ارتفاع درجات الحرارة يخفض ساعات النوم
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/ أ ف ب
لا تُناسِب موجات الحرّ الشديد محبّي النوم، إذ أن ازديادها بفعل التغيّر المناخي قد يكون سبباً في قلّة النوم الضارّة بالصحة.
ويُتوقَع أن تشهد دول عدة في أوروبا الغربية والوسطى خلال الأيام المقبلة، موجة حرّ ستكون حدّتها غير معهودة خلال هذه الفترة من السنة، وسيحدّ ذلك على الأرجح من قدرة كثرة على النوم.
وتقول الباحثة في علم الأعصاب في “كوليج دو فرانس” أرميل رانسيّاك لوكالة فرانس برس إن “التمتع بنوم جيّد ممكن حتى حدود 28 درجة مئوية، لكنّ ارتفاع الحرارة أكثر يجعل النوم أكثر صعوبة”.
فالدماغ الذي يضم خلايا عصبية تنظّم درجة حرارة الجسم والنوم ومترابطة بشكل كبير، يتأثر جداً بالحرّ. ومن شأن الحرارة المرتفعة أن ترفع منظم الحرارة المركزي وتنشط أنظمة التوتّر.
ومن بين الشروط للحصول على نوم عميق، خفض درجة حرارة الجسم.
وتقول رانسيّاك “في ظل جوّ حار جداً، يكون تمدد الأوعية الدموية في البشرة أقل فاعلية، ويتقلّص فقدان الحرارة، مما يؤخّر النوم”.
وتتسبّب درجات الحرارة المرتفعة ليلاً في زيادة احتمال الاستيقاظ وجعل النوم العميق مسألة صعبة.
وتوضح الباحثة أن “الفرد يميل في نهاية دورة إلى الاستيقاظ ومواجهة صعوبة في معاودة النوم”، لأن الجسم يسعى إلى “إيقاف مرحلة خطر حراري”.
وبينما لا يحتاج الجميع إلى القدر نفسه من النوم يومياً، إذ تختلف هذه الحاجة بحسب العمر، تراوح حاجة معظم البشر بين سبع ساعات وتسع.
وبيّنت دراسة نُشرت عام 2022 أن البشر خسروا خلال العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين ما معدّله 44 ساعة من النوم سنوياً مقارنة بالفترات السابقة.
وفي ظل الارتفاع في درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي، قد يصل “العجز” في ساعات النوم لكل فرد إلى 50 وحتى 58 ساعة سنوياً بحلول نهاية القرن، بحسب الدراسة التي أدارها كيلتون مينور من جامعة كوبنهاغن وتستند إلى بيانات أكثر من 47 ألف شخص من أربع قارات زُوّدوا أساور ذكية.
“آثار ضارة”
ومن شأن قلة النوم المفرطة بالمقارنة مع حاجة الفرد في هذا المجال أن تؤثر سلباً في قدرة الجسم على استعادة نشاطه.
وتشير رانسيّاك إلى أنّ “النوم ليس ترفاً، بل إن توازنه مسألة حساسة جداً وافتقار الجسم له يتسبب بآثار ضارة”.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول كبير الأطباء في معهد البحوث الطبية الحيوية للقوات المسلحة الفرنسية فابيان سوفيه إنّ الآثار الرئيسية لنقص النوم على المدى القصير، هي “إدراكية”، أي “النعاس والتعب وخطر التعرض لإصابة في العمل أو لحادث سير، وفقدان الصبر…”.
أما على المدى البعيد، فيؤدي نقص النوم المتكرر والمطول إلى “دَين” ضار، ليس فقط للفئات الهشّة ككبار السن، والأطفال، والمصابين بأمراض مزمنة.
ويحذر عالم الأعصاب من أن “قلة النوم تؤثر على عملية الأيض لدى الفرد، ويعرّضه لزيادة الوزن أو للإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض التنكس العصبي كالزهايمر”.
ويتسبب “دَين” النوم أيضاً في خفض مقاومة التوتر وزيادة خطر الانتكاس أو الإصابة باضطراب نفسي.
