الأسبوع:
2025-01-21@01:40:45 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مصر تتصدّر العالم.. ولكن!!

تقع مصر فيما يسمى بحزام التمور العالمي، وهى المنطقة التى تمتد من الخليج العربي شرقًا حتى المحيط الأطلنطي غربًا، وهى المنطقة الجغرافية التي تضم معظم دول الوطن العربي مثل مصر والعراق والسعودية والإمارات والسودان والجزائر وتونس والمغرب، حيث تُعتبر من المناطق الصحراوية الملائمة جغرافيًا ومناخيًا لزراعة أشجار النخيل، والتي تتميز بارتفاع درجة الحرارة وطبيعة التربة الرملية الخصبة، وهى من العوامل التي تساعد على نمو الأشجار ونضج محصول التمر.

كما تُعَد شجرة النخيل من الأشجار الطيبة، حيث تتميز بإنتاجيتها العالية وبقيمتها الغذائية الكبيرة وانخفاض تكاليف إنتاجها مقارنةً بمحاصيل أخرى. وفي هذا التوقيت من كل عام تشهد مصر انطلاق موسم حصاد وجني التمر، وهو بمثابة مهرجان زراعي سنوي، خاصة بتلك المحافظات التي تشتهر بزراعة أشجار النخيل وإنتاج التمور وعلى رأسها محافظات الجيزة والوادي الجديد والبحيرة والشرقية والفيوم وأسوان ومطروح. كما أنه حرصتِ الدولة على التوسع في زراعة أشجار النخيل خاصة في منطقة توشكى وشرق العوينات بزراعة ما يقرب من ٢.٥ مليون شجرة نخيل. ولك أن تتخيل -عزيزي القارئ- أن مصر تتصدر إنتاج التمر عالميًا منذ عشرات السنين، حيث تنتج وحدها سنويًا ما يقرب من خُمس الإنتاج العالمي وربع الإنتاج العربي، وعلى الرغم من ذلك فإن حصة مصر التصديرية من التمر لا تتجاوز ١.٥% من إجمالي تصدير الحاصلات الزراعية مقارنةً بالموالح والخضراوات، وأن حصتها بالسوق العالمي للتمور لا تتعدى ٣% من حيث الكمية، ولا تتجاوز ٢.٥% من حيث العائد بالدولار، وهو ما يعني أن هناك فرصًا تسويقية كبيرة وضائعة ومهدرة بمليارات الدولارات، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة البحث في أسباب تراجع حصة التمور المصرية بالسوق العالمي، رغم ضخامة حجم الإنتاج وتوافر جميع المقومات الأخرى لأن تحتل التمور المصرية موقعًا أفضل من ذلك بكثير عالميًا، وضرورة التفكير في كيفية النهوض والاستثمار بهذه الثروة الزراعية الواعدة قليلة التكاليف وعظيمة العائد، حيث إن هناك ٦٠ صناعة أخرى ترتبط بالتمر وأشجار النخيل إذا ما تحدثنا عن صناعة المنتجات المشتقة من التمور مثل السكر ودبس التمر والمربى ومسحوق وخل التمر وغيرها، إضافة للصناعات العديدة الأخرى من مشتقات التمر مثل النوى وجريد وجذوع أشجار النخيل. والحقيقة أن هناك بالفعل العديد من الدراسات التي تناولت أسباب تراجع هذه الصناعة بالسوق العالمي، وحاولت تلك الدراسات تسليط الضوء على أهم المعوقات، وكانت أهم النتائج تتركز في افتقار هذه الصناعة للاحترافية بجميع مراحلها بدايةً من الزراعة والإنتاج ومرورًا بالطرق الحديثة للحصاد والجمع والتخزين حتى عملية التسويق. حيث أوضحتِ الدراسات أنه لابد من تحسين جودة الإنتاج عن طريق إحلال وزراعة الأصناف المطلوبة بالسوق العالمي، ومكافحة إصابة النخيل بالسوس، وضرورة تفعيل دور الجمعيات الزراعية، وتدريب العمالة خاصة وقت الحصاد، والتوسع في إنشاء المصانع والمجمعات والمبردات لاستيعاب الإنتاج الضخم وتقليل نسبة الفاقد والسعي لاعتمادها تصديريًا، حيث لا يزيد عدد المصانع والمجمعات المعتمدة للتصدير على ٥٠ من أصل ٢٠٠ مصنع، وضرورة الاستثمار في تصنيع منتجات مشتقات التمور لزيادة قيمتها وفتح أسواق جديدة عالميًا. فهناك بعض الدول بمنطقة حزام التمور مثل السعودية والإمارات والعراق والمغرب والتي أعطت هذه الصناعة اهتمامًا كبيرًا واستطاعت أن تغزو بمنتجاتها الأسواق العالمية والوصول لأسواق بعيدة مثل دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، وحرصت تلك الدول على تطوير استراتيچيات تسويقية وترويجية احترافية، والعناية بجميع هذه الصناعة بداية من الإنتاج وانتهاءً بدراسة حاجات ورغبات المستهلك بالأسواق المستهدفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أشجار النخیل هذه الصناعة

إقرأ أيضاً:

اليمن رُمَّانةُ الميزان ولكن..

أشرف ماضي*

رسالة من قاهرة المعز لدين الله إلى صنعاء الصمود والتحدي وإلى جهاز الأمن والمخابرات اليمانية:

لا شك ولا جدال ولا ريب في أننا معشر الصحفيين والكتاب والسياسيين وأصحاب القاعدة الجماهيرية في مصر أصبحنا نحب ونعشق اليمن وأهله الأحرار الشرفاء بعد ما قاموا به في طوفان الأقصى من إسناد لغزة التي خذلها العرب، ناهيك عن نجاح صنعاء في مكافحة الإرهاب والتكفيريين والتصدي للمرتزِقة على مدار عشر سنوات.

ومن هذه المحبة أصبح الكثير مهتمًّا ويخشى على اليمن من شر شياطين الإنس والجن، وَمن بين هؤلاء الزميل المصري سامح عسكر، سفير السلام وعضو منظمة بالأمم المتحدة، وهو روائي وباحث تاريخي وفلسفي ومحاضر ومؤلف العديد من الكتب ضد الطائفية والعنصرية، ويُصنف ككاتب ليبرالى، حَيثُ كتب مقالًا عن اليمن يكتب بماء الذهب، وسوف أنقل لكم ما قاله عسكر: “إن ظهور اليمن على الساحة، وانخراطها بشكل مباشر في المعركة ضد “إسرائيل” في سيناريو لم يكن أكثر المتشائمين الصهاينة يتوقونه؛ فدخول اليمن ساحة الصراع أكسب العرب والفلسطينيين بُعدًا جغرافيًّا كَبيرًا، وموقعًا استراتيجيًّا هامًّا في واحدة من أهم مضايق العالم، لطالما سعى الصهاينة وأمريكا للسيطرة عليه، مع طبيعة شعبيّة وثقافية وطبوغرافيا أرضية تجعل من الصعوبة السيطرة على هذا المكان وتوجيهه”.

دائمًا السياسة الدولية تركز على ثنائية (السيطرة والتوجيه) فبالسيطرة يضمنون تأمين المخاطر، وبالتوجيه يضمنون المصالح؛ فالولايات المتحدة و”إسرائيل” لم يحصلوا على الاثنين، في اليمن، فلا هم نجحوا في تأمين خطر اليمن عليهم، ولا هم قادرين على توجيه اليمنيين لصالحهم.

لذلك أتوقع في الشهور والسنوات المقبلة، أن يلعب الموساد، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية دورًا مهمًّا في اليمن للحصول على أية معلومة تمكّنهم من تأمين المخاطر أَو توجيه الشعب اليمني لصالحهم.

من الآن فليستعد اليمنيون لأقوى حملة تخابر ربما أكثر من التي تعرض لها حزب الله منذ عام 2006 حتى الآن وتسببت في القضاء على قيادات الصف الأول، وإرهاب عناصره بتفجيرات تقنية متطورة كحادثة البيجر، وغيرها.

ولولا قوة وصلابة جنود الحزب وتسليحهم المتطور لتم القضاء على المقاومة اللبنانية في ظرف أَيَّـام قليلة.

اليمن بركان نائم، على رأي أُستاذنا هيكل -رحمه الله- وبطوفان الأقصى وإبادة شعب ‎غزة يجري إيقاظ ذلك البركان ليَلتهم في طريقه أعداء العرب والاستعمار الغربي؛ فالشعب هناك معادٍ لكل ما يمُتُّ لـ “إسرائيل” بصلة وفي مقدمة هؤلاء أمريكا، ودخولُ اليمنيين الحرب بهذه القوة غير المتوقعة خسارةٌ كبيرةٌ لـ “إسرائيل” التي ستفكِّرُ ألفَ مرة مقدمًا قبل الاعتداء على غزة مرة أُخرى أَو أي بلد عربي.

لذلك، وحتى لا يقع اليمنيون فريسة سهلة للمخابرات الغربية المقبلة، فعليهم دراسة تجربة لبنان وكيفية اختراق الحزب.

لبنان بلد سياحي؛ ولأنه تأثر بالحرب السورية التي نشطت فيها كُـلّ مخابرات العالم، كانت لبنان مناسبة جِـدًّا لعمل الجواسيس من ناحية حرية الحركة، ومع أن اليمن وضعها مختلف، ولا أظن أن بإمْكَان الغرب اختراقها بسهولة، ولكنهم سيفكرون حتمًا بطرق مختلفة، وغير متوقعة ومناسبة لأوضاع اليمنيين؛ لذلك أقترحُ عليهم الآتي:

1- الانفتاح على روسيا والصين، وطلب المساعدة في حملة التخابر الغربية المقبلة، وتزويد اليمنيين بأجهزة متطوَّرة وأساليب استخباراتية عصرية.

2- عدم الثقة في بعض الدولة الشقيقة؛ لأنها قد تكون مخترقة.

3- دراسة أُسلُـوب المخابرات المصرية، ومن ذلك الانفتاح على الجواسيس لطمأنتهم بغرض الحصول على معلومات مشغليهم، وهو أُسلُـوب خداع اشتهرت به مصر ضد “إسرائيل” كان يعتمد على مواجهة الجاسوس بجاسوسية أكبر، وهذا يتطلب عدم التسرع في القبض على الجواسيس، وتوفير أكبر قدر من الهدوء والثقة ليعمل الجاسوس مطمئنًا، مع قدرة على التحكم والتوجيه في ذات الوقت.

4- الانفتاح على الدول العربية دبلوماسيًّا، وهذا سيعطي حصانة لليمن في هذه الدول من أساليب الاختراق خشية توتير علاقتهم مع اليمنيين.

* كاتب مصري

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس
  • ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 7 ملايين جنيه
  • اليمن في قلب النظام العالمي الجديد
  • 2.3 % ارتفاعًا في أسعار الفضة بالسوق المحلية
  • اتحاد الدراجات يتعاقد مع المدرب العالمي ريتشارد وولز
  • وزير الاستثمار: مشاركة المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي تنطلق من مكانتها كواحدةٍ من أكبر عشرين اقتصادًا في العالم
  • ديالى تخرج كنوزها من التمور في الشتاء.. كيف يبقى البرحي والبريم طازجاً؟
  • اليمن رُمَّانةُ الميزان ولكن..
  • النظام العالمي المستقر انتهى.. فما التالي؟
  • ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 15 مليون جنيه