عيد الشرطة الـ73.. ملحمة الإسماعيلية وتخليد بطولات رجال الداخلية
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
في صباح يوم 25 يناير 1952، كتب رجال الشرطة في الإسماعيلية صفحة من أنصع صفحات الكفاح الوطني، حيث وقعت معركة مشرفة بين ضباط وأفراد الشرطة وبين القوات البريطانية المحتلة التي حاصرت قسم شرطة الإسماعيلية وطالبتهم بتسليم أسلحتهم والانسحاب إلى القاهرة.
. قصة عيد الشرطة وبطولات جنودها البواسل
رغم قلة عددهم وتسليحهم، رفض رجال الشرطة الاستسلام للإنذار البريطاني الذي قاده الجنرال أكسهام.
بدلاً من ذلك، أمر وزير الداخلية آنذاك، فؤاد باشا سراج الدين، بمقاومة الاحتلال حتى آخر رجل وآخر طلقة، وكانت المعركة دموية، إذ حشدت بريطانيا 7 آلاف جندي مدعومين بالدبابات والأسلحة الثقيلة.
في حوالي الساعة السادسة صباحًا، بدأت القوات البريطانية بقصف مبنى الشرطة وثكنات بلوكات النظام باستخدام المدافع الثقيلة والدبابات.
ساعات متواصلة من القذائف داخل القسم، تقوضت خلالها الجدران، وسالت الدماء، أمر بعدها "اكسهام" بوقف الضرب، لكي يعلن رجال الشرطة المحاصرين إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي بدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
"لن تتسلموا منا الا جثثاً هامدة ".. كلمات جاءت من النقيب مصطفي رفعت، في وجه العدو، فانطلقت المدافع مرة أخرى، وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء، وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لي انفيلد) أقوى المدافع، وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في المعركة 50 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين13 قتيلا و12 جريحا وأسر البريطانيون من بقي منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلي رأسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم إلا في فبراير 1952.
لم تكن معركة الإسماعيلية مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رمزًا للصمود والتضحية من أجل الوطن، أظهر رجال الشرطة خلالها شجاعة استثنائية، ورفضوا الاستسلام بسهولة، مقدمين درسًا في الدفاع عن الكرامة الوطنية، وهو ما أكده الجنرال البريطاني أكسهام حين أبدى إعجابه بشجاعتهم، قائلًا: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف، واستسلموا بشرف، لذا من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا، وأمر جنوده بتأدية التحية العسكرية تكريمًا لهؤلاء الأبطال”.
في ذلك الوقت كانت منطقة القناة تحت السيطرة البريطانية بموجب اتفاقية 1936، التي قيدت سيادة مصر، إلا أن عمليات الفدائيين بالتعاون مع الشرطة كانت تكبّد المحتل خسائر يومية.
وبعد إلغاء معاهدة 1936 في أكتوبر 1951، تصاعدت المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وكان رجال الشرطة يدعمون الفدائيين لحماية الشعب في مدن القناة.
تم اعتماد 25 يناير عيدًا للشرطة المصرية تكريمًا لتضحياتهم ورفضهم الاستسلام لقوات الاحتلال.
أُقيم نصب تذكاري لشهداء الشرطة بمبنى بلوكات النظام في العباسية بعد ثورة يوليو 1952.
في فبراير 2009، أُقر اليوم كإجازة رسمية بقرار رئاسي، تكريمًا لتضحيات الشرطة في سبيل الحفاظ على الوطن وأمن المواطنين.
تبقى ذكرى ملحمة الإسماعيلية مصدر إلهام لوطنية المصريين وتأكيدًا على دور الشرطة في الدفاع عن الوطن وشعبه مهما كانت التحديات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاسماعيليه عيد الشرطة 25 يناير رجال الداخلية رجال الشرطة
إقرأ أيضاً:
إصابة شخص برصاص الاحتلال بادعاء محاولته دهس عناصر شرطة بالقدس
أُصيب شخص برصاص قوات الاحتلال الإسرائيليّ، بادعاء محاولته دهس عناصر شرطة، بين القدس ومستوطنة "معاليه أدوميم"، اليوم الثلاثاء.
وذكرت تقارير إسرائيلية، أن قوات الاحتلال قد أطلقت النار صوب شخص، بادعاء محاولته دهس فوة من عناصر الشرطة، ليتمّ "تحييده" بعيد ذلك.
ولم تتسبب محاولة عملية الدهس المزعومة عن إصابة أيّ من عناصر الاحتلال، في حين ادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن الفلسطيني مستقلّ السيارة، قد حاول الانسحاب من مكان العملية، باتجاه الزعيّم، قبل أن يصاب بإطلاق النار.
وقالت بلدية الاحتلال في "معليه أدوميم" في بيان، إن "الشرطة أبلغتنا بأنه كان هناك اشتباه لمحاولة تنفيذ عملية دهس".
وأضافت أنه "خلال عملية تفتيش مركبة في منطقة مستوطنة ’ميشور أدوميم’، بالقرب من شارع رقم 1، حاول سائق دهس شرطيّ بسيارته، ولاذ بالفرار من المكان".
وقالت البلدية إنه "في وقت لاحق، وبعد فراره من مكان الحادث، وصلت السيارة إلى نقطة تفتيش أخرى للشرطة، حيث حاول (سائقها) الهروب مرة أخرى، فيما أطلقت الشرطة النار عليه".
وفي وقت سابق اليوم، استشهد الشاب براء مسكاوي في مدينة قلقيلية، بعد اشتباك مسلح مع القوات الخاصة الإسرائيلية.
ومنذ بدئه الحرب على قطاع غزة ، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية والقدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 938 شخصا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وتهجير أكثر من 40 ألفا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الاحتلال يصادق على أكثر من 10 آلاف وحدة استعمارية بالضفة منذ بداية 2025 الشرطة الإسرائيلية تعتقل 6 معارضين خلال احتجاج بالقدس الغربية الكنيست يصوت على ميزانية الدولة غير المسبوقة بحجم 620 مليار شيكل الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة محدث: قناة: القاهرة تُجري اتصالات لوقف التصعيد الحالي على غزة وإسرائيل ترفض استشهاد أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس في غزة نتنياهو يلغي مداولات حول الأسرى عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025