وجهت الآيات القرآنية في شهر رجب إلى عدم الظلم لقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}، ومن هذا الظلم هو أن يفرط المسلم في الذنوب فيرفع عمله في شهر شعبان وهو مثقل بهذه الذنوب وتبعاتها من سيئات، لكن إذا ارتكبت ذنوبا كثيرة في شهر رجب، فماذا ينبغي أن تفعل؟.

 

لمن فعل ذنوبا في شهر رجب.. ردد هذا الدعاء واستغفر الله

((اللهم إن عصيتك فهذا ليس استخفافا بك ولا استهتارا ولكن من ضعف نفسي فإنها تأمر بالسوء فسامحني واليك قربني وعن عصيانك يا رباه جنبني وابعدني)).

إذا ارتكبت ذنوبا كثيرة في شهر رجب، فماذا ينبغي أن أفعل؟

يقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: لو فعلت ذنوب كتير في شهر رجب، كرر هذا الدعاء الآن: «اللهم إن كنت قد عصيتك فهذا ليس استخفافا بك ولا استهتارا، ولكن من ضعف نفسي فإنها تأمر بالسوء فسامحني و إليك قربني و عن عصيانك يا رباه جنبني وأبعدني».

وفي بيان فضل الأشهر الحرم وشهر رجب، يقول الدكتور هاني تمام عضو هيئة التدريس بالأزهر، إن من فضل الله علينا أن منَّ علينا بمواسم الخير والبركة التي يعظم فيها الأجر ويكثر فيها النفع ، وعلينا أن نتعرض لنفحات الله في هذه المواسم بالإقبال عليه والتودد إليه ، قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)

ومن هذه المواسم : الأشهر الحرم ، وسميت بذلك؛ لأن لها حرمة وقداسة عند الله ، ونهي الشرع عن انتهاك الحرمات فيها ، فقال تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)

وقد كان العرب يعظمون الأشهر الحرم ويمتنعون فيها عن القتال وسفك الدماء احتراما لها؛ لدرجة أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه فيها فلا يمد يده إليه بسوء ولا يتعرض له، فكانت رسالة سلام للإنسانية كلها.

والأشهر الحرم أمن وأمان وسلم وسلام ، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ)

ويضاعَف ثواب العمل الصالح في هذه الأشهر، كما يضاعَف العقاب على الأعمال السيئة. وللأسف الشديد تهاونا كثيرا في تعظيم هذه الأشهر الحرم ولا نلقي لحرمتها بالا ولم نعظم فيها الشعائر والحرمات.

وتابع: الأشهر الحرم هي ( ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب)، وشهر رجب هو بداية مواسم الخير ومقدمة نفحات الله على عباده. وسُمي بذلك لأنه كان يرجَّب عند العرب أي يعظم، وله أسماء أخرى تدل على شرفه ومقداره العالي، فسُمي بشهر الله الأصم؛ لأنه لم يكن يُسمع فيه صوت السلاح ، وسُمي بشهر الله الأصب؛ لأن الرحمة تصب فيه صبًّا.

ومما يدل على فضل شهر رجب ما جاء عن سيدنا أُسَامَة بْن زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ... ) فالناس يغفلون عن شعبان لوقوعه بين رجب ورمضان وهذا يدل على قدر رجب وشرفه وفضله ووجاهته.

ويستحب الصيام في شهر رجب لزيادة ثواب الأعمال الصالحة في الأشهر الحرم ، واستعدادا للصيام في شعبان لمزيد فضله فيه ومن ثمّ الاستعداد لرمضان.

ودعا قائلا اللهم صب علينا الخير صبا وبارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

جاء في تفسير قوله تعالى ﴿ فَلَا تَظلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم ﴾: أي لا تظلم نفسك في هذه الشهور بفعل السيئات، وارتكاب الموبقات، والوقوع في الفواحش والمنكرات، فإنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، قال ابن عباس : "اختص الله أربعة أشهر جعلهن حراما، وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم ".

