ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المسؤولين الأمريكيين ينتقدون بشكل متزايد استراتيجية الهجوم المضاد الأوكراني ويتشاءمون بشأن احتمالية نجاحه.

جون بولتون يلقي باللوم على بايدن والغرب في إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد

وأوضحت أن ذلك أدى إلى تعميق التوترات بين كييف وواشنطن في أكثر النقاط أهمية في الحرب مؤكدة أن كييف شنت هجومها المضاد ضد القوات الروسية في وقت سابق من الصيف بدعم قوي من الولايات المتحدة، لكن التقدم كان بطيئا.

ونقلت الصحيفة أن المحليين يقولون إن أوكرانيا "ستكافح لاستعادة أراض مهمة قبل أن تعيق الأرض الموحلة المناورات أو نفاد قوتها القتالية".

ويأتي التشاؤم بشأن الهجوم المضاد في واشنطن قبل أسابيع فقط من انتهاء أجل حزمة 43 مليار دولار من التمويل الأمريكي لأوكرانيا، مما يتطلب من إدارة بايدن الحصول على موافقة الكونغرس على المزيد من المساعدة للبلاد.

وقال صموئيل شاراب، كبير المحللين السياسيين في مؤسسة "راند": "لا أعتقد أنكم ستسمعون حجة من أي شخص بأن هذا يسير على ما يرام في الوقت الحالي أو أن هذا يتجه إلى مكان يعتبره الناس جيدا، ولكن ليس هناك الكثير عن طريق الخطة ب".

وخططت الولايات المتحدة وأوكرانيا في الأصل لشن هجوم ربيعي من شأنه أن "يقضي بسرعة على القوات الروسية في الصيف". لكن التقدم البطيء على الأرض دفع كييف إلى العودة إلى التكتيكات التقليدية بدلا من مناورات الأسلحة المشتركة التي علمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في أوروبا في وقت سابق من هذا العام.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي: "نبذل قصارى جهدنا لدعم أوكرانيا في هجومها المضاد، لن نعوق النتيجة. ولن نتنبأ بما سيحدث لأن هذه الحرب كانت بطبيعتها غير متوقعة".

المسؤولون الأمريكيون يستعدون بشكل خاص لما يبدو بشكل متزايد أنه حرب استنزاف ستستمر حتى العام المقبل، بينما يكررون علنا دعمهم المستمر لكييف.

وتركزت إحدى نقاط التوتر بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين حول كيفية نشر كييف لقواتها العسكرية، وشجع المسؤولون الأمريكيون أوكرانيا على أن تكون أقل نبذًا للمخاطر وأن تلتزم بشكل كامل بقواتها في المحور الرئيسي للهجوم المضاد في الجنوب، حتى يكون لديها فرصة لاختراق الخطوط الروسية للوصول إلى بحر آزوف، مما يؤدي فعليا إلى قطع الجسر البري الروسي في جنوب أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم، التي تعتبر مركزا عسكريا مهما.

كما حثت واشنطن أوكرانيا على إرسال المزيد من القوة القتالية إلى الجنوب، والتوقف عن التركيز على الشرق، حيث يشارك ما يقرب من نصف قواتها. لكن أوكرانيا نشرت بدلا من ذلك بعضا من أفضل وحداتها القتالية في شرق أوكرانيا في معركة لاستعادة أرتيوموفسك.

ودعا المسؤولون في كييف بمن فيهم الرئيس فلاديمير زيلينسكي وبعض منتقدي إدارة بايدن، الغرب إلى تقديم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، ويقولون إن تقدم الهجوم المضاد سيظل بطيئا ما لم ترسل واشنطن المزيد من الأسلحة بعيدة المدى والقوة الجوية لدعمها.

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الولايات المتحدة لا تنتج ما يكفي من الصواريخ الباليستية التكتيكية لتوفير الأعداد التي من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في ساحة المعركة.

وقالوا أيضا إنهم يمنعون الصواريخ بعيدة المدى المتقدمة التي تسعى كييف إليها بسبب مخاوف من أن إمدادهم قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع روسيا.

ويقول بعض المحللين، إن تركيز كييف على الأسلحة بعيدة المدى في غير محله، نظرا لتأثيرها المتواضع في حرب خاضتها بشكل متزايد بالمدفعية، بما في ذلك الذخائر العنقودية التي أرسلتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى أوكرانيا لتعويض الإمدادات المتضائلة من الذخائر الأخرى.

وأدرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، التمويل المخطط له بمبلغ 13 مليار دولار أخرى كمساعدات فتاكة لأوكرانيا، في طلب ميزانية إضافي للكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر، وسيستمر التمويل حتى نهاية العام.

لكن التمويل الإضافي يواجه مسارا صعبا للمرور في مبنى الكابيتول وسط معركة أوسع حول مستويات الإنفاق الحكومي التي قد تؤدي إلى إغلاق العمليات الفيدرالية في أقرب وقت ممكن في أكتوبر.

