عربي21:
2025-04-26@02:45:44 GMT

سلام من دون سلام؟

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

أعتذر للقراء الكرام أنني قد أعدتهم مع هذا المقال إلى موضوع ملّوا الحديث عنه والسماع به وبتفاصيله، بل بأدق دقائقه، خاصة خلال الأيام الماضية. نعم إنه تنصيب ترامب وعودته إلى البيت الأبيض محقوناً بفيتامين العظمة، ومستعرضا عضلاته السياسية ليكون ترامب في عالم السياسة تماماً كما كان في عالم المصارعة. ولعل أحد أهم ما يثير الانتباه هو حديث ترامب عن رغبته بأن يكون رجل سلام، ورغبته في إنهاء الحروب، حسب زعمه، لكن ترجمة العديد من أوامره التنفيذية الأولى، ومع دخوله البيت الأبيض وما ساقه من تصريحات، لا يمكن أن تجلب السلام أبداً.



فرفع العقوبات عن البعض من المستوطنين الإسرائيليين، وتغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أمريكا، ورغبته في السيطرة على قناة بنما، وضم كندا لبلاده، والاستحواذ على غرينلاند التابعة للدنمارك، وفرض الجمارك على جميع البضائع الأجنبية، وإعلان حالة الطوارئ في جنوب أمريكا، وتحديداً على الحدود مع المكسيك، وطرد ملايين اللاجئين من بلاده، إنما تشكل مجتمعة وصفة بديهية لإشعال حروب لن تنتهي، إلا بالتراجع عن هذه القرارات أو خروج ترامب من الحكم.
سلام بلا سلام، ودخان بلا نار، أمور من الصعب حصولها
سلام بلا سلام، ودخان بلا نار، أمور من الصعب حصولها، خاصة أن الحروب المالية والاقتصادية واللوجستية الضخمة، وما بينهما من تفاصيل لن تحسمها المفاوضات والضغوطات التكتيكية المختلفة وإنما غالباً ما تذهب في معظمها نحو حروب كارثية بفاتورة دماء ومهالك صعبة. 

ترامب المحقون بإرادة ذاتية باستعادة أمريكا لعظمتها كما يقول، يبدو وكأنه لم يقرر الانتقام من خصومه فحسب، وإنما أيضاً من العالم برمته على ما يبدو، وذلك عبر نهج يشبّهه البعض بالاستعمار المباشر للدول والشعوب، أسوة باستعمارات القرن السابق. ولعل الرئيس المنصرف جو بايدن، قد تنبه لرغبات ترامب وطموحاته، فذهب وفي مفارقة غريبة، نحو إصدار عفو عام عن أفراد أسرته ومعاونيه وصولاً إلى برلمانيين اثنين من الحزب الجمهوري، ممن وقفوا في وجه ترامب ذات يوم، إضافة إلى العالم الأمريكي الذي قاد الحرب على كورونا، ثم خرج لينتقد ترامب، هو الدكتور انثوني فاوتشي. 

وبذلك تتكون المفارقة الأكبر من خلال تبلور طموحات ترامب الاستعمارية وإعفاءات بايدن، ما يشكل اختراقاً غريباً للمفاهيم العالمية لديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية والنزاهة واحترام القانون. مفاهيم تغيب بفعل هاتين الخطوتين، وفي دولة تدّعي الديمقراطية والعظمة.

ومع الاحترام الكبير لهموم وعموم الدول والشعوب قاطبة إلا أن الفعل الأساس لتحقيق جائزة نوبل للسلام، التي اتهم البعض الرئيس ترامب باستماتته للظفر بها، لن يتأتى إلا من خلال إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، على قاعدة إعطاء الشعب الفلسطيني حقه وأرضه ودولته، والتوقف عن الاقتناع بأن القوة والسلاح والجبروت والأسوار الحديدية واحتلال المزيد من الأرض هم من سيوصلون ترامب إلى الجائزة المنشودة حتى في أوج التطبيع ومصائبه المعروفة.. فالقوة ليست في الأحلام وإنما في الأفعال…ننتظر ونرى.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب بايدن الولايات المتحدة الاحتلال بايدن ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قاضٍ فيدرالي يمنع إدارة ترامب من تفكيك إذاعة صوت أمريكا

وافق قاضٍ فيدرالي على منع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تفكيك إذاعة صوت أمريكا، وهي خدمة إخبارية دولية عمرها 83 عامًا أنشأها الكونغرس.

وحكم قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، رويس لامبرث، بأن الإدارة فرضت بشكل غير قانوني على إذاعة صوت أمريكا وقف عملياتها لأول مرة منذ إنشائها في حقبة الحرب العالمية الثانية.

طلب محامو موظفي ومتعاقدي إذاعة صوت أمريكا من القاضي استعادة قدرتها على البث بنفس المستوى الذي سبق أن تحرك الرئيس دونالد ترامب لخفض تمويلها، بحسب ما نقلت "أسوشيتد برس".

وافق لامبرث وأمر الإدارة بإعادة إذاعة صوت أمريكا واثنتين من شبكات البث المستقلة التي تديرها الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي - إذاعة آسيا الحرة وشبكات بث الشرق الأوسط - إلى حين تسوية الدعاوى القضائية.


رفض القاضي طلب شبكتين مستقلتين أخريين، هما إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وصندوق التكنولوجيا المفتوحة.

وفي ملف قدم للمحكمة في 26 آذار/ مارس قال محامو المدعين إن ما يقرب من 1300 موظف في إذاعة صوت أميركا تم وضعهم في إجازة إدارية، في حين تم إبلاغ 500 متعاقد بأن عقودهم سيتم إنهاؤها في نهاية الشهر الماضي.

وأدارت الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، التي تدير إذاعة صوت أمريكا، منافذ بث أخرى، بما في ذلك إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية، وإذاعة آسيا الحرة، وإذاعة أفغانستان الحرة، وقد خصص الكونغرس ما يقرب من 860 مليون دولار لوكالة الإعلام العالمي للسنة المالية الحالية.

وانقطعت إذاعة صوت أمريكا عن البث بعد وقت قصير من إصدار ترامب أمرًا تنفيذيًا في 14 آذار/ مارس قضى بخفض التمويل المخصص لوكالة الإعلام العالمي وست جهات فيدرالية أخرى غير ذات صلة. كما قررت إنهاء عقود إذاعة صوت أمريكا مع وكالات أنباء، بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس.

وتعمل إذاعة صوت أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تبث الأخبار إلى "الدول الاستبدادية" التي تفتقر إلى صحافة حرة، وبدأت كأداة مضادة للدعاية النازية، ولعبت دورًا بارزًا في جهود الحكومة الأمريكية خلال الحرب الباردة للحد من انتشار الشيوعية.


واتهم ترامب وحلفاؤه الجمهوريون إذاعة صوت أمريكا بـ"التحيز اليساري" والفشل في إبراز القيم "المؤيدة لأمريكا" لجمهورها.

يقول محامو المدعين إنها تنقل الأخبار وتبثها "بصدق وحيادية وموضوعية"، قائلين: "هذه المهمة البسيطة مهمة قوية لمن يعيشون في جميع أنحاء العالم محرومين من الوصول إلى صحافة حرة، ومن القدرة على فهم ما يحدث حقًا".

وجادل محامو الحكومة بأن المدعين لم يثبتوا الضرر الذي لحق بهم بشكل لا يمكن إصلاحه، مضيفين أنه "بدلاً من ذلك، يستهدف المدعون ما يمكن وصفه بأنه توقف مؤقت لأنشطتها، بينما تُحدد غلوبال ميديا كيفية جعل صوت أمريكا ممتثلًا لتوجيهات الرئيس".

وتضم قيادة وكالة الإعلام العالمي المستشارة الخاصة كاري ليك، وهي مذيعة أخبار تلفزيونية سابقة ومرشحة سياسية.

وفي حكمه المكتوب، أشار لامبرث إلى أن الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي لم تُبرم اتفاقية المنحة مع إذاعة أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي للسنة المالية الحالية، وأن صندوق التكنولوجيا المفتوحة سحب طلبه القانوني لإصدار أمر تقييدي مؤقت في وقت سابق من هذا العام.

قال لامبيرث إن تخفيضات التمويل "تعكس نهجًا متسرعًا وعشوائيًا" - لا سيما أنها تزامنت مع توقيع الرئيس ترامب على مخصصات الكونغرس التي موّلت إذاعة صوت أمريكا والشبكتين حتى أيلول/ سبتمبر من هذا العام.

وأضاف لامبيرث أن الأمر لا يقتصر على غياب "التحليل المنطقي" من جانب المتهمين، بل غياب أي تحليل على الإطلاق.


ووصفت نقابة العمال التي تمثل العاملين في الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي الحكم بأنه "تأكيد قوي على دور الصحافة المستقلة في تعزيز الديمقراطية ومكافحة التضليل الإعلامي".

قال توم يزدجردي، رئيس جمعية الخدمة الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي: "هذه الشبكات أدوات أساسية للقوة الناعمة الأمريكية، فهي مصادر موثوقة للحقيقة في أماكن غالبًا ما تكون نادرة".

وأضاف: "بدعمها الاستقلالية التحريرية، حمت المحكمة مصداقية صحفيي USAGM والرسالة العالمية التي يخدمونها".

مقالات مشابهة

  • ضمانات أمنية.. أمريكا تدعم تحالف غربي لتنفيذ اتفاق سلام في أوكرانيا
  • أمريكا تضع خطة مفاوضات تجارية مع 18 دولة وتستبعد 3 بلاد
  • ترامب: المفاوضون بشأن أوكرانيا قريبون من التوصل إلى اتفاق
  • قاضٍ فيدرالي يمنع إدارة ترامب من تفكيك إذاعة صوت أمريكا
  • أوكرانيا ترفض مقترحات ترامب بشأن معادنها مقابل وقف إطلاق النار
  • ترامب يعلنها ويجدد المخوف.. العد التنازلي بدأ للدول التي لم تتوصل لاتفاق تعرفة مع أمريكا
  • ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
  • قاضٍ فدرالي يحبط خطط ترامب لتفكيك إذاعة صوت أمريكا ووسائل إعلام أخرى
  • منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع