في أحد أيام أغسطس اتفقت الأسرتان على إتمام زفاف العروسين، وأقيم الاحتفال كالمعتاد حينئذ داخل المنزل، دون الحاجة إلى آلاف الجنيهات لحجز قاعة حفلات، وتمت الترتيبات بكل يسر، فلم يكن ذلك يتطلب إلا الاتفاق مع متعهد (الفراشة) لتعليق الزينات واللمبات، وتوفير المزيد من الكراسي والموائد تحسبا لعدم كفاية (صالونات) المنزل - كانت شقق الزمن الجميل في الغالب مكونة من صالة لا تقل مساحتها عن 30 مترا، فضلا عن 6 غرف على الأقل، وأسقف عالية تشعر سكانها بالبراح الشاسع، وإعداد (البوفيه) وتجهيزه بواسطة تريانون أو ديليس وهما أقدم وأشهر متخصصي الحلويات بالإسكندرية، وكان البعض يلجأ أحيانا إلى متعهد حفلات لتجهيز فقرات فنية، وفى اليوم الموعود يزدحم المكان بالورود المرسلة من الأصدقاء، فكانت الاحتفالات تلقائية وبسيطة في شكلها، عميقة في صدقها، حقيقية في فرحتها بلا تكلف أو مبالغة أو إفراط في التباهي بالمظاهر الاجتماعية.
وبدأت حياة أسرة صغيرة، زوجان من ذوى التعليم العالي يعملان بالقطاع الحكومي في زمن حفظ لموظف الدولة قيمته وهيبته واحترامه، ووفر له احتياجاته الحياتية، فسمح له بالقيام بمتطلبات وظيفته ثم العودة إلى منزله ليستمتع هانئا بحياته الاجتماعية، وفى نهاية الأسبوع يذهب للسينما أو المسرح أو أحد المطاعم للترفيه عن نفسه وأسرته، وقد يذهب لحضور حفل (الست) أم كلثوم في الخميس الأول من الشهر، ويستمتع بإجازة صيفية على شاطئ البحر حينما كان الموظف الحكومي قادرا على السفر للاصطياف سنويا.
كان الزوجان متطلعين بشوق وأمل إلى مرحلة جديدة من حياتهما، ومرت الأيام والسنوات، وزادت مسئولية تربية الأطفال وصعوباتها، وتوالت التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، وعانت الأسر المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من صعوبات معيشية وأزمات طاحنة، وعانى المواطن المصري من تبدُّل الأحوال ما بين هزيمة وانتصار، اشتراكية ورأسمالية، تأميم وخصخصة، تغير أنظمة الحكم، وبالرغم من كل التغييرات المتلاحقة استمرت هذه الأسرة في مسيرة حياتها، تقوم بواجبها تجاه أبنائها ومجتمعها ووطنها.
إنها مسيرة كفاح وحب وزواج و(عشرة) سنين طويلة لم تمنع تقدمها ما واجهته من أحزان وصعوبات ومشكلات وخلافات، لكنها للأسف انتهت.
لقد توقفت رحلة أسرتنا برحيلك يا أمي، نحن نحاول التعافي والاستمرار لكن قلوبنا مكسورة ونفوسنا حزينة يا ماما.
جزاك الله خيرا عنا يا ماماتي، وجعل إيمانك وجهدك وتعبك وصبرك وتضحياتك في ميزان حسناتك، حتى نلتقى لك منا حب وشوق وقبلات لا تنتهي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
قفز فوق القطار.. مأساة طفل حاول تقليد لعبة "Subway"
على طريقة لعبة "Subway" الشهيرة، أُصيب طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بجروح خطيرة مؤخراً، بعد سقوطه من فوق قطار أثناء ممارسته لما يُعرف بالتزلج على القطارات في مدينة نيويورك.
نجا بأعجوبةووفقاً لصحيفة "نيويورك بوست"،كان الصبي يعتلي سقف القطار بمحطة "111 ستريت" في حي كورونا بمنطقة كوينز، أثناء حركة المرور الصباحية الكثيفة.
وأثناء قيامه بهذا الفعل المتهور، فقد توازنه وسقط على القضبان الحديدية، لكنه نجا بأعجوبة من أن يصطدم بالقطار المتحرك.
تم نقل الطفل على الفور إلى مركز طبي متخصص، حيث وُصف وضعه في البداية بالحرج، قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن استقرار حالته، لكنه لا يزال في حالة خطيرة، ولم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة إصاباته أو حالته الصحية الدقيقة.
تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مأساة مماثلة وقعت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين لقيت مراهقة تبلغ من العمر 13 عاماً، حتفها أثناء محاولتها "ركوب الأمواج" فوق قطار في المحطة نفسها، بينما نجا رفيقها البالغ من العمر 14 عاماً بعد تعرضه لإصابات خطيرة.
وفي الشهر ذاته، فقد مراهق آخر حياته عند محطة "فورست أفينيو"، حيث قيل إن الحادث كان مرتبطاً بمحاولة تنفيذ تحدٍّ شائع على تطبيق "تيك توك".
ومع تصاعد هذه الحوادث الخطيرة، تدعو الجهات المختصة وأولياء الأمور إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع المراهقين من الانخراط في مثل هذه المغامرات التي قد تودي بحياتهم.