الأسبوع:
2025-03-04@06:15:37 GMT

مبادرة «مالك عقار» والجدل السياسي

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مبادرة «مالك عقار» والجدل السياسي

طرح نائب رئيس مجلس السيادة السوداني «مالك عقار» مبادرةً للحل السياسي في البلاد، أطلق عليها «خريطة طريق لما بعد الحرب»، وتضمنت خارطة الطريق تشكيل حكومة مؤقتة تتولى تنفيذ مهمتين، هما: تقديم الخدمات وإعادة تعمير ما دمَّرته الحرب، والعمل مع القوى السياسية لهيكلة وتأسيس الدولة والتحضير لمؤتمر تأسيسي ودستوري يقود لإجراء الانتخابات والتبادل السلمي للسلطة.

واعتبر «عقار» أن قوات الدعم السريع لا يمكنها أن تكون إلى جانب الجيش السوداني في الفترة القادمة، لأنه لا يوجد دولة في العالم بجيشين. وتضمنت مبادرة نائب رئيس مجلس السيادة سبع رسائل لقيادات الدعم السريع، طالبهم فيها بوقف الحرب، والتوقف عن الجرائم ضد السودانيين، ورسالة ثانية للحزب الحاكم سابقًا «المؤتمر الوطني»، والتيار الإسلامي، وطالبهم بمراجعة ونقد تجربتهم.. معتبرًا أن بضاعتهم انتهت صلاحيتها، وإن كان لا يوجد أحد يملك التشكيك في وطنيتهم، أو عزلهم عن المجتمع. وجاءتِ الرسالة الثالثة غاضبة تجاه المجتمع الدولي الذي تقاعس عن مساعدة الشعب السوداني، وتقديم يد العون والمساعدة له. وشدد «عقار» على موقف مجلس السيادة والجيش السوداني من الأمم المتحدة والتعاون معها، مع رفض التعاون مع مبعوثها «فولكر بريتس»، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتغيير «بريتس»، وإحلال شخص آخر محله يكون أكثر حيادية. وقد أثارت مبادرة «عقار» موجة من الانتقادات الحادة من رموز المؤتمر الوطني، الذين عابوا عليه اتهامهم بالتفريط في جنوب السودان، وفصله عن البلاد في الوقت الذي كان هو يقاتل فيه مع أبناء الجنوب مطالبًا بالانفصال، وقالوا إن عقار حارب الجيش السوداني أكثر من أربعين عامًا ساهمت في فصل جنوب السودان، ثم جاء اليوم ليحمِّلنا نحن مسئولية فصل الجنوب على الرغم من أن أبناء الجنوب اختاروا الاستقلال عن السودان طبقًا لاستفتاء تجاوزت نسبة الموافقين على الانقسام فيه 99%. كما أن خروج قيادات المؤتمر الوطني من السجون جاء بعد حالة الفوضى وسيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم وكل سجونها. وفيما رفضت قيادات التمرد «الدعم السريع» مبادرة «مالك عقار» جملة وتفصيلًا، وقال يوسف عزت (مستشار حميدتي) إننا لا نعترف بمالك عقار ولا بمجلس السيادة، اعترضت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي على الكثير من النقاط في مبادرة «عقار»، حيث أوضح القيادي بقوى الحرية والتغيير بابكر فيصل أنهم يختلفون مع «عقار» في طرحه الداعي لتشكيل حكومة مؤقتة لتسيير دولاب الدولة، قائلًا إن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيؤدي لإطالة أمد الحرب ويعوق جهود الوصول لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة. وأشار إلى أن التحالف كذلك يختلف مع نائب رئيس مجلس السيادة في طرحه المنادي بإرجاء العملية السياسية إلى ما بعد الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، ويرى أن يتم تشكيل الجبهة المدنية العريضة وشروعها في نقاش الرؤية المفضية للعملية السياسية بالتزامن مع مفاوضات العسكريين حول وقف العدائيات. ويبقى أن كثرة مبادرات الخارج والداخل لحل الأزمة في السودان، تفتقد أهميتها، لأنها طُرحت أثناء حرب مدمرة لا تُبقي ولا تذر، وهو ما يعني أن توقيت الطرح لجميع هذه المبادرات كان خاطئًا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجلس السیادة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«الشيوعي السوداني» يحذر من تبعات محاولات طرفي الحرب لتشكيل حكومات

الحزب الشيوعي السوداني، أكد أن حكومة بورتسودان ومجموعة نيروبي تفتقران للتفويض الجماهيري كضرورة أساسية للحصول على الشرعية الدستورية.

الخرطوم: التغيير

حذر الحزب الشيوعي السوداني، من أن محاولات طرفي الحرب في البلاد لتشكيل حكومتين؛ ستقود إلى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن، وأكد أنه لا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023م.

وأجرى مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تعديلات على الوثيقة الدستورية بما يتيح لحكومته مزيداً من الهيمنة، فيما وقعت قوات الدعم السريع رفقة مجموعات سياسية وحركات مسلحة ميثاقاً في نيروبي يمهد لتشكيل حكومة موازية.

افتقار للتفويض

وكرّر المكتب السياسي للحزب الشيوعي في بيان صحفي، موقف الحزب الثابت الرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول.

