قوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم إدارة السجون لحكام دمشق الجدد والسبب.. عناصر داعش
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أعلنت القوات الكردية المسؤولة عن حراسة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في معتقل بشمال سوريا رفضها تسليم إدارة السجن إلى الحكومة الجديدة في دمشق، وذلك في ظل استعداداتها لمواجهة هجمات محتملة من التنظيم المتطرف الذي يسعى لإعادة تنظيم صفوفه.
وتحتفظ قوات سوريا الديمقراطية قسد (SDF)، المدعومة من الولايات المتحدة، بربع أراضي سوريا، وأفادت بأن تنظيم داعش حاول تنفيذ هجومين على سجون بهدف تحرير عناصره منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، في محاولة لاستغلال حالة الفوضى السائدة.
وفي سجن بمدينة الحسكة، الذي يضم حوالي 4500 عنصر من داعش بينهم العديد من الأجانب، توقع أحد الضباط الأكراد أن يحاول التنظيم تنفيذ هجمات جديدة. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن هويته: "عندما سقط النظام السوري، استولى داعش على الكثير من الأسلحة، وسيعيدون تنظيم أنفسهم لمهاجمة السجون".
وقد تحدثت وكالة رويترز في السجن شديد التحصين يوم السبت، إلى ثلاثة محتجزين وهم بريطاني وروسي وألماني من أصل تونسي.
وتُعَدُّ قوات سوريا الديمقراطية رأس الحربة في الجهود الأمريكية لمكافحة داعش في سوريا منذ عقد، حيث نجحت في طرد التنظيم من عاصمته السورية الرقة عام 2017، قبل أن تستولي على آخر معاقله في الباغوز عام 2019.
وأصبحت إدارة السجون محل جدل بعد ان استولت على السلطة في سوريا هيئةُ تحرير الشام (HTS) النصرة سابقا والتي التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة. حيث نجحت في الإطاحة بنظام الأسد وإنشاء حكومة جديدة تهدف إلى استعادة السلطة المركزية.
وتتباين مواقف القوى الخارجية حول الجهة التي يجب أن تدير السجون. فتركيا، التي تعتبر الفصائل الكردية السورية تهديداً لأمنها القومي، تقول إنه يجب تسليم السجون إلى الإدارة الجديدة، وقد عرضت تقديم المساعدة لها. في المقابل، أبدت إدارة بايدن دعمها لاستمرار قوات سوريا الديمقراطية في حراسة السجون، حيث قال وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن في 8 يناير/كانون الثاني إن جزءاً أساسياً من منع عودة داعش يتمثل في تمكين قوات سوريا الديمقراطية من مواصلة مهمتها في تأمين المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وأكد الضابط الكردي أن السلطات الكردية لن تسلم السجون للإدارة الجديدة، قائلاً: "تقاسم إدارة السجن مع الحكومة الجديدة لن يكون مقبولاً. حماية هذا السجن هي مسؤولية التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية فقط".
وأشارت قوات قسد إلى أن مقاتلي التنظيم يسعون لاستغلال التراخي الأمني في أجزاء واسعة من سوريا، حيث لاحظ الضابط الكردي صوراً لمقاتلين يحملون رايات داعش بين المقاتلين الذين استولوا على دمشق.
وتاريخياً، كانت هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقاً بجبهة النصرة، على خلاف مع داعش وترفض الجهاد العابر للحدود الذي يدعو إليه أنصار التنظيم. وأفادت الحكومة الجديدة بأنها أحبطت هجوماً لداعش على مقام السيدة زينب الشيعي في ضواحي دمشق في 11 يناير/كانون الثاني.
كما توجد خلافات بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الجديدة حول كيفية دمج القوات الكردية في الأجهزة الأمنية السورية الجديدة، حيث تؤكد قسد أنها لا تنوي حل نفسها، على عكس رغبة وزارة الدفاع الجديدة.
من جهتها، لم ترد وزارة الداخلية في دمشق على طلب للتعليق.
هل ندم عناصرداعش فعلا؟تحرس قوات سوريا الديمقراطية حوالي 10 آلاف عنصر من داعش، بالإضافة إلى إشرافها على مخيم الهول، حيث يتم احتجاز عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم العديد من أفراد عائلات عناصر التنظيم المشتبه بهم.
وفي السجن الذي تعرض لهجوم من داعش عام 2022، قال أحد المحتجزين إنه سافر إلى سوريا من بريطانيا عام 2014 للانضمام إلى التنظيم، معتقداً أن "شرع الله سيُطبق في هذه الأرض". وأضاف: "نحن الآن في السجن منذ ست سنوات ولا نعرف شيئاً عن أوضاعنا أو عن زوجاتنا وأطفالنا وأمهاتنا".
ويمكن رؤية المحتجزين وهم يجلسون على فرش في زنازين مشتركة تضم عشرات الرجال. كما أعرب محتجز آخر، وهو ألماني من أصل تونسي، عن ندمه بعد قضائه ثماني سنوات في السجن دون معلومات عن أسرته، قائلاً: "الجميع نادم، الجميع يعرف أنه ارتكب خطأً كبيراً ويريد العودة إلى أهله".
كما أعرب المحتجز الروسي عن ندمه، متمنياً أن يغفر له الرئيس فلاديمير بوتين.
من جانبه، قال الضابط الكردي إن المحتجزين يعبرون عادة عن ندمهم للصحفيين الزائرين، لكن هذه التعليقات تكون مضللة، مؤكداً أن السجن يضم عناصر قاتلت في معارك الباغوز ولم تستسلم إلا عند آخر نفس.
ودعت الإدارة الكردية منذ فترة طويلة الدول الأجنبية إلى إعادة مواطنيها، وأعلنت في 2023 عن خطط لمحاكمتهم محلياً. إلا أن منظمات حقوقية تشير إلى أن بعض الدول ترفض استعادة مواطنيها بسبب مخاوف أمنية.
Relatedأكراد سوريا يسلمون طاجيكستان 146 فرداً من عائلات مسلحي داعشأكراد سوريا.. توجّس من تركيا وخوف من المستقبل بعد استيلاء المعارضة الإسلامية المسلحة على السلطةشاهد: أكراد سوريا يحتجون على الضربات الجوية التركيةوأكد الضابط أن المحتجزين ما زالوا يتصرفون كمقاتلين، حيث يعينون "أمراء" ويخططون لمحاولات هروب ويتلقون دروساً دينية، قائلاً: "لم نلاحظ أبداً أنهم تخلوا عن أفكارهم".
المصادر الإضافية • رويترز
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فرنسا تصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المخلوع بشار الأسد بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي قسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآت داعشقسد - قوات سوريا الديمقراطيةالأكرادسجونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب جو بايدن قطاع غزة حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن قطاع غزة حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داعش قسد قوات سوريا الديمقراطية الأكراد سجون دونالد ترامب جو بايدن قطاع غزة حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سياحة الضفة الغربية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة استقالة ضحايا قوات سوریا الدیمقراطیة ینایر کانون الثانی یعرض الآنNext فی السجن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا
يتجه الاتحاد الأوروبي إلى إزالة بعض العقوبات المفروضة على سوريا، بما يشمل قطاعات البنوك والطاقة والنقل، إلا أن هذا الإجراء قد يكون مؤقتا أو قابل للتراجع.
وأفاد مسؤول أوروبي فضل عدم كشف اسمه، بأن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيتخذون قرارا رسميا بشأن رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا خلال اجتماعهم الاثنين المقبل في بروكسل، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وقال المسؤول إن قرار رفع العقوبات سيكون "قابلا للرجوع عنه وبالتالي سيعتبر تعليقا، وأن الخطوات الديمقراطية التي ستتخذها حكومة دمشق ستكون حاسمة في هذه العملية"، مضيفا أن القرار سيشمل في البداية قطاعات البنوك والطاقة والنقل.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي توصلهم لاتفاق بشأن "خريطة طريق" لتخفيف العقوبات على سوريا.
وصرحت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، حينها بأن الاتحاد يهدف إلى التحرك بسرعة، "وفي حال اتخذت دمشق خطوات خاطئة، فيمكننا التراجع عن رفع العقوبات".
وفي 8 كانون الثاني/ ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير الماضي أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.
والأربعاء، دعت سوريا إلى رفع العقوبات عن التحويلات المالية لنظامها البنكي، مؤكدة أن هذه التحويلات تعد العامل الأساسي في دعم الاقتصاد وجذب الاستثمارات، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول عن الوكالة السورية الرسمية (سانا).
وجاءت هذه الدعوة خلال لقاء وزير الاقتصاد السوري باسل عبد الحنان مع القائمة بأعمال السفارة الألمانية في دمشق مارغريت جاكوب، إذ ناقش الجانبان سبل إعادة العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي وتنشيط التبادل التجاري.