جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-08@10:57:21 GMT

يوم في "عودة الماضي"

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

يوم في 'عودة الماضي'

 

خالد بن سعد الشنفري

 

زُرتُ مُؤخرًا موقع "عودة الماضي" بالحافة، الذي أصبح أهم موقع لمناشط وفعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام، وفي الحقيقة لم أكن أتوقع أن يكون وفق ما رأيته على أرض الواقع، خصوصًا وأن فترة الإعداد والتجهيز للشق الغربي من أرض الموقع لم يتم البدء فيها إلّا قبل فترة قصيرة من بدء المهرجان، وذلك بعد الانتهاء من التشطيبات النهائية لمشروع سوق شاطئ الحافة التراثي.

. فشكرًا بلدية ظفار وشركة ساس على هذا الإنجاز المُقدَّر.

إنِّه لأمر مُفرح وبهيج أن ترى هذه الحشود الغفيرة من العائلات والزوار من مواطنين ومقيمين ومن مختلف مناطق دول مجلس التعاون، والطيف العربي الذي بدا ملحوظًا حضوره، وهذا لا شك مؤشر على أنَّ ظفار في خريفها قد أصبحت مقصدًا للسياحة العائلية بامتياز؛ رغم بعض النواقص هنا وهناك، في البنية الأساسية والشوارع التي لم يعد مأمولًا من الجهات المسؤولة أن يتم الالتفات لها؛ بل أصبح التوقف عندها بحزم واتخاذ قرارات لتكتمل منظومتنا السياحية، وأصبح هذا غاية لا بديل عن تحقيقها، وبأسرع وقت ممكن، إذا أردنا أن نؤسس لسياحة فاعلة ترفد الدخل القومي والاستفادة من هذا الموسم الاستثنائي، والهِبة الربانية علينا بمناخ وطبيعة استثنائية ونادرة على مستوى عُمان وشبه الجزيرة العربية وحتى العالم العربي بأسره.

هنا لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لصاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، والذي وعد مشكورًا بالبدء بعد هذا الموسم مباشرةً بتنفيذ عدد من المشروعات التي تخدم السياحة، وذلك خلافًا لما تعودنا عليه خلال عقود مضت، أن لا تتم أية إضافات أو تطوير في هذا الجانب إلا قبل الموسم بفترة قصيرة جدًا، وهذا يتسبب بالفعل في زيادة الاختناقات لا تخفيفها في الشوارع في هذا الموسم.

وكوني أحد أبناء منطقة الحافة، وبالتالي ابن البيئات الظفارية الثلاثة (البدوية والريفية والحضرية) في الموقع، وابن الموروث الظفاري الفني المادي وغير المادي المُميز، يُمكنني القول إن أبناءنا أبدعوا فعلًا في تقديم الموروث على مدى أيام الموسم السياحي، وأمتعوا زائريه بذلك أيما إمتاع، وهذا ما حصل لي بالفعل.

إنَّ قضاء يوم في موقع "عودة الماضي" بشاطئ الحافة في هذا الفصل الخريفي وسمائه الملبدة بالغيوم؛ لتنثر رذاذها بدلًا من حرارة الشمس الملتهبة حول العالم، لشيء قل أن تجد له مثيلًا.

كل هذا وسط التنقل في أرض عودة الماضي بين بيئاتها الثلاثة؛ فتنتقل من البيئة البحرية في كل جوانبها حتى ما يتعلق باحتفالات استقبال المسافرين بحرًا في السفن الخشبية القديمة، إلى البيئة الريفية وألحان النانا والدبرارت الشجية، وأهازيج أبناء الريف بزيهم التقليدي القديم، ورقصات السيوف والتروس، وكذلك البيئة البدوية، ورائحة البُن من مواقد دلالهم وصناعاتهم التقليدية من الخوص والجلود وخلافه، إلى دكاكين وحوانيت سوقها التراثي الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة حتى الحجامة إلّا شملها العرض، ليمنح النفس بحق راحة وسعادة يحتاج لها وسط زخم الحياة العصرية التي نعيشها.

شكرًا للأخ والزميل والمسرحي الكاتب القدير الدكتور عماد الشنفري، الذي يعد أول من أطلق مسمى "عودة الماضي"، وسعى لها ونفذها في العام الماضي، وإن كانت متواضعة وعلى استحياء، لكن ما أضيف عليها من تطوير هذا العام يجعلنا نثق أن الموسم المقبل وكل المواسم، ستكون أفضل وأفضل، وهذا ماعهدناه بشبابنا الغيور المجتهد والمثابر في كل المجالات. فقط علينا أن نوفر لهم ولو الحدود الدنيا من التشجيع والحاضنات ليُعطوا المزيد والمزيد، فعلًا لقد عشت في ذلك اليوم ملحمة تراثية في الماضي الجميل بكل جوانبه، وشتى مناحيه، في هذه الزيارة، ونقلني هؤلاء الشباب بامتياز إلى ذلك الزمن الماضي، بصورة عصرية حديثة في أجمل تزاوج بين الأصالة والمعاصرة؛ حيث هناك مساحة لا تقل أهمية؛ وهي السوق التراثي بكل ما حواه من أحدث المقاهي وألعاب التسلية ولعب الأطفال؛ ليشبع رغبات كل أفراد الأسرة كبارًا وصغارًا.

لم افتقد إلّا عدم وجود معمل أو منفذ بيع للحلوى الظفارية، التي تتميز نوعًا ما عن الحلوى العمانية المعروفة، وكذلك لا وجود للتنانير الأرضية لخبز القالب ولا الخبازات من النسوة؛ فالحلوى وخبز كعك القالب يعتبران من أهم الأشياء التي يحرص إخواننا من بقية محافظات عماننا الحبيبة على أخذها معهم في عودتهم كهدايا، إضافة بالطبع إلى البخور الظفاري الشهير واللبان وأشياء أخرى.

