تقرير إماراتي يؤكّـد قربَ إعلان الخيانة السعوديّة كـ “استسلام مجاني” للعدو الصهيوني
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
بعد أَيَّـام قليلة من حديثِ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بشأن التوجّـهات الإسرائيلية الأمريكية خلال الفترة القادمة في مرحلة ما بعد تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمة ذلك إعادة تحريك قطاع الخيانة و”التطبيع” بين الكيان الصهيوني وباقي الأنظمة العربية التي خنعت طيلة الـ 15 شهرًا الماضية، حرّك الإعلام الخليجي عنوان السلام مع “إسرائيل” من بوابة التطبيع من النظام السعوديّ وكيان العدوّ؛ ما يؤكّـدُ مصاديقَ حديث السيد القائد، ويؤكّـد أَيْـضًا مشروعية عملية “طوفان الأقصى” التي أفشلت التطبيعَ السعوديّ الصهيوني والذي كان يسعى له الأعداء؛ كونه يمثِّلُ المسمارَ الأخيرَ في نعش القضية الفلسطينية.
وبعد يومَينِ فقط من دخول اتّفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ صبيحة الأحد الماضي، ركَّزت وسائلُ الإعلام الصهيونية وكذلك الإماراتية وبعضُ وسائل الإعلام الخليجية على الخطط الأمريكية الصهيونية القادمة عقبَ استلام ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، وهو الرئيسُ الأمريكي الذي حرَّكَ خلال الفترات الماضية مِلفات التطبيع بين كيان العدوّ والإمارات والسودان والبحرين والمغرب، فيما يسعى جاهدًا لإجبار النظامِ السعوديّ على إعلان العلاقات مع العدوّ الصهيوني بشكل رسمي وعلني، في ظِلِّ التطبيع الخفي الذي يظهرُ جليًّا في مواقف النظام السعوديّ المخزية تجاه المجازر الإسرائيلية والانتهاكات التي ارتكبها كيانُ العدوّ طيلةَ الفترات الماضية، فضلًا عن التودُّد الكبيرِ الذي أظهره النظام السعوديّ لليهود والصهاينة خلال الفترات الماضية، ومن ذلك سجن العشرات من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتفويج اليهود الصهاينة إلى المملكة، بما فيها مكة والمدينة، وانتشار السياحة الصهيونية في السعوديّة وجوانب أُخرى تؤكّـد العلاقة الوطيدة بين النظام السعوديّ وكيان العدوّ الصهيوني.
وفي السياق نشرت قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، الثلاثاء، تقريرًا سلَّطَ الضوءَ على تحَرّكات أمريكية صهيونية “خليجية” لتسريعِ قطار التطبيع العلني مع العدوّ، ليشمل النظام السعوديّ العميل.
وقالت القناةُ الإماراتية: إنه وفي سياق “التوترات والتحولات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشاراتٍ تفاؤليةً بشأن إمْكَانية انضمام المملكة العربية السعوديّة إلى الاتّفاقيات الإبراهيمية”، مؤكّـدةً أن النظام السعوديّ قد يعلن دخوله رسميًّا في مسار الخيانة على الرغم من الترويج لشروط إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأكّـدت القناة الإماراتية أن “ترامب الذي يعتبر مهندس الاتّفاقيات الإبراهيمية، يسعى لتوسيعها بضمِّ السعوديّة”، متطرقة إلى تصريحات عدد من السياسيين والدبلوماسيين الصهاينة الذين أكّـدوا قرب إعلان العلاقات الشاملة بين كيان العدوّ والكيان السعوديّ العميل.
ونقلت عن دبلوماسيين صهاينة قولهم: إن “الرياضَ جاهزة بكل ثقلها السياسي لإعلان التطبيع مع “إسرائيل”، لكن ما تزال هناك بعض الشروط”.
ونشرت حديثَ الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين قوله: إن “إسرائيل تتطلع بشدةٍ لاتّفاقٍ مع السعوديّة، وذلك سيمثّل إنجازاً كَبيرًا لإسرائيل والرئيس ترامب”.
ولفت الدبلوماسي الصهيوني إلى إمْكَانية إبرامِ اتّفاق التطبيع مع الرياض وتجاوز شرطها بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، مؤكّـدًا أن حكومةَ المجرم نتنياهو باتت قريبة من هذا الاتّفاق رغم إعلان عدد من أعضائها رفضهم القاطع لمقترح الدولة الفلسطينية، في إشارة إلى أن الرياض ستُقَدِّمُ خضوعًا مجانيًّا على غرارِ أبوظبي والخرطوم والرباط والمنامة، فضلًا عن الخدماتِ التي يقدِّمُها نظامُ آل سعود للكيان الصهيوني طيلةَ الفترات الماضية، منها جَرُّ الأنظمة العربية لحظيرة التطبيع وكذلك محاربة أصوات المقاومة وتمويل الحروب والاعتداءات التي تطالُ فصائلَ الجهاد والمقاومة في مختلف البلدان العربية.
