أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن سؤال: “كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟”، منوها إلى أن الإجابة تكون: أن تعبد الله على شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لا عبادة إلا لله، ولا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد.

كيف أعبد الله؟

وقال علي جمعة، في إجابته عن سؤال: “كيف أعبد الله؟”، إن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان "مخلصا" أي له وحده، "صوابا" أي على شريعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

واستشهد بقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال سبحانه: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.

أكثر عبادة يجب على الإنسان فعلها دائما حتى ينجيه الله.. الإفتاء توضحكيفية تعليم الصلاة للأطفال .. اتبع 6 خطوات تُحبب العبادة لأبنائنا

وقد علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا قبول للعبادات إلا إذا كانت على هيئة عبادته صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم : «صلوا كما رأيتموني أصلي». وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «خذوا عني منساككم».

ويثمر الإيمان بالشهادتين معرفة الله سبحانه وتعالى، وهي بغية الصادقين، فمن وصل إلى تلك المعرفة لم ينشغل بغيره، ولذا قالوا : «من عرف ربه لم ينشغل بغيره» ذلك لأنه من عرف عظمة الله سبحانه وتعالى وقدره وكماله لا يمكن أن يجد من هو خير منه لينشغل عنه به، ومهما انشغل رغم إرادته عنه يضيق ويستوحش حتى يرجع للانشغال بأنس ربه فهو الأنس الحقيقي.

ويتحقق ذلك بكثرة ذكره سبحانه وتعالى. فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، فمن ذاق حلاوة الأنس بالله لا يلتذ بغيره، ومن داوم على ذكره وصل إلى الأنس بربه حتى إن انشغل ظاهره بغيره يظل قلبه مع الله دائمًا.

أركان الإيمان

وأوضح علي جمعة، أن للإيمان أركان، فالتصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مبني على أركان ستة هي الإيمان بالله، وبكتبه، ورسله، وملائكته، واليوم الآخر، والقدر خير وشره، واستنبطت أركان الإيمان من حديث جبريل المشهور والذي فيه : «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» [رواه البخاري ومسلم]. وسوف نفصل القول في كل ركن من هذه الأركان.

وذكر أن أول هذه الأركان الإيمان بالله معناه التصديق بوجوده سبحانه، وبأنه واحدا في ذاته وصفاته وأفعاله، وبأنه وحده يستحق جميع أنواع العبادات والإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بكلمة التوحيد «لا إله إلا الله» والتي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن من يعبد ما دون الله باطل، فهذه الكلمة تنفي استحقاق العبادة لأي أحد، وتستثني الله عز وجل وحده، فهو المعبود وحده؛ لأنه الخالق وحده، ولأنه الفاعل وحده سبحانه وتعالى.

وأشار إلى أن الملحد نفى استحقاق العبادة لأحد، ولم يتعرف على الله، فقال : لا إله، والمشرك جعل حق العبادة لله ولمخلوقات أخرى غيره معه تعالى الله عن ذلك فقال : لا إله إلا الله والأصنام أو النجوم، أو المسيح ، أو عزير، أو بوذا، وما إلى ذلك من عقائد أهل الشرك، والموحد المسلم كان على الهدى، فنفى استحقاق أحد من الخلق للعبادة، واعتقد أن ما دون الله خلق، والله الخالق وحده، ولا يستحق غيره العبادة، فهو المعبود المستحق لجميع أشكال العبادات والتوجهات الظاهرة والباطنة.

وتابع: “وحقيقة شهادة «لا إله إلا الله» أن لا تثق إلا بالله، ولا تعتمد إلا على الله، ولا تستعين إلا بالله، ولا تقصد إلا الله، ولا تريد إلا الله، ولا ترى إلا الله، نسأل الله أن يبلغنا حقائق التوحيد، وكلمة «لا إله إلا الله» مرتبطة بشطرها الثاني وهي «سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهي الشهادة التي بها يدخل المرء في دين الإسلام، وارتبطت الشهادة لله بالوحدانية مع الشهادة للنبي بالرسالة لتوضيح طريق العبادة المقبولة، فكلمة « لا إله إلا الله » تعني أنه لا يوجد من يستحق العبادة والتوجه إلا الله”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الإيمان التوحيد أركان الإيمان كيف أعبد الله المزيد صلى الله علیه وآله وسلم لا إله إلا الله سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