وكذلك أعلن رفضه محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعى لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأكد الحزب الشيوعي أن الجهتين المذكورتين تفتقران للتفويض الجماهيري المطلوب من قبل الشعب كضرورة أساسية للحصول على الشرعية الدستورية.

واعتبر الحزب أن طرفي النزاع هما وجهان لعملة واحدة. وأنهما مسؤولان بالتضامن والانفراد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في دارفور، وهما مسؤولان عن تفجر الكارثة الإنسانية هناك في العام 2003، التي نتجت عنها جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب إلى جانب ارتكاب الانتهاكات الواسعة والممنهجة في بقية أنحاء البلاد من بينها مجزرة القيادة العامة في الخرطوم.

وقال البيان، إن طرفي الحرب أيضاً شريكان في إجهاض وتقويض العدالة بتقاعسهما عن ملاحقة المتورطين في ارتكاب المجازر والانتهاكات واسعة النطاق؛ ولجوئهما إلى تكوين لجان تحقيق صورية عديمة الصلاحية والقدرة على الوصول إلى نتائج وتوصيات من شأنها تحقيق العدالة بهدف تضليل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وتضليل الضحايا وذويهم، وكذلك بهدف قطع الطريق أمام اللجان الدولية المحايدة.

مفاقمة الأوضاع

وحذر الحزب من أن محاولات الطرفين وأعوانهما في الداخل والخارج  في تشكيل الحكومتين؛ ستقود إلى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن؛ من بينها زيادة الاستقطابات على أسس قبلية وجهوية في بلد تعاني فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد. كما تحمل الكثير من مجتمعاتها إرثاً ثقيلاً بسبب الصراعات القبلية والجهوية.

وأشار إلى أن سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مضطرون للتعايش مع سلطات الدعم السريع ولكنهم ليسوا خاضعين لها بكل تأكيد حيث لا يزال الملايين من ضحايا الجنجويد والدعم السريع يعانون من مهانة اللجوء والنزوح وهم ينتظرون تحقيق العدالة والانصاف.

وأضاف: “من الجانب الآخر فإن حكومة البرهان المرتقبة والتي ستتشكل من خصوم وأعداء الشعب؛ فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول والموالين لهم، الذين قطعوا الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وظلوا يخططون لتقسيم السودان تارة بـ( مثلث حمدي) و(دولة البحر والنهر) وتارة بضم ولايات سودانية إلى مصر! هؤلاء لن تقبل بهم جماهير الشعب السوداني وقواه الحية خاصة في ظل استمرار جذوة الثورة التي لا تزال متقدة رغم العثرات”.

وأكد الحزب أن إصرار طرفي الحرب على رفض الجلوس حول طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية والداخلية يعرض حياة أكثر من خمس وعشرين مليون شخص لخطر الموت جوعاً بسبب حرمانهم من الحصول على معينات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء. كما يزيد من معاناة أكثر من عشرة مليون سوداني من العالقين في مخيمات النزوح واللجوء.

وحمل الحزب البرهان والمليشيات التي تحارب معه من أنصار النظام المباد بمختلف مسمياتها، كما حمل الحزب مجموعة نيروبي الموالية للجنجويد المعروفة باسم مجموعة التأسيس، مسؤولية الانتهاكات التي ستشهدها مناطق سيطرة الدعم السريع وأي مناطق أخرى في البلاد باعتبارهم شركاء لمليشيا الجنجويد.

تنفيذ القرارات الدولية

وقال الحزب إنه يتابع مبادرات المؤسسات الإقليمية والدولية من بينها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان التي صدرت مع بداية هذا العام بخصوص الوضع في السودان، خاصةً فيما يتعلق بعدم الاعتراف بحكومة بورتسودان ورفض قيام أي حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها الدعم السريع.

وطالب الحزب، مع ذلك، بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات وتكرار التصريحات المصحوبة بالقلق، بدلاً عن إدانة وإلزام القوى الدولية والإقليمية الكف عن مد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية.

وقال إن المطلوب هو المضي قدماً في تطبيق وتنفيذ القرارات التي صدرت من المؤسسات المذكورة بشأن الوضع الكارثي في السودان  خاصةً حول وقف الحرب واتخاذ تدابير ملموسة بشأن حماية المدنيين ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور وتطبيق العدالة.

وأضاف أن مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية يتحمل مسؤوليته بالشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة عناصر حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وكذلك في مواجهة عناصر الدعم السريع وحلفائهم الجدد في مجموعة التأسيس التي انضمت لمليشيا الجنجويد في نيروبي.

ودعا الحزب جماهير الشعب السوداني وقواه الحية للتصدي لمحاولات طرفي الحرب وحلفائهم في الداخل والخارج والتي تسعى لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وتفتيت وحدة البلاد.

الوسومالحزب الشيوعي السوداني القوات المسلحة المحكمة الجنائية الدولية ثورة ديسمبر حكومة بورتسودان عبد الفتاح البرهان قوى الثورة مجموعة نيروبي محمد حمدان دقلو (حميدتي)

مقالات مشابهة

  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • «الشيوعي السوداني» يحذر من تبعات محاولات طرفي الحرب لتشكيل حكومات
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض