في حادث مأساوي، اندلع حريق في فندق بمدينة بولو كان يضم 238 شخصًا أثناء نومهم، مما أسفر عن مقتل 76 شخصًا بشكل مروع. وأثارت هذه الكارثة حالة من الجدل حول المسؤولية، حيث أشار وزير إلى أن “سلطة التفتيش تقع على عاتق البلدية”. في المقابل، رفض عمدة بولو، تانجو أوزجان، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، تحمل المسؤولية، مؤكداً أن التفتيش يقع ضمن اختصاص وزارة الثقافة والسياحة.

 

 

تركيا الان – شهد مركز كارتال كايا، أحد أبرز مراكز التزلج في تركيا، كارثة مأساوية في وقت مبكر من صباح يوم امس الثلاثاء. حيث اندلع حريق في الساعة 03:30 صباحًا في الجزء المخصص للمطعم بالطابق الرابع من فندق “جراند كارتال”، الذي يتكون من 12 طابقًا ومغطى بالخشب. ومع ارتفاع نسبة الإشغال خلال عطلة منتصف العام الدراسي، التي بلغت 90%، كان الفندق يضم 238 نزيلًا. بدأت فرق الإطفاء بالتحرك سريعًا نحو مكان الحادث، وتمكنت من الوصول في غضون 40-45 دقيقة للتعامل مع النيران.

مأساة إنسانية
نظرًا لعدم وجود مدخل للمركبات إلى الفندق، الذي يقع مخرجه الخلفي عند نقطة الوصول إلى منحدرات التزلج، اقتصرت جهود إخماد الحريق على الجهة الأمامية فقط.

في الحريق الذي تحول إلى مأساة إنسانية، استيقظ السياح من نومهم وهم في حالة ذعر وحاولوا مغادرة الفندق بسرعة. وسُمع صراخ المواطنين المحاصرين من الطوابق العليا،  وهم يصرخون بخوف: “من أين نخرج؟”، “لا أستطيع النزول”، “ساعدونا”.

لم يتمكنوا من العثور على المخرج
مع انتشار الحريق بسرعة وامتلاء جميع الممرات بالدخان فجأة، لم يتمكن نزلاء الفندق من الوصول إلى نقاط الخروج وسلالم الطوارئ.

وبعد نحو 11 ساعة من الجهود، تمت السيطرة على الحريق، لكن الحصيلة كانت مأساوية. حيث أعلنت وزارة الصحة عن وفاة 76 شخصًا وإصابة 51 آخرين، من بينهم حالة خطيرة. كما أوضحت الوزارة أنه تم إخراج 17 شخصًا من المستشفى بعد تلقي العلاج، بينما يستمر علاج 34 مصابًا آخرين.

أما الذين تم إجلاؤهم من المبنى، فقد تم إسكانهم مؤقتًا في فنادق أخرى قريبة من المنطقة. كما تم إنشاء مستشفى ميداني في المنطقة لعلاج الجرحى.

 

جدل حول المسؤولية
أعلن وزير العدل، يلماز تونتش، عن تكليف 6 مدعين عامين للتحقيق في الحادث، إضافة إلى تشكيل لجنة خبراء مكونة من 5 أشخاص. وتم توقيف 9 أشخاص، بينهم صاحب الفندق، خالد إرغول.

من جهته، أوضح وزير الثقافة والسياحة، محمد نوري أرصوي، أن عمليات تفتيش الفندق أجريت في عامي 2021 و2024، مشيرًا إلى أن “الفندق يمتلك شهادة كفاءة للحريق صادرة عن الإطفاء. هذه الصلاحية تقع على عاتق الإطفاء، وحتى اليوم لم نتلق أي إخطار من الإطفاء حول وجود أي مشكلة تتعلق بكفاءة الحريق”.

 

تعيين قريب في منصب
نفى رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، أي مسؤولية للبلدية في الحادث، قائلاً: “صلاحية تفتيش هذا الفندق تعود لوزارة الثقافة والسياحة، لأنه مُرخص من قبل الوزارة”.

من جهته، صرح رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الذي زار موقع الحريق، قائلاً: “هذا المكان ليس ضمن حدود بلدية بولو، كما أنه ليس مدينة كبرى”.

ومع ذلك، ورد في تقرير نشاط بلدية بولو لعام 2023 أن عمليات تفتيش منشآت الإقامة في بولو تتم من قبل البلدية. كما تبين أن أوزجان كان قد ربط إدارة إطفاء بولو بابن عم والدته، سدات غولَنَر، بعد تعيينه كنائب لرئيس البلدية.

 

صرخوا وماتوا وهم يستغيثون
كشف الناجون من حريق الفندق عن حجم الكارثة من خلال رواياتهم المؤلمة. قال أتاكان يلكوفان، الذي كان يقيم في الطابق الثالث من الفندق: “زوجتي هي التي لاحظت الحريق. نزلنا مبكرًا نسبيًا. لم ينطلق جرس الإنذار. حاولنا الصعود للطابق الأعلى لكن لم نستطع بسبب النيران. نزلنا للطابق السفلي. استغرق وصول فرق الإطفاء حوالي ساعة إلى ساعة ونصف. خلال هذا الوقت، كان الطابقان الرابع والخامس يشتعلان. كان الناس في الطوابق العليا يصرخون”.

وأضاف أحد الناجين، الذي كان في الطابق السفلي مع عائلته ونجا من الحريق: “كان من المفترض أن يكون هناك كاشف دخان، لكن لم يعمل أي شيء. لم نكن نرى شيئًا داخل الفندق. عندما خرجنا إلى الممر شعرنا وكأننا نختنق. قفزنا من النافذة ونجونا”.

كما قال أحد العاملين في الفندق: “لم نسمع صوت إنذار. قاموا بفصل القواطع الكهربائية. كان هناك غاز طبيعي، وخطر حدوث انفجار كان قائمًا. بدأ الحريق من الخلف في الطابق السفلي، ثم انتقلت النيران فجأة إلى الطابق العلوي وغطت كل المكان”.

اقرأ أيضا

أسعار الذهب في تركيا (22 يناير 2025)

الأربعاء 22 يناير 2025

أحد شهود العيان ذكر: “قمنا بإجلاء ما لا يقل عن 30-40 شخصًا. استخدمنا الحبال لإنقاذ البعض من الطابق الثاني. أخذنا بعضهم من بين النيران. طلبنا منهم عدم القفز، لكن بعضهم قالوا إنهم لا يستطيعون التحمل وقفزوا. قفز رجل مسن وكسر قدمه. أولئك الذين كانوا في الطوابق العليا لم يتمكنوا من الخروج. حاولوا القفز، ووضعوا وسائد وأغطية أسفلهم. في النهاية، قفزت امرأة من الطابق العلوي”.

وقال مدرب التزلج نجدت كبجتوتان: “بسبب كثافة الدخان، كان الناس يصرخون عند النوافذ، يطلبون النجدة. ساعدنا في إنقاذ 20-25 شخصًا”.

واشتكى أحد موظفي الفندق قائلاً: “يوجد سلم طوارئ، لكنه في الداخل وهذا تصميم غير منطقي. كما أن فندقًا بهذا الحجم لا يحتوي حتى على سيارة إسعاف”.

 

جائزة الشهادات المدرسية أصبحت نهايتهم
بسبب عطلة منتصف العام، اختارت العديد من العائلات قضاء إجازتها في فندق “جراند كارتال”. ومن بين الضحايا المأساويين للحريق، كان هناك عدد ملحوظ من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية.

فقدنا من بين هؤلاء الأطفال المتفوقين أليجان بودور أوغلو وشقيقته إليف، من طلاب كلية “تيد”. كما فقدت زهرة سينا جولتكين، التي كانت تعمل خبيرة في الخطوط الجوية التركية، حياتها مع زوجها بلال جول تكين وأطفالها الثلاثة، إضافة إلى اثنين من أقاربهم.

