يمانيون:
2025-04-23@14:54:50 GMT

غزة.. معجزةُ الانتصار مصداقاً للوعد الإلهي

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

غزة.. معجزةُ الانتصار مصداقاً للوعد الإلهي

حسن محمد طه

نهضت العزة والكرامة بشموخٍ مذهل لرجال ونساء وأطفال وشيوخ غزة العزة، وبُعثوا من بين ركام الدمار الكبير، بصمودهم الذي فاق صمود الحديد والمنشآت والمباني، رسائل أثبتوا فيها للعالم أنهم وبإيمانهم وإرادتهم وعزيمتهم أقوى من طائرات العدوّ الصهيوني والأمريكي التي لم تتوقف عن الإقلاع والهبوط والتحليق، في تناوبٍ على الهجوم بمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل المحرمة على مدى 471 يوماً.

حممٌ من البراكين والسحائب السوداء، وأطنانٌ من المتفجرات، محملة بسموم الأسلحة الفتاكة التي ذاقها أهل غزة في كُـلّ يوم، ما ذاقه سكان “هيروشيما وناجازاكي” في اليابان نهاية العام 1945م، بالقنابل النووية الأمريكية، وكان من المعيب أن العالم أمام بشاعة الجريمة ظل يشاهد بصمت موجات من الغارات والقصف والقتل اليومي والدمار الكبير الذي غير خارطة مدن قطاع غزة الذي لم يتجاوز عشرات الكيلومترات.

جرائم تعرض الأهالي فيها لصدماتٍ نفسية عنيفة من هول المشاهد اليومية لتلك الأشلاء المتناثرة والأعضاء الممزقة للأرواح البريئة من الأطفال والنساء والكهول، وهم يقفون عاجزون عن إخراج آلاف الجثث ومئات الجرحى العالقين تحت ركام وأنقاض المباني والمدارس والمستشفيات، كما انفرد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي في العصر الحديث بجريمةٍ لا مثيل لها، هي تلك المناظر للكلاب الضالة وهي تنهش جثث الشهداء في شوارع القطاع المنكوب.

وفي مشهدٍ لم يتوقف للحظة؛ عكفت وسائل وقنوات الإعلام العالمية على توثيقه ونقله مباشر، وضع أنظمة وشعوب العالم أمام الصورة الكاملة لتك الجرائم التي تعمدت آلة الحرب الصهيونية على ممارستها أمام مسمع ومرأى الجميع، وعلى الرغم من هول وعظم وحجم ذلك الإمعان إلا أن الكيان الغاصب لم يستطع كسر صمود أهل غزة، ولم يتمكّن من هزيمة المقاومة الباسلة التي ضحت بخيرة قادتها ورجالها المجاهدين.

وكان لصمود وثبات المقاومة التي استنزفت قدرات وإمْكَانيات العدوّ الصهيوني وكسرت غطرسته وأرغمته على التفاوض معها، هذه المقاومة هي نفسها التي راهن وتعهد المجرم “نتنياهو” للمستوطنين وعائلات أسرى 7 أُكتوبر، ولحكومته على القضاء عليها، واستنفر لاقتحام قطاع غزة معظم الفرق العسكرية ومئات الألوية بمختلف التشكيلات المدربة على أحدث طرق القتال والأعمال الاستخباراتية، ومجهزة بأحدث التقنيات والعتاد الحربي الغربي والأمريكي، بما فيها قطاعات التكنولوجيا من ذكاء صناعي وأقمار اصطناعية، ناهيك سلاح وعتاد حلفائه، الذي شكل قوة ردع لمواجهة أية دولة تتخذ موقفًا داعمًا ومساندًا للمقاومة الفلسطينية.

لكن ومن مصاديق الوعود الإلهية؛ أن تلك الجحافل والترسانات العسكرية التي ضربت بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، رغم بشاعتها وحقدها ورغبتها الشيطانية في القتل والتدمير، إلا أنها لم تنل من إيمان وإصرار وثبات أصحاب الأرض شعباً ومقاومة، وفاجأوا العالم بخروجهم للشوارع محتفلين بالنصر، وملامح الفرح بالانتصار ظاهرة على وجوههم رغم حجم المصاب والدمار والألم.

هذه المظاهر الفرائحية والتماسك الذي برز في قوى الأمن وكتائب المجاهدين تسببت بصدمةٍ ورعب ومذلة وانكسار للعدو الصهيوني، ونزلت عليهم تلك المشاهد كصاعقة مزلزلة، أصابت قادة وضباط وأفراد جيش الكيان بالإحباط والصدمة النفسية، كيف لا وقد خطط وحشد وقاتل بكل ما لديه من قدرات وقوة وإسناد كبير؛ مِن أجلِ أن يجعل قطاعَ غزة خاليًا من مجاهدي حماس.

وإذا بالعدوّ يعيش الكوابيس المرعبة حينما رأى أمام عينيه مظاهر الالتئام المتجدد والتلاحم لآلاف المجاميع من أبناء المقاومة ومنتسبي كتائب القسام وهم يتوافدون إلى كُـلّ شارع، وهم ما يزالون بكامل عدتهم وعتادهم وكأنهم بُعثوا من بعد موتتهم الأولى، حتى أن الخبراء العسكريين والسياسيين لم يستوعبوا خطط المقاومة التي مكّنتها من الاحتفاظ بقوتها البشرية والعسكرية أمام الآلة العسكرية والاستخباراتية الصهيونية المتطورة طوال هذه الفترة.

عُمُـومًا، ستظل هذه الجرائم والمجازر الصهيونية بحق غزة وأبنائها وسمة عارٍ على جبين المجتمع الدولي بشكلٍ عام، ولعنة تلاحق مرتكبيها والداعمين للعدو، والصامتين عنها من العرب والمسلمين وادعياء الإنسانية، وسيظل الانتصار الكبير وسام شرف على صدر وجبين كُـلّ المجاهدين وكل أبناء غزة، وكل من ساندهم في محور الجهاد والمقاومة وكل من ناصرهم في مختلف الجوانب، وبيض الله وجه سيد القول والفعل السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي شرف أبناء شعبنا، وبيض وجيهنا بقيادته للموقف اليمني الشجاع.

* عضو مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي

أدى 550 من أئمة وزارة الأوقاف، خريجي الدورة الثانية لتأهيل الأئمة بالوزارة، قسم الولاء لوطنهم، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

الرئيس السيسي للأئمة: ربنا يوفقكم .. ولسه فيه دور يستكمل بيكمالرئيس السيسي في حفل تأهيل أئمة وزارة الأوقاف: خليكم حماة الحريةنص قسم الولاء

وردد أئمة وزارة الأوقاف، نص قسم الولاء، كالآتي:

(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. اللهم يا خير الشاهدين أعاهدك صادقًا ومقسما بعظمة جلالك؛ أن أكون أمينا على مواريث النبوة وداعيًا إليك على بصيرة بارا بكنانتك في أرضك وطني العظيم مصر؛ محترما لكل قوانينه ومكانته وتاريخه، صانعًا لمستقبله معتزا بانتمائي للأزهر الشريف؛ اللهم اجعلني رحيمًا بالناس وبخلقك أجمعين مقدامًا جسورًا في تحصين وطني من كل مكروه وسوء بانيًا للإنسان صانعا للحضارة؛ هاديًا إلى صراطك مستقيم مستمدًا منك المعونة والتوفيق وأنت خير الشاهدين... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)

الرئيس السيسي يشهد حفل تخرج الأئمة

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف، والذي أُقيم في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.

وفي كلمته، قال الرئيس السيسي: "نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي".

وأوضح الرئيس أنه وجّه وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى صقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا.

وأشار إلى أن الهدف من البرنامج هو الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتمكين الأئمة من أن يكونوا نُبراسًا للوعي، يجيدون البيان وبراعة الإقناع، بما يعزز قدرتهم على التواصل الفعال مع المجتمع.

وتضمنت فعاليات الحفل عرضًا لفيلم وثائقي بعنوان "تقرير نجاح الدورة"، تلاه عرض بحث جماعي أعده الدارسون بعنوان: "موسوعية العالم والداعية وأثر ذلك على أداء مهامه.. الإمام جلال الدين السيوطي نموذجًا".

كما تم إعلان نتيجة الدورة، وأداء قسم الولاء للأئمة الخريجين – وهو قسم مستحدث – ألقاه عليهم الدكتور أحمد نبوي، عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية وإنشادًا دينيًا قدمه أحد الدارسين.

مقالات مشابهة

  • ترامب يضع المليشيا الحوثية أمام خيار واحد لإيقاف العمليات العسكرية ضدهم
  • (الجزء الإلهي من الدماغ) لماثيو ألبر: عرض ونقد
  • نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي
  • ما هو القسم الجديد الذي أداه أئمة الأوقاف أمام السيسي في الأكاديمية العسكرية؟
  • حماس: الجرائم الصهيونية لن تُثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة
  • بيت حانون تواصل المقاومة.. إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم مباغت
  • العدو الإسرائيلي يواصل استهداف مخيمات قطاع غزة والمقاومة ترد بالمزيد من الكمائن
  • أبرز الطائرات الانتحارية التي يستخدمها جيش الاحتلال (إنفوغراف)
  • عودة عمليات المقاومة الفلسطينية: وقفة أمام قدرات التصعيد
  • مقال بيديعوت أحرونوت: إسرائيل في مأزق لا يمكنها الانتصار أو استعادة الأسرى