وقفتنا هذا الأسبوع، حضراتكم، عن مأساة تمر بها إفريقيا هذه الفترة، بسبب بعض الانقلابات والاضطرابات ببعض دول إفريقيا، منها النيجر ومالى وبوركينا فاسو واضطرابات وقلاقل بالسودان وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا، جعلت إفريقيا جميعها على نار.
فللأسف يا سادة دول الاستعمار الكبرى التي احتلت إفريقيا منذ قرون، وبعد أن قررت الخروج من دول إفريقيا لأسباب عديدة بخمسينيات وستينيات القرن الماضي، خرجوا بأجسادهم ولكن تركوا قلوبهم ببعض دول إفريقيا، متمثلة في بعض القوات الرمزية بالتعاون مع من ضمنوا ولاءهم لهم، ضمانا لاستمرار نهب ثروات بعض دول إفريقيا الغنية بالثروات، أو من خلال بيع السلاح لأطراف متنازعة ببعض دول إفريقيا.
هم لهم دور كبير في إنشاء وتربية تلك النزاعات، أولا لضمان ضعف تلك الدول مما يمكن معه السيطرة عليها، وأيضا تنشيط بيع السلاح لأطراف النزاع، وياله من مكسب رابح بالنسبة لتلك الدول! أو لدعم أنظمة بعينها تم تجنيدهم والسيطرة عليهم مقابل الاستفادة من ثروات تلك الدول التى وقعت العين عليها، وفى مقابل ضمان بقائهم على كراسى الحكم، وأغلب هؤلاء الحكام لا يدرون أنهم استعانوا بالذئاب والضباع.
لماذا نقول إنهم استعانوا بالذئاب والضباع؟ لأن تلك الدول الكبرى التى أتت أو ساندت حكامًا بأعينهم، سيأتى اليوم الذي يشعرون فيه بنفاد رصيد هؤلاء الحكام، مع قيامهم طوال فترة تواجدهم في الحكم بتجهيز البديل الفرصة الذى ستتجدد معه مصالحهم بشكل أكبر مهما قدم الحاكم الموجود من تنازلات فالاستعمار لا يهدأ ولا يكتفى بأي تنازلات من أى حاكم مهما بلغ حجمها، لأن لديهم طلب المزيد والمستمر، فتلك الدول يقودها الشيطان متمثلا فى الماسونية العالمية بمخابراتها وأعوانها، التى لا ترضى الخير لأى دولة من دول العالم الثالث وبالطبع منها دول إفريقيا.
وغالبا بعد حدوث الانقلاب أو الصدام داخل أى دولة تعلن بعض الدول الكبرى أنهم سيوقفون تصدير السلاح وما حوله للدولة محل الانقلاب أو الصدام، عندما أرى مثل تلك التصريحات أعلم أن تلك الدول صدرت بالفعل ما هو المطلوب منها لأطراف النزاع وخاصة الموالين لهم، ولكن للزوم الضحك على الدقون يدلون بتلك التصريحات.
ما هو الحل؟ الحل هو عودة الدور القوى للاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، بعودة أدوارهم القوية بشكل يرتقى إلى إستراتيجيات وآليات لحل مشكلات جميع أشكال النزاعات بالطرق السلمية، هذا هو الدور الدولى للمنظمات الدولية، أما بالنسبة للأدوار المحلية فلا بد للشعوب أن تصحو لنفسها وتحسن اختيار قادتها، فاختيار القائد ليس من خلال كلامه المعسول، ولكن الذى يتمتع بمصداقية وبرامج وإستراتيجيات واقعية، ومدعمة بآليات تنفيذ لتلك البرامج تكون حقيقية، غير ذلك تلك الدول تذهب إلى المجهول وتكون أرجوحة فى يد المستعمرين الدائمين أصحاب خطط الهيمنة والتسلط والنهب والتدمير فتلك الدول تضع الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة التى تضمن بها عدم نشأة دول قوية تنازعها السلطان الدولى سواء فى قوة التسليح أو قوة الاقتصاد.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع، ندعو الله أن نكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع المقبل إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النيجر إفريقيا تلک الدول
إقرأ أيضاً:
سياسي أنصار الله: أمريكا ليست مؤهلة لتصنيف الدول وتدعم الإرهاب خدمةً للكيان الصهيوني
يمانيون../
أدان المكتب السياسي لأنصار الله بشدة قرار الإدارة الأمريكية بإعادة تصنيف اليمن كـ”كيان إرهابي”، معتبراً هذا القرار خطوة ظالمة تستهدف الشعب اليمني ومواقفه المبدئية في دعم القضية الفلسطينية.
وأكد بيان سياسي أنصار الله أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذا القرار إلى تعزيز دعمها للكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى زيادة معاناة الشعب اليمني ومحاولة ثنيه عن مواصلة موقفه المناصر لفلسطين.
ووصف البيان الولايات المتحدة بأنها “ملطخة بالإرهاب الدموي” على مر تاريخها، مشيراً إلى أنها غير مؤهلة أخلاقياً أو قانونياً لتصنيف الدول والشعوب. واعتبر أن هذه الخطوة، التي وصفها بـ”المهزلة”، تأتي في سياق خدمة الأجندة الصهيونية ولا تستند إلى أي معايير دولية.
وحذر المكتب السياسي من التداعيات السلبية لهذا القرار على الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، وعلى جهود السلام التي وصلت إلى مراحل متقدمة. ودعا الدول الحرة والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذا القرار الذي وصفه بغير الأخلاقي.
كما جدد المكتب السياسي لأنصار الله موقف اليمن الثابت في دعمه للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية ستظل في حالة استعداد لمواجهة أي تصعيد عسكري أو خروقات تمس اليمن أو غزة.