أردنيون يلجأون لإصلاح الحقائب المدرسية تماشيا مع ظروفهم الاقتصادية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
صاحب ورشة خياطة: تدعيم حقيبة مدرسية قديمة لا يحتاج في أحسن الأحوال أكثر من دينارين
شهدت محال إصلاح الأحذية والحقائب إقبالا من قبل المواطنين مع بدء العام الدراسي الجديد، في ملجأ للتخفيف من فاتورة العودة للمدارس تحت وطأة الظروف الاقتصادية الضاغطة.
اقرأ أيضاً : صناعة الأردن لـ"رؤيا": استقرار أسعار بيع الزي المدرسي من المصانع للتجار
كبناء قديم ومتين يطلب أحمد السعود من هذا أحد خياطي وسط البلد بتدعيم حقائب أبناءه، في وقت أصبحت محال إصلاح الأحذية والحقائب ملجأ لعديد الأسر، لإعادة تدوير الحقائب المدرسية تجنبا لشراء جديدة ترهق الجيوب، فرعاية 9 أبناء أغلبهم على مقاعد الدراسة يحتم على أحمد إدارة حصيفة لموارده المالية.
من جهته قال وليد القيسي وهو صاحب إحدى ورش الخياطة، إن تدعيم حقيبة مدرسية قديمة لا يحتاج في أحسن الأحوال أكثر من دينارين، مضيفا أن العديد من الناس يفضلون إصلاح الحقائب على شراء جديدة.
وفي سلوك استهلاكي يتماشى مع الحال الاقتصادية للاسر، تذهب عائلات إلى تجزئة مشترياتها من القرطاسية شهريا للتخفيف من فاتورة العودة للمدارس.
ورغم ضعف الطلب على أدوات القرطاسية، يؤكد تجار انخفاض أسعارها بشكل ملموس مقارنة مع السنوات السابقة، متوقعين في الوقت ذاته زيادة الإقبال باعتبار القرطاسية سلعة ضرورية يصعب الاستغناء عنها.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: المدارس التربية والتعليم
إقرأ أيضاً:
من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد
في أحد شوارع القاهرة، وتحديدًا في شارع المبتديان، يجلس "عم محمود" على الرصيف، بجواره صندوق تلميع الأحذية، وعيناه تحملان نظرة رضا وإصرار نادرين في هذا الزمن.
بعد 43 عامًا من العمل داخل محل لإصلاح الأحذية، اضطر لمغادرته بسبب ارتفاع الإيجارات، لكنه لم يستسلم، وواصل عمله على الرصيف المقابل، متمسكًا بمصدر رزقه الحلال.
رحلة كفاح بدأت منذ الصغريعود أصل عم محمود إلى محافظة أسيوط، لكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ عقود، حيث استقر في حي السيدة زينب. بدأ عمله في إصلاح الأحذية منذ صغره، واكتسب خبرة كبيرة جعلته وجهًا مألوفًا لزبائن المنطقة.
ومع تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الإيجار، وجد نفسه مضطرًا لمغادرة المحل، لكنه لم يتوقف عن العمل.
العمل على الرصيف بدلًا من البطالةرفض عم محمود الاستسلام للظروف أو انتظار المساعدة، فقرر أن يأخذ صندوقه الصغير، ويجلس على الرصيف المقابل لمواصلة عمله.
يبدأ يومه في العاشرة صباحًا ويواصل العمل حتى الرابعة عصرًا، قبل أن يعود إلى منزله في حلوان، حيث ينتظر استلام وحدته السكنية في مشروع "روضة السيدة".
إصرار وقناعة رغم قلة الدخللدى عم محمود ثلاثة أبناء، جميعهم أنهوا تعليمهم وتزوجوا، لكنه لا يعتمد عليهم في مصاريفه، بل يفضل أن يعتمد على نفسه. رغم أن دخله اليومي لا يتجاوز 80 إلى 100 جنيه، إلا أنه قانع وسعيد برزقه، مؤمنًا بأن البركة في القليل.
الرزق بيد الله.. والرضا مفتاح السعادةخلال لقائه في برنامج "ساعة الفطار" الذي يقدمه الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، سئل عم محمود عما إذا كان يشعر بالحزن بعد مغادرته المحل الذي عمل به لعقود، فأجاب بثقة: "الزعل مش هيجيب حاجة.. الرزق بيد الله، وأنا راضي بحالي وسيبتها على الله."
مساعدة الآخرين رغم ضيق الحالبأخلاقه الرفيعة، لا يرفض عم محمود تلميع أحذية من لا يملكون المبلغ كاملاً، فهو يراعي ظروف الناس كما راعت الظروف حاله، بابتسامة هادئة، يقول: "لو حد قال لي ما معاييش غير 5 جنيه، همسحهاله.. المهم إنه يكون رايح شغله بشياكة."
قصة عم محمود ليست مجرد حكاية رجل يعمل على الرصيف، بل هي درس في الإصرار والرضا، ورسالة أمل بأن العمل والاعتماد على النفس هما السبيل للحياة الكريمة، مهما كانت الظروف.