ارتفع عدد الشهداء في الهجوم الواسع الذي أطلقته قوات الاحتلال على جنين شمالي الضفة الغربية، الثلاثاء، تحت اسم “الجدار الحديدي”، فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى النفير العام للتصدي للاقتحامات التي شملت مناطق واسعة في الضفة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين ومحيطها.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تمنع طواقمه من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جنين.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشهداء أكثر من ذلك لوجود إصابات خطرة، وفقا لما ذكره الطبيب بهاء يحيى من مستشفى الرازي في جنين للجزيرة.

وأشار الطبيب إلى أن المستشفى قام بمعالجة إصابات لأطفال بعمر سنة.

وكذلك، قال مدير مستشفى جنين الحكومي للجزيرة إن عددا من الأطباء والممرضين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المدينة.

وأصيب فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي في شارع المحطة بمدينة جنين، وفقا للمصادر المحلية، فيما قصفت مسيّرات إسرائيلية موقعا في مخيم جنين.

وقالت المصادر المحلية للجزيرة إن جيش الاحتلال أغلق مداخل مخيم جنين ومخارجه بشكل كامل، وبدأت جرافات الاحتلال تدمير بنى تحتية في المخيم.

كما انقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء مدينة جنين، وفقا لما قالته مصادر للجزيرة.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجار ضخم في محيط مخيم جنين، وقالت إن هناك تحليقا مكثفا لمروحيات الاحتلال فوق جنين ومخيمها، تزامنا مع اقتحام واسع وحصار للمنطقة.

وكانت مصادر محلية قالت للجزيرة إن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية انسحبت من محيط مخيم جنين بعد بدء الاقتحام الإسرائيلي، ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد طلب الجيش الإسرائيلي من قوات السلطة الانسحاب من المنطقة قبل بدء الاقتحام.

وقال مصدر عسكري للقناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش يشن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة قد تستمر شهورا.

من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن محافظ جنين كمال أبو الرب قوله إن الاحتلال باشر بتنفيذ تهديداته بنقل جرائمه إلى الضفة، وبدأ بجنين لاستهداف مخيمات الضفة بشكل عام.

 

المقاومة تتصدى للهجوم

وقالت مصادر اعلامية إن مقاومين فجروا عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية بمخيم جنين.

كما بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها تظهر إطلاق النار من جانب مقاومين باتجاه قوات الاحتلال في شارع الناصرة بمدينة جنين.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 4 جنود إسرائيليين بجراح بين متوسطة وخفيفة جراء انفجار عبوة ناسفة في جنين.

وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها فجروا عبوة ناسفة في ناقلة جند إسرائيلية بمحيط مخيم جنين وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح.

وذكرت الكتيبة أيضا أن مقاتليها يخوضون “معارك ضارية مع قوات العدو في محاور القتال قرب دوار الحصان وطلعة الغبز ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة”.

كما تصدى مقاومون لقوات من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة السيلة الحارثية شمال غربي جنين، وفقا لما ذكرته مصادر للجزيرة.

 

دعوة للنفير العام

 

من جانبها، دعت حركة حماس إلى “النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني”.

وقالت الحركة إن “سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب”.

 

وقال رئيس الحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، في مقابلة مع الجزيرة، إن المقاومة ستهزم الاحتلال في الضفة كما هزمته في غزة.

وكذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إلى “التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها”.

وقالت الحركة إن هذه الحملة “حلقة بسلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب ضد شعبنا”.

 

أهداف الاحتلال

 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إطلاق عملية عسكرية بجنين من أجل “استئصال الإرهاب”.

وأضاف أن العملية “واسعة ومهمة” وتهدف لتعزيز الأمن وحماية المستوطنين في الضفة.

كذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن عملية “الجدار الحديدي” ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد “عناصر الإرهاب”، بهدف حماية المستوطنين وأمن إسرائيل.

وأضاف أن العملية تأتي ضمن تغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية، بعد التطورات في غزة ولبنان، بهدف “القضاء على الإرهاب في المنطقة ككل”.

وتأتي العملية ضمن حملة تصعيد واسعة بدأها الاحتلال بقواته ومستوطنيه في الضفة الغربية، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمس الأول الأحد.

