تحليل لخطاب تنصيب ترامب.. حديث قوي لرئيس متعجل يريد ممارسة نفوذه سريعًا
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط أجواء مهيبة داخل قاعة الكابيتول الأمريكية، ألقى الرئيس دونالد ترامب خطاب تنصيبه الثاني، مستخدمًا نجاته من محاولة اغتيال كرمز لصمود وقوة الأمة الأمريكية.
وقال ترامب: "لقد أنقذني الله لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "لن تُهزم ولن تُكسر".
جاء الخطاب كاستمرار لرؤيته التي أطلقها في خطابه الأول عام 2017 المعروف بـ"المذبحة الأمريكية"، لكنه هذه المرة حمل نبرة أكثر وضوحًا وثقة، حيث وصف بلاده بأنها أمة "قوية وفخورة" مستعدة لاستعادة مكانتها عالميًا.
رسالة إلى الشعب الأمريكي والعالم
في كلمته، دعا ترامب الأمريكيين إلى الحلم بجرأة والعمل من أجل "عصر ذهبي جديد"، مؤكدًا:
"سنكون أمة لا مثيل لها، مليئة بالتعاطف والشجاعة والتميز. قوتنا ستوقف كل الحروب وستجلب روحًا جديدة من الوحدة لعالم غاضب وعنيف وغير متوقع".
وأضاف: "سنكون محترمين ومعجبين مرة أخرى... سنكون مزدهرين، فخورين، أقوياء، وسننتصر كما لم نفعل من قبل".
من التفاؤل إلى الواقع القاتم
وعلى الرغم من هذه الرسائل الإيجابية، سرعان ما تحول الخطاب إلى نبرة قاتمة حيث وصف ترامب البلاد بأنها تعاني من فقر متزايد، جرائم عنف متفشية، وغزو من مجرمين أجانب.
وفي خطاب آخر ألقاه أمام أنصاره في مركز زوار الكابيتول، تعهد باتخاذ خطوات للإفراج عن السجناء المرتبطين بأحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، ما أثار جدلًا واسعًا.
إشارة إلى الإمبريالية وأجندة السياسة الخارجية
في لحظة مثيرة للجدل، أشار ترامب إلى أن معاهدة قناة بنما "قد انتهكت"، مضيفًا: "نحن نستعيدها". وعلى الرغم من أن تصريحه لم يشر بوضوح إلى نية غزو عسكري، إلا أنه أثار مخاوف بشأن عودة السياسة الخارجية الأمريكية إلى عهد الإمبريالية.
الرسالة التي أراد مؤيدوه سماعها
ترامب، الذي ارتكزت رؤيته على شعار "أمريكا أولاً"، بدا مصممًا على تنفيذ أجندته التي دعمه من أجلها الملايين.
وبينما يستخدم الرؤساء عادةً خطابات التنصيب لتوحيد الشعب بعد الحملات الانتخابية المريرة، بدا خطاب ترامب أقرب إلى تجمع انتخابي منه إلى خطاب تنصيب رسمي.
ورأى المحللون أن ترامب أصبح أكثر وضوحًا وثقة في أهدافه السياسية مقارنةً بولايته الأولى. يقول آرون كال، مدير فريق المناظرات في جامعة ميشيغان:
"في عام 2017، لم يكن مستعدًا تمامًا للرئاسة. فاز بشكل غير متوقع ولم يحصل على التصويت الشعبي. لكن الآن، يبدو أنه يعرف جيدًا ما يريد فعله ولديه ثقة أكبر في غرائزه السياسية".
هجوم على الإدارة السابقة
لم يفُتْ ترامب الفرصة لانتقاد إدارة جو بايدن، قائلاً:
"لدينا حكومة لا تستطيع إدارة حتى أزمة بسيطة في الداخل، بينما تتعثر في سلسلة من الكوارث في الخارج. إنها تفشل في حماية المواطنين الملتزمين بالقانون وتوفر ملاذًا للمجرمين الخطرين".
كما انتقد النظام الصحي والتعليمي، واصفًا الأول بأنه غير فعال رغم كلفته الباهظة، والثاني بأنه يُعلم الأطفال الخجل من هويتهم.
انتصار ووعود جديدة
استغل ترامب خطاب التنصيب للاحتفال بفوزه على نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، قائلاً:
"آمل أن يُذكر انتخابنا الأخير كأعظم وأكثر الانتخابات تأثيرًا في تاريخ بلدنا. لقد حققنا فوزًا قويًا في جميع الولايات السبع المتأرجحة وفزنا بالأغلبية الشعبية بأصوات الملايين".
السيطرة على الإعلام الجديد
كان من بين الحاضرين إيلون ماسك، جيف بيزوس، سوندار بيتشاي، ومارك زوكربيرغ، ممثلين عن عمالقة الإنترنت الذين يشكلون مصادر رئيسية لتشكيل الرأي العام. ويبدو أن علاقاتهم مع ترامب تعكس تأييدًا لرئيس أعاد تشكيل نظرة الناس للقيادة السياسية.
سأقاتل من أجلكم
اختتم ترامب خطابه برسالة أمل، قائلاً: "إلى كل والد يحلم بمستقبل أفضل لطفله، وإلى كل طفل يحلم بمستقبله، أنا معكم. سأقاتل من أجلكم وسأنتصر من أجلكم".
خطاب غير رسمي مثير للجدل
بعد خطاب التنصيب الرسمي، توجه ترامب إلى قاعة أخرى في الكابيتول حيث ألقى خطابًا أكثر حدة أمام أنصاره، تطرق فيه إلى قضايا مثيرة مثل العفو عن سجناء أحداث 6 يناير، وهاجم خصومه السياسيين بشدة.
ولاية جديدة بنفس النهج
مع بداية ولايته الثانية، يبدو أن ترامب عازم على مواصلة نهجه الذي تميز به خلال السنوات الأربع الأولى.
ورغم اختلاف الأدوار السياسية، إلا أن خطابه يؤكد تصميمه على تنفيذ أجندته بلا هوادة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دونالد ترامب أمريكا
إقرأ أيضاً:
بايدن يهاجم ترامب في أول خطاب له منذ مغادرته البيت الأبيض
يمانيون../ شنَّ الرئيسُ الأمريكي السابق جو بايدن هجومًا حادًّا على خلفه دونالد ترامب، في أول خطاب له منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير.
وألقى الرئيسُ السابقُ كلمةً في مؤتمر عُقد في شيكاغو حول “الضمان الاجتماعي”، أي نظام التقاعد الأمريكي، قال فيها: “انظروا إلى ما حدث: لم يمُر مئةُ يوم بعدُ، وتسببت هذه الإدارة الجديدة بالكثيرِ من الأضرار والخراب”.
واتهم بايدن إدارةَ ترامب بالتعرُّضِ إلى مؤسّسة الضمان الاجتماعي، وهي الوكالةُ الفدرالية المسؤولة عن توزيعِ المعاشات التقاعدية وإعانات الإعاقة ويستفيدُ منها 68 مليون شخص.
وأوضح أنهم -أي إدارةَ ترامب- “يهاجمون الضمانَ الاجتماعي بفأس مع تسريح 7 آلاف موظف، بينهم أصحابُ خبرة طويلة. ويعتزمون دفعَ آلاف آخرين إلى المغادرة”.
وَأَضَـافَ “لماذا يريدون نهبَه؟؛ مِن أجلِ منح تخفيضاتٍ ضريبية ضخمة لأصحاب المليارات”.
وتخلل حديثَه لحظاتٌ من عدم التركيز حتى إنه لم يكمل بعضَ الدعابات التي كان ينوي إطلاقَها.
ولم يتردّد ترامب الذي اعتاد السخريةَ من سلفه، في نشر مقاطع فيديو منها على مِنصته “تروث سوشال” من دون أن يرفقَها بتعليق.
واعتبر بايدن أن “الضمانَ الاجتماعي يستحقُّ الحمايةَ لصالح الأُمَّــة بأكملها”، مُشيرًا إلى أن “الأمر لا يتعلَّقُ بالمعاشات التقاعدية فحسب، بل باحترام رابطة الثقة الجوهرية بين الدولة والشعب”.
وفي فبراير، عيَّنت إدارةُ ترامب مؤقَّتًا “خبيرًا في مكافحة الاحتيال” رئيسًا لهيئة الضمان الاجتماعي.
ويؤكّـد الملياردير إيلون ماسك الذي كلَّفه ترامب بتقليص الإنفاق الحكومي، أن “الكثيرَ من عمليات الاحتيال تقوِّضُ عملَ الضمان الاجتماعي، لا سِـيَّـما مع ملايين المستفيدين الذين تزيدُ أعمارَهم عن 100 عام، من دون تقديمِ بيانات مفصَّلة وعامة”.