن العربي مثل مصر والعراق والسعودية والإمارات والسودان والجزائر وتونس والمغرب، حيث تُعتبر من المناطق الصحراوية الملائمة جغرافيًا ومناخيًا لزراعة أشجار النخيل، والتي تتميز بارتفاع درجة الحرارة وطبيعة التربة الرملية الخصبة، وهى من العوامل التي تساعد على نمو الأشجار ونضج محصول التمر.

كما تُعَد شجرة النخيل من الأشجار الطيبة، حيث تتميز بإنتاجيتها العالية وبقيمتها الغذائية الكبيرة وانخفاض تكاليف إنتاجها مقارنةً بمحاصيل أخرى. وفي هذا التوقيت من كل عام تشهد مصر انطلاق موسم حصاد وجني التمر، وهو بمثابة مهرجان زراعي سنوي، خاصة بتلك المحافظات التي تشتهر بزراعة أشجار النخيل وإنتاج التمور وعلى رأسها محافظات الجيزة والوادي الجديد والبحيرة والشرقية والفيوم وأسوان ومطروح. كما أنه حرصتِ الدولة على التوسع في زراعة أشجار النخيل خاصة في منطقة توشكى وشرق العوينات بزراعة ما يقرب من ٢.٥ مليون شجرة نخيل. ولك أن تتخيل -عزيزي القارئ- أن مصر تتصدر إنتاج التمر عالميًا منذ عشرات السنين، حيث تنتج وحدها سنويًا ما يقرب من خُمس الإنتاج العالمي وربع الإنتاج العربي، وعلى الرغم من ذلك فإن حصة مصر التصديرية من التمر لا تتجاوز ١.٥% من إجمالي تصدير الحاصلات الزراعية مقارنةً بالموالح والخضراوات، وأن حصتها بالسوق العالمي للتمور لا تتعدى ٣% من حيث الكمية، ولا تتجاوز ٢.٥% من حيث العائد بالدولار، وهو ما يعني أن هناك فرصًا تسويقية كبيرة وضائعة ومهدرة بمليارات الدولارات، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة البحث في أسباب تراجع حصة التمور المصرية بالسوق العالمي، رغم ضخامة حجم الإنتاج وتوافر جميع المقومات الأخرى لأن تحتل التمور المصرية موقعًا أفضل من ذلك بكثير عالميًا، وضرورة التفكير في كيفية النهوض والاستثمار بهذه الثروة الزراعية الواعدة قليلة التكاليف وعظيمة العائد، حيث إن هناك ٦٠ صناعة أخرى ترتبط بالتمر وأشجار النخيل إذا ما تحدثنا عن صناعة المنتجات المشتقة من التمور مثل السكر ودبس التمر والمربى ومسحوق وخل التمر وغيرها، إضافة للصناعات العديدة الأخرى من مشتقات التمر مثل النوى وجريد وجذوع أشجار النخيل. والحقيقة أن هناك بالفعل العديد من الدراسات التي تناولت أسباب تراجع هذه الصناعة بالسوق العالمي، وحاولت تلك الدراسات تسليط الضوء على أهم المعوقات، وكانت أهم النتائج تتركز في افتقار هذه الصناعة للاحترافية بجميع مراحلها بدايةً من الزراعة والإنتاج ومرورًا بالطرق الحديثة للحصاد والجمع والتخزين حتى عملية التسويق. حيث أوضحتِ الدراسات أنه لابد من تحسين جودة الإنتاج عن طريق إحلال وزراعة الأصناف المطلوبة بالسوق العالمي، ومكافحة إصابة النخيل بالسوس، وضرورة تفعيل دور الجمعيات الزراعية، وتدريب العمالة خاصة وقت الحصاد، والتوسع في إنشاء المصانع والمجمعات والمبردات لاستيعاب الإنتاج الضخم وتقليل نسبة الفاقد والسعي لاعتمادها تصديريًا، حيث لا يزيد عدد المصانع والمجمعات المعتمدة للتصدير على ٥٠ من أصل ٢٠٠ مصنع، وضرورة الاستثمار في تصنيع منتجات مشتقات التمور لزيادة قيمتها وفتح أسواق جديدة عالميًا. فهناك بعض الدول بمنطقة حزام التمور مثل السعودية والإمارات والعراق والمغرب والتي أعطت هذه الصناعة اهتمامًا كبيرًا واستطاعت أن تغزو بمنتجاتها الأسواق العالمية والوصول لأسواق بعيدة مثل دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، وحرصت تلك الدول على تطوير استراتيچيات تسويقية وترويجية احترافية، والعناية بجميع هذه الصناعة بداية من الإنتاج وانتهاءً بدراسة حاجات ورغبات المستهلك بالأسواق المستهدفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أشجار النخیل هذه الصناعة

إقرأ أيضاً:

سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!

جيد أن يتحول إشباع رغبة تعظيم النفوذ والوصول للسلطة من استخدام القوة وإشعال الحروب إلى إبهار الناس وكسب المؤيدين عبر مشاريع "الإعمار" والاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بها، وجميل أن تشهد البلاد تنفيذ مشروعات غربا وشرقا، ويحل البناء والتشييد محل الهدم والدمار، وإني لا أجد غضاضة في أن يكون لبنغازي ملعب حديث أو في طرابلس طريق دائري ثالث طويل، بل هما إضافة، ولكن!

ينبغي أن لا يجرنا الابتهاج بالمشروعات الجديدة بعيدا عن التقدير الصائب للأمور والفهم الصحيح لعملية التنمية الشاملة، وسيكون نوعا من التضليل الإصرار على إطلاق مسمى الإعمار على ما نراه من مشروعات.