واستندت القناةُ الإماراتية في تقريرها أَيْـضًا على تصريحات المسؤولين السعوديّين بشأنِ إعلان العلاقات مع كيان العدوّ، مشيرةً إلى أن تأكيدَ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في مقابلة سابقة أنهم يقتربون يومًا بعد يومٍ من التطبيع مع “إسرائيل” وتحقيق ما أسماه “سلامًا شاملًا في المنطقة”، يتضمن الكيان الصهيوني، لافتةً إلى أن مثل هذه التصريحات قد تجُرُّ الأحداثَ خلال الفترات القادمة إلى إعلان التطبيع السعوديّ الصهيوني دون قيدٍ أَو شرط؛ ما يؤكّـد حقيقةَ التخادُمِ المشترك بين الكيانين السعوديّ والصهيوني.
ووصفت القناة الإماراتية التطبيع السعوديّ الإسرائيلي بـ “الاختبار لقدرة المنطقة على تجاوز خلافاتِها التاريخية لتحقيق مستقبل أفضل”، في إشارةٍ إلى انحسار الرؤية الخليجية للمشاريع الصهيونية بأنها تحَرّكاتٌ تحتاجُ فقط إلى الخنوع والخضوع وتطبيع العلاقات، متجاهلةً التصريحات والنظريات والروايات والعقائد التي يتناولُها العدوُّ الصهيوني بشكل علني في استهداف شعوب المنطقة، بما فيها مكة والمدينة.
وزادت القناةُ الإماراتية من إسفافِها في هذا الشأن بقولها: إن هناك “إمْكَانيةً لتحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي إذَا ما تم التعامُلُ مع القضايا الجوهرية بحكمةٍ وواقعية”، وهنا المقصودُ بالحكمة والواقعية هو الاستسلام للمخطّط الصهيوني.
وبهذا التقريرِ والتناوُلِ الإماراتي الفاضح بشأن التعامُلِ مع العدوّ الصهيوني على أنقاظِ 15 شهرًا من الإجرام والدموية، يتأكّـدُ للجميع أن خيارَ الجهاد والمقاومة هو الخيارُ الوحيدُ أمام الأُمَّــة لتجاوُزِ موجة الإجرام الصهيونية التي تستهدفُ شعوبَ الأُمَّــة العربية والإسلامية، بعيدًا عن الخضوع والخنوع “الخليجي”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الفترات الماضیة النظام السعودی کیان العدو السعودی ة
إقرأ أيضاً:
زفة عروسين من غزة وسط الحطام.. بداية جديدة للحياة مع إعلان الهدنة | تقرير
وسط الأنقاض التي خلفتها جولات من القصف والصراعات المتكررة، اختار زوجان من غزة تحويل المعاناة إلى فرح، وأعلنا عن بداية جديدة لحياتهما من قلب الدمار.
الزفاف، الذي أقيم في أحد الأحياء المتضررة بشدة، لم يكن مجرد احتفال بزواجهما، بل رسالة أمل وصمود جسدت قوة الإنسان الفلسطيني في مواجهة التحديات.
العروسان، محمد وريم، قررا أن يقيمَا زفافهما في المكان الذي دُمّرت فيه منازل عائلتيهما خلال القصف الأخير. العرس، الذي زُفَّ فيه العروسان وسط الحطام، جذب انتباه الجيران والمارة الذين تجمعوا ليشاركوا في لحظة مليئة بالمشاعر المختلطة بين الفرح والألم.
رسالة إلى العالمالعريس محمد قال: "رغم كل ما فقدناه، أردنا أن تكون بداية حياتنا رسالة للعالم، بأننا قادرون على الاستمرار، وأن الحب أقوى من الدمار." من جهتها، أضافت ريم: "الحياة لا تتوقف هنا. قررنا أن نبني فرحتنا من هذا الخراب، لأن الأمل هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يسلبه منا."
زُف العروسان على أنغام الدبكة الفلسطينية، وأُطلقت الزغاريد التي اختلطت بدموع الفرح والألم. الأقارب والجيران ساهموا في تزيين المكان بمواد بسيطة، حيث استخدمت أغصان الزيتون والزهور البرية كزينة تعكس ارتباط الفلسطيني بأرضه، حتى في أصعب الظروف.
أجواء احتفالية رغم الألمالعرس، الذي تم توثيقه بالصور والفيديوهات، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، وحظي بتفاعل كبير. علق أحد المستخدمين قائلاً: "هذا العرس ليس مجرد زواج؛ إنه رمز لصمود غزة وشعبها."
رغم صعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية في غزة، إلا أن العرس كان بمثابة تذكير بأهمية التمسك بالحياة. محمد وريم أكدا أن خطوتهما تعبر عن إرادة الشباب الفلسطيني في مواصلة الحياة رغم كل التحديات، وأن هذا الزفاف ليس فقط احتفالاً شخصياً، بل رسالة تحدٍ لكل من يعتقد أن الحرب يمكن أن تهزم الروح الإنسانية.
وفي النهاية، يظل هذا المشهد شاهدًا على قوة الأمل، حيث تتجسد حياة جديدة من بين الركام، وتُولد البدايات رغم كل شيء. إنها غزة، المدينة التي تقاوم بكل الطرق، حتى بالحب.