فرنسا غارقة في العتمة.. ما حقيقة تأثير واردات اليورانيوم من النيجر؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر غرق فرنسا في العتمة بسبب وقف صادرات اليورانيوم من النيجر لتغذية محطات الطاقة النوويّة.
يصوّر الفيديو شوارع غارقة في العتمة ويُسمع صوت معلّق يقول إن في باريس مباني ومناطق قُطعت عنها الكهرباء…". وكُتب في التعليق المرافق للفيديو "بدأ ترشيد استهلاك الكهرباء في باريس بسبب وقف النيجر تصدير اليورانيوم لفرنسا من أجل محطات الطاقة النووية".
إلا أنّ الفيديو قديم ولا علاقة له بالنيجر.
ويأتي انتشار هذا الفيديو، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على الانقلاب في النيجر ومخاوف من تأثيرات محتملة على محطات الطاقة النووية في فرنسا، التي تعتمد على اليورانيوم.
لقطة من الفيديو المتداولوفي السادس والعشرين من يوليو، أطاح عناصر من الحرس الرئاسي بالرئيس محمد بازوم، حليف الغرب الذي مثّل انتخابه قبل عامين أول انتقال سلمي للسلطة في بلاده منذ الاستقلال.
لكن، في الثالث من أغسطس أعلنت شركة "أورانو" الفرنسية (أريفا سابقاً) التي تدير منجماً كبيراً لليورانيوم في النيجر أنّ أعمالها متواصلة رغم الانقلاب.
وتملك النيجر مخزونات يورانيوم (المكوّن الأساسي في قطاع الطاقة النووية) هي من بين الأكبر في العالم وهي ثاني أكبر مزوّد لليورانيوم الطبيعي للاتحاد الأوروبي في 2022، مع حصة تبلغ 25 في المئة، بعد كازاخستان، وفق ما ذكرت وكالة "يوراتوم" التابعة للاتحاد.
واستبعد الاتحاد الأوروبي في أوائل أغسطس أن يؤثر الانقلاب العسكري في النيجر، على إمدادات الوقود النووي للاتحاد الأوروبي.
وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية أدالبرت يانز "لا يوجد خطر إمدادات من هذا النوع عندما يتعلّق الأمر بالاتحاد الأوروبي".
وتابع "لدى مرافق الاتحاد الأوروبي ما يكفي من مخزونات اليورانيوم الطبيعي للحد من أي مخاطر إمداد قصيرة الأمد، أما بالنسبة للأمدين المتوسط والبعيد، فيوجد ما يكفي من المخزونات في السوق العالمية لتغطية احتياجات الاتحاد الأوروبي".
حقيقة الفيديوأما الفيديو المتداول فلا علاقة له بصادرات اليورانيوم التي تغذي محطات الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي أو فرنسا .
فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً في ديسمبر 2022 عبر موقع إكس (توتر سابقاً) مرفقاً بتعليق جاء فيه "انقطاع في التيار الكهربائي في هذه اللحظات في عدّة أحياء في العاصمة الفرنسيّ ولا سيّما في الدائرة الثالثة والرابعة".
وانقطع التيار الكهربائي آنذاك عن عدة أحياء بجنوب العاصمة الفرنسية باريس مما أدى لإغراقها في الظلام. واستمر الانقطاع نحو خمس وأربعين دقيقة، وكان ناجماً عن خلل فني في أحد محولات الطاقة التابعة لشركة إينيديس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الطاقة النوویة محطات الطاقة
إقرأ أيضاً:
قطر تُهدد بوقف شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي.. ما القصة؟
الدوحة- رويترز
قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي لصحيفة فاينانشال تايمز في مقابلة نشرت اليوم الأحد إن بلاده ستوقف شحن الغاز للاتحاد الأوروبي إذا فرضت دوله الأعضاء بصرامة قانونا جديدا يتعلق بالعمالة والضرر البيئي.
وبموجب قانون يتعلق بالفحص النافي للجهالة واستدامة الشركات الذي تمت الموافقة عليه هذا العام، مطلوب من الشركات الكبرى العاملة في الاتحاد الأوروبي التحقق مما إذا كانت سلاسل الإمداد الخاصة بها تستخدم العمالة القسرية أو تتسبب في أضرار بيئية، واتخاذ الإجراءات اللازمة إذا خلصت إلى ذلك. وتشمل العقوبات غرامات تصل إلى خمسة بالمئة من إجمالي الإيرادات العالمية.
وقال الكعبي للصحيفة "إذا كان الأمر ينطوي على خسارة خمسة بالمئة من الإيرادات التي حققتها بسبب (البيع) لأوروبا، فلن أبيع لأوروبا. أنا جاد في ذلك... خمسة بالمئة من إيرادات شركة قطر للطاقة تعني خمسة بالمئة من إيرادات دولة قطر. هذه أموال الشعب، لذلك لا يمكنني أن أخسر مثل هذه الأموال، ولا أحد يقبل خسارة مثل هذه الأموال".
وأشار الكعبي، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة المملوكة للدولة، إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يراجع هذا القانون بشكل شامل. وقال إن بلاده لا تشعر بالقلق من وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإلغاء سقف مفروض على صادرات الغاز الطبيعي المسال.
وتسعى قطر، وهي من بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إلى الاضطلاع بدور أكبر في آسيا وأوروبا مع تزايد المنافسة من الولايات المتحدة. وتخطط قطر لزيادة طاقة تسييل الغاز إلى 142 مليون طن سنويا بحلول عام 2027 من 77 مليون طن حاليا.