وكانت من بين الضحايا أيضاً ديلاارا إيرمان أوغلو من ماردين، والتي تعرض والدها، الذي ذهب إلى بولو بعد الحادثة، لأزمة قلبية أمام المستشفى.

كما لقيت طبيبة الأسنان ياسمين بونجوك توزجيراي حتفها في الحادثة مع زوجها إرهان توزجيراي وطفليهما دفنه وديمير

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا أخر الاخبار اخبار تركيا بولو حداد تركيا حريق بولو من بین

إقرأ أيضاً:

مشاهد مأساوية من حادث حريق فندق بتركيا.. أودى بحياة 76 شخصا (فيديو)

شهدت تركيا حريقًا مروعًا تسبب في مصرع  76 شخصا واصابة 51 آخرين بعد أن شب حريق في فندق شهير للتزلج في جبال بولو بتركيا، ما أجبر النزلاء على القفز من النوافذ أو محاولة استخدام ملاءات الأسرة للفرار من المبنى.

احتراق فندق مكون من 12 طابقًا

وبحسب موقع صحيفة «جارديان»، فإن الحريق اندلع نحو الساعة 3.30 من صباح الثلاثاء في مطعم فندق جراند كارتال المكون من 12 طابقا في منتجع كارتال كايا في محافظة بولو شمال غرب تركيا.

وقال وزير العدل التركي يلماز تونتش، إن السلطات اعتقلت أربعة أشخاص، بينهم مالك الفندق، في إطار التحقيق في سبب الحريق.

وحاصرت عدة سيارات إطفاء وسيارات إسعاف المبنى المحترق ذي الواجهة الخشبية، وأظهرت صور تلفزيونية اشتعال النيران في سقف الفندق والطوابق العليا.

مشاهد مآساوية من حريق تركيا

ونقلت «رويترز» بعض المشاهد المأساوية من الحريق، حيث قال مولود أوزر الذي شهد الحادث إن الأمر كان أشبه بنهاية العالم حيث اجتاحت النيران الفندق على الفور في غضون نصف ساعة.

وكشف عمر سكرك أحد العاملين في فندق مجاور أن نزلاء الفندق المحترق قفزوا من الأدوار العليا، وأحدهم قفز من الدور الـ11 وتوفي على الفور، لافتًا إلى أن البعض استخدم ملاءات السرير من أجل النزول وتمزقت وتسببت في مقتلهم على الفور بينما كان المشهد الأصعب هو أحد الآباء الذي كان يصرخ بشأن طفله البالغ من العمر عامًا واحدًا قائلًا: «سأرمي طفلي أو سيحترق».

الفندق كان يضم 238 نزيل 

وتم إخلاء الفنادق الأخرى في المنتجع كإجراء احترازي، وتم وضع الضيوف في فنادق حول ولاية بولو.

تقع كارتال كايا في جبال كوروغلو، على بعد حوالي 300 كيلومتر شرق إسطنبول، ووقع الحريق أثناء العطلات المدرسية عندما تكون الفنادق في المنطقة مزدحمة، حيث كان 238 نزيلًا في الفندق الذي يقع على جانب منحدر ويضم 161 غرفة.  

 

مقالات مشابهة

  • تطورات مأساوية جديدة حول حريق فندق كارتال في بولو التركية
  • مشاهد مأساوية من حادث حريق فندق بتركيا.. أودى بحياة 76 شخصا (فيديو)
  • ارتفاع وفيات حريق الفندق في تركيا إلى 66
  • ارتفاع عدد ضحايا حريق فندق "بولو" بتركيا إلى 66 حالة وفاة
  • عاجل | ارتفاع عدد ضحايا حريق فندق "بولو" بتركيا إلى 66 حالة وفاة
  • سفارة المملكة بتركيا تعرب عن تعازيها في ضحايا حريق فندق مدينة بولو
  • فيديو.. حريق في فندق شمال تركيا يسفر عن مقتل وإصابة 37 شخصًا
  • فيديو: حريق مروع في فندق بتركيا يسفر عن مقتل 10 وإصابة 32
  • مأساة داخل فندق تركي.. "حريق مروع" حصد قتلى وجرحى