اقتربت الخسائر بينهما وبقيت غزة لأصحابها.. فمن المنهزم؟)
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
بعد ١٥ شهرًا من الغطرسة الإسرائيلية والصمود الفلسطينى أمام الآلة العسكرية تمت الهدنة بوساطة مصرية بعد ولادة متعسرة لاتفاق لوقف إطلاق النار بين رجال غزة وجبناء آل صهيون، وانطفأت النار بعد أن تخضبت الأرض الفلسطينية بدماء طاهرة أبت إلا أن تدافع عن أرضها، ولا تفرط فى شبر واحد منها- وهكذا حال الأوطان وأهلها- غير آبهة بأبناء صهيون «إسرائيل وأمريكا أقوى دولة فى العالم».
كما أن جميع الطائرات المقاتلة التابعة للقوة أصابتها الشيخوخة، وهذا ما سيجبر إسرائيل على المضى قدما فى شراء أسراب جديدة مع التركيز على طائرات إف-15 وإف-35»، وهذا سيضر بالاقتصاد ويزيد من تكلفة المعيشة على الفرد، وهؤلاء المستوطنين.
وهذه خسارة أيضًا ولكن فى الاقتصاد القومى لها وهو ليس بمنأى عن الحرب ولكن هو أول من تصابه لعنة الحروب، فقد تكبد الاقتصاد الإسرائيلى خسائر فادحة، حيث أظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية «هذا إن صدقوا» أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر الماضى حتى نهاية مارس 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل «73 مليار دولار».
وخلال الأسبوع الجارى فى ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية «هذا إن صدقت» عن وصول العجز المالى إلى 6.9% من الناتج المحلى الإجمالى عام 2024، أى حوالى 136 مليار شيكل «36.1 مليار دولار».. ولكن صحيفة كالكاليست أكدت أن الحقيقة تبدو أكثر قتامة، إذ تُظهر التحليلات أن العجز الحقيقى يصل إلى 7.2% من الناتج المحلى الإجمالي، أى حوالى 142 مليار شيكل «37.7 مليار دولار».
كما تراجعت الاستثمارات فى الفترة من أكتوبر 2023 إلى سبتمبر 2024، إلى جانب انخفاض حاد بنسبة 30% فى عدد الاستثمارات الأجنبية والإسرائيلية.
كما كانت لغزة خسائر فى العقارات بالمليارات ، ففى قطاع البناء الإسرائيلى بلغت الخسائر الأسبوعية 644 مليون دولار وأن 50% من مواقع البناء أغلقت بسبب النقص فى الأيدى العاملة، جراء استدعائهم للتجنيد وتعطل البناء.
أما فى قطاع السياحة فقد أغلقت 60 ألف شركة سياحة فى 2024، بسبب تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة، حسب ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، «هذا إن صدقت» بجانب انخفاض السياحة لـربع مليون بعد أن كانت ٣ ملايين سائح سنويًا.
أما الخسائر والهزيمة الديمغرافية فقد بلغ عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل منذ بدء الحرب الأخيرة ٨٠٠ ألف غير الهجرة الداخلية عن غلاف غزة، حسب سلطة الإسكان والهجرة فى وزارة الداخلية الإسرائيلية «هذا إن صدقت»، وقد نشر معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى «هذا إن صدق» حصاد الحرب حتى 7 أكتوبر 2024، بأن عدد قتلى الجيش الإسرائيلى خلال سنة من الحرب بلغ 1697 جنديًا وضابطًا، وأصيب نحو 5 آلاف، بينهم 695 جراحهم خطيرة، و٢٨٠ أسير لدى حماس، وبلغ عدد المصابين المدنيين الإسرائيليين 19 ألفًا، علمًا أيضًا بأن تعداد إسرائيل ٩ ملايين نسمة فقط فى ٢٠٢٥.. علمًا بأنها في حربها مع دولة نظامية كمصر فى ١٩٧٣ فقدت ٢٨٢٣ جنديًا وجرح ٨٨٠٠، و٥٠٠ أسير ومفقود وكان تعدادهم يومها ٣ ملايين والنصف.