 

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه الحملة تعكس الوعود التي قدمها نتنياهو إلى وزراء اليمين المتطرف لإقناعهم بعدم الانسحاب من الحكومة بسبب اتفاق غزة.

وأوضحت القناة الـ14 الإسرائيلية أن العملية في جنين انطلقت بقرار من المستوى السياسي في أعقاب الاجتماع، الذي عقده المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يوم الجمعة الماضي، لإقرار الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت القناة أن الكابينت قرر في ذلك الاجتماع إدراج الضفة الغربية ضمن أهداف الحرب.

 

اقتحامات واسعة

 

وتزامنا مع الهجوم على جنين، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة شملت مناطق في القدس المحتلة ونابلس وقلقيلية.

وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم شعفاط شرقي القدس، كما اقتحمت حي المساكن الشعبية شرقي نابلس وسط مواجهات وإطلاق نار صوب فلسطينيين.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شخص برصاص الاحتلال في مخيم شعفاط.

 

في الوقت نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال حارة المنصور ببلدة عزون شرقي قلقيلية، وأطلقت قنابل الغاز على منازل المواطنين.

واعتقلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين من بلدة بيت كاحل غرب الخليل، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

من ناحية أخرى، رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب مستوطنة شيلو على الطريق الرئيسي بين رام الله ونابلس، وفقا لما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.

وكالات

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تمنع آلاف الفلسطينيين من العودة لمخيم جنين

رام الله (الاتحاد)

أخبار ذات صلة خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي.. رئيس الدولة يؤكد موقف الإمارات الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه «هدنة غزة» جولة تفاوضية جديدة الأسبوع الجاري

منع الجيش الإسرائيلي، أمس، آلاف الفلسطينيين من سكان مخيم جنين شمالي الضفة الغربية من العودة إلى منازلهم.
وذكر شهود أن آلاف الفلسطينيين تجمعوا على المدخل الرئيس لمخيم جنين بعد أن تواردت أنباء نقلاً عن هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية بالسماح للسكان بالعودة إلى المخيم لوقت محدود ثم مغادرته.
وأشار الشهود إلى أن الجيش الإسرائيلي لاحق آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا على مدخل المخيم الرئيس وطردهم بالقوة.
ومنذ 21 يناير الماضي، خلّف العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة 56 قتيلاً فلسطينياً وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح آلاف آخرين، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.
بدوره، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من «مواصلة سلطات الاحتلال حربها الشاملة على شعبنا وأرضنا في الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها، ومحافظة طولكرم ومخيميها، مرتكبة المزيد من جرائم القتل والتهجير وتدمير الممتلكات». 
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أمس، عن أبو ردينة قوله إن «قوات الاحتلال تشن حملة تدمير ممنهج للمنازل، وتهجير للمدنيين، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأشخاص ومئات الجرحى، في ظل صمت دولي عن مخططات الاحتلال الرامية إلى تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري، استكمالاً لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد وجرح وفقدان أكثر من 200 ألف شخص». 
وطالب أبو ردينة بـ«تدخل الإدارة الأميركية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، وعدم تشجيعه على التمادي في عدوانه الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيدفع ثمنه الجميع». 
وشدد على أن «الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيداً لأحد، بل سيؤدي إلى دمار واسع هنا أو في المنطقة».

مقالات مشابهة

  • عدوان إسرائيلي متواصل على مخيم جنين يخلف دمارا واسعا ونزوح أكثر من 3 آلاف عائلة
  • الصحة الفلسطينية: استشهاد طفلة برصاص الاحتلال في مخيم جنين
  • استشهاد طفلة في جنين.. ونتنياهو يقتحم منزلا فلسطينيا في مخيم طولكرم (شاهد)
  • الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويواصل عدوانه على جنين وطولكرم
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم الجلزون شمال رام الله
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم شعفاط بالقدس
  • إسرائيل تمنع آلاف الفلسطينيين من العودة لمخيم جنين
  • الاحتلال يحاصر منزلا في الفارعة ودوي انفجارات في مخيم طولكرم
  • الاحتلال يعتقل الطفل كريم جرار من منزله في جنين
  • إصابة سيدة برصاص الاحتلال عند مدخل مخيم جنين