تناولنا فى المقالات السابقة أن عودة ترامب تعلن عن تبعثر أوراق الإقتصاد العالمى خاصة فى الدول العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى انخرطت فى صراعات مدتها 231 عاما من أصل 248 عاماً من وجودها، واستنادًا على شعار ترامب «أمريكا أولًا»، والذى أكده خلال حفل تنصيبه ٢٠ يناير الحالى، فإن توجهاته تعكس هذا الشعار، وفى هذا السلسلة من المقالات سوف نتناول تأثير ذلك على الدول العربية بصورة منفردة، وفى هذا المقال سوف نتناول الأثر الاقتصادى على دول المغرب العربى (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، خطاب التنصيب لترامب يؤكد أن ولاية ترامب الثانية ستشهد تركيزًا على تعزيز المصالح الوطنية الأمريكية، ما قد يؤدى إلى تقليل التدخلات الدولية.

ومع ذلك، فإن هذا النهج يحمل مخاطر تصعيد التوترات مع خصوم الولايات المتحدة خاصة الصين، ويقوض التحالفات التقليدية، ويجعل مستقبل السياسة العالمية أكثر تعقيدًا. ولكن منذ نشأة اتحاد المغرب العربى عام 1989 إلى الآن لم يتحقق أى إنجاز، ولا شىء يذكر يحقق التكامل الإقتصادى،  والتوافق السياسى. إذ لا يوجد مخطط لوجستى للنقل عبر مد خط حديد موحد يجمع بين تلك الدول أو تنمية مشتركة أو عملة نقدية موحدة أو سوق مغاربية مشتركة، وبالتالى فإن سياسة الولايات المتحدة تجاه دول المغرب العربى تنبنى على أساسين: الأول اقتصادى، والثانى أمنى وسياسى. فالهدف الاقتصادى يتمثل فى إقناع دول المغرب العربى بضرورة بناء سوق موحدة تمكن المستثمرين الأمريكيين من الاستفادة من هذه السوق. أما الهدف السياسى، فأساسه تذويب الخلافات السياسية الحادة بين دول المغرب العربى، ومنها على الخصوص أزمة الصحراء بين الجزائر والمغرب، وهى سبب أساسى لمشاكل المغرب العربى،  فالجدل اليوم يطرح نفسه حول مدى جدية تواجد هذا الإتحاد على أرض الواقع، وإيجاد تسوية عادلة وشاملة تحقق وحدته وتطلعاته إلى مستقبل تكتل إقليمى يكون موازياً للاتحاد الإفريقى، والاتحاد الأوروبى، وانطلاقا من مفهوم الاختلاف فى تأسيس القاعدة الأساسية للإقتصادات الوطنية لدول المغرب العربى يعتبر ذلك التكامل مفقود، فإنغلاق كل دولة على ذاتها وتأسيس نظام اقتصادى خاص بها يتعارض مع فلسفة الاتحاد، فإتحاد المغرب العربى يعتبر اليوم من المنظور الدولى هو عبارة عن تجمع فارغ المحتوى. وما نود أن نشير إليه أنه رغم ما حققه الرئيس ترامب من فوز ساحق فى الانتخابات الرئاسية، لكن العالم اليوم مختلف تمامًا عن العالم الذى تركه ترامب فى يناير عام 2021، لأنه يواجه مشهدًا عالميًا يتميز بعدد من النقاط المشتعلة بكثافة، والتى أكدها ترامب خلال خطاب التنصيب يوم الاثنين الماضى،  ويؤكد الخطاب أن عام 2025 سوف يكون عام زيادة التحديات الجيوسياسية، حيث أكد تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وضم قناة بنما التى تسيطر عليها الصين رغم الدعم الأمريكى لها، وهى أمور تنذر بزيادة حدة النزاعات العسكرية، وهو ما يتفق مع تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس، من أن الصراعات المسلحة هى أكبر خطر عام 2025، وأن العالم الآن يتسم بأنه عالم يتميز بالانقسامات العميقة، والمخاطر المتعاقبة، وبالتالى فإن الاختيار بين تعزيز التعاون والمرونة أو مواجهه تفاقم عدم الإستقرار سوف تكون هى الاختيار الوحيد فى الفترة القادمة. خاصة بعد إدراك واشنطن الأهمية الإستراتيجية لمنطقة المغرب العربى منذ الحرب العالمية الثانية، وللحديث بقية إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى المستقبل الإقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب ٨ ١٠ د علاء رزق الدول العربية الولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

