لجريدة عمان:
2025-02-22@08:21:54 GMT

انتصار غزة.. الفضل ما شهدت به الأعداء

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

«وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها .. والفضل ما شهدت به الأعداء» بيت شعر عربي شهير ينسب وفقًا لمصادر متعددة للشاعر العباسي السرِيّ الرّفّاء المَوصِلي وتنسبه مصادر أخرى إلى الشاعر اللبناني إبراهيم الأحدب في مدح مفجر الثورة الجزائرية على المحتل الفرنسي عبدالقادر الجزائري حيث يقول: «وعِداك قد شهدوا بفضلك في العلا.

. والفضل ما شهدت به الأعداء». ورغم تعدد نسب عجز البيت، فإن شهرته تعود إلى الحكمة التي يحملها وهي أنه إذا اعترف العدو لشخص بفضائل، فإن ذلك دليل على صحة هذا الاعتراف لأن العدو دائمًا لا يذكر لعدوه سوى العيوب والسلبيات، وهو الأمر نفسه عندما يعترف على نفسه، ويقر نقائصه وعيوبه.

فور الإعلان عن توقيع اتفاق الهدنة بين المحتل الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس، لم أهتم كثيرًا بما كانت تنقله وسائل الإعلام العربية على اختلاف توجهاتها، وذهبت مباشرة إلى المواقع الإلكترونية للصحف الإسرائيلية، لمعرفة ردود أفعالها على الصفقة. وتوقفت طويلًا أمام مقالاتها الافتتاحية التي تعبر فيها عن رأيها في الاتفاق والحرب بشكل عام.

المحطة الأولي كانت مع الصحيفة اليسارية الشهيرة «هآرتس» وتعني «الأرض»، والتي تعد أقدم الصحف الإسرائيلية، إذ يعود تاريخ إصدارها إلى عام 1918، صحيفة عبرية برعاية الحكومة العسكرية البريطانية في فلسطين، ثم آلت ملكيتها في العام التالي إلى بعض اليهود ذوي التوجه الاشتراكي. وبسبب مواقفها المعارضة لحكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة والحرب على غزة والانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها الجيش في هذه الحرب، حرمتها الحكومة في نوفمبر العام الماضي من الإعلانات الحكومية، وأمرت المسؤولين الحكوميين بمقاطعتها.

الصحيفة العبرية التي يصدر منها نسخة كاملة باللغة الإنجليزية، ونسخة مختصرة باللغة العربية، كانت أكثر إنصافا وأكثر جرأة في تغطيتها لأحداث الحرب الطويلة في غزة وصفقة إنهاء الحرب، من بعض الصحف ووسائل الإعلام العربية التي تحول بعضها خلال الحرب وبعد الاتفاق إلى أبواق للدعاية الصهيونية الفجة. صحيح أنها ما زالت تنظر إلى حركة حماس باعتبارها منظمة إرهابية وإلى المقاومين في غزة باعتبارهم مسلحين إرهابيين، ولكن مع ذلك كان ما تنشره على مدار أيام الحرب يدعو إلى وقف الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والطبية.

أكتفي هنا للدلالة على ما تفوقت فيه صحيفة الأعداء على صحف وتلفزيونات من يصفون أنفسهم بالأهل والأصدقاء، بالإشارة إلى عدد من المقالات الافتتاحية التي نشرتها «هآرتس» قبل وبعد توقيع الاتفاق. عندما بدأ الحديث عن احتمال عقد صفقة مع «حماس» لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسري الإسرائيليين رحبت الصحيفة بذلك في افتتاحية التاسع من يناير، وقالت: إن هذا الاحتمال «يخلق حالة من التفاؤل في أوساط الإسرائيليين»، واتهمت نتنياهو وحكومته بالفشل في إدارة ملف الأسرى بسبب حالة الخلط التي يقوم بها بين مصالحه السياسية الداخلية الضيقة وبين مصالح الدولة»، وأكدت أن نتنياهو «لديه مصلحة في استمرار الحرب بناءً على اعتبارات لا تتعلق بالوضع الأمني، بل بوضعه السياسي». وطالبت الصحيفة بتكثيف الدعوة لوقف الحرب، خاصة بعد أن امتدت لسنة وثلاثة أشهر، «قتلت فيها إسرائيل ليس فقط جميع قادة حماس، بل أيضًا دمرت مناطق كاملة في قطاع غزة، وتسببت في قتل غير مسبوق للأطفال والنساء وكبار السن، وتدمير شامل سيصعب على أجيال من الفلسطينيين التعايش معه».