نتمنى أن يتلافى القائمون على أمر الفعاليات، مثل هذه الأمور مستقبلًا، رغم بساطتها.

وكل خريف وأنتم مع عودة ماضٍ جديدٍ.. وكل عام وأنتم بخير وسلامة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البشير وبكری، السجين والطليق !!

هاتفته صبيحة يوم إطلاق سراحه، فلم أجده سعيداً، بعد أن أَكَّدَ لیَ الخبر فقال : أخطرونا رسمياً أمس بالقرار، لكننا لم نغادر بعد. وقال كنَّا متآنسين!!

وفهمت إنَّه حزين فی هذا اليوم الذی يفرح فيه أی معتقل ألَّا وهو يوم الإفراج عنه، لكنه كان علی العكس من ذلك بسبب الإبقاء علی رفيقيه قيد الإعتقال، ولم أستغرب منه ذلك، فهو بكري الذی أعرفه رجلٌ شديد الوفاء، حاد الذكاء، يجمع بين الشدة واللين، بحيث لا يستطيع (أَحْرَفْ) مُتحرٍّ أن يخرج منه بكلمة لا يود هو الإفصاح عنها، فإذا فاتحته في موضوعٍ ما، لا يرفض الحديث بشكل مباشر، لكنه يبدأ في الترنم بأُغنية (سارحة مالِك ياحبيبة) بصوته الأجَشّ الذی لا يخلو من حِنِيَّة أهله الدناقلة، لكنه أبعد ما يكون من أي تطريب، ما يجعلك تستشعر النعمة إذ لم يكن بكري مغنياً، يعنی أقفل هذا الموضوع، أو أن يقول لك ???? يااا brother وقت أبرك من وقت وساعة أبرك من ساعة!!) يعنی ليس هذا وقته، بكري الذی لا ينسی أن يُرسل قبل كل رمضان كمية من البلح القنديلة فی مقطف جميل للعديد من إخوانه وأصدقاٸه، بكري الذی يعشق النخيل وزراعته، بكري لم يفتح فمه بكلمة واحدة بعد إعفاٸه المفاجٸ من منصب الناٸب الأول لرٸيس الجمهورية وربما حتی هذه اللحظة، وهو الذي تجمعه بالمشير البشير علاقة ممتدة لسنوات طويلة ويجمع بينهما البورية الأحمر بسلاح المظلات، وهو الوحيد من بين كل أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني الذي بقي في الحكومة حتی قبيل التغيير بشهرين أو نحو ذلك !!

القرار القضاٸي القاضي بإطلاق سراح الفريق أول بكری حسن صالح والعميد يوسف عبد الفتاح بغرض الإستشفاء، والذی أصدره الفريق أول البرهان كان قراراً صاٸباً، لكن ما ينقصه هو أنه لم يستفِد منه المشير عمر حسن أحمد البشير، والفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، اللذان تنطبق عليهما ذات الحيثيات!! ولعل ما منع البرهان من شمول الرجلين بذلك القرار هو (عقدة) المحكمة الجناٸية التی تُسَمَّیٰ دولية، هذه المحكمة التی لا تستطيع أن تجلب مجرم الحرب نتنياهو إلی قاعتها، هذا قبل ان يبلغ ترمب مقعد الرٸاسة فی المكتب البيضاوی، مما سيجعل مثول نتنياهو أمام المحكمة بعد ذلك مُستحيلاً. فما لنا نحن وهذه المحكمة المنبوذة فی معظم دول العالم!!

العميد يوسف عبد الفتاح نزيل المستشفی حتی بعد هذا القرار، والفريق بكري ليس بأحسن حالٍ منه أمَّا حالة الفريق أول عبد الرحيم الصحية فلا تحتاج إلیٰ كثير بيان، ولسنا فی وارد إعادة نشر التقرير الطبی عن حالة المشير البشير الصحية فهي أكثر تعقيداً من كل زملاٸه وهو بالطبع أكبرهم سنَّاً، وكل الرجاء فی أن يكمل الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان ما بدأه من عمل ناجح يُضاف إلیٰ إنتصارات الجيش الباهرة تحت قيادته، ولن نُذكَّره بأن إكرام هٶلاء القادة، وإعطاٸهم واجب الزمالة والأقدمية،جزءٌ لا يتجزأ من إكرام كل جنود وضباط وقادة قوات الشعب المسلحة، ولن نحتاج أن نغني كما يغني بكري ونقول (كَمِّل جميلك تمموا)

وكلنا ثقة فی حسن تقدير القاٸد العام لقوات الشعب المسلحة.

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء


محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير.. حقيقة الدور الذي تلعبه قناة “الجزيرة” في غزة
  • العدل: إطلاق سراح 793 نزيلاً بعد انتهاء محكوميتهم خلال آذار الماضي
  • البشير وبكری، السجين والطليق !!
  • فلكي من جبال ظفار
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • بنك ظفار يوفر حلول تأمين مبتكرة للمركبات
  • أفغانستان.. 500 قتيل بانفجارات ألغام أرضية العام الماضي
  • الصومال: مقتل 80 إرهابيا بينهم قيادات خلال الأسبوع الماضي
  • جولد بيليون: انخفاض الذهب العالمي 1.5% خلال الأسبوع الماضي
  • انخفاض الذهب العالمي 1.5% خلال الأسبوع الماضي