قبل دخول رسوم ترامب حيز التنفيذ..تدهور الأسهم الأمريكية

مع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من مختلف دول العالم على أساس "المعاملة بالمثل" الذي يطلق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يوم التحرير" للولايات المتحدة، تراجعت أسعار الأسهم الأمريكية في تعاملات ظهر اليوم الإثنين.

وتراجع مؤشر "إس.أند.بي.500" الأوسع نطاقاً للأسهم الأمريكية بـ 0.4%  بعد تسجيله أكبر تراجع منذ سنوات في تعاملات يوم الجمعة الماضي. ويتحرك المؤشر نحو خسارة 5.5%، في أول 3 أشهر من العام الجاري ليصبح أسوأ ربع سنة  له منذ حوالي 3 أعوام.

The reality is that stocks are falling because they were propped up with laundered US taxpayer money through Ukraine and USAID. Trump cut off the "new money" tap and so they fall.

Markets were artificially propped up to make the Biden economy look successful. That is now…

— Bill Mitchell (@mitchellvii) March 31, 2025

واستهل المؤشر التعاملات متراجعاً  1.7 % قبل أن يسترد جزءًاً من خسائره لاحقاً.

كما استرد مؤشر داو جونز الصناعي القياسي أغلب خسائره الصباحية ليتراجع بـ 83 نقطة أي بـ 0.2%، كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بـ 1.2% بسبب الانخفاض الحاد لأسهم تسلا، وإنفيديا، وغيرهما من شركات التكنولوجيا الكبرى.

وجاءت تقلبات سوق الأسهم الأمريكية عقب موجة بيع واسعة اجتاحت العالم يوم الإثنين، مع تزايد المخاوف من الرسوم الجمركية التي سيفرضها ترامب يوم الأربعاء، ومن تفاقم التضخم وتراجع النمو الاقتصادي.  

من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة، الأربعاء، تطبيق ما يطلق عليه ترامب تعريفات جمركية "على أساس المعاملة بالمثل"، والتي ستصمم لتتناسب مع الرسوم والضرائب التي يرى الرئيس الأمريكي، أن أي دولة تفرضها على وارداتها من الولايات المتحدة.

ويتوقع محللون في بنك غولدمان ساكس، إعلان ترامب فرض تعريفة جمركية بـ 15% في المتوسط على الواردات الأمريكية، كما رفعوا توقعاتهم للتضخم وخفضوا توقعاتهم للنمو الاقتصادي الأمريكي في العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • تعرف على آخر تطورات العلاقات الإستراتيجية المصرية الأمريكية
  • هل ستؤثر التعريفات الأمريكية ضد كندا والمكسيك على كأس العالم 2026؟ سلوك ترامب يحدد الإجابة
  • فرنسا: أوروبا لن تصمت على الرسوم الأمريكية المحتملة
  • صعود الذهب إلى مستوى تاريخي جديد متأثرا برسوم ترامب
  • هل تشمل المغرب؟ ترامب يعلن زيارة عدد من الدول العربية الشهر المقبل
  • قبل دخول رسوم ترامب حيز التنفيذ..تدهور الأسهم الأمريكية
  • بن سلمان وسلام يبحثان العلاقات الثنائية.. السعودية: رسالة دعم وتمتين للعلاقات
  • مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 31 مارس 2025 في المدن والعواصم العربية
  • أدميرال بالبحرية الأمريكية يسخرُ من تصريحات ترامب بشأن هزيمة اليمن
  • 5 أعراض تظهر عند صعود الدرج تشير إلى إصابتك بمرض خطير