الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة وبيان حكمها
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه": [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم].
أضافت الإفتاء، أنه لذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وجوب شهود وحضور الجمعة على كلِّ مَنْ لزمه فرضُهاأوضحت لإفتاء، أن هاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
صلاة الجمعةالثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب".
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار".
الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي"، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل": [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة دار الافتاء الإفتاء
إقرأ أيضاً:
الأوقاف السورية تدعو لإقامة صلاة الاستسقاء لتأخر هطول الأمطار
دعت وزارة الأوقاف السورية في بيانًا لها جموع الشعب السوري إلى إقامة صلاة الاستسقاء في كافة المحافظات التي تشهد تأخرًا في هطول الأمطار، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.
جاءت الدعوة إلى الصلاة لتقام يوم الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024 بعد صلاة الجمعة مباشرة.
وأكدت الوزارة أن الدعوة تأتي استنادًا إلى السنة النبوية الشريفة، وذلك في ظل تأخر هطول الأمطار في كافة المحافظات السورية.
وحددت وزارة الأوقاف السورية في بيانها مجموعة من التعليمات التي يُستحب الالتزام بها قبل إقامة صلاة الاستسقاء مثل (التوبة والاستغفار، ورد المظالم وإعادة الحقوق، وصيام ثلاثة أيام، والإكثار من الدعاء والتضرع واللجوء إلى الله تعالى).
وتابعت الوزارة أن صلاة الاستسقاء يُستحب إقامتها في المصليات المفتوحة خارج القرى والمدن، بالإضافة إلى أن الوزارة دعت إلى مشاركة واسعة من النساء والأطفال إذا أمكن ذلك.
وأوضحت أنه “في حال تعذّر إقامة الصلاة في المصليات، فإنه يمكن إقامتها في المساجد"، مشددة على أهمية إقامة الصلاة بشكل جماعي بما يحقق الغاية منها، ووجهت الوزارة الأئمة والخطباء إلى التنبيه على أهمية هذه الفعالية في خطبة الجمعة التي تسبق إقامة الصلاة.
وقع البيان وزير الأوقاف، حسام حاج حسين، في حكومة تصريف الأعمال التي تم تشكيلها بعد سقوط نظام الأسد، والدعوة لصلاة الاستسقاء أتت نظرًا لما تعانيه البلاد من قلة تزول الأمطار.