إذاً كيف يحصل الشخص على نوم أفضل في الطقس الحار؟
يرى سوفيه أن الحلّ “ليس بالتكييف كيفما اتفق” بل “على الشخص أولاً تغيير عاداته، كالنوم بملابس خفيفة والتهوية قدر الإمكان، وسوى ذلك”، مضيفاً “لا ضرورة لأن تكون حرارة الغرفة بين 18 و22 درجة مئوية، إذ أن حرارة ما بين 24 و26 درجة مئوية تكفي”.
ويلفت إلى أنّ “التأقلم” مع درجات حرارة مرتفعة “يستغرق بين 10 و15 يوماً”، في ضوء تجارب العسكريين الذي يؤدون مهام في بلدان حارة.
وتقول رانسيّاك “ينبغي تقوية الآليات التي تتيح تقلب درجة الحرارة لدينا أثناء دورات النهار والليل، والاستغناء عن كل ما يؤثر سلباً على النوم، أو على الأقل الحدّ منه”.
ومن الأمثلة على ذلك أخذ حمام بارد لكن ليس كثيراً، وممارسة الرياضة ليس في وقت متأخر لعدم رفع درجة الحرارة كثيراً، والحد من شرب السوائل التي تؤثر سلباً على النوم كالقهوة، والحد من شرب الكحول.
وتقول عالمة الأعصاب إنّ “الكحول هي بمثابة صديق زائف: فهي تساعد في الاسترخاء مما يحفّز النوم، لكنها ترفع درجة حرارة الجسم قليلاً، وهو ما يؤدي إلى النوم بشكل متقطّع”.
وللفراش دور أيضاً في عملية النوم، لأنّ بعض الفرش تراكم الحرارة بشكل متزايد، بحسب سوفيه.
وللتخفيف من نقص النوم ليلاً، يقترح الطبيب أخذ “قيلولات قصيرة لحوالي 30 دقيقة”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: درجات الحرارة ساعات النوم منوعات
إقرأ أيضاً:
الأرصاد الجوية تحذر
#سواليف
أفادت إدارة الأرصاد الجوية أن المملكة ستتأثر يوم الأحد 24 تشرين الثاني بكتلة هوائية باردة ورطبة مصحوبة بمنخفض جوي متمركز جنوب تركيا، مما يؤدي إلى انخفاض ملموس على درجات الحرارة.
وتوقعت الأرصاد أن يكون الطقس بارداً نسبياً نهاراً وغائماً جزئياً إلى غائم مع هطول الأمطار في شمال ووسط المملكة خلال ساعات الظهيرة. ومع ساعات المساء والليل، يزداد الشعور بالبرودة، وستتركز الأمطار على المناطق الجنوبية الغربية، مع نشاط في الرياح الغربية إلى الشمالية الغربية وهبات قوية قد تتجاوز سرعتها 60 كم/ساعة، مما يسبب إثارة الغبار وتدني الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق الصحراوية والبادية.
وأضافت الأرصاد أن يوم الاثنين 25 تشرين الثاني سيشهد انخفاضاً إضافياً وملموساً في درجات الحرارة، لتصبح أقل من معدلاتها العامة بنحو 6-8 درجات مئوية. وسيكون الطقس بارداً وغائماً جزئياً إلى غائم مع فرص لهطول زخات خفيفة ومتفرقة من المطر في المناطق الغربية. كما يتوقع أن تشهد مناطق البادية خلال ساعات الليل المتأخرة وفجر الثلاثاء تشكل الصقيع نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
مقالات ذات صلة نيويورك تايمز: كيف يمكن للمحكمة مقاضاة نتنياهو وغالانت؟ 2024/11/24تحذيرات هامة للمواطنين:
تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغيوم الملامسة لسطح الأرض والغبار، خاصة في المناطق الصحراوية والبادية.
شدة سرعة الرياح والهبات القوية المرافقة لها.
خطر تشكل الصقيع في ساعات الليل المتأخرة وفجر الثلاثاء في مناطق البادية.
نصائح:
ارتداء الملابس الدافئة للتعامل مع الأجواء الباردة.
الابتعاد عن مجاري السيول في الأودية والمناطق المنخفضة.
القيادة بحذر على الطرق المبتلة وتثبيت الأجسام القابلة للتطاير بسبب الرياح النشطة.