الأسبوع:
2024-11-23@10:56:19 GMT

رمانة الميزان.. !!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

رمانة الميزان.. !!

في الحياة هناك دائمًا تلك المساحة الوسيطة بين كل نقيضين، بين اليمين واليسار، بين الفقر والغنى، بين التأييد المُطلق والمعارضة غير الواعية، بين التزيُّد والتسيُّب، بين الأصالة والحداثة، ولكن حين غُيِّبَت تلك المنطقة عن واقعنا المعاصر سقطنا جميعًا في فخ التعصب بدرجات متفاوتة. حين غابت أو تآكلتِ الطبقة الوسطى انفصل الناس كما ينفصل الزيت عن الماء، فلا يمتزجان.

كانت تلك الطبقة الوسطية اقتصاديًا واجتماعيًا وفكريًا هى رمانة الميزان بين طرفَي المعادلة، كانتِ الضامن الوحيد للتقريب بين وجهات النظر، والوصول إلى مساحة مشتركة تتسع للجميع. حين تلاشت تلك الطبقة بفعل سنوات التأرجح الأخيرة تحوَّل المجتمع إلى طبقتين فقط على طرفَي معادلة الحياة، فلا يلتقيان ولا يتفقان. أن لا تكون معي فأنت ضدي، أهلي وزمالك، ساحل ومسحول، وطني وخائن، هكذا أصبحت معادلات حياتنا على كل المستويات، لا وجود للطبقة الوسطى التي تربط بين أجزاء المجتمع. اختفى صوت العقل والهدوء وزاد الصراخ، كل طرف يرى أنه يمتلك الصواب وحده وأن الآخر لا يفهم شيئًا. غابتِ الوسطية حتى فى الشكل العام للناس وملابسهم وطريقة كلامهم، بين لغة عربية يتحدث بها القلة، وبين لغة (فرانكو) مستغرِبة، واندثرت أو كادت تندثر تلك العامية الراقية التي كانت سائدة بين المصريين من قبل. فى الفن والفكر والثقافة ستجد هذا الأثر قويًا، فإما أن تكون في حاضنة (بيكا) وأشباهه أو تظل متمسكًا بما كان موجودًا قبل عشرات السنين، لا وجود للرابط الذى يقرب المسافة، ويمزج الحديث بالقديم، فيستفيد بإمكانيات العصر، ويقدم إبداعًا يحترم عقل الناس وقيم المجتمع فى ذات التوقيت. جيل يُخاطب نفسه فوق المنصات والغرف المغلقة، وجيل شاب لا يعنيه ما يقولون وإنما يعيش وفق هواه دون جذور، لا وجود لجيل الوسط الذى كان قادرًا على تضييق فجوة الأجيال المزمنة. حين أصبحنا على أطراف المعادلة، زاد الصراخ والتعصب بل والشجار الذى يصل أحيانًا إلى أقصى درجات التكفير والتخوين وقطع الأرحام وخسارة الأصدقاء، فقط لأننا أهملنا تلك المساحة التى كان يمكن أن نلتقي جميعًا فوقها، هناك فى براح المنتصف الآمن الذي قد يتسع لكل الأفكار والمستويات دون تمييز. دعوة للهدوء والبعد عن الأطراف والعودة لمنطقة الدفء بين الناس، حتى يسود المجتمع درجة من التراحم والتكافل والتقارب الفكري القائم على التنوع دون تعصب أو احتداد، قرّبوا بين الأجيال والأفكار والاتجاهات، ففى النهاية كلنا مصريون، وكلنا مسئولون عن هذا الوطن، ليس كل مَن يصفق (مُغرض)، ولا كل مَن ينتقد (خائن)، ليس كل جديد (صالحًا) ولا كل قديم (طالحًا). نحن نسقط بإرادتنا فى دوامة العنصرية والتعصب دون سبب، وسننسى يومًا كيف كنا قبل سنوات مضت، وكيف حملت تلك الطبقة المتوسطة راية الإبداع والفكر والتنوير وربطت بين جنبات المجتمع وطبقاته المختلفة، كيف كنا أسوياء ولكننا اليوم تُهنا.. حفظ الله بلادنا الطيبة من التمييز والتشتت والفُرقة. حفظ الله الوطن الأبي الغالي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

موظفاً وموظفة في شرطة دبي ضمن الفوج الـ 18 لأداء العمرة

 

انطلق 47 معتمراً من موظفي وموظفات شرطة دبي؛ لأداء العمرة في الأراضي المقدسة، وذلك ضمن الفوج الـ 18 للرحلات الدينية التي تُنظمها الإدارة العامة لإسعاد المجتمع؛ لتعزيز الوازع الديني والأخلاقي، ورفع نسبة السعادة لدى الموظفين.

وبتعليمات من العميد علي المنصوري مدير الإدارة العامة لإسعاد المجتمع، ودَّعَ المُقدم عبد الله طارش العميمي مدير إدارة الشؤون الإدارية في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع، والمُقدم بشر سعيد المهيري مدير إدارة أمن المبنى رقم (1) في الإدارة العامة لأمن مطارات دبي، والملازم أول أحمد خليفة المزروعي رئيس قسم الشؤون الإسلامية والتسامح بإدارة التوعية الأمنية، الموظفين والموظفات المُتجهين إلى رحلة العمرة.
وأكد الملازم أول أحمد خليفة المزروعي أن رحلة العمرة المُخصصة للموظفين تأتي بناءً على توجيهات القيادة العامة لشرطة دبي، وفي إطار الحرص الدائم على تطبيق المبادرات الإنسانية التي تعزز السعادة لدى الموظفين، وتُمكنهم من زيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة.

وبيَّنَ أنَّ الفوج الـ (18) هو الأخير لهذا العام 2024، والذي استهدف موظفين من عدَّة إدارات عامة ومراكز شرطة؛ كالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، والإدارة العامة للشؤون الإدارية، والإدارة العامة للمالية، والإدارة العامة للتدريب، وأكاديمية شرطة دبي، ومركز شرطة الخيالة، ومركز شرطة الفقع، ومركز شرطة لهباب، ومركز بطاقة إسعاد، مكاتب التطوير المؤسسي، لافتاً إلى أنَّ العمرة ستكون مدتها 6 أيام موزعة بين مكة المكرمة والمدينة النبوية، مُتمنياً لهم التوفيق.

وقبل مغادرتهم، عبر الموظفون المعتَمِرون عن عميق سعادتهم وشكرهم للقيادة العامة لشرطة دبي على إتاحة هذه الفرصة الغالية على قلوبهم لأداء مناسك العمرة.


مقالات مشابهة

  • زهيو: الاستحقاق البلدي يحرج الطبقة السياسية ويؤكد إمكانية إجراء انتخابات وطنية
  • حظك اليوم برج الميزان السبت 23 نوفمبر.. اهتم بصحتك
  • حظك اليوم برج الميزان الجمعة 22 نوفمبر.. ثق في قراراتك
  • الصفدي: المجتمع الدولي فشل في وقف العدوان على غزة
  • تأملات قرآنية
  • موظفاً وموظفة في شرطة دبي ضمن الفوج الـ 18 لأداء العمرة
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • ترقية بالعمل في انتظارك.. برج الميزان وحظك اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024
  • كريمة أبو العينين تكتب: اغسل قلبك
  • شرطة دبي تحتفي باليوم العالمي للعلوم