هل استنفدت أوكرانيا جميع خطط الهجوم المضاد على القوات الروسية؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أوكرانيا استنفذت كل الخيارات لديها من أجل استعادة مناطق مهمة. وقالت: "يبدو أن أوكرانيا لم يعد لديها الخيارات في الهجوم المضاد الذي صاغه قادتها في الأصل لاستعادة مناطق مهمة من القوات الروسية المحتلة هذا العام".
ومضى شهران على القتال، ويبدو أن الهجوم المضاد تجمد، ولا يزال تقدم كييف معزولا ويتركز على حفنة من القرى، فيما تتقدم القوات الروسية في الشمال، في وقت تأخرت فيه خطط تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام مقاتلات اف-16.
وتقول الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن عجز أوكرانيا عن إظهار نجاح حاسم في ساحة المعركة أثار مخاوف من دخول النزاع حالة من الجمود وتآكل الدعم الدولي له. وكشف تقييم استخباراتي جديد من أن القوات الأوكرانية لن تستطيع الوصول إلى مدينة ميلتوبول الإستراتيجية بنهاية العام الحالي. وفي أوكرانيا يرغب السكان القلقون بتحقيق قوات بلادهم انتصارا ويتوقع أن تتزايد الدعوات لقطع الدعم عن أوكرانيا عندما تدخل حمى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أوجها عام 2024.
وبدون تقدم لتعزيز خطوط القتال أو بدون نشر مزيد من القوات لا تزال في الاحتياط، فمن غير المحتمل تحقيق الأوكرانيين اختراقا في الهجوم المضاد حسب محللين.
ويقول فرانز- ستيفان غادي من مركز الأمن الأمريكي الجديد الذي زار أوكرانيا في تموز/ يوليو: "السؤال هنا، أي من الطرفين سيضعف سريعا.. علينا عدم توقع حدوث إنجازات عسكرية في ليلة وضحاها".
وقال غادي إن الروس والأوكرانيين في حرب "استنزاف" الآن ويحاولون استنزاف موارد كل منها من أجل تأمين تقدم مناطقي. ومع توقف القوات البرية الأوكرانية، شنت كييف سلسلة من الغارات بالمسيرات على الأراضي الروسية، بما فيها موسكو، إلا أن الغارات تسببت بأضرار قليلة. وعندما يسألون عن التقدم في الهجوم المضاد، يطلب المسؤولون الغربيون والأوكرانيون الصبر ويصفون القتال بالبطيء أكثر من المتوقع، ويؤكدون في الوقت نفسه أنه يحقق نتائجا. إلا أن نافذة تحقيق أوكرانيا عمليات كبرى محدودة، ففي العام الماضي، لم تتقدم القوات الأوكرانية كثيرا بعد سيطرتها على خيرسون في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وهي تعول الآن على المسيرات لتحقيق تقدم في وقت تنتظر فيه وصول معدات عسكرية متقدمة، كما يقول يوري ساك، المستشار في وزارة الدفاع الأوكرانية: "لم نحصل على (إف16) بعد وعلينا البحث عن بديل عنها، والمسيرات تعوض النقص في القوة الجوية". وقامت المخابرات الداخلية الأوكرانية والمسؤولة عن المسيرات بضرب ميناء روسي وناقلة نفط روسية قرب شبه جزيرة القرم، حسب مسؤول استخبارات أوكراني لم يكشف عن اسمه.
وتقول الصحيفة إن بيانات كييف بشأن الهجمات ضد موسكو غامضة، فمن ناحية تبعد الحكومة نفسها عن الهجمات فيما يعترف مسؤولون بدور فيها. إلا أن المحللين يحذرون من أن الهجمات بالمسيرات وإن حرفت الانتباه عن التقدم البطيء للهجوم المضاد إلا أنها لن تحرف مسار الحرب لصالح كييف.
ويقول بوب هاميلتون، العقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي والباحث ببرنامج أوراسيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية: "ليس لدى الأوكرانيين القدرات الكافية لبناء مسيرات والضرب داخل الأراضي الروسية وبأهداف كافية تستطيع إضعاف الإرادة الروسية للقتال". ولدى الروس نظاما متقدما لاعتراض المسيرات مثل الاستشعار والتشويش. وزعم الكرملين أنه أحبط موجة من الهجمات بالمسيرات الأوكرانية في الأسبوع الماضي. وفي يوم السبت قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعترضت 20 مسيرة استهدف شبه جزيرة القرم.
وقال هاميلتون: "لا أعتقد أن سلاحا واحدا يمثل الرصاصة القاتلة".
ويعلق غادي الذي عاد قريبا من أوكرانيا أن الأوكرانيين صوبوا الصواريخ والأسلحة بعيدة المدى نحو روسيا ولعدة أشهر إلا أن هذا لم ينعكس بعد على خطوط القتال. وقال: "نعرف أن الوضع الروسي تدهور، لكنه لم يتدهور لدرجة الانهيار المحتوم".
ويطلق على الحملة بالهجمات بعيدة المدى بأنها "معركة عميقة" ويمكن وصفها بالناجحة عندما لا يتمكن العدو من القيام بدعوة قوات الاحتياط أو القيام بمهام أساسية مثل الحصول على الإمدادات. وبدلا من الانهيار أظهرت القوات الروسية مقاومة شرسة بل وحققت تقدما. ففي شمال أوكرانيا، أمرت السلطات المحلية عملية إجلاء في كوبيانسك، والتي كانت جزءا من مناطق واسعة استعادتها أوكرانيا العام الماضي. وفي الجنوب استخدمت القوات الأوكرانية نهجا بطيئا للتقدم بدلا من النهج السريع المفضل لدى الجيوش الغربية. وفي الشهر الماضي، دفعت القوات الأوكرانية جنودها باتجاه ستارومياورسك، وهي أول قرية تستعاد في أسابيع، مما أثار الآمال باختراق، لم يحدث.
واقتضى القوات الأوكرانية أسابيع أخرى لتحرير قرية أورجين، المحاذية لها ويقال إنها تكبدت خسائر فادحة. ويعتبر الوصول إلى بحر أزوف والسيطرة على الجسر البري للقرم واحد من الأهداف المعلنة للحملة المضادة. وتقدمت القوات الأوكرانية على مساحة 81 ميلا في المناطق التي تسيطر عليها روسيا وبخاصة في باخموت وزباروجيا وأوركيف. ومن أجل بناء زخم، ركزت كييف هجمات بالمسيرات في العمق الروسي لزيادة ثمن الحرب. وكان عليها استخدام مسيراتها وليس المقدمة من دول الناتو لضرب الأراضي الروسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهجوم المضاد حرب روسيا روسيا اوكرانيا حرب الهجوم المضاد صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الأوکرانیة القوات الروسیة الهجوم المضاد إلا أن
إقرأ أيضاً:
كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
كييف (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت أوكرانيا، أمس، أنها «ملتزمة تماماً» بإجراء حوار بناء مع الولايات المتحدة الأميركية، وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التزام بلاده بالدخول في حوار بناء مع مسؤولين أميركيين، خلال اجتماع بالسعودية الأسبوع الجاري يبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد علّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وأوقف تبادل المعلومات معها، متهِماً إياها بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا التي أعلنت عن عملية عسكرية ضد أوكرانيا قبل ثلاثة أعوام، وضمت نحو 20 بالمئة من أراضيها.
وقال زيلينسكي، في منشور على حسابه في موقع «إكس»: «أوكرانيا تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب. توجد مقترحات واقعية على الطاولة. والمهم هو التحرك بسرعة وفعالية». وأضاف أنه سيزور السعودية هذا الأسبوع. وبعد لقاءاته الرسمية هناك، غداً الاثنين، سيبقى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أوكرانيون لحضور اجتماع يوم الثلاثاء مع مسؤولين أميركيين. وأوضح زيلينسكي قائلاً: «من جانبنا، نحن ملتزمون تماماً بالحوار البنّاء، ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والموافقة عليها».
وسيضم الوفد الأوكراني وزير الخارجية أندريه سيبيا، ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الدفاع رستم أوميروف.
وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب، إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا حول اتفاق إطاري لإنهاء الحرب، مضيفاً أنه من المزمع عقد اجتماع مع الأوكرانيين في السعودية الأسبوع الجاري. واستضافت الرياض في فبراير اجتماعاً بين مسؤولين أميركيين وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولم يجرِ إشراك أوكرانيا في الاجتماع، مما أثار القلق في كييف وبين حلفائها الأوروبيين.
والتقى زيلينسكي بترامب في البيت الأبيض في 28 فبراير المنصرم، لكن اللقاء شهد مشادة كلامية بين الرئيسين أمام وسائل الإعلام العالمية بشأن خطوات السلام.
وميدانياً، أفادت مصادر أمس بأن القوات الروسية شنت هجوماً واسع النطاق لاستعادة السيطرة على أراضٍ في منطقة كورسك بغرب البلاد من القوات الأوكرانية.
وتوغلت القوات الأوكرانية في كورسك خلال الصيف الماضي، واستولت على مساحة من المنطقة في تقدم مباغت، وذلك بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب.
وقال الميجر جنرال أبتي علاء الدينوف، وهو قائد وحدة ضمن القوات الروسية في كورسك، على «تيليجرام»: «تشن جميع الوحدات هجوماً واسعَ النطاق في جميع اتجاهات قطاع الجبهة في كورسك.. العدو يتخلى عن مواقعه».
ولم يتسنَّ لوسائل الإعلام المستقلة التأكد على نحو تام من صحة التقرير الذي ورد من ساحة المعركة. ولم يرد الجيش الأوكراني بعد على طلب للتعليق. وأظهرت خرائط مفتوحة المصدر الأسبوع الماضي تدهور وضع القوات الأوكرانية على نحو حاد في مواقع تحت سيطرتها في كورسك، حيث أصبحت محاصرة تقريباً من قبل القوات الروسية.
وجاء ذلك بعد تعليق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، في ظل ضغوط يمارسها الرئيس ترامب على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار مع موسكو.
وكتب تو ميجرز، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، على «تيليجرام»، أمس، أن القوات الروسية بدأت هجوماً على سودجا، وهي بلدة كبيرة تبعد حوالي 9.5 كيلومتر عن الحدود مع أوكرانيا، وأن الوضع بالنسبة للقوات الأوكرانية في كورسك «يقترب من الحرج». وقال علاء الدينوف، إن الألوية الروسية المحمولة جواً وأفواج البنادق الآلية وقوات خاصة أخرى، تشارك كلها في «معارك ضارية.. ورجالنا يتقدمون إلى الأمام بشكل جيد جداً».