وحتى لو سمح الكونغرس بأحدث حزمة من التمويل الأوكراني الذي طلبه البيت الأبيض، يقول بعض المسؤولين والمحللين الأمريكيين أنه من غير المرجح أن تكون واشنطن قادرة على تقديم نفس المستوى من المساعدة الفتاكة لأوكرانيا العام المقبل، بالنظر إلى الانتخابات الرئاسية التي تلوح في الأفق وقلة الذخيرة والجدول الزمني الطويل الأجل للمصنعين لزيادة الإنتاج.

في حين ظل بايدن راسخا في دعمه لأوكرانيا، تعهد دونالد ترامب، سلفه والمرشح الأول عن الحزب الجمهوري للرئاسة، بإنهاء الحرب على الفور إذا تم انتخابه.

المصدر: فايننشال تايمز

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية البنتاغون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي جو بايدن فلاديمير زيلينسكي كييف واشنطن وسائل الاعلام الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: تخوفات من تصاعد خطر أنفلونزا الطيور.. طفرات مقلقة وإصابات نادرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خلال الأعوام الماضية اجتاحت موجات من أنفلونزا الطيور مناطق متفرقة من العالم، أدت إلى إعدام مئات الملايين من الدواجن، وإصابة عشرات الأنواع من الثدييات، بما فيها الأبقار الأمريكية، التى شهدت نفوقًا جماعيًا بلغ ١٣٠ مليون طائر ودواجن، مع إصابة ٩١٧ قطيعًا من أبقار إنتاج الألبان.
وتشهد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تصاعدًا فى حالات القلق إزاء تطورات فيروس أنفلونزا الطيور، وسط تفشى غير مسبوق لسلالتى "إتش٥ إن١" (H٥N١) الأكثر شيوعًا، و"إتش٥ إن٩" (H٥N٩) النادرة، مع تسجيل إصابات بشرية وحيوانية وحالات وفاة أثارت مخاوف من تحولات جينية قد تعزز خطورة الفيروس.
وعلى الرغم من الدروس القاسية التى خلّفتها جائحة كورونا "كوفيد-١٩"، يجمع خبراء صحة دوليون، على أن العالم ما زال يعانى ثغرات خطيرة فى استعداده لمواجهة أوبئة مستقبلية، رغم تحسن بعض الآليات الوقائية.
وأعرب علماء الفيروسات عن قلقهم من احتمال حدوث "إعادة تجميع جيني" بين سلالة "إتش٥ إن١" وفيروس إنفلونزا بشرى أو حيوانى آخر، ما قد ينتج فيروسًا هجينا قادرا على الانتشار بين البشر، خاصة مع توازى تفشى أنفلونزا الطيور مع موسم الإنفلونزا الشتوي، الذى شهد وفقًا لـ"CDC" ما بين ١٢ إلى ٢٢ مليون إصابة خلال الفترة من أكتوبر ٢٠٢٣ إلى يناير ٢٠٢٤.
ففى الولايات المتحدة، أعلنت السلطات عن تفشٍ أول لسلالة "إتش٥ إن٩" بين الدواجن بمزرعة بطّ فى كاليفورنيا، بالتزامن مع رصد أول وفاة بشرية بسبب سلالة "إتش٥ إن١".
وتكافح واشنطن موجة انتشار غير معتادة للفيروس بين الدواجن والأبقار، مع تسجيل إصابات لحوالى ٧٠ مزارعًا ممن يتعاملون مباشرة مع الحيوانات.
وتعززت المخاوف مع نشر تقرير علمى أمريكى يشير إلى حدوث طفرات فى فيروس "إتش٥ إن١" تزيد من قدرته على استهداف أنسجة الدماغ عند إصابة البشر، مما يرفع احتمالات تفاقم الأعراض ويهدد بتحوله إلى تهديد صحى أكبر.
على الجانب الآخر كشفت "وكالة الأمن الصحى البريطانية" (UKHSA) عن تسجيل حالة وفاة لشخص مصاب بفيروس "إتش٥ إن١"، فى سابقة هى الأولى من نوعها بالمملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت الوكالة أن الضحية كان على احتكاك مباشر بالدواجن، مؤكدةً ندرة انتقال الفيروس إلى البشر، وأن البلاد سجلت تاريخيًا حالات محدودة جدًا للإصابة به.
فى ظل تصاعد حالات الإصابة بفيروس "إتش٥ إن١" بين البشر والحيوانات، دعا خبراء صحة الولايات المتحدة إلى تعزيز إجراءات المراقبة والاحتواء للحد من تحوّرات فيروس أنفلونزا الطيور، الذى ينذر بتحوله إلى تهديد وبائى عالمي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وأكد علماء فى مجال الأوبئة ضرورة تكثيف تطعيم العاملين فى المزارع الأمريكية، وتبنى إجراءات أكثر صرامة للحد من انتشار الفيروس بين الحيوانات الزراعية، خاصة مع استمرار تفشى سلالة "إتش٥ إن١" بين الأبقار الحلوب والدواجن عبر ولايات متعددة.
