كيف أعبد الله؟ اعرف الطريقة الصحيحة للتقرب إلى ربك
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن سؤال: “كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟”، منوها إلى أن الإجابة تكون: أن تعبد الله على شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لا عبادة إلا لله، ولا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد.
كيف أعبد الله؟وقال علي جمعة، في إجابته عن سؤال: “كيف أعبد الله؟”، إن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان "مخلصا" أي له وحده، "صوابا" أي على شريعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
واستشهد بقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال سبحانه: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.
وقد علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا قبول للعبادات إلا إذا كانت على هيئة عبادته صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم : «صلوا كما رأيتموني أصلي». وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «خذوا عني منساككم».
ويثمر الإيمان بالشهادتين معرفة الله سبحانه وتعالى، وهي بغية الصادقين، فمن وصل إلى تلك المعرفة لم ينشغل بغيره، ولذا قالوا : «من عرف ربه لم ينشغل بغيره» ذلك لأنه من عرف عظمة الله سبحانه وتعالى وقدره وكماله لا يمكن أن يجد من هو خير منه لينشغل عنه به، ومهما انشغل رغم إرادته عنه يضيق ويستوحش حتى يرجع للانشغال بأنس ربه فهو الأنس الحقيقي.
ويتحقق ذلك بكثرة ذكره سبحانه وتعالى. فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، فمن ذاق حلاوة الأنس بالله لا يلتذ بغيره، ومن داوم على ذكره وصل إلى الأنس بربه حتى إن انشغل ظاهره بغيره يظل قلبه مع الله دائمًا.
أركان الإيمانوأوضح علي جمعة، أن للإيمان أركان، فالتصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مبني على أركان ستة هي الإيمان بالله، وبكتبه، ورسله، وملائكته، واليوم الآخر، والقدر خير وشره، واستنبطت أركان الإيمان من حديث جبريل المشهور والذي فيه : «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» [رواه البخاري ومسلم]. وسوف نفصل القول في كل ركن من هذه الأركان.
وذكر أن أول هذه الأركان الإيمان بالله معناه التصديق بوجوده سبحانه، وبأنه واحدا في ذاته وصفاته وأفعاله، وبأنه وحده يستحق جميع أنواع العبادات والإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بكلمة التوحيد «لا إله إلا الله» والتي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن من يعبد ما دون الله باطل، فهذه الكلمة تنفي استحقاق العبادة لأي أحد، وتستثني الله عز وجل وحده، فهو المعبود وحده؛ لأنه الخالق وحده، ولأنه الفاعل وحده سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن الملحد نفى استحقاق العبادة لأحد، ولم يتعرف على الله، فقال : لا إله، والمشرك جعل حق العبادة لله ولمخلوقات أخرى غيره معه تعالى الله عن ذلك فقال : لا إله إلا الله والأصنام أو النجوم، أو المسيح ، أو عزير، أو بوذا، وما إلى ذلك من عقائد أهل الشرك، والموحد المسلم كان على الهدى، فنفى استحقاق أحد من الخلق للعبادة، واعتقد أن ما دون الله خلق، والله الخالق وحده، ولا يستحق غيره العبادة، فهو المعبود المستحق لجميع أشكال العبادات والتوجهات الظاهرة والباطنة.
وتابع: “وحقيقة شهادة «لا إله إلا الله» أن لا تثق إلا بالله، ولا تعتمد إلا على الله، ولا تستعين إلا بالله، ولا تقصد إلا الله، ولا تريد إلا الله، ولا ترى إلا الله، نسأل الله أن يبلغنا حقائق التوحيد، وكلمة «لا إله إلا الله» مرتبطة بشطرها الثاني وهي «سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهي الشهادة التي بها يدخل المرء في دين الإسلام، وارتبطت الشهادة لله بالوحدانية مع الشهادة للنبي بالرسالة لتوضيح طريق العبادة المقبولة، فكلمة « لا إله إلا الله » تعني أنه لا يوجد من يستحق العبادة والتوجه إلا الله”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الإيمان التوحيد أركان الإيمان كيف أعبد الله المزيد صلى الله علیه وآله وسلم لا إله إلا الله سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
كيف نتلقى ديننا بالطريقة الصحيحة؟.. علي جمعة يجيب
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن صحيح الدين وكيفية تلقي الدين بطريقة صحيحة.
وقال علي جمعة، في برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الله تعالى علمنا وقال (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) اتخذ العلماء هذه الآية قاعدة عامة على سؤال أهل الذكر في كل فن وفي كل مجال عن مجاله، فإذا أردنا التطبب نذهب للطبيب لا إلى العطار فالطبيب هو أهل الذكر في هذا المجال وهكذا.
وتابع: هذه الآية تدل على أن الإنسان لا يحيط بكل شئ ولكنه قابل للتعلم، وشاهدنا في الشرق والغرب عند المسلمين وغيرهم من يجمع بين علمين مختلفين.
وأشار إلى أن الدين علم ككل العلوم له قواعده وله مصطلحاته وله كتبه ومدارسه وطريقة استنباطه، فليس كل مسلم لأنه يرى ويذكر الله يكون عالما بل يكون متدينا، فهناك فرق بين الدين والتدين، فالدين علم كسائر العلوم، ولكن التدين سلوك
وأوضح أنه ينبغي علينا في هذا الوقت ألا نستمع إلى العطار الذي يريد إجراء عملية قلب مفتوح، لأنه تدخل في غير علمه فهو ليس طبيب ولم يدرس علم الطب، فيجب علينا أن نراعي صحيح الدين وننظر على من ننظر في من نأخذ الدين منه.
وأضاف أننا نعاني الآن من تصدر غير المتخصصين لأمور الفتوى لأنهم حفظوا القرآن ولكنهم لم يدرسوا علوم الشريعة واللغة.