كما أن كل هذه الخسائر مجموعة أدت إلى زيادة معدلات الفقر، حتى أن ربع الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر، فى حين تضرر 65% من الإسرائيليين ماليًا، وهو تغير في التركيبة الديموغرافية.
أما عملية طوفان الأقصى فأثبتت إمكانية خرق جدار الأمن والردع الذى كان الاحتلال يضفى عليه هالة أسطورية، خصوصًا من جانب تكنولوجيا التنصت، ما جعل المواطن لا يشعر بالأمان فى دولتهوهي الهزيمة الأمنية.
إن مناظر خروج أطفال ونساء غزة من تحت الأنقاض والركام التى بسببها رفعت أعلام دول ضد عدم إنسانية الإسرائيليين لن تمّحِى من أذهان شباب الغرب، وإصابات هؤلاء الأطفال وانتشارهم فى جميع المستشفيات، عرى شعاراتهم الجوفاء وإنسانيتهم الزيفاء، بهذا انهزمت ديمقراطيتهم وإنسانيتهم أمام العالم كله، وتبعتها هزيمة سياسية بعد توتر علاقتها بكثير من الدول العربية والغربية.
وأخيرًا وليس آخرًا، فقد سقطت القوة الاستخبارية والأمنية لهؤلاء المتغطرسة بطوفان الأقصى، كما سقطت قوتهم أمام فصيل كان هدف حرب بالقضاء عليه وعزله عن سلاحه وقطاعه، كما سقطوا فى عودة أسراهم فى بقعة لا تتجاوز مئات الكيلومترات.. وسقطوا وهو الأهم فى الاستيلاء على الأرض وتهجير من عليها.. وأولًا وأخيرًا سقطوا أمام شعوبهم.. وما دامت الخسائر لدى الطرفين أرواحًا وأموالًا، وبقت الأرض لأهلها، إذن فمن المنهزم؟
اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسرائيلية صهيون
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذرون: إدارة ترامب اقتربت من الخط الأحمر
الولايات المتحدة – أكد خبراء إن إدارة ترامب تبنت تحركات اقتربت من الخط الأحمر بتهجمها علنا على أوامر المحاكم، التي حالت دون تنفيذ محاولاته تجميد تدفقات التمويل الفيدرالية ووقف المساعدات الخارجية.
وتؤكد الإدارة أنها لا تزال تمتلك السلطة القانونية لتحقيق جزء من أهدافها، مما دفع القضاة والمدعين إلى اتهامها بعدم الامتثال.
وأشار خبراء قانونيون إلى أن هذه التحركات تمثل اقتراباً خطيراً من تحدٍ علني لأوامر المحكمة، مع استمرار ترامب ومساعديه في تعزيز صلاحيات الرئاسة الواسعة.
المثال الأكثر دراماتيكية ظهر امس الخميس عندما أمر القاضي أمير هـ. علي إدارة ترامب بالامتثال لأمر تقييدي مؤقت يقضي برفع تعليق المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، دون اعتبار المسؤولين في حالة ازدراء لحكمه كما طلب المدعون. وأوضح القاضي أن الأمر لا يسمح بإيجاد تبريرات قانونية جديدة لتنفيذ الإجراءات المحظورة.
من جانبهم، قال محامو الحكومة يوم الثلاثاء إن الوكالات يمكنها الاستمرار في حجب معظم التمويل بناءً على قوانين ولوائح قائمة، مستبعدين تأثير التوجيه التنفيذي لترامب. وأكدوا أن أمر القاضي “صامت” بشأن السلطات الأخرى، مشيرين إلى استمرار تعليق المساعدات حتى توضيح الحكم.
بدوره، وصف أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، ديفيد سوبر، موقف الإدارة بأنه “على بعد خطوة واحدة من التحدي الصريح” لقرار قضائي، لافتاً إلى أن الإدارة الجديدة تعتمد على إيجاد مصادر قانونية بديلة لتجاوز الأوامر القضائية
المصدر: واشنطن بوست