أثارت حيرة العلماء.. ما سر ظهور واختفاء الجزيرة الشبح؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
ظهرت جزيرة جديدة في بحر قزوين قرب سواحل أذربيجان، وذلك بفضل النشاطات البركانية الطينية التي يعرفها هذا المكان الفريد.
أثارت الجزيرة الجديدة، حالة من الجدل، حيث سميت باسم "الجزيرة الشبح"، نظرا لاختفائها مرة أخرى بعد ظهورها.
وتم توثيق هذا الحدث من خلال صور مذهلة ملتقطة بواسطة أقمار صناعية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية NASA، والتي عرضت ولادة واختفاء الجزيرة في فترة زمنية لا تتجاوز عامين.
الجزيرة، التي تعرف باسم "الجزيرة الشبح"، نشأت نتيجة لثوران بركان طيني تحت الماء يعرف بـ "بركان كوماني بانك" أو "شيغيل-دينيز".
وفقاً للصور التي تم الحصول عليها بواسطة الأقمار الصناعية "لاندسات 8" و"لاندسات 9"، كان هذا البركان الطيني مختبئاً تحت سطح البحر في نوفمبر 2022. لكن بعد ثوران في أوائل عام 2023، ظهرت الجزيرة بمساحة تصل إلى حوالي 400 متر في أقصى اتساعها.
هذا ليس الظهور الأول لـ "الجزيرة الشبح"، إذ عرف البركان عدة ثورات منذ تاريخ أول ثوران موثق له في مايو 1861.
خلال تلك السنوات، شهد البركان ثماني ثورات أخرى، وكان أكبرها في عام 1950 حين تشكلت جزيرة بعرض 700 متر وارتفاع 6 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
اختفاء الجزيرة الشبحلسوء الحظ، لم تدم تلك الجاذبية طويلاً، حيث تآكلت الجزيرة بفعل الأمواج حتى أصبحت مجرد نقطة صغيرة بالكاد تُرى بحلول نهاية عام 2024 ثم اختفت بشكل نهائي مؤخرا.
وتعتبر هذه الظاهرة جزءاً من دورة حياة البركان الطيني، والتي تشهد ظهور واندثار الجزيرة منذ القرن التاسع عشر.
الجيولوجي "مارك تينغاي"، من جامعة أديلايد، أشار في ندوة لجمعية الجيولوجيين الأستراليين إلى الغموض الذي يكتنف البراكين الطينية، حيث تُعتبر هذه الظواهر غريبة ورائعة، ولكنها لا تزال غير مفهومة بشكل كامل.
وتعد أذربيجان موطناً لأكثر من 300 بركان طيني، مما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات هذه الظاهرة الطبيعية على سطح الأرض. إن التنوع الجيولوجي في المنطقة يفتح آفاقاً جديدة للبحث والدراسة العلمية في مجال الجيولوجيا.
تاريخ الجزيرة الشبحبدأت قصة "الجزيرة الشبح" في الخامس عشر من سبتمبر 1774، عندما وضعها البحار والمستكشف الإنجليزي الشهير الكابتن جيمس كوك على الخريطة وحدد اسمها على أنه "ساندي آي"، بينما حدد موقعها إلى الشرق من بحر الكورال الشرقي، شمال شرقي الساحل الأسترالي.
ونشرت الخريطة التي تضم الجزيرة "ساندي آي"، ضمن اكتشافات جيمس كوك في العام 1776.
ويعتقد أن طول الجزيرة يقدر بحوالي 24 كيلومترا وعرضها حوالي 5 كيلومترات، أي أن مساحتها تعادل تقريبا 100 كيلومتر مربع، وبالتالي ليس من السهل أن يتوه عنها المرء أو يفقدها.
وبعد حوالي 100 عام، وتحديدا في العام 1876، أفادت سفينة صيد الحيتان تدعى "فيلوسيتي" برؤيتها للجزيرة الرملية.
ونتيجة لذلك، فقد كانت هذه الجزيرة موجودة في الخرائط البريطانية والألمانية في القرن التاسع عشر، وبدأت الخرائط البحرية تعدل من خرائطها بإدراج الجزيرة، لكنها كانت تشير إليها باعتبارها "مشكوكا بوجودها"، بعد أن أخفقت الكثير من السفن في رؤيتها أو رصدها.
وقامت هيئة "هايدروغرافيك سيرفيسيز" الفرنسية بإزالتها من الخرائط عام 1979، بحسب ما أفادت صحيفة "ذي صن" البريطانية.
وفي 22 نوفمبر 2012، لم يتمكن خبراء وعلماء أستراليون يجرون مسحا للمنطقة من العثور عليها. واضطرت جوجل مابس إلى إزالة الجزيرة من الخريطة في 26 نوفمبر 2012، بناء على معطيات فريق المسح الأسترالي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بحر قزوين المزيد
إقرأ أيضاً:
بارتفاع يصل إلى 125 مترا.. ثوران بركان كيلاويا العاشر
عرضت فضائية “يورونيوز عربي”، فيديو يرصد ثوران بركان كيلاويا في جزيرة هاواي العاشر ضمن سلسلة من الأنشطة البركانية المستمرة منذ أواخر ديسمبر.
ثوران البركان.. نافورة الحمم تصل إلى 125 مترًا
أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) أن الثوران الأخير وقع داخل أخدود قمة البركان، ما أدى إلى قذف نافورة من الحمم البركانية بلغ ارتفاعها بين 90 و125 مترًا. واستمر هذا النشاط البركاني نحو 13 ساعة.
كيلاويا.. بركان نشط منذ أواخر ديسمبر
يعتبر بركان كيلاويا من أكثر البراكين نشاطًا في العالم، حيث شهد سلسلة من الثورات المتقطعة منذ استيقاظه في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي.
موجات النشاط البركاني.. متفاوتة في المدة والشدة
أوضحت الهيئة أن النشاط البركاني خلال هذه الفترة تراوحت مدة الموجات السابقة بين بضع ساعات وأكثر من أسبوع، ما يشير إلى أن البركان لا يزال في مرحلة نشاط طويل الأمد.
تحذيرات من المخاطر المحيطة بالبركان
ورغم أن المناطق السكنية المجاورة تبدو حتى الآن بعيدة عن أي تهديد مباشر من البركان، إلا أن الهيئة حذرت من المخاطر المحتملة، بما في ذلك انبعاث الغازات البركانية وانتشار شظايا الزجاج البركاني التي قد تحملها الرياح.