وهو شهرٌ تضاعف فيه الحسنات، بإذن الله من شهده فليتق الله، وليحذر غضبه وليبتغ مرضاته، فهو سوقٌ للمتاجرة مع الواسع الكريم، وغنيمةٌ لمن ابتغى الأجر فتاب وأناب، سبح، هلل وكبر واحمد الله واستغفر، ولا تحرم نفسك من عظيم من الأجر،{ فلا تظلموا فيهن أنفسكم }، ومن قصُرَت همّته عن الازدياد من العمل الصالح في الأشهر الحرم، فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الظلم شهر رجب المزيد الأشهر الحرم فی شهر رجب

إقرأ أيضاً:

20 رجب.. أدعية للتيسير والفرج في الحياة والدنيا

في الثلث الأخير من شهر رجب المبارك، يزداد الحرص على الإكثار من الدعاء، فهو شهر فضيل وأحد الأشهر الحُرم التي يضاعف فيها الأجر والثواب، ولعل دعاء يوم 20 رجب يعد من الأدعية المستحبة التي يُنصح باغتنامها، لما تحمله من أثر في التيسير والفرج واستجابة الدعاء، استنادًا إلى قول الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» [غافر: 60].

دعاء يوم 20 رجب


نشرت دار الإفتاء المصرية أفضل صيغ الدعاء ليوم 20 رجب، مشددة على أهمية الذكر والدعاء في هذا الشهر المبارك. ومن بين الصيغ المأثورة:

اللّهم عوّضني عن كل شيء أحببته فخسرته، وطابت له نفسي فذهب.

اللّهم إن ضاقت الأحوال يومًا أوسعها برحمتك.

يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حول مني ولا قوة.


كما أشارت دار الإفتاء إلى أن الدعاء من أحب العبادات إلى الله، مستدلة بقول الله عز وجل: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» [البقرة: 186].

أهمية شهر رجب


شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي حث الإسلام على تعظيمها واجتناب المحرمات فيها. ولهذا، يُنصح بالاجتهاد في العبادة والطاعات، واغتنام ما تبقى من أيامه في الدعاء والذكر والصدقات، حيث يفتح الله أبواب الخير لعباده.

أدعية متنوعة ليوم 20 رجب


إليك مجموعة من الأدعية التي يمكن ترديدها في هذا اليوم المبارك:

1. اللّهم ارزقنا عملًا صالحًا يُقرّبنا إلى رحمتك، ولسانًا ذاكرًا شاكرًا لنعمتك.


2. اللّهم اجعلنا من الذين تُحبهم وتغفر لهم، ووفقنا لما تحبه وترضاه.


3. اللّهم أسكنّا الفردوس الأعلى بجوار نبيك الكريم، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.


4. اللّهم لا تشغلنا عنك وقربنا إليك، واغفر لنا ذنوبنا جميعًا، إنك أنت الغفور الرحيم.

 

استثمار الدعاء في شهر رجب


الدعاء هو وسيلة العبد للتقرب إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة. لذا، ينبغي أن نستثمر ما تبقى من هذا الشهر الفضيل في الدعاء والتضرع إلى الله، سائلين الفرج والرحمة والقبول في الدنيا والآخرة.

ختامًا، فإن شهر رجب محطة روحانية عظيمة تتجدد فيها القلوب وتنال البركات، فلنغتنم هذه الفرصة بالدعاء المستمر والطاعات، سائلين الله القبول والرضا.

مقالات مشابهة

  • حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء في الصلاة
  • هل الذنوب تتعاظم في الأشهر الحرم؟.. محمد أبو هاشم يجيب
  • هل التسبيحة في رجب تعادل ألفا في غيره؟.. انتبه لـ5 حقائق
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • 20 رجب.. أدعية للتيسير والفرج في الحياة والدنيا
  • رسالة من مقاتلي القسام تركوها في أحد المنازل .. هذا ما جاء فيها
  • شهر رجب.. فضائل وأدعية تزيد الأرزاق وتحقق الأمنيات
  • لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسباب
  • هل الدعاء على المخالفين يعكس روح الإسلام؟