ومع تزايد الآمال بعقد الاتفاق قالت «هآرتس» في افتتاحية نشرتها في الرابع عشر من يناير إنه «لا يجب السماح لليمين المتطرف بإفشال الفرصة الوحيدة لوقف الحرب وإنقاذ الأسرى»، وأكدت أن «المعارضين للصفقة من وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست لا يتحركون بدافع الالتزام بتحرير الأسرى، بل بدافع رغبتهم في مواصلة الحرب، بهدف تحقيق خطط تتعلق بالاحتلال والاستيطان في قطاع غزة، وأن هؤلاء «على استعداد للتخلي عن الأسرى من أجل تعزيز ما أسموه «إنجازات استراتيجية»، لذلك يجب رفض قلقهم الزائف على جميع الأسرى رفضًا قاطعًا».

وهاجم مقال ثالث للصحيفة وزير الأمن القومي المتطرف، بن غفير، وقالت: «إن معارضته للصفقة ليس من قبيل اهتمامه بحياة الأسرى، ولكن باستعداده لتقديم ضحايا من أجل إقامة الهيكل الثالث في قلب إمبراطورية الفصل العنصري التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت أن موقفه في تعطيل الصفقة لمدة عام كامل يكشف «عن الانحلال الذي استشرى في قيادة الدولة، وأن إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويل لإعادة بناء إسرائيل بعيدًا عن أفعال نتنياهو وعصابته».

وفي تحليلها للاهتمام الإسرائيلي بما حدث في غزة في اليوم التالي للحرب وظهور كتائب القسام في الشوارع أكدت «هآرتس» كذب المزاعم الإسرائيلية بأن كل أهل غزة كانوا ضالعين في الحرب، مشيرة إلى أن أفراد المقاومة لا تتجاوز نسبتهم اثنين بالمائة من سكان القطاع، وأن «حوالي مليونيّ إنسان هم لاجئون كل ما يريدونه هو أن يعيشوا حياتهم بأفضل ما في وسعهم». وقد وصفت هذه المزاعم بأنها «إحدى أكثر الخدع فائدة للحكومة الإسرائيلية من بين العديد من الأكاذيب، والمغالطات التي تحيط بهذه الحرب الدنيئة. وقالت: إن «خلف هذه الخدعة التي تقول إن أهل غزة جميعهم حماس وجميعهم قتلة وجميعهم نازيون معادون للسامية، يجري إخفاء كل شيء وتبرير كل شيء، من القتل العشوائي لنحو 50 ألف إنسان، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، والسحق التام للجهاز الطبي، والدمار الشامل لجميع المؤسسات الدينية، والثقافية، والتعليمية، والاجتماعية، والتدمير المنهجي والتسوية بالأرض لكل البنى التحتية اللازمة للحد الأدنى من الحياة. وأضافت الصحيفة متهكمة: «كل ذلك، في ظاهر الأمر، من أجل تطهير قطاع غزة من غير اليهود وتهيئته ليكون صالحًا لسكن اليهود الأطهار فقط. ويفضَّل أن يكونوا من المتدينين الملائمين».

المجتمع الإسرائيلي الذي يتهم الفلسطينيين بالإرهاب، هو مجتمع إرهابي. لم تقل هآرتس ذلك صراحة، ولكن اقرأوا هذه العبارة المأخوذة من المقال الذي يدحض مقولة: «إن كل أهل غزة ضالعون في الحرب»، والتي تقول عن إسرائيل: «سيكون من الصعب جدًا العثور في العالم كله على دولة أخرى كلها، كل ما ومَن فيها، من مواطنيها، وجنودها، ورجال شرطتها، ومستوطنيها، وصناعاتها، وإعلامها، وثقافتها ومجمل وجودها وكينونتها، مُجنَّدون ومُسخّرون لقواتها المسلحة إلى هذا الحد. «ضالعون» ناشطون إلى هذا الحدّ في القتال، في الاحتلال، في النهب وفي الشرّ. بالفكر وبالعمل، بالقول وبالفعل، بالأجر وبالتطوع، بالتجنيد الرسمي وبالتطوع الفردي، من أجل السماء ومن أجل الجشع. كل الإسرائيليين ضالعون، منذ الحمل ومنذ الولادة. من الختان وحتى الذبول. مُرَبَّون، مُدرَّبون، مُرَوَّضون، مُذعِنون، مثل الدلافين في حوض الدلافين، مثل الخيول في السيرك، مثل الجنود في الموكب العسكري. مثل الدمى تحركها الخيوط».

