عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، الملتقى الأسبوعي "ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة"، تحت عنوان: " شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج"، بحضور فضيلة الدكتور نادي عبدالله، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، والدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، وأدارها الشيخ كريم أبو زيد، الباحث بالجامع الأزهر.

وقال الدكتور جميل تعيلب: من أول يوم جهر فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة والمشركون يناصبونه العداء ويتعرضون له بالأذى، وعندما جمع أشراف مكة ليخبرهم أن الله أرسله إليهم زاد العداء، وكان ذلك كله هينا في وجود زوجته السيدة خديجة وعمه أبي طالب، ولكن مع وفاتهما في عام واحد أصاب النبي حزن كبير مما جعله يذهب إلى الطائف لعله يجد من يسمع دعوته لكنه لم يجد أفضل مما كان في مكة بل أسوأ، حتى أنهم تعرضوا للنبي وأدموا قدمه الشريفة، فأراد الله أن يسلي نبيه ويفرج عنه فكانت رحلة الإسراء والمعراج.

وبين وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة أن رحلة الإسراء والمعراج كانت ليلية وبجسده وروحه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعُرج بالنبي إلى السماوات العلا حيث رأى من آيات ربه الكبرى، وكان بها أفضل هدية لأمة النبي وهي فريضة الصلاة، مفندا العديد من الشبهات التي يتناولها المشككون حول هذه المعجزة الربانية.

من جانبه أوضح الدكتور نادي عبدالله، أن معجزة الإسلام الأولى هي القرآن، والمعجزة الثانية هي الإسراء والمعراج، خرجت من قانون رباني ممن لا  يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، حيث فتح الله لنبيه حدود الزمان وطوى له حدود المكان، وأظهرت قوى الإيمان من الضعيف. 

وشدد على أن معجزات  الله لا يصح لنا أن نتعامل معها بالمنطق العقلي والمادي، بل لابد من التسليم لها ونقبلها باستسلام وأنس وليس في قلوبنا حرج، بل تزيدنا إيمانا على إيماننا.

من جانبه بيّن الشيخ كريم أبو زيد أن معجزة الإسراء والمعراج وردت في السنة في الكثير من الأحاديث، وهي أحاديث متواترة لا تترك مجالا للشك، رواها الكثير من الصحابة، وهي منحة منحها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث  كرمه الله بها وأوصله إلى منزلة لم يصل إليها أحد قبله ولا بعدها وهذا تشريف لنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها بينت لنا أن الإسلام دين الفطرة السليمة وخير الرسالات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج الشبهات الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر الاحتفال بالاسراء والمعراج المزيد الإسراء والمعراج

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب

قال فضيلة الإمام الأكبر إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى المجيب، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث، مضيفا أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".

وبين الإمام الطيب، في الحلقة الرابعة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: " قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال، لافتا أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.

وأكد فضيلته أن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، والشرط الثاني أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالث الشروط ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.

واختتم فضيلته بتوضيح آداب الدعاء، ومن أهمها خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء، ومن آداب الدعاء أيضا رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه، وأن يوقن بالإجابة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي ص، وفي آخر الدعاء كما قلنا يمسح وجهه بيديه، لافتا أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر المبارك

شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين

بعد دعاء شيخ الأزهر له بالشفاء.. تطورات الحالة الصحية لـ البابا فرانسيس

مقالات مشابهة

  • ملتقى الأزهر: شهادات غير المسلمين في النبي إرث إنساني يجسد العدل والرحمة
  • تفاصيل فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بالإدارات الفرعية بالفيوم
  • ملتقى الجامع الأزهر: أي أمة تسعى للنهوض لا بد أن تستند إلى تراث معرفي وثقافي وديني
  • هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
  • ملتقى الجامع الأزهر: الأمة الباحثة عن نهضتها في غير التراث كشجرة تبحث عن مائها دون جذور
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الصدقة في الإسلام باب من أبواب البر
  • شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
  • بماذا أخبرنا النبي عن علامات ليلة القدر؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب
  • بث مباشر لصلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر في ليلة 24 رمضان
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم