كتب رضوان الذيب في" الديار": حسب المتابعين لعملية التأليف، فان الطريقة المتبعة في تشكيل الحكومة بددت جزءا كبيرا من موجات التفاؤل، جراء اعتماد الطريقة ذاتها بعملية التأليف التي اعتمدت بتشكيل الحكومات منذ الطائف حتى الآن، مع فارق وحيد قد يتمثل باستبدال الحزبيين "الفاقعين" بالتكنوقراطيين والاختصاصيين. وستوزع الحكومة على الرئيس نبيه بري وحزب الله وسمير جعجع وجبران باسيل ووليد جنبلاط مع سليمان فرنجية وسامي الجميل والطاشناق، وحصة مسيحية لرئيس الجمهورية وسنية لرئيس الحكومة.
والسؤال: هل سيكون لسعد الحريري تمثيل وزاري في الحكومة الجديدة؟ في ظل احاديث عن رفع "الفيتو"عنه وعودته لممارسة العمل السياسي. وهنا، تؤكد معلومات "تيار المستقبل" ان الحريري سيعود الى لبنان بشكل نهائي، وسيلقي كلمة مباشرة في ١٤ شباط بالذكرى الـ ٢٠ لاستشهاد والده.
وينتقد المتابعون لعملية التأليف الطريقة المتبعة، ويؤكدون ان أبواب التغيير مستحيلة، وصورة الحكومة باتت جاهزة، الخارجية لغسان سلامة او بول سالم، الدفاع لرئيس الجمهورية، المالية لياسين جابر او وسيم منصوري، الاشغال لـ "الاشتراكي"، الطاقة لـ "القوات"، الصحة لحزب الله، الداخلية لشخص سني من آل الدباغ، الاتصالات لـ"التيار الوطني الحر" لكنها لم تحسم بعد، الشؤون الاجتماعية لـ "الكتائب"، هناك اصرار من الرئيس عون لإعطاء حقيبة لـ "تيار المردة"، الصناعة لـ "الطاشناق".
كما تقول المعلومات ان رئيسي الجمهورية والحكومة يملكان حق "الفيتو" على اي اسم يعتبرونه خارج المواصفات التي رسماها، لكن الأخطر ما تردد عن اتجاه "قواتي" لعدم المشاركة اذا أعطيت المالية للشيعة، او اذا أسندت اي حقيبة لحزب الله، هذا الاتجاه "القواتي" تم تعميمه بشكل غير رسمي، لمعرفة ردود الفعل، وهناك من وضعه من المعارضين لـ"القوات" في اطار تحسين الشروط.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": تفيد المعلومات نقلاً عن مصادر ديبلوماسية أن إسرائيل لا تزال تبعث برسائل إلى لبنان أنها ستستمر بحرية الحركة وضرب أهداف لـ"حزب الله" تعتبرها تهديداً أمنياً لها، وأنها ستبقى في النقاط الخمس بذريعة عدم التزام الحزب واستمراره في نقل السلاح، مستندة إلى الضمانات التي انتزعتها من الأميركيين، وهو ما يؤمن لها التغطية في خروقاتها وعملياتها.تعكس هذه التطورات في الجنوب مناخات توتر وتصاعد للتهديدات الإسرائيلية، في وقت يشدد لبنان الرسمي على تطبيق القرار 1701 وأيضاً العمل ديبلوماسياً للضغط على إسرائيل ودفعها للانسحاب من النقاط المحتلة وتسليم الجيش اللبناني المواقع الحدودية. وهذا الأمر يواجهه "حزب الله" بالتشكيك أقله في ممارساته على الأرض فضلاً عن مواقف يطلقها بعض مسؤوليه. ويشير مصدر سياسي إلى أن الحزب الذي منح الحكومة الثقة وفقاً لبيانها الوزاري، لم يحسم مسألة الانسحاب من جنوب الليطاني وهو يؤكد استعداده للقتال على ما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين.
لكن ما غاب عن "حزب الله" أن الالتزام بما نص عليه البيان الوزاري لا يحتمل التفسير الأحادي، ذلك أن الدولة حسمت بحصرية السلاح بيدها، وهو ما يعني بحسب المصدر السياسي أنها هي التي تحدد الوسائل وتقرر ما هو مناسب لتحرير الأرض، علماً أن تحميل الحكومة المسؤولية اليوم عن عدم الانسحاب الإسرائيلي يطرح تساؤلات حول موقف الحزب الحقيقي من ترك الأمور لها، وهو الذي قرر حرب الإسناد غير آبه بالنداءات والدعوات التي حذرته من جرّ لبنان إلى حالة استنزاف والتفرد بقرار الحرب، إلى أن شنت إسرائيل حرباً عدوانية على لبنان استمرت 66 يوماً وأدت إلى تدمير عظيم وسقوط آلاف الشهداء.
لا يمكن اليوم وفق المصدر السياسي محاسبة الحكومة على أي تقصير في العمل على التحرير بعد أيام من نيلها الثقة، ولا يمكن أيضاً اتهامها بأنها ترضخ للإملاءات الأميركية لنزع سلاح "حزب الله". فاتفاق وقف النار ينص صراحة على سحب سلاح الحزب وفق مندرحات القرار 1701، وهو ما وافق عليه، لكنه يشكك بقدرة الجيش على الامساك بالحافة الامامية. وعلى هذا ليس متاحاً اليوم شنّ عمليات مقاومة متسرّعة في ظل الواقع الراهن خصوصاً بعد الحرب، ليس فقط بسبب اختلال الموازين، بل لأن أي مقاومة تستلزم السؤال عن وظيفتها وقدرتها على تحقيق الأهداف، علماً أن إسرائيل لا تزال تستعد للحرب وتواصل خروقاتها، وهو ما يعكس ما أصاب "حزب الله" من وهن بعد الضربات التي وجهت له والخسائر التي دفعها نتيجة رهاناته الخاطئة.
الضغط الإسرائيلي يحظى بغطاء أميركي يتعلق وفق المصدر الديبلوماسي بـ"حزب الله" تحديداً، فيما الهدف الأميركي الاستراتيجي في لبنان كما في سوريا هو التوصل إلى التطبيع والتوقيع على اتفاق سلام، وهو ما جرى التداول فيه أخيراً مع لبنان، لكنه مرتبط بما ستؤول إليه التطورات في المنطقة. لكن هذا المسار متعلق أيضاً بإيران التي تصر في خطاب مسؤوليها بما يتناقض مع البيان الوزاري للحكومة.
المرحلة المقبلة تحمل أخطاراً كثيرة على لبنان، خصوصاً أن المساعدات لإعادة الإعمار مشروطة دولياً وحتى عربياً، ولذا فإن تعزيز الجيش ومده بالدعم هو مهمة أساسية، ولا يمكن لـ"حزب الله" أن يعارض ذلك وفق المصدر السياسي، إذ أن تقوية الجيش لا تعني مواجهته، وعليه الاعتراف أن هناك مساراً جديداً فرضته نتائج الحرب الإسرائيلية، ولا يمكن للبنان النجاة إلا بتأمين غطاء عربي وإجراء اصلاحات جوهرية تعزز وضع الدولة في مواجهة الأخطار.