22 يناير، 2025

بغداد/المسلة: تحت مظلة تعقيدات الشرق الأوسط التي تشهد توترات متصاعدة على مختلف الجبهات، تبرز قضية التفاوض الإيراني مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيراً على مستقبل المنطقة.

التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤول الإيراني كاظم غريب آبادي تعكس موقفاً مرناً من طهران، التي ما زالت تبدي استعدادها للتفاوض بهدف رفع العقوبات، رغم المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية.

و تعاني إيران من تأثيرات خانقة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، ما أدى إلى تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإيراني والشعب. هذه الضغوط أجبرت القيادة الإيرانية على إعادة تقييم مواقفها التفاوضية، خاصة في ظل انحسار نفوذها الإقليمي في لبنان وسوريا، مما أضعف من قوتها التفاوضية التقليدية التي اعتمدت على بسط النفوذ الخارجي.

في المقابل، يشير الخبراء إلى أن طهران لا تريد أن تبدو في موقف الضعف؛ بل تسعى لتحقيق مكاسب ملموسة مثل رفع العقوبات قبل أن تبدأ أي جولة تفاوض جديدة.

و يُظهر هذا الموقف لعبة معقدة من المناورات السياسية، حيث تحاول إيران الحفاظ على هيبتها الدولية مع مراعاة الضغوط الشعبية الداخلية.

تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلقاً متزايداً حيال برنامج إيران النووي، خصوصاً مع زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة. هذا التقدم يضع إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية من تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.

رغم هذه المخاوف، فإن إيران تدرك أن استمرارها في زيادة التخصيب يضعها في موقف تفاوضي أقوى، حيث يمكنها استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق تنازلات من الطرف الآخر، سواء في رفع العقوبات أو في تقديم ضمانات أمنية.

اما  قرار ترامب بتجميد عضوية الولايات المتحدة في الاتفاق النووي فكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في هذا الملف. فالاتفاق الذي كان يهدف إلى تقليص أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات، انتهى إلى مرحلة من التصعيد المتبادل، حيث أقدمت طهران على تخفيض التزاماتها تدريجياً.

و اليوم، تعود هذه الحقبة لتلقي بظلالها على المفاوضات المحتملة، مع إدراك الطرفين أن العودة إلى الاتفاق القديم لم تعد خياراً واقعياً، بل يجب صياغة تفاهمات جديدة تتماشى مع الواقع الحالي.

مستقبل غامض وحسابات دقيقة

الحديث عن استئناف المفاوضات يتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الانشغال الأميركي بمواجهة الصين وروسيا، وانقسام المواقف الأوروبية حيال التعامل مع طهران. هذه العوامل تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد، حيث تحاول كل من واشنطن وطهران الاستفادة من اللحظة الراهنة لفرض شروطها.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: رفع العقوبات

إقرأ أيضاً:

طهران: المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية المقبلة ستعقد في عمان

يمن مونيتور/قسم الأخبار

بدا أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي المتسارع كانت في طريقها، يوم الإثنين، لمغادرة منطقة الشرق الأوسط، إذ قال مصدر إيطالي وآخرون إن الجولة المقبلة من المفاوضات ستعقد في روما. ومع ذلك، أكدت إيران في وقت مبكر من صباح الثلاثاء أن المحادثات ستعقد مجددا في سلطنة عمان.

ولم يتضح على الفور مكان انعقاد المفاوضات بعد إعلان طهران. ولم يصرح المسؤولون الأمريكيون بمكان انعقاد المحادثات. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه يوم الإثنين من وتيرة المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المحورية بين البلدين.

وقال ترامب خلال لقاء في المكتب البيضاوي مع رئيس السلفادور: “أعتقد أنهم يماطلوننا”.

وكان من المتوقع أن تعقد الجولة القادمة يوم السبت المقبل في روما، وفقا لمصدر في الحكومة الإيطالية تحدث لوكالة أسوشيتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علنا. كما أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى أن المحادثات ستعقد هناك.

وقال تاجاني للصحافيين خلال زيارة إلى أوساكا، اليابان: “تلقينا طلبا من الأطراف المعنية، من عمان، التي تلعب دور الوسيط، وقد أعطينا ردا إيجابيا. نحن مستعدون لاستضافة، كما هو الحال دائما، الاجتماعات التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، في هذه الحالة بشأن المسألة النووية”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب، خلال اجتماع في لوكسمبورغ، إن المحادثات القادمة ستكون في روما. ولم تؤكد الولايات المتحدة ولا إيران رسميا تغيير مكان انعقاد المحادثات. وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أشار خلال حديثه مع نظيره العراقي يوم الإثنين إلى أن المحادثات ستعقد في روما.

لكن في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قوله إن المحادثات ستعود إلى سلطنة عمان، دون أن يوضح السبب. ويصادف الأحد المقبل عيد الفصح، وهو عطلة رئيسية في روما التي تحيط بالفاتيكان، مقر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

وكانت الجولة الأولى من المحادثات بشأن البرنامج النووي المتسارع لطهران قد عقدت نهاية الأسبوع الماضي في سلطنة عمان.

(أ ب)

 

 

 

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: ترامب أوقف خطة إسرائيلية لضرب منشآت إيران النووية
  • إيران على مسافة قصيرة من العتبة النووية
  • تحذير أممي.. إيران ليست بعيدة عن امتلاك القنبلة النووية
  • إيران على الطاولة.. انقسام فريق ترامب بين الدبلوماسية والقاذفات!
  • إيران تحذر من "خطر" نقل المباحثات النووية من مسقط إلى روما
  • إيران تحذر من نقل المباحثات النووية من مسقط إلى روما
  • غروسي في طهران قبيل مفاوضات مسقط فهل تعود الثقة النووية؟
  • أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟
  • طهران: المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية المقبلة ستعقد في عمان
  • “غروسي” يزور إيران وروسيا تراقب وأوروبا تفرض عقوبات.. واشنطن وطهران بجولة تفاوض نووية ثانية على طاولة روما