هل تصدق أن هذه المقالات نشرت في صحيفة كبيرة تصدر في كيان محتل يخوض حربًا منذ أكثر من عام وعلى جبهات متعددة؟ هكذا شهدت «هآرتس على إسرائيل.. الكيان، والحكومة، والمجتمع، والشعب. لذلك يمكننا أن نعدل عَجُز بيت الشعر العربي الذي أوردناه في مقدمة المقال ليكون «والحق ما شهد به الأعداء على أنفسهم».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها

كتب- حسن مرسي:

أكد اللواء الدكتور خالد ربيع، الخبير والمحليل الاستراتيجي، أن دخول مصر في حرب مع إسرائيل ليس أمرًا سهلًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتمد في سياستها على الحروب والاستيطان والاستيلاء على الأراضي بالقوة.

وأوضح ربيع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد" أن إسرائيل تحصل على أسلحة أمريكية بقيمة 7 مليارات دولار، ولكنها ليست في وضع يسمح لها بدخول حرب جديدة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها في حرب غزة الأخيرة.

وأشار ربيع إلى أن إسرائيل خسرت خسائر كبيرة في مواجهة عناصر المقاومة من حركة حماس، خاصة في ما يتعلق بالدبابات "ميركافا"، بينما خسرت حماس حوالي 60% من قوتها البشرية.

وأضاف أن حركات المقاومة الإسلامية لديها خبرة كبيرة في التخفي والاختباء في الأنفاق، مؤكدًا أن إسرائيل وواشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لكانت أنهت هذا الملف منذ فترة طويلة.

وتطرق الخبير الاستراتيجي إلى أنفاق غزة التي تتعدى مساحتها 450 مترًا مربعًا، ووصفها بأنها تشبه جحور الأرانب بدون مداخل أو مخارج محددة.

وأشار إلى أن المقاومة لم تستخدم الشبكات اللاسلكية حتى لا يتم كشف أمرها، مشيرًا إلى أن اغتيال حسن نصر الله تم باستخدام قنابل من نوع "إم كيه 84" التي أرسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل، والتي يصل مداها إلى 350 مترًا وتُعرف باسم "أم القنابل".

واختتم ربيع حديثه بالإشارة إلى أن حماس تعتمد على خطط "الذئاب المنفردة"، والتي تتمحور حول تنفيذ عمليات عسكرية بعدد قليل من الجنود لإحداث خسائر أكبر في صفوف العدو.

اقرأ أيضًا:

7000 جنيه شهريًا.. ضوابط تطبيق الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص -خاص

رئيس الوزراء: مشروعات تطوير الأهرامات ستجعلها أكثر جذبًا للسائحين

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

اللواء الدكتور خالد ربيع مصر إسرائيل واشنطن الإعلامي حمدي رزق حماس ترامب أنفاق غزة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة نشرة التوك شو| ترامب يهين زيلينسكي.. ومفاجأة بشأن الملابس المستعملة المستوردة أخبار أحمد موسى: ترامب أهان زيلينسكي وطالب أوكرانيا بـ 350 مليار دولار أخبار إعمار غزة وتوفير السلع والطاقة.. أبرز تصريحات مدبولي في المؤتمر الأسبوعي أخبار عبدالمنعم سعيد: من مصلحة المنطقة أن تنزوي حماس عن المشهد في الوقت الراهن أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك برودة شديدة واضطراب الملاحة.. تنويه عاجل من الأرصاد بشأن حالة طقس الجمعة بالفيديو.. انفجار هائل يضرب موقف حافلات في تل أبيب بعد 6 أشهر من نشر تحقيق مصراوي "الفخ الروسي".. مصريون في الأسر الأوكراني يستغيثون المركزي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير للمرة السابعة للإعلان كامل للإعلان كامل 19

القاهرة - مصر

19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل
  • عربية وعبرية وإسرائيلية.. رسالة فلسطينية إلى إسرائيل بـ«ثلاث لغات» (صور)
  • هآرتس: توابيت الأسرى الإسرائيليين مرتبطة بفشل 7 أكتوبر
  • حماس محذرة نتنياهو: أي محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر
  • هذا ما كتبته حماس على نعوش الأسرى الإسرائيليين: «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي»
  • عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت «لافتة تزين مكان تسليم جثامين الاحتلال»
  • محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى