يمانيون../
بعدَ عامٍ وثلاثةِ أشهرٍ من الثبات الأُسطوري اليماني منقطع النظير في مساندة غزة، تضعُ الحربُ أوزارها، ليدوِّنَ التاريخُ في أنصع صفحاته ملحمةً بطولية تاريخية حدثت بين أئمة الكفر ممثلةً بالكيان الصهيوني وحلفائه، وبين الأُمَّــة الإسلامية ممثلة بالمجاهدين في فلسطين وفي جهات محور الجهاد والمقاومة، وفي مقدمتها يمن الحكمة والإيمان.

وفي خطاب النصر وجه الناطقُ الرسمي لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أبو عبيدة، رسائلَ الشكر والتقدير لجبهات الإسناد التي عززت من صمود المقاومة الفلسطينية.

في مقدمة رسائل الشكر والعرفان أتت اليمن على لسان أبي عبيدة لتعبِّرَ عن الثناء لليمن لموقفها التاريخي المناصر لغزة والمنتصر لمظلوميتها، واصفًا أنصارَ الله بإخوان الصدق والجهاد.

مديحُ يرفعُ رؤوسَ أحرار اليمن:

قيام أبي عبيدة بالثناء والمدح لإخوانه اليمنيين جعل العديدَ من اليمنيين يجهشون بالبكاء حمدًا لله على ما وصلوا إليه من مقام رفيع في نصرة الحق ومقارعة الباطل وفرحًا بالنصر الذي منَّ الله به على عباده المؤمنين، حَيثُ يقول رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر: إن “كلام أبي عبيدة عن اليمن يرفع رأس كُـلّ يمني ويبيّض وجه القيادة التي رفعت رأس اليمن وسجلته في أنصع صفحات التاريخ، اللهم لك الحمد ولك الشكر”.

أبو عبيدة في حديثه عن اليمن أكّـد أن الشعبَ اليمني يشبه شعبَ غزة في الصبر والثبات والتضحية والفداء والعنفوان والصمود، وإزاء ذلك يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح: إن “ما قاله أبو عبيدة عن اليمن في خطاب النصر هو بالنسبة لنا أغلى من أن نملك الرياض وأبوظبي”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” رصدتها صحيفةُ “المسيرة” “لأن الحياة مواقف وليست مظاهر والكرامة التي جُبل عليها وطُبع بها البشر منذ خلق آدم هي أغلى من كنوز الأرض”.

ويتابع الفرح “لقد فاضت عيونُنا بالدمع حينما تلقينا هذه الكلمات التي شعرنا أنها نابعةٌ من أعماق أهل غزة”، مردفاً القول: “نشكر الله الذي وفَّقنا لهذا الدور الناصع والمشرِّف”.

ويأتي الموقفُ اليمني المشرِّف والخالد كتوفيقٍ إلهي ومكرمة ربانية حظي بها السيد القائد العَلَمُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي اتخذ ومن ورائه كافةُ الشعب اليمني قرارَ مساندة غزة بالمال والكلمة والموقف والبندقية.

وفي هذه الجزئية يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله الفرح: “نرفع أسمى آيات الحب والعرفان لقائدنا السيد عبد الملك -يحفظه الله- ولكل القادة العسكريين الذي أبلوا بلاء حسناً عند الله، ونقول لهم ولكل الشهداء والجرحى، بيَّض الله وجوهكم كما بيضتم وجوهنا”.

كلمة ناطقِ كتائب القسام أثارت مشاعر اليمنيين وجعلتهم يدركون أهميّة الموقف الذي اتخذوه في مساندة غزة، حَيثُ يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي: “أنتم من تستحقون الشكر بعد الله سبحانه وتعالى”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “لأنكم كنتم ولا زلتم خطَّ الدفاع الأول عن الأُمَّــة، ولأن تضحياتكم لا يضاهيها تضحيات، سنظل إلى جانبكم يداً بيد وكتفاً بكتف حتى النصر أَو الشهادة”، مُضيفًا في حديثه لأبي عبيدة والقساميين: “نحمد الله سبحانه وتعالى، أن شرفنا ونجانا من عذابه في الدنيا والآخرة بنصرتكم”.

