مثل الجميع كانت تمر بي فترات عصيبة في وظيفتي وأيام أضطر فيها إلى جر نفسي جرا إلى العمل، رغم أنني كنت أحب عملي جدا، فقد شغلت وظيفة مرموقة يحلم بها الكثيرون، وكان لديّ مكتب جميل اخترت أثاثه قطعة قطعة، وزملاء عمل رائعون يثرون حياتي كل يوم، ويملؤونها بهجة.
كانت بيئة العمل متجددة، ومتغيرة، مع اللجان الكثيرة التي كنت أشارك فيها داخل المؤسسة وخارجها، المهمات الرسمية الخارجية التي كانت بالفعل فرصة مثالية لكسب المهارات والمعارف، وكسر الروتين.
لكن كانت تمر علي أيام ألجأ فيها إلى تذكير نفسي بهذه النعم من حولي، ليس في حياتي المهنية فحسب، بل الحياة بجوانبها المختلفة، فمن السهل أن نتعود كبشر على النعم.
عندما كنت ألقي نظرة على حياتي كنت أرى أحلاما كانت قبل فترة قصيرة مستحيلة، كنت أعيشها على شكل واقع يومي، لكنها باتت من المسلمات التي لا نلقي لها أحيانا بالا، بدءا من شربة الماء المثلجة، في زجاجة نظيفة، تجعل حملها سهلا أينما ذهبت، إلى المنازل الواسعة المريحة التي لم يكن يحلم بها الملوك قبل عقود قريبة، بأثاثها المريح للنظر في الذي لا نكلف عناء ترتيبه، أو غسله حتى، وأثاث مريح، وأجهزة تنفذ المهام عليها في زمن قياسي بسهولة ويسر.
لهذا انتهجت استراتيجية كثيرا ما قرأت عنها، وسمعتها في المحاضرات والبرامج التدريبية التي كنت أشارك فيها، وهي (الامتنان) فكنت من اللحظة التي أخرج فيها من بيتي وأنا أحمد الله على كل ما يمر بي خلال يومي، بدءا من الخروج من المنزل الذي يتيح لي الذهاب للعمل، وكل منظر جميل أشاهده في طريقي، وموقف السيارة المظلل المخصص لي، والمصعد الكهربائي الذي ينقلني إلى مكتبي في ثوان معدودة، إلى استقبال الزملاء لي، انتهاء بمهام عملي التي كانت تتيح لي خدمة مجتمعي، وتنمية مهاراتي، وكسب مصدر
رزق يجعل حياتي أفضل، وهكذا حتى ينتهي يوم العمل، وكلما عادت بي الذاكرة خلال اليوم، أشكر الله، وبدون أن أشعر، يتحول يومي إلى يوم يشع بالطاقة، مليئا بالبهجة، أيا كانت المواقف الصعبة التي تمر بي.
لا شيء مثل الامتنان فعلا، قادر على تحويل الحياة إلى بهجة دائمة، وشعور دائم بالرضا فسبحان من وعد «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
السفير التركي بالقاهرة: حياتي تغيرت حينما رأيت أطفال غزة المصابين
قال السفير التركي بالقاهرة صالح موتلو شن، اليوم الأربعاء إنه سعيد بالاحتفال بيوم الطفولة التركي الذي يوافق الثالث والعشرين من أبريل في كل عام.
وأضاف السفير التركي بالقاهرة خلال كلمته في الاحتفال الذي نظمه بمحل إقامته في القاهرة أنه يتمنى نجاح وساطة مصر وقطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
ليهنأ الأطفال بالسعادة في غزة.
وأكد السفير موتلو شن، أن الأطفال في غزة يعيشون في عذاب وألم، وحينما رأيت بنفسي بعض أطفال غزة حينما وصلوا إلى مصر منهم من تلقى علاجه هنا وبعضهم سافر إلى أنقرة تغيرت خياتي اصبحت شخصا آخر.
وأشار السفير التركي إلى أنه بصرف النظر من لون الطفل أبيض أو أسود، من الشرق أو الغرب الشمال أو الجنوب فله الحق في الاستقرار والمستقبل المشرق.
ولفت إلى أنه من حق الطفل الإسرائيلي أن يعيش في أمان، فنحن لا نفرق بين الأطفال، فالفلسطينى له قيمة عالية وكذلك الإسرائيلي.
وأكد السفير التركي بالقاهرة أن قلبه يحترق بسبب رؤية أطفال غزة تموت، واتسائل هل هناك ضمير أو فكر أو دين يوافق على ما يحدث في غزة.