آية ترفع من معنوياتك وتزيدك تفاؤلًا وثقة بالله.. رددها كثيرا

يمر على كل واحد منا أوقات وأيام تضيق به الحياة بما رحبت سواء أكان ذلك من هم ومشاكل فى الحياة أو أصابه مرض أو فقد عزيز عليه، إلا أن الدعاء سلاح المؤمن القوي، والله- عز وجل- خلق لكل داء دواء، فإذا أصاب الإنسان هم وحزن وكان مكروبا أو كان خائفا من شيء ما؛ فعليه أن يردد هذه الآية الكريمة التي حدثنا الله عنها فى كتابه الكريم.

آية ترفع من معنوياتك وتزيدك تفاؤلًا وثقة بالله

الله عز وجل حدثنا فى كتابه الكريم عن قصة سيدنا يونس، إنسان وجد نفسه فى بطن الحوت، الأمل بالنجاة معدوم، قال تعالى {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فنادى فى الظلمات فى ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فاستجبنا له ونجيناه من الغم، قالوا كذلك ننجي المؤمنين فى كل عصر وكل مكان وكل ظرف، فهذه الأية ترفع من معنويات المؤمن وتجعله يبتعد عن اليأس والتشاؤم.

عجائب لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

قال نبى الله يونس وهو فى بطن الحوت «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، فأخرجه الله تعالى من بطنه ونجاه من الكرب، وإن للعبد فضلًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا إذا دعا الله- تعالى- بها .

وقد قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا»، رواه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك وغيرهما، وصححه الألباني.

فضل الإكثار من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

لها فضل عظيم وخير كثير على العبد، وذلك بسبب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين، إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له بها”، وذلك معناه أن قولها يجعل جميع أدعيتك مستجابة بإذن الله.

10 كلمات من النبي أغلى من اكتناز الذهب والفضة .. داوم عليهم وسترى فتحًا عجيبا
دعاء تحصين النفس من الوقوع فى الشهوات والذنوب والمعاصي.. ردده دائما
ذكر لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أفضل شيء للتخلص من الهموم والأحزان وأيضًا للخروج من الضيق والكرب، والمصائب للفرح والسعادة وذلك فقط عند لجوء العبد إلى ربه حيث عن سعد رضي الله عنه قال: “كنا جلوسًا عند النبي صل الله عليه وسلم، فقال: ألا أخبرك بشيء إذا نزل برجل منكم في كرب، أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه؟ فقيل له: بلى، فقال: دعاء ذي النون: لا إله إلا الله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

يجعل العبد عالم بأهمية استشعار عظمة الله عز وجل، وأهمية التوحيد بالله ومعرفة أنه الوحيد القادر على كل شيء وأنه الإله الواحد الحق الذي لا إله غيره. وهو الآمر الناهي، والذي بيده ملكوت كل شيء.

تشتمل صيغة الدعاء على أسباب الإجابة وهي الإيمان بالله تعالى وحده، واشتمل أيضًا على آداب الدعاء، ووجوب المحافظة على ذكر الله تعالى، والتسبيح، حيث ذلك يساعد في قضاء الحوائج.

يبين هذا الدعاء ضرورة اعتراف العبد بذنوبه، والدعاء بصدق. حيث في بعض الأحيان تكون الذنوب والتقصير في حق الله هي سبب الكرب والوقوع في المصائب. ويمثل هذا الدعاء طوق نجاة للمؤمن للرجوع إلى الله والتقرب منه.

مقالات مشابهة

  • بهذه الطريقة.. مهاجم الهلال يسجّل هدفاً عالمياً في الدوري السعودي
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يوضح
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • في 7 خطوات.. كيف نجدد عبادتنا ونكسر الملل مع اقتراب شهر رمضان؟
  • آية ترفع من معنوياتك وتزيدك تفاؤلًا وثقة بالله.. رددها كثيرا
  • الأعمال المستحبة في مواسم الطاعات.. فرصة ذهبية للتقرب من الله
  • أركان الإيمان ومعنى التوحيد.. يوضحها علي جمعة