هديةٌ ثمينةٌ لليمنيين

وفي الجانب المقابل أَيْـضًا، مثّلت إشادةُ الناطق الرسمي لكتائب القسام أبي عبيدة بالموقف اليمني المناصر لغزة شهادةً قوية وصادقة من المقاومة الفلسطينية، التي لمست بنفسها وهي في ميدان المواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني أثَرَ وفعالية الإسناد اليمني؛ فبعد أن توجت غزة بالنصر المبين وأثناء إشادة الناطق العسكري لكتائب القسام أبي عبيدة بالموقف اليمني ووصفه بالتاريخي يفخر الملايين من اليمنيين الأحرار أن وفقهم الله لهذا الموقف المشرف والمفصلي من تاريخ الأُمَّــة الإسلامية.

وفي هذا السياق يعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد، شهادةَ الصدق الذي قالها المجاهد أبو عبيدة عن اليمن، قُرباناً لنا عند الله.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “نسأل الله أن يتقبلَه منا ونستغفر الله عما قصرنا”.

ويؤكّـد أن إشادة الناطق الرسمي لكتائب القسام بالموقف اليمني أكبر هدية يحصل عليها اليمنيون والتي لا يعادلها أي ثمن وأي نعيم وملك في هذه الدنيا الفانية.

سِرُّ تكرار عبارة “إخوان الصدق”:

لم يكن ثناء أبي عبيدة لليمن هو الوحيد في خطاباته فقد سبق وأن وجَّه العديد من رسائل الشكر والعرفان لليمنيين المناصرين لغزة، وفي كُـلّ مرة يخاطب اليمن يخص بالشكر إخوان الصدق أنصار الله والشعب اليمني الأبي، في رسائل واضحة توجّـه لغيرهم من “الإخوان” الذين كانوا يتغنون بالمقاومة الفلسطينية ويدعون مناصرتها على مدى عقود من الزمن.

وفي السياق ذاته تقول الناشطة الإعلامية أُمَّـة الملك الخاشب: “في كُـلّ خطاب يكرّره أبو عبيدة مخاطباً اليمانيين ويسميهم إخوان الصدق؛ لأَنَّه يدرك جيِّدًا أن هناك في اليمن إخواناً للكذب والدجل والنفاق ومواقفهم من فلسطين كذب ودجل وصفر”.

وتضيف في تغريدة لها على منصة “إكس” “بل أطلقوا على ما يحصل في البحر الأحمر بأنه قرصنة وخطر على الملاحة الدولية وكانوا يحشدون مرتزِقتهم لفتح جبهات ضد صنعاء لإشغالها عن مواقفها في معركتها الكبرى مع غزة”.

وتزيد القول: “هؤلاء إخوان النفاق بعينهم وأمثلتهم كثيرة من اليمن يتسكعون في تركيا والرياض والقاهرة واليوم يحاولون تمثيل دور الفرحان لنصر غزة”.

وتختم حديثها بالقول: “ما أكذبَهم وما أوقحَهم وما أجرأهم على الله، للتذكير هؤلاء هم من أطلقوا اسم المسرحية على مواقف اليمن وحزب الله”.

من جانبه يقول الناشط عادل الحسني الذي كان من أبرز الموالين للعدوان: “شكر أبو عبيدة اليمن وتقدمت اليمن برسائل الشكر ولكن بالطبع لم يقصد أبو عبيدة رشاد العليمي أَو محمد اليدومي أَو عيدروس الزُّبيدي أَو طارق صالح”، مُضيفًا “جميعُهم كانوا يتسابقون لعرض أنفسهم بثمن بخس لحماية سفن الصـهاينة بل قصد الرجال الثابتين، إخوان الصدق، وأنصار القضية الميامين”.

ويختتم الحسني حديثه بالقول: “انتهت معركة طوفان الأقصى، ومن حق الصادقين الثابتين أن يفرحوا وعاد الخانعون الضعفاء بالخيبة والخزي، ونتمنى أن يتداركوا أنفسهم قبل خزي الآخرة”.

طُوبى لليمن:

في حديثه عن اليمن قال أبو عبيدة: طُوبى لليمن الذين يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكبرياء وفي التحدي والكرامة وفي النخوة والعزة، الذين فاجأوا العالم بعملياتهم البطولية وفرضوا معادلة لم تكن في الحسبان، وفي هذه الجزئية يقول الناشط الإعلامي علي شرف المحطوري: “لا يستطيبُ طعمُ النصر والإسناد إلا أهله”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “للخِذلان مرارة أشد من طعم العلقم، وكما قال أبو عبيدة طوبى لأهل اليمن، وطُوبى لكل من ساند غزة قولًا وفعلًا ودمًا وشاركها أسىً وفرحًا”.

وفي السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي أمين حيان: “أبو عبيدة يخُصُّ أنصار الله إخوانَ الصدق والشعب اليمني بتحية خَاصَّة في خطاب النصر وإعلان وقف إطلاق النار”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “طوبى لنا مدح المقاومة الفلسطينية وطوبى لنا وصفُ أبي عبيدة لليمن بتوأم الشام في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

وفي رحاب مديح السيد القائد -يحفظه الله- يقول الشاعر أمين الجوفي “صادق الوعد ورافع الهامة، قول وفعل عليك مني ومن كُـلّ حر أزكى السلام وأطيب التحايا”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “لا أدري من كاتب أبيات هذا الزامل لكني وجدتها تعبر بما داخلي تجاه قائد عظيم رفع رأس اليمن عاليًا”.

ومع هذا الشرفِ العظيم، يدرك اليمنيون أن حكمة وذكاء وحنكة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- هي من جعلت الشعب اليمني الأبي يتخذ هذا الموقف الإنساني الإيماني المساند لغزة والثبات عليه منذ الوهلة الأولى لاندلاع طوفان الأقصى وحتى وقف إطلاق النار، ليبرئ اليمانيون الأحرار ذمتهم عند الله، ويسجلون اسمهم بحروف من ذهب، في أنصع صفحات التاريخ.

محمد ناصر حتروش المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: عضو المکتب السیاسی لأنصار الله المقاومة الفلسطینیة لکتائب القسام فی خطاب النصر یحفظه الله أبی عبیدة أبو عبیدة عن الیمن

إقرأ أيضاً:

كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟

يمانيون../
منذ اندلاع الحرب على اليمن في عام 2015، اتخذت القضية اليمنية أبعاداً سياسية وعسكرية معقدة، تحتاج إلى تحليل عميق لفهم دينامياتها. في هذا السياق، برز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كأحد الأصوات القليلة التي وضعت اليمن في إطارها السياسي الصحيح، مبرزاً الأبعاد الاستراتيجية للصراع وتأثيره على المنطقة بأسرها.

منذ بداية الحرب، كانت نبرة السيد نصر الله واضحة، حيث أكد في خطابه في مارس عام 2015 أن العدوان على اليمن هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة لمصلحة القوى الغربية. لقد فند المزاعم التي تدّعي الدفاع عما تسمى “الشرعية”، مشيراً إلى أن الأخيرة مجرد ستار لتغطية الأهداف الحقيقية التي تسعى القوى المتعددة لتحقيقها في اليمن. كان واضحًا منذ البداية أن السيد نصرالله يدرك أن اليمنيين يمثلون نموذجًا للمقاومة، وأنهم ليسوا مجرد فصيل محلي، بل هم جزء من محور مقاوم يستهدف الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

في كل مرة يتحدث فيها السيد نصرالله، يعيد توجيه الأنظار نحو الاستراتيجيات التي تنتهجها القوى المعادية، حيث اعتبر أن الحرب على اليمن هي جزء من استهداف المقاومة في لبنان وفلسطين، وهو ما يجعل من القضية اليمنية معركة وجودية لا تقتصر على حدود اليمن. في خطابه في 2016، وصف السيد نصرالله التدخل العسكري بأنه “حرب إبادة”، واعتبر أن الجرائم التي ترتكب في اليمن هي تجسيد حقيقي لعقيدة القوى الاستعمارية التي تسعى إلى تدمير الهوية الوطنية.

تجلى دور السيد نصرالله في دعمه المستمر لليمنيين من خلال إيضاح الخلفيات السياسية للمعتدين، حيث عمل على فضح المصالح الاقتصادية والعسكرية التي تكمن وراء الهجوم على اليمن. في خطاباته، كان يسرد كيف أن التحالف العربي يتبنى أجندات مدعومة من واشنطن، تستهدف التحكم في ثروات اليمن ومنع أي نموذج مقاوم من الظهور في المنطقة.

ومع تصاعد الأزمات الإنسانية في اليمن، كان السيد نصرالله يؤكد على ضرورة تجاوز الخطاب الإنساني إلى مستوى التحليل السياسي العميق. لقد أشار في العديد من خطاباته إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب اليمني ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة مباشرة للسياسات العدوانية. وقد عمل على إبراز كيف أن الحصار المفروض على اليمن لا يمثل اعتداءً على الشعب فقط، بل هو محاولة لتمرير مشاريع سياسية تتناقض مع حق اليمنيين في تقرير مصيرهم.

في عام 2018، وفي ذروة تصاعد الهجمات على اليمن، ألقى السيد نصرالله خطاباً هاماً، اعتبر فيه اليمن “ساحة المقاومة” الجديدة في مواجهة الاستكبار. وقد استحضر التاريخ النضالي لليمنيين، موضحاً كيف أن صمودهم يمثل اختباراً للقدرة على المواجهة. أشار إلى أن اليمنيين يتمتعون بإرادة قوية قادرة على مقاومة الاحتلال والهيمنة.

عندما بدأت انتصارات اليمنيين تتجلى على الأرض، زادت نبرة السيد نصرالله تفاؤلاً، حيث أشار في خطابه عام 2020 إلى أن “الأمة التي تصمد في وجه التحديات ستحقق الانتصار”. في هذا السياق، كان يشير إلى أهمية تعزيز الوحدة بين جميع قوى المقاومة، وأن النصر ليس فقط في الميدان العسكري، بل يتطلب أيضاً وعياً سياسياً يستند إلى استراتيجية طويلة الأمد.

حرص السيد السيد نصرالله على ربط نضال اليمن بقضية الأمة الكبرى. لقد أكد مراراً أن كفاح الشعب اليمني يتقاطع مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل من التجربتين نموذجاً للتحدي أمام المشاريع الغربية في المنطقة. هذا الربط أسهم في تعزيز الشعور لدى اليمنيين بأن نضالهم ليس منعزلاً، بل هو جزء من حركة أكبر تهدف إلى تحرير الأراضي العربية.

في اليمن، كان يُنظر إلى السيد نصرالله كقائد عربي ملهِم، حيث اعتُبر الشخص الوحيد الذي انتصر على إسرائيل في معركة تموز 2006. هذا الانتصار أعطى الأمل لليمنيين بأنهم قادرون على مواجهة التحديات رغم قسوة الظروف. لقد كانت خطابات السيد نصرالله تعبر عن إيمان عميق بقدرة الشعوب على تحقيق النصر، مما حفز العديد من اليمنيين على تعزيز صمودهم.

السيد الشهيد حسن السيد نصرالله، أسس لنموذج سياسي مختلف في التعاطي مع القضية اليمنية. لقد استطاع أن يضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي، حيث لم يكن صوته مجرد تعبير عن المظلومية، بل كان منارة تضيء الطريق نحو فهم أعمق للصراع وأبعاده. إن تأثير كلماته تجاوز حدود التحليل السياسي ليصبح دافعاً حقيقياً للعديد من اليمنيين الذين أدركوا أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، بل هم جزء من محور مقاوم يتجاوز الجغرافيا.

الخنادق اللبناني مريم السبلاني

مقالات مشابهة

  • مسؤول إيراني كبير سيحضر تشييع نصرالله.. من هو؟
  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟
  • اليمن.. سِــرُّ الصمود والوفاء
  • اليمن.. دمٌ يروي أرض القدس وقيادةٌ تُعيد للأُمَّـة كرامتها
  • وزير الإعلام اليمني يطالب باعتقال قادة حوثيين يشاركون في تشييع نصر الله
  • نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني
  • قيادة قرآنية وشعب مقاوم.. اليمن يكتب معادلة النصر
  • قيادة قرآنية وشعب مقاوم .. اليمن يكتب معادلة النصر
  • المطران عطا الله حنا: الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير