لمن فعل ذنوبا في شهر رجب.. ردد هذا الدعاء واستغفر الله
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
وجهت الآيات القرآنية في شهر رجب إلى عدم الظلم لقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}، ومن هذا الظلم هو أن يفرط المسلم في الذنوب فيرفع عمله في شهر شعبان وهو مثقل بهذه الذنوب وتبعاتها من سيئات، لكن إذا ارتكبت ذنوبا كثيرة في شهر رجب، فماذا ينبغي أن تفعل؟.
((اللهم إن عصيتك فهذا ليس استخفافا بك ولا استهتارا ولكن من ضعف نفسي فإنها تأمر بالسوء فسامحني واليك قربني وعن عصيانك يا رباه جنبني وابعدني)).
إذا ارتكبت ذنوبا كثيرة في شهر رجب، فماذا ينبغي أن أفعل؟
يقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: لو فعلت ذنوب كتير في شهر رجب، كرر هذا الدعاء الآن: «اللهم إن كنت قد عصيتك فهذا ليس استخفافا بك ولا استهتارا، ولكن من ضعف نفسي فإنها تأمر بالسوء فسامحني و إليك قربني و عن عصيانك يا رباه جنبني وأبعدني».
وفي بيان فضل الأشهر الحرم وشهر رجب، يقول الدكتور هاني تمام عضو هيئة التدريس بالأزهر، إن من فضل الله علينا أن منَّ علينا بمواسم الخير والبركة التي يعظم فيها الأجر ويكثر فيها النفع ، وعلينا أن نتعرض لنفحات الله في هذه المواسم بالإقبال عليه والتودد إليه ، قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)
ومن هذه المواسم : الأشهر الحرم ، وسميت بذلك؛ لأن لها حرمة وقداسة عند الله ، ونهي الشرع عن انتهاك الحرمات فيها ، فقال تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
وقد كان العرب يعظمون الأشهر الحرم ويمتنعون فيها عن القتال وسفك الدماء احتراما لها؛ لدرجة أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه فيها فلا يمد يده إليه بسوء ولا يتعرض له، فكانت رسالة سلام للإنسانية كلها.
والأشهر الحرم أمن وأمان وسلم وسلام ، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ)
ويضاعَف ثواب العمل الصالح في هذه الأشهر، كما يضاعَف العقاب على الأعمال السيئة. وللأسف الشديد تهاونا كثيرا في تعظيم هذه الأشهر الحرم ولا نلقي لحرمتها بالا ولم نعظم فيها الشعائر والحرمات.
وتابع: الأشهر الحرم هي ( ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب)، وشهر رجب هو بداية مواسم الخير ومقدمة نفحات الله على عباده. وسُمي بذلك لأنه كان يرجَّب عند العرب أي يعظم، وله أسماء أخرى تدل على شرفه ومقداره العالي، فسُمي بشهر الله الأصم؛ لأنه لم يكن يُسمع فيه صوت السلاح ، وسُمي بشهر الله الأصب؛ لأن الرحمة تصب فيه صبًّا.
ومما يدل على فضل شهر رجب ما جاء عن سيدنا أُسَامَة بْن زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ... ) فالناس يغفلون عن شعبان لوقوعه بين رجب ورمضان وهذا يدل على قدر رجب وشرفه وفضله ووجاهته.
ويستحب الصيام في شهر رجب لزيادة ثواب الأعمال الصالحة في الأشهر الحرم ، واستعدادا للصيام في شعبان لمزيد فضله فيه ومن ثمّ الاستعداد لرمضان.
ودعا قائلا اللهم صب علينا الخير صبا وبارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
جاء في تفسير قوله تعالى ﴿ فَلَا تَظلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم ﴾: أي لا تظلم نفسك في هذه الشهور بفعل السيئات، وارتكاب الموبقات، والوقوع في الفواحش والمنكرات، فإنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، قال ابن عباس : "اختص الله أربعة أشهر جعلهن حراما، وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم ".
وهو شهرٌ تضاعف فيه الحسنات، بإذن الله من شهده فليتق الله، وليحذر غضبه وليبتغ مرضاته، فهو سوقٌ للمتاجرة مع الواسع الكريم، وغنيمةٌ لمن ابتغى الأجر فتاب وأناب، سبح، هلل وكبر واحمد الله واستغفر، ولا تحرم نفسك من عظيم من الأجر،{ فلا تظلموا فيهن أنفسكم }، ومن قصُرَت همّته عن الازدياد من العمل الصالح في الأشهر الحرم، فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الظلم شهر رجب المزيد الأشهر الحرم فی شهر رجب
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الدعاء ليس مجرد عبادة روحية، بل وسيلة ترد البلاء وتعدل القضاء، مشيراً إلى أن الله تعالى قد يُقدِّر البلاء ويُقدِّر معه الدعاء الذي يرفعه، كاشفا عن محاذير تُحرم العبد من إجابة الدعاء، أبرزها التعجل واليأس.
وسلّط الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم ببرنامج «الإمام الطيب»، الضوء على فلسفة الدعاء في الإسلام، ردا على تساؤلات حول جدواه إذا كان القضاء مكتوباً، موضحا أن "الدعاء والبلاء يتعارجان إلى يوم القيامة"، وأن مَثَلُ الدعاء كمَثَل الترس في الحرب؛ فكما يرد الترسُ السهامَ، يرد الدعاءُ البلاءَ، لافتاً إلى أن العلماء قالوا إن رد البلاء بالدعاء من جملة القضاء نفسه.
وحذّر شيخ الأزهر، من التعجل في طلب الاستجابة، مستذكرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «يُستجاب للعبد ما لم يعجِّل»، مؤكداً أن اليأس أو انقطاع الرجاء قد تحرم العبد من فضل الله، وأن الإيمان يقتضي أن يظل العبد تحت كنف الأقدار، محتاجاً إلى ربه، كما أن الصلوات الخمس تحميه من تسلل الشيطان إلى نفسه.
وفي إجابة عن سؤال حول "كيف نُجيب دعاء الله لنا؟"، أوضح شيخ الأزهر أن العلاقة بين العبد وربه تبادلية في الدعاء، فكما يدعو الإنسان ربه، فإن الله يدعو عباده إلى الإيمان والطاعة، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، موضحا أن إجابة دعاء الله تكون بالالتزام بشرعه، بينما كرمه الواسع قد يستجيب حتى للعاصين المضطرين.
وعن أكثر الأدعية التي يرددها في حياته، كشف عن تعلقه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، بالإضافة إلى الدعاء القرآني: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، مؤكدا على أن الإلحاح في الدعاء هو أمر مستحب، داعياً المسلمين إلى الثقة في كرم الله والصبر على ابتلاءاته، مع العمل بالأسباب وعدم إهمال الأخذ بالحذر، كما أمر القرآن.