وحذر البروفيسور جيمس وود، خبير الأمراض المعدية بجامعة كامبريدج، من السماح بـ"مستوى انتقال مرتفع للفيروس بين الأبقار"، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل "تهديدًا جسيمًا للصحة العامة العالمية".
وأضاف فى تصريح للصحيفة: "فرض قيود على حركة الماشية سيقلل تعرض البشر للفيروس، وهو إجراء متوقع من جميع الدول".
أشارت التقارير الصحية إلى أن الفيروسات التى تنتقل من الحيوانات إلى البشر خارج الإطار المعتاد تعد مصدر قلق بالغ، نظرا لافتقاد المناعة الجماعية ضدها، وهو ما يذكر بالأزمة العالمية التى فجرها وباء (كوفيد-١٩).
من جانبها، نبهت "المنظمة العالمية لصحة الحيوان" إلى تلقيها تقارير من الولايات المتحدة تؤكد تفشى سلالتى "إتش٥ إن١" و"إتش٥ إن٩" فى كاليفورنيا، ما دفع السلطات لإعدام نحو ١١٩ ألف طائر منذ أواخر ٢٠٢٤.
كما تسببت السلالات الفيروسية، فى وفاة مزارع من ولاية لويزيانا الأمريكية.
وصفت "فاينانشيال تايمز" التفشى الحالى بأنه "اختبار مبكر" لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التى بدأت وفقًا للتقرير فى تقليص التزاماتها تجاه المبادرات العالمية لمكافحة الأوبئة فى وقت تواجه فيه الولايات المتحدة موجة تفشٍ غير مسبوقة لأنفلونزا الطيور تجاوزت ٩ أشهر، مع تسجيل ٦٧ إصابة بشرية وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض "CDC" معظمهم من عمال المزارع، إضافة إلى أول حالة وفاة بشرية هذا الشهر.
وكشفت "فاينانشيال تايمز" عن تعقيدات تواجه الاستجابة الأمريكية بسبب "توقف مؤقت" فرضته إدارة ترامب على الاتصالات العامة غير الطارئة، بما فى ذلك تحديثات الصحة العامة، بهدف "إعداد آلية للمراجعة وتحديد الأولويات".
أشارت الصحيفة إلى أن الشركات الرائدة فى تصنيع لقاحات إنفلونزا الطيور"سى إس إل سيكيروس" و"سانوفي" و"جلاكسو سميث كلاين" تعد فى وضع يسمح بالاستجابة السريعة حال تحول التفشى إلى جائحة، خاصة بعد اتفاقية بقيمة ٧٢ مليون دولار مع الحكومة الأمريكية فى أكتوبر الماضى لضمان توزيع الجرعات.
خصصت واشنطن ٥٩٠ مليون دولار لشركة "موديرنا" لتطوير لقاح باستخدام تقنية mRNA – الشبيهة بلقاح كوفيد – بينما لجأت فنلندا إلى تطعيم عمال المزارع بلقاح "سيكيروس"، وسط دراسة مستقلة لفاعليته.
رغم التهديدات، تطمئن المنظمات الصحية إلى ضآلة خطر الانتشار البشرى المباشر حتى الآن، لكنها تشدد على ضرورة اليقظة فى ظل تحورات الفيروس غير المتوقعة، والتى قد تعيد العالم إلى كابوس جائحة جديدة.
من جانبها دعت منظمات "الصحة العالمية" و "الفاو" و "صحة الحيوان" الحكومات إلى تعزيز الاختبارات والتسلسل الجينى وتبادل البيانات، وتحسين الإجراءات الأمنية فى المزارع، وحماية المخالطين للحيوانات المصابة.
وأكدت ماريا فان كيرخوف، مسئولة الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية، على ضرورة "بذل جهود أكبر لوقف الانتشار بين الحيوانات والبشر".
 

مقالات مشابهة

  • بنما تؤكد أنها لن تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن القناة
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • فايننشال تايمز: المركزي الأميركي يتجه لنهج تصادمي مع ترامب 
  • فاينانشيال تايمز: تخوفات من تصاعد خطر أنفلونزا الطيور.. طفرات مقلقة وإصابات نادرة
  • فايننشال تايمز: المركزي الأميركي يتجه لنهج تصادمي مع ترامب
  • استطلاع.. المستهلكون الأمريكيون أقل تفاؤلا مع ارتفاع التضخم
  • أوكرانيا تستهدف مصفاة نفط في عمق روسيا
  • بوتين: أي تفاوض مع أوكرانيا الآن لن يكون شرعيا وعلى كييف إلغاء المرسوم حول حظر التفاوض
  • الولايات المتحدة ترسل عشرات “الصواريخ” إلى أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا