يمانيون:
2025-02-23@10:48:33 GMT

غزة.. معجزةُ الانتصار مصداقاً للوعد الإلهي

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

غزة.. معجزةُ الانتصار مصداقاً للوعد الإلهي

حسن محمد طه

نهضت العزة والكرامة بشموخٍ مذهل لرجال ونساء وأطفال وشيوخ غزة العزة، وبُعثوا من بين ركام الدمار الكبير، بصمودهم الذي فاق صمود الحديد والمنشآت والمباني، رسائل أثبتوا فيها للعالم أنهم وبإيمانهم وإرادتهم وعزيمتهم أقوى من طائرات العدوّ الصهيوني والأمريكي التي لم تتوقف عن الإقلاع والهبوط والتحليق، في تناوبٍ على الهجوم بمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل المحرمة على مدى 471 يوماً.

حممٌ من البراكين والسحائب السوداء، وأطنانٌ من المتفجرات، محملة بسموم الأسلحة الفتاكة التي ذاقها أهل غزة في كُـلّ يوم، ما ذاقه سكان “هيروشيما وناجازاكي” في اليابان نهاية العام 1945م، بالقنابل النووية الأمريكية، وكان من المعيب أن العالم أمام بشاعة الجريمة ظل يشاهد بصمت موجات من الغارات والقصف والقتل اليومي والدمار الكبير الذي غير خارطة مدن قطاع غزة الذي لم يتجاوز عشرات الكيلومترات.

جرائم تعرض الأهالي فيها لصدماتٍ نفسية عنيفة من هول المشاهد اليومية لتلك الأشلاء المتناثرة والأعضاء الممزقة للأرواح البريئة من الأطفال والنساء والكهول، وهم يقفون عاجزون عن إخراج آلاف الجثث ومئات الجرحى العالقين تحت ركام وأنقاض المباني والمدارس والمستشفيات، كما انفرد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي في العصر الحديث بجريمةٍ لا مثيل لها، هي تلك المناظر للكلاب الضالة وهي تنهش جثث الشهداء في شوارع القطاع المنكوب.

وفي مشهدٍ لم يتوقف للحظة؛ عكفت وسائل وقنوات الإعلام العالمية على توثيقه ونقله مباشر، وضع أنظمة وشعوب العالم أمام الصورة الكاملة لتك الجرائم التي تعمدت آلة الحرب الصهيونية على ممارستها أمام مسمع ومرأى الجميع، وعلى الرغم من هول وعظم وحجم ذلك الإمعان إلا أن الكيان الغاصب لم يستطع كسر صمود أهل غزة، ولم يتمكّن من هزيمة المقاومة الباسلة التي ضحت بخيرة قادتها ورجالها المجاهدين.

وكان لصمود وثبات المقاومة التي استنزفت قدرات وإمْكَانيات العدوّ الصهيوني وكسرت غطرسته وأرغمته على التفاوض معها، هذه المقاومة هي نفسها التي راهن وتعهد المجرم “نتنياهو” للمستوطنين وعائلات أسرى 7 أُكتوبر، ولحكومته على القضاء عليها، واستنفر لاقتحام قطاع غزة معظم الفرق العسكرية ومئات الألوية بمختلف التشكيلات المدربة على أحدث طرق القتال والأعمال الاستخباراتية، ومجهزة بأحدث التقنيات والعتاد الحربي الغربي والأمريكي، بما فيها قطاعات التكنولوجيا من ذكاء صناعي وأقمار اصطناعية، ناهيك سلاح وعتاد حلفائه، الذي شكل قوة ردع لمواجهة أية دولة تتخذ موقفًا داعمًا ومساندًا للمقاومة الفلسطينية.

لكن ومن مصاديق الوعود الإلهية؛ أن تلك الجحافل والترسانات العسكرية التي ضربت بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، رغم بشاعتها وحقدها ورغبتها الشيطانية في القتل والتدمير، إلا أنها لم تنل من إيمان وإصرار وثبات أصحاب الأرض شعباً ومقاومة، وفاجأوا العالم بخروجهم للشوارع محتفلين بالنصر، وملامح الفرح بالانتصار ظاهرة على وجوههم رغم حجم المصاب والدمار والألم.

هذه المظاهر الفرائحية والتماسك الذي برز في قوى الأمن وكتائب المجاهدين تسببت بصدمةٍ ورعب ومذلة وانكسار للعدو الصهيوني، ونزلت عليهم تلك المشاهد كصاعقة مزلزلة، أصابت قادة وضباط وأفراد جيش الكيان بالإحباط والصدمة النفسية، كيف لا وقد خطط وحشد وقاتل بكل ما لديه من قدرات وقوة وإسناد كبير؛ مِن أجلِ أن يجعل قطاعَ غزة خاليًا من مجاهدي حماس.

وإذا بالعدوّ يعيش الكوابيس المرعبة حينما رأى أمام عينيه مظاهر الالتئام المتجدد والتلاحم لآلاف المجاميع من أبناء المقاومة ومنتسبي كتائب القسام وهم يتوافدون إلى كُـلّ شارع، وهم ما يزالون بكامل عدتهم وعتادهم وكأنهم بُعثوا من بعد موتتهم الأولى، حتى أن الخبراء العسكريين والسياسيين لم يستوعبوا خطط المقاومة التي مكّنتها من الاحتفاظ بقوتها البشرية والعسكرية أمام الآلة العسكرية والاستخباراتية الصهيونية المتطورة طوال هذه الفترة.

عُمُـومًا، ستظل هذه الجرائم والمجازر الصهيونية بحق غزة وأبنائها وسمة عارٍ على جبين المجتمع الدولي بشكلٍ عام، ولعنة تلاحق مرتكبيها والداعمين للعدو، والصامتين عنها من العرب والمسلمين وادعياء الإنسانية، وسيظل الانتصار الكبير وسام شرف على صدر وجبين كُـلّ المجاهدين وكل أبناء غزة، وكل من ساندهم في محور الجهاد والمقاومة وكل من ناصرهم في مختلف الجوانب، وبيض الله وجه سيد القول والفعل السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي شرف أبناء شعبنا، وبيض وجيهنا بقيادته للموقف اليمني الشجاع.

* عضو مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حماس تسلم 6 أسرى صهاينة للصليب الأحمر في قطاع غزة

وأفرجت القسام عن الأسيرين "تال شوهام" و"ابرا منغيستو" من رفح، حيث ألقى شوهام كلمة قصيرة باللغة العبرية، قبل أن يتسلمهما الصليب الأحمر، لتسليمها لجانب العدو.

وبدأت ظهر اليوم مراسم تسليم 3 أسرى إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية إلى الصليب الأحمر في النصيرات وسط قطاع غزة.

بينما سيتم تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد في مدينة غزة دون مراسم احتراما لفلسطينيي الداخل كما نقلت مصادر صحيفة عن كتائب القسام.

ومنذ ساعات مبكرة من صباح اليوم السبت، بدأت كتائب عز الدين القسام، استعداداتها للإفراج عن الأسرى الصهاينة.

ونصبت كتائب القسام منصتين في مخيم النصيرات وسط القطاع، وفي المنطقة الشرقية من رفح جنوب قطاع غزة.

ووضعت على منصة الإفراج أسلحة تعود لجنود الاحتلال الذين أسَرَتْهم أو قتلتهم كتائب القسام واغتنمت عتادهم في عملية طوفان الأقصى بالسابع من أكتوبر 2023.

ونصبت الكتائب منصة كبيرة في المنطقة الشرقية من مدينة رفح، زينت بصور قادتها الشهداء، من الجانب الأيمن ظهرت صورة للشهيد محمد الضيف وهو يحتضن صورة لقبة الصخرة، مذيلة بعبارة "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ"، فيما أشار التصميم في المنتصف لعمليات المقاومة وتصديها للاحتلال، مع صورة للشهيد السنوار تقابلها صورة للمسجد الأقصى.

كما نصبت على يسار المنصة صور لقادة القسام الذين ارتقوا خلال الحرب، فيما كتب بيت الشعر الذي ردده الشهيد السنوار في المقطع المصور المشهور له "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، وأعلاها عبارة "نحن الطوفان نحن البأس الشديد" بالخط العريض، وبثلاث لغات.

ورغم الأجواء الباردة والماطرة هذا الصباح، انتشر العشرات من عناصر "القسام" في محيط المنصة، يحملون أسلحة مختلفة، مرتدين الزي العسكري كما جرت العادة في عمليات التسليم السابقة.

وبشكل مماثل، نُصبت في منطقة النصيرات وسط القطاع، منصة أخرى لتسليم عدد من الأسرى الإسرائيليين، وهي عبارة عن صورة لجرافة إسرائيلية يعلوها مثلث أحمر وتحاول اقتلاع شجرة زيتون، قبل استهداف المقاومة لها، وكتبت عليها عبارة "الأرض تعرف أهلها من الأغراب مزدوجي الجنسية".

وفي 19 يناير المنصرم، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، يستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، تتم فيها وقف العدوان وتبادل الأسرى والانسحاب الكامل من غزة وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية.

 

 

مقالات مشابهة

  • فليك يعترف: برشلونة افتقد السيطرة أمام لاس بالماس رغم الانتصار
  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • حماس تسلم 6 أسرى صهاينة للصليب الأحمر في قطاع غزة
  • غزة: الكرفانات التي دخلت مخصصة لمؤسسات دولية وليست للإيواء
  • حماس: مستعدون لتنفيذ الاتفاق بالكامل ونطالب بتحقيق دولي في الجرائم الصهيونية
  • كيف انهارت منظومة الردع الإسرائيلية في قطاع غزة؟
  • شاهد| تسليم توابيت جثامين الأسرى الإسرائيليين بمشاركة ممثلي فصائل المقاومة العسكرية
  • أول تعقيب من نتنياهو على استلام جثث الإسرائيليين من غزة
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