بعد فرارهم من التجنيد الإلزامي.. شبّان روس يعودون إلى بلادهم فهل انخفض خطر التعبئة ؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
بعد الإعلان عن تعبئة عسكرية للقتال في أوكرانيا في 21 أيلول/سبتمبر 2022، فرّ إيفان نيستيروف من روسيا تجنّباً للتجنيد الإلزامي على غرار آلاف الشبان الروس، لكنّه عاد بعد ستة أشهر عقب إصابته بالاكتئاب.
يقول الشاب المفتول العضلات والذي تغطي الوشوم جزءاً من رأسه الحليق "لقد غادرت بعد أيام قليلة من إعلان التعبئة وفي صدري مشاعر مختلجة، لا سيما الذعر".
واستقلّ مدرب اللياقة البدنية طائرة إلى جبال الأورال، ثم حافلة إلى سيبيريا، وأخيراً سيارة إلى كازاخستان في آسيا الوسطى، مروراً "للمفارقة" عبر قرية تسمى "أوكرانيتس" ("الأوكرانية" باللغة الروسية).
وفي كوستاناي بشمال كازاخستان، حيث استقرّ، سرعان ما وجد وظيفة في نادٍ للملاكمة "لم يطلب مني حتى شهادتي"، كما استضافته عائلة كازاخيّة.
ويعتبر الشاب البالغ 35 عاما أنّ فراره وسيلة "للاحتجاج" على السلطات الروسية، إذ لم يجرؤ قط على المشاركة في تظاهرة أو إبداء رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول "أردت أخيراً الخروج عن النظام".
روابط عائليةورفض مئات الآلاف من الشباب الروس المشاركة في الحملة في أوكرانيا وغادروا بلدهم بعد الإعلان عن التعبئة، لا سيّما إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مثل كازاخستان، حيث يمكنهم الدخول بدون تأشيرة.
لكن بعد مرور عام تقريباً، بدأ بعض هؤلاء المنفيين يعودون بأعداد يصعب تحديدها في ظلّ حرص معظمهم على الابتعاد عن الأنظار وعدم جذب الاهتمام.
تقرير أمريكي: الجيش الروسي يواصل التعبئة"سراً" مع بدء حملة تجنيد إجباري جديدةالمحامون الروس غارقون في بحر من ملفات "تفادي التجنيد"ويقول الخبير السياسي كونستانتين كالاتشيف لوكالة فرانس برس إنّ "العائدين يعتقدون أنّ خطر (التعبئة) انخفض".
وفي مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2022، أكّدت وزارة الدفاع الروسية أنّ التعبئة "الجزئية" الأولى التي بدأت عندما كان الجيش الروسي يواجه صعوبات على الجبهة، قد انتهت بعد تجنيد 300 ألف رجل.
كما أطلق الجيش حملة تجنيد طوعي واسعة النطاق في الربيع، ما هدّأ المخاوف من التجنيد الإجباري.
وبالإضافة إلى تراجع خطر التجنيد، يلفت كونستانتين كالاتشيف إلى أنّ "الصعوبات المالية والروابط الأسرية تدفع (الفارين) أيضاً إلى العودة".
يؤكد إيفان نيستيروف أنه بعد النشوة التي سادت الأسابيع الأولى في كازاخستان، سقط تدريجيا في حالة اكتئاب.
يقول الشاب "اشتقت إلى وطني، أصدقائي، الأماكن العزيزة عليّ. كان الأمر صعبا جدا من الناحية النفسية. لم أعد أرغب في العمل. وقد أدركت أنني أكسب أقل أربع مرات" من دخله في روسيا.
وفي بداية نيسان/أبريل، اختار الشاب العودة و"عندما وصلت (الطائرة) إلى موسكو، شعرتُ بارتياح كبير، رغم كلّ العواقب التي قد تنتظرني".
خطر قائمولا يزال خطر إعلان تعبئة جديدة قائماً في ظلّ استمرار القتال على الجبهة، إذ لم ينه أيّ مرسوم رسمياً قرار التجنيد الذي صدر في أيلول/سبتمبر 2022.
ووفق شهادات على مواقع التواصل الاجتماعي، تُواصل المكاتب العسكرية الروسية إرسال استدعاءات إلى الرجال الذين يمكن تجنيدهم "للتحقّق" من وضعهم وتحديث السجلات.
كما أقرّت السلطات في نيسان/أبريل إمكانية إرسال قرارات الاستدعاء عبر البريد الإلكتروني، في حين كان يتعيّن في السابق تسليمها باليد ما أتاح لعديدين التنصّل من الخدمة الإلزامية.
وفي مواجهة هذا التهديد المستمر، يعتقد كالاتشيف أنّ جزءاً كبيراً من الفارّين الذين عادوا إلى روسيا "مستعدّون للمغادرة مجدّداً في أيّ وقت" إذا "أتاحت قدراتهم المالية ذلك".
ولا يستبعد إيفان تعبئة جديدة، وهو قلق بعد سماعه شائعة عن تعبئة وشيكة في الخريف.
ويقول "أرى أيضًا أنه يتم إصدار قوانين جديدة، وأنّ البلد ينغلق. كما أخبرني أحد الأصدقاء: +الوطن مهمّ، لكن من الأفضل أن تكون جباناً على قيد الحياة من أن تكون شجاعاً ميتاً+".
ويتذكر إيفان أنّه عند وصوله إلى كازاخستان كانت "أول مشاعري" هي "الشعور بالحرية". ويضيف "أمكنني أن أقول بصراحة كلّ ما أفكر فيه، دون المخاطرة بأن ينتهي بي المطاف في السجن".
وأثناء وجوده في المنفى، أوقفت الشرطة في روسيا أخته الكبرى التي يعتبرها "أشجع بكثير" منه، "لأنّها كانت ترتدي قبعة صفراء ووشاحا أزرق" بألوان العلم الأوكراني.
وبعد اتّهامها بـ"مقاومة الشرطة"، أُجبرت على مغادرة البلاد لتجنّب القمع الذي طاول آلاف الروس العاديين الذين اختاروا التعبير علناً عن رفضهم للنزاع.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اعتقال هاكر في العراق عرض مشاهد إباحية على شاشة إعلانات في بغداد أوكرانيا تشن هجوما جديدا بمسيرات استهدف موسكو ومحيطها والجيش الروسي يعترضه شاهد: قصف روسي على مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا الجيش الروسي روسيا كازاخستان موسكو الحرب الروسية الأوكرانية الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الجيش الروسي روسيا كازاخستان موسكو الحرب الروسية الأوكرانية الحرب في أوكرانيا كرة القدم الاحتباس الحراري والتغير المناخي فرنسا رياضة الحرب الروسية الأوكرانية قتل حرائق باكستان النيجر روسيا الضفة الغربية كرة القدم الاحتباس الحراري والتغير المناخي فرنسا رياضة الحرب الروسية الأوكرانية قتل الجیش الروسی
إقرأ أيضاً:
"الدفاع الروسية": مقتل أكثر من 160 عسكريا أوكرانيا في كورسك خلال 24 ساعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن مقتل أكثر من 160 عسكريا أوكرانيا في المناطق الحدودية لمقاطعة كورسك خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة - في بيان أوردته وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك)اليوم / الأحد/، أن خسائر القوات الأوكرانية في كورسك بلغت أكثر من 160عسكريا، ومركبة قتالية مدرعة و6 سيارات، ومركبة رباعية الدفع، و4 نقاط تحكم بالطائرات المسيرة".
وأشارت إلى أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك "بلغت أكثر من 71 ألفا و50 عسكريا و402 دبابة و329 مركبة قتال للمشاة و290 ناقلة جند مدرعة و2235 مركبة قتالية مدرعة و2575 سيارة و590 مدفعا ميدانيا.
وأفادت الوزارة بأن وحدات من قوات مجموعة " المركز" الروسية واصلت عملياتها الهجومية، وحررت التجمع السكني "زابوروجيه" في جمهورية دونيتسك الشعبية، وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 510 عساكر وسبع مركبات.