جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@11:40:46 GMT

النمو السكاني بدول الخليج

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

النمو السكاني بدول الخليج

 

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تشهد دول مجلس التعاون الخليجي العديد من التطورات في عدد من القطاعات، خاصة فيما يتعلق بعدد السكان الذي ينمو بصورة كبيرة، ويترك العديد من التناقضات على المجتمع الخليجي.

وفقًا لأرقام المركز الإحصائي لدول المجلس لشهر يوليو لعام 2022، فإن إجمالي عدد السكان بدول مجلس التعاون الخليجي، بلغ خلال ذلك العام 57.

3 مليون نسمة، مشكلين ما نسبته 0.7% من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 7.8 مليار نسمة؛ حيث كانت الزيادة في عدد السكان بدول المجلس 1.3 مليون نسمة خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويرافق النمو السكاني الحالي فجوة في التركيبة السكانية لصالح الوافدين نتيجة لارتفاع أعدادهم سنويًا، بعدما كانت نسبة المواطنين هي التي تحتل النسبة العالية لتصل اليوم في بعض دول المجلس إلى أقل من 10% مُقابل 90% للوافدين. وتشير بعض الدارسات في هذا الصدد إلى أن نسبة المواطنين قد شكلّت في العقود السابقة ما بين 60% إلى أكثر من 90% في الدول الخليجية، ولكنها تراجعت إلى النسب الحالية لصالح الوافدين الذين أتوا للعمل هنا منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي من مختلف دول العالم وخاصة من القارة الآسيوية.

وفيما يتعلق بسكن وإقامة السكان في دول المجلس عمومًا، فإنِّه من المتوقع أن يقطُن 90% منهم في المدن بحلول عام 2050، فيما تسعى جميع دول المجلس لبناء المزيد من الوحدات السكنية لاستيعابهم بحلول العقود الأربعة المقبلة، خاصة وأن اليوم هناك آلاف بل ملايين من الشباب الخليجي من المواطنين في طريقهم للعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية التي تتبناها الحكومات الخليجية، والعمل على خفض أعداد العمالة الوافدة لتعديل النسب الحالية في مجموع ونسب عدد السكان. وتشير بيانات شركة "آرثر دي ليتل" العاملة في الاستشارات الإدارية إلى أن هناك رؤية ومنهج جديد للتنمية الحضرية في دول الخليج، والذي من شأنه أن يعيد تعريف مسارات التنمية الاقتصادية في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في التخطيط التقليدي للبنية التحتية، وتقديم منظور جديد لتصبح التنمية حافزًا للنمو المستدام الذي تقوده المجتمعات المحلية.

ومن هذا المنطلق تعمل دول المجلس على توفير فرص اقتصادية من خلال ضخ مليارات الدولارات للتركيز على التنمية المجتمعية المتكاملة، وتقديم نموذج جديد للتنمية الاقتصادية التي تعتمد على مشاركة المجتمعات المحلية والشباب ومراعاة التوجهات الثقافية لأبناء دول المجلس عكس النهج التقليدي السابق، بحيث يرتكز النموذج الجديد الشامل لدمج الاستدامة والمرونة في التحول الحضري وفق رؤية الشركة.

هذا التطور بلا شك سيعمل على إيجاد تحولات جذرية لا تتعلق ببناء المدن فحسب؛ بل بإيجاد منظومة اقتصادية حيوية تنمو من صميم المجتمعات المحلية. ومن المتوقع أن تتم إعادة التفكير في النمو الحضري مع زيادة عدد سكان المدن في الشرق الأوسط بنسبة 30%؛ الأمر الذي سيزيد من الطلب على الإسكان والبنية التحتية والتنمية الشاملة، مع إمكانية بناء مدن حضرية أكثر حيوية وقابلية للاستمرار اقتصاديًا وفق الخطط التي تعمل على تنفيذها الحكومات الخليجية.

وفي الوقت نفسه تعمل المؤسسات الراعية لهذه المشاريع على دمج وتطوير القوى العاملة المحلية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاركة المجتمعية المحلية في إطار ذلك، بحيث تصبح كل وحدة سكنية أكثر من مجرد مكان للإقامة؛ بل تصبح حافزًا للفرص والتعليم والمساهمة الاقتصادية طويلة المدى.

ووفق تقرير الشركة، فإن انعكاسات هذه الاستراتيجيات المجتمعية على تعزيز التأثير الاجتماعي لا تقتصر على ذلك؛ بل إنها سوف تساهم أيضًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% للمنطقة؛ مما يعزز من مرونتها الاقتصادية في مواجهة التحديات العالمية، ويعطيها القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية الماثلة أمام السكان في المنطقة ومنها التحديات التي تفرزها الامكانات البشرية المواطنة المتواجدة في دول المجلس حاليًا.

هذه القضايا تمثّل اليوم فرصًا مثالية للاستفادة من القوى الخليجية العاملة الشابة في المنطقة ودفع عجلة النمو الاقتصادي على المدى الطويل، مع العمل على دمج مسارات إشراك الشباب ومراعاة التوجهات الثقافية والاحتفاظ بقيم وعادات أهل دول المنطقة من التأثيرات الخارجية السلبية.

 

 

 

 

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جمعة الكيت في مجلس «مركز الاتحاد للأخبار» الرمضاني: «الشراكات الاقتصادية» جسور تجارية من الإمارات للعالم

رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد جمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد، أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي بدأت الدولة إبرامها منذ العام 2021، أصبحت جسوراً تجارية وتعاوناً استراتيجياً تنطلق من الإمارات للعالم أجمع.
وأضاف الكيت، خلال المجلس الرمضاني لمركز الاتحاد للأخبار الذي جاء بعنوان «اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة.. مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي والتنمية»، بحضور الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ «مركز الاتحاد للأخبار»، أن دولة الإمارات حريصة على التوسع في توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لتشمل مختلف المناطق الجغرافية حول العالم.
وقال الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد: «إن الإمارات نجحت في التوقيع على 20 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة حتى الآن، فيما يتم حالياً إنجاز التفاوض بشأن 7 اتفاقيات جديدة لتدخل مرحلة المراجعة القانونية، تمهيداً للإعلان عنها قريباً»، مؤكداً أن الدولة تستهدف خلال المرحلة المقبلة توقيع شراكات اقتصادية شاملة في أسواق في القارة الأفريقية وأميركا اللاتينية ودول شرق أوروبا.
ووصل عدد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات إلى 20 اتفاقية شراكة، دخلت منها 6 اتفاقيات حيز التنفيذ، أما الاتفاقيات الأخرى فهي حالياً قيد الإجراءات، تمهيداً لدخولها حيز التنفيذ، مع كل من كوستاريكا، وكولومبيا، وكوريا الجنوبية، وموريشيوس، وتشيلي، وصربيا، والأردن، وفيتنام، وأستراليا، ونيوزيلندا، وماليزيا، وكينيا، وأوكرانيا، وأفريقيا الوسطى.
وقال الكيت خلال الجلسة الرمضانية التي أدارها حسين الحمادي، مدير التحرير لمركز الاتحاد للأخبار، إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تغطي ربع سكان العالم، ما يعني أن المنتجات الإماراتية ومزودي الخدمات الموجودين في الإمارات، يستفيدون من هذه الاتفاقيات من خلال عوامل عدة، منها إزالة الرسوم الجمركية أو تخفيضها، وإزالة القيود غير الجمركية والسياسات الحمائية.

رؤية القيادة 
وقال: «رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز تلك الشراكات تأتي في الوقت المناسب، في ظل وجود مرحلة عدم اليقين على مستوى العالم من فرض الرسوم والإجراءات الانتقامية، ما أعطى ميزة لدولة الإمارات لتأمين الخطوط التجارية بينها ودول كثيرة حول العالم».
وأوضح الكيت أن جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية العاملة بالأسواق الإماراتية تستفيد من اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة، وفي مقدمتها خدمات الضيافة والبنوك والبناء والتشييد والصناعة والقطاعات المهنية والاتصالات والخدمات اللوجستية وقطاع النقل والنقل الجوي والبحري، وغيرها من القطاعات.
وأكد أن الشركات الإماراتية تستطيع من خلال هذه الاتفاقيات أن تزود سلعها وخدماتها لتلك الأسواق التي تم توقيع شراكة اقتصادية شاملة معها بقيود أقل بكثير، مقارنة بالأسواق التي لا يوجد معها اتفاقيات.
وشدد الكيت على أن الإمارات تمتلك قوة لوجستية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي من خلال موانئها العالمية التي ترسم خطوطاً تجارية جديدة، وتؤمنها من خلال الخدمات التكنولوجية والحلول الجمركية التي تقدمها، ما جعل تلك الخطوط التجارية من أكثر الخطوط استقراراً وأماناً.
وأعطى الكيت مثالاً باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم تنفيذها مع الهند التي تحقق نتائج إيجابية لغاية حتى الآن، مؤكداً أن دولة الإمارات تستهدف الوصول بحجم المبادلات التجارية مع الهند إلى 100 مليار درهم خلال العامين المقبلين.
وأضاف: «حققت تلك الاتفاقية منذ دخولها حيز التنفيذ قبل 3 سنوات نتائج إيجابية، منها نمو الصادرات والواردات، واستفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالإمارات من تقديم خدماتها في السوق الهندي».

أخبار ذات صلة أنور قرقاش: نجاح زيارة طحنون بن زايد للولايات المتحدة يعكس مصداقية الإمارات «الصحة»: الإمارات في صدارة الدول  ذات المعدلات المنخفضة بمرض السل

القطاع الخاص 
وقال الكيت: «إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تفتح آفاق تعاون متعددة لم تكن موجودة من قبل أو غير مستغلة»، لافتاً إلى أن القطاع الخاص الوطني يلعب دوراً كبيراً في نجاح تلك الاتفاقيات.
وأشار إلى أهمية الشراكات الاقتصادية الشاملة في تحقيق مستهدفات واستراتيجيات مختلف القطاعات في الدولة، منها على سبيل المثال استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في توسيع القاعدة الصناعية، وزيادة القدرة الإنتاجية لضمان الوصول لأسواق جديدة.
وبين الكيت أن العالم يعاني اليوم إجراءات انتقامية وفرض رسوم جمركية عالية، ما يفرض قيوداً على الدول، بينما من الصعوبة الآن فرض أي قيود على دولة الإمارات، مؤكداً أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، توفر بدائل للإمارات في حال توقفت عدد من الدول عن تصدير عدد من السلع، لا سيما السلع الغذائية، ما يدعم أيضاً الأمن الغذائي وتنويع سلاسل الاستيراد بالنسبة للسلع الأساسية.
تغيرات اقتصادية 
وحول التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، أشار جمعة الكيت إلى عدد من العوامل التي أثرت على الاقتصاد العالمي في السنوات الماضية، ومنها العامل الجيوسياسي الذي أعاد تشكيل سلاسل الإمداد على مستوى العالم، إضافة إلى عامل التطور التكنولوجي الذي أثر على عملية النمو في الاقتصاد.
وأضاف أن العامل الثالث يتمثل في تغيير السياسات التجارية للدول، وذلك من خلال تغيير الإجراءات الحمائية المتخذة، ليس فقط للوصول إلى المصالح التجارية بين الدول فحسب، بل لتكوين المصادر التجارية للدول ومواجهة التحديات العالمية، فيما يتمثل العامل الرابع في التغير المناخي وموضوع الاستدامة الذي نراه يُناقش في مختلف النقاشات والأحداث المتعلقة بالتجارة والاستثمار.
وأكد أن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وجهّت بوضع حزمة من التشريعات والسياسات التي تواكب هذا التغير السريع في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي حققت تعافياً كاملاً من جائحة كورونا، نتيجة الانفتاح على الخريطة التجارية العالمية.
وأضاف أن الإمارات تمتلك بيئة استثمارية تعد من أفضل بيئات الأعمال في المنطقة، وعلى مستوى العالم، الأمر الذي يظهر في مؤشرات التنافسية العالمية، وغيرها من التقارير العالمية.

تجربة استثنائية 
وقال: «إن الإمارات تعد تجربة نجاح استثنائية ونموذجاً اقتصادياً استثنائياً ناجحاً؛ فهي منذ 5 عقود كانت تعتمد فقط على النفط، ولكن قيادتنا الرشيدة أدركت أن عملية الازدهار الاقتصادي لا يمكن أن تكون من خلال مورد واحد، بل بالتنويع الاقتصادي والانفتاح التجاري والشراكات الاقتصادية الشاملة، لتبدأ مرحلة النهضة التجارية من خلال المناطق الحرة التي استطاعت أن تجذب الشركات العالمية، بفضل الحوافز التي توفرها، واللوجستيات التي تجعل عملية التجارة سهلة مع دول العالم».
حمد الكعبي: تعزيز مكانة الدولة على خريطة العالم الاقتصادية
أكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ «مركز الاتحاد للأخبار»، أن مناقشة أهمية برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة الذي أطلقته الدولة في 2021، جاء في إطار حرص مركز الاتحاد للأخبار على وضع القضايا الاقتصادية الوطنية ضمن اهتمامات المتلقي، مؤكداً أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة أصبحت من المحاور الاقتصادية الرئيسية التي تنتهجها القيادة الرشيدة؛ لتعزيز مكانة الدولة على الخريطة العالمية الاقتصادية.
وأضاف الكعبي أن مثل هذه الاتفاقيات سيكون لها آثار إيجابية في حركة التبادل التجاري بين الإمارات ومختلف دول العالم، لتضع الدولة في مركز تجاري ولوجستي عالمي، فضلاً عن مساهمات تلك الاتفاقيات في تحقيق أهداف واستراتيجيات الدولة للعام 2031، إضافة إلى تعزيز دور الإمارات الريادي في بناء منظومة تجارية متميزة ومنفتحة على العالم، وخلق بيئة استثمارية جاذبة للشركات العالمية.
قطاعات متخصصة
قال جمعة الكيت إن الإمارات دخلت محطة جديدة للتجارة الخارجية من خلال جذب الاستثمارات النوعية في قطاعات متخصصة، وبناء نموذج للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة المتخصصة، مثل سوق أبوظبي العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، وهي مناطق مالية استقطبت كبرى الشركات العالمية، فضلاً عن المناطق المتخصصة التكنولوجية ومدن للطاقة النظيفة مثل مدينة مصدر، وبالتالي تعد تلك الإنجازات مرحلة لتهيئة البيئة الاقتصادية للدولة للاستعداد لمرحلة الاقتصاد الجديد.
وأوضح أن هذه المرحلة تنعكس في رؤية الإمارات 2031 التي تضم جوانب اجتماعية واقتصادية، والوصول للعالمية، لتتناول جميع المحاور الاقتصادية، أبرزها مضاعفة الاقتصاد الوطني من 1.5 تريليون درهم إلى 3 تريليونات درهم في 2031، وزيادة الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ووصول حجم التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم.

مقالات مشابهة

  • بختام زيارته لواشنطن.. طحنون بن زايد يبحث العلاقات الاقتصادية واستثمارات الذكاء الاصطناعي
  • جمعة الكيت في مجلس «مركز الاتحاد للأخبار» الرمضاني: «الشراكات الاقتصادية» جسور تجارية من الإمارات للعالم
  • العدالة الاقتصادية في جلسة نقاشية نظمها القومي لحقوق الإنسان وحماية المنافسة
  • الوفد: الصناعة قاطرة التنمية ومحور أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي
  • المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة تطور خدماتها للمستثمرين عبر المسار الموحد
  • نائب: الصناعة قاطرة التنمية ومحور أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي
  • الخليج يواجه الاتفاق وديًا استعدادًا لاستئناف دوري روشن
  • الرئيس السيسي: النمو السكاني يمنع تقديم خدمة جيدة في التعليم والصحة
  • مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية: كنت أترك العمل لتربية أطفالي ثم أعود إليه
  • 11 سياسة اقتصادية جديدة.. ”الطيران المدني“ تفتح آفاقًا جديدة للقطاع في المملكة