ينبغي أن يقوم الإعمار على أرضية صلبة مستقرة، وأن يتأسس وفق منهجية صحيحة، فالإعمار له شروطه ومرتكزاته، ولك أن تكتب أخي القارئ عبارة "مفهوم الإعمار" في محرك البحث "غوغل" لتطلع على بعض ما أعنيه، فالإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.

الإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.

هناك قرى وأحياء في بعض مناطق الجنوب، على سبيل المثال، تفتقر إلى أبسط أساسيات العيش وتواجه ظروفا حياتية بائسة، لكنها خارج دائرة الاهتمام، والسبب ليس فقط أمني أو لوجستي، بل أيضا لأنها  تتطلب جهدا ووقتا في مقابل مردود قليل بالحساب السياسي، ذلك أن الجنوب لا يمثل في ميزان التنافس ثقلا كما يمثل الغرب والشرق، والتمييز يظهر حتى بين مدن الغرب والشرق، فما تحظى به المدن الكبرى لا يتوفر لتلك الأقل في عدد السكان والوزن السياسي والاقتصادي.

ويظهر على تنفيذ المشروعات الاستعجال كما تغيب اشتراطات مهمة في التعاقدات الأمر الذي ينتهي بها إلى نتائج غير إيجابية على صعيد التكلفة والجودة، دع عنك الفساد الذي يعشش عندما تتعطل أو تتعثر الدورة الصحيحة للتعاقد والتنفيذ والتقويم.

هناك أيضا مشكلة الاستنساخ الأعمى والانغماس في البهرج على حساب المضون، والاحتفاء بالمظهر أكثر من الغاية والهدف، وهي آفة لن تتسبب في هدر الاموال فحسب، بل تفسد العقول وتجعلها أسيرة ما تراه حولها من تكلف زائد وترف مفسد.

إن من أخطر ما يواجه البلدان التي مرت بفترات تخلف على مستوى الإدارة العامة، وواجهت ازمات سياسية وأمنية كشفت عوار التخلف، أنها تُدفع إلى مسارات بعيدة عن المأسسة والمؤسساتية، وما نراه من توجهات قائمة يؤكد هذا الافتراض، ولو أن مشروعات وبرامج وطنية كبرى من مثل الدستور ونظام الحكم والمؤسسات الفاعلة وسيادة القانون ومجابهة الفساد والإصلاح الاقتصادي القائم على رؤية استراتيجية وتطوير قطاعي التعليم والصحة لقيت احتفاء واهتماما من المسؤولين وكانت مطلبا أساسيا يتحرك لأجله الجموع، لتحقق الإعمار بمفهومه الصحيح، وما يقلقني أننا بالترتيب الخاطئ للمسارات والغفلة عن الأولويات نكون كمن يبني على "شفا جرف هار"، قد يأتي على ما أنجز في أول هزة لا سامح الله.

إننا مجتمع عانى من الحرمان وعايش أوقاتا وظروفا صعبة جدا ومُورس عليه التجهيل وتزييف الوعي فانحرفت عنده المفاهيم، وعندما تضيف إلى ما سبق سلوك طابور المتعاقبين على كرسي السلطة الذين يفسدون ولا يصلحون وياخذون ولا يعطون ينتهي الحال بالمواطن إلى تقديس المسؤول الذي يقدم له خدمة أو يحقق له مصلحة أو تنفذ على يديه بعض المشروعات، وهي من المترض حقوق ملزم من تولى أمرهم بها، لا يقابلها بالضرورة مدح ولا تهليل.

الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.الإعمار الحقيقي يهتم بالإنسان باعتباره مرتكز التغيير وأداة التطوير ومحرك الإصلاح، ويلاحظ المتابع المدقق أن عقول وتفكير المعنيين بمشروعات التنفيذية مرتهنة إلى "الأسمنت والحديد" ومظاهر التجميل المكملة، ولم استمع إلى حديث رصين عن قيمة الإنسان في التنمية والإعمار، وطرح جاد عن سمات وخصائص العنصر البشري الفعال، التي يفتقرها إليها شريحة واسعة من الليبيين، وكيفية غرسها فيهم عبر خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وهذا كافي للحكم بأننا مانزال تائهون عن الإعمار.

فلنفرح بملاعب القدم والطرق والكباري وغيرها من مشاريع البناء، لكن لا نتوقف عندها لتكون بالنسبة لنا هي معيار التقدم والازدهار، ولنبتهج بالزينة والأفراح، على أن لا تكون نهاية المطاف عندنا، ولنعي أنه ما لم تستقم القاطرة على سكة البناء المؤسسي بمفهومه الواسع والدقيق، ويكون المواطن الليبي الواعي والمسؤول والمدرب والمبادر هوي الغاية الأولى في مشروعاتنا وبرامجنا فنحن لا نسير في خط مستقيم صوب الاستقرار والإعمار.

مقالات مشابهة

  • من مصر لكل العالم.. مهرجان «التمور» الدولي لكل الأذواق
  • محمود حسن: مهرجان القاهرة الدولي للتمور يجمع كبرى الشركات والمنتجات المبتكرة
  • استعدادا لرمضان.. تفاصيل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للتمور
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 5 ملايين جنيه
  • ‏وفد وزارة الخارجية الليبية يمثل ليبيا في المؤتمر الوزاري العالمي بمراكش المغربية
  • المغرب يواصل تألقه العالمي ويعزز تفوقه في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025
  • ضبط عملات أجنبية بقيمة 10 ملايين جنيه بالسوق السوداء
  • ضبط 9 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء
  • العراق يتطلع إلى عرش التمور بالعالم بعد إطلاق إستراتيجية جديدة لزراعة النخيل