شبكة انباء العراق:
2025-03-26@04:18:35 GMT

نعم للعفو العام

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

يقول الشاعر أبو فراس الحمداني الذي وقع في أسر الروم لست سنين كاملة بعيداً عن أهله ودياره وهو يصف حاله في السجن وما يكابده من عناء وحزن مخاطباً حمامة كانت تنوح بقربه لعلها تشعر بما فيه من ذلك الحزن والأسى الذي يأكل منه الروح ويفجع القلب والوجدان .

أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ
أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ
أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالِي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالِي
تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ

هذه القصيدة البليغة خير تعبير عن الحزن المكبوت الذي يطبع نفس الرجل المأسور خاصة حين يشعر بالظلم ويبحث عن الحرية وينتظر أن يكون محلقاً بعيداً في فضاء مفتوح ليشعر بإنسانيته خاصة حين يعيش تجربته وحيداً خلف القضبان والأسيجة الجارحة ولا يستطيع أن يعيش إنسانيته كما ينبغي ولا يصل صوته إلى أهله ولا يستمتع بصوت طفله وكلمات صديقه الذي طالما نادمه وجلس معه وسارا في طريق واحد وتبادلا الضحكات والأسرار وكانا يحتفظان برغبات مشتركة وأمنيات متشابهة وأحلام أربكتها السنوات وحيرتها المعاناة ويظل يكابد الألم وهو ينتظر الرحمة التي قد تنزل وتخلصه مما هو فيه .


نعم للعفو العام .. إن السجن موت بطيء يصعب التحرر منه والخلاص من عذاباته وصحيح أن هناك قتلة ومجرمين وإرهابيين وهناك تجار مخدرات وسراق ومزورين ومحتالين وهؤلاء لا يستحقون العفو لأن الجريمة طبعت سلوكهم ، لكن هناك من يستحق أن يشمل بالعفو ممن لم تتلطخ يده بدماء الأبرياء ولم يتاجر بحياة الناس . وتشير تصريحات سابقة لنواب في البرلمان إلى إستثناء جرائم الإرهاب والمخدرات وسرقة المال العام وتجارة الأعضاء البشرية وتجارة الآثار والجرائم التي تمس أمن الدولة ، وأن العفو يشمل الأبرياء والجرائم التي لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالإرهاب والمخدرات وسرقة المال العام .
لقد مر العراق بظروف صعبة ومعقدة وغير مسبوقة وأرتكب مواطنون مخالفات وجنح ووقعوا ضحية المكائد والخداع ولديهم أسر تنتظرهم ولم يرتكبوا جرائم القتل والتزوير وذهبوا ضحية معلومات مغلوطة أو ما يسمى بالمخبر السري الذي تحول إلى كابوس مزعج يخشاه الناس وهو نتاج الظروف الإستثنائية التي مر بها العراق خلال السنوات الماضية .
ويبقى من واجب القوى السياسية الواعية والقيادات صانعة القرار أن تتحرك بالإتجاه الذي يضمن أن يذهب قانون العفو العام إلى الوجهة الصحيحة ويستفيد منه من طال إنتظاره في السجون ويعود إلى أهله وحياته العادية ويباشر أعماله لينظر إلى الحياة من منظار آخر أكثر وضوحاً ويعرف قيمة الحرية والعمل والإنطلاق في الحياة مستفيداً من تجربته الصعبة تلك ويلتزم بالقوانين والأحكام ولا يتجاوزها مطلقاً لأن الإلتزام بالقانون وتطبيقه أمر يجعل من الحياة أكثر تنظيماً وواقعية وقبولاً لتكون آمنة للعيش والكفاح والبحث عن الطموحات المشروعة . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما هي آداب الدعاء المستجاب في ليلة القدر؟.. عضو مركز الأزهر تجيب

أكدت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن للدعاء آدابًا ينبغي على المسلم مراعاتها، خاصة في الليالي المباركة مثل ليلة القدر، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه ويكون الدعاء سببًا في تغيير الأقدار إلى الأفضل.

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، بحلقة برنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن من أول آداب الدعاء أن يُقبل العبد على الله بقلب خاشع، مستشعرًا ضعفه بين يدي الله، قائلاً: «يا رب أنت القوي ونحن الضعفاء، أنت العزيز ونحن الفقراء إليك»، لافتة إلى أن هذا التذلل والخضوع يجعل الدعاء أقرب إلى القبول.

وأضافت أن من أهم الأدعية في ليلة القدر هو ما أوصى به النبي ﷺ حين سألته السيدة عائشة رضي الله عنها: «يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فماذا أقول؟» فأجابها: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني»، مشيرة إلى أهمية البدء في الدعاء بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، لأن ذلك أدب عظيم مع الله، فحينما يطلب العبد العفو، يبدأ بمناداة الله بصفة العفو، وحين يطلب الرحمة، يبدأ بصفة الرحمن الرحيم.

كما شددت على ضرورة الدعاء بإلحاح، وبقلب المضطر، مستشهدةً بقوله تعالى: «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ»، لافتة إلى أن من شروط استجابة الدعاء حسن الظن بالله، وعدم استعجال الإجابة، لأن الله سبحانه يعلم متى يكون الخير لعباده، وقد يؤخر الإجابة لحكمة لا يعلمها العبد.

وختمت النجار حديثها قائلة: «عندما ندعو الله، علينا أن نحمده ونثني عليه قبل أن نطلب منه شيئًا، تمامًا كما يفعل الإنسان عند طلب حاجة من شخص آخر. فكيف بنا مع الله عز وجل؟ فلنحسن الدعاء، وليكن من قلوبنا، وسنجد أثره في حياتنا بإذن الله».

موعد أذان الفجر والسحور 27 رمضان.. تحري ليلة القدر

دعاء ليلة القدر المستجاب في الليلة الوترية 27 رمضان.. «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا»

علامات ليلة القدر 2024.. معتدلة لا حارة ولا باردة وشمسها بلا شعاع

مقالات مشابهة

  • العيد الذي لم يعد عيداً ..!
  • النيابة العامة تفرج عن 1795 سجينا في عفو عام
  • النائب العام يأمر بالإفراج عن 1795 نزيلًا استوفوا الشروط القانونية
  • الأيام الأخيرة في شهر رمضان.. «أدعية مستجابة» | رددها الآن
  • العفو عن 1795 محكوماً من نزلاء مؤسسات «الإصلاح والتأهيل»
  • واعظة بوزارة الأوقاف تكشف عن أهمية الاستغفار والتوبة في العشر الأواخر
  • دعاء اليوم الإثنين 24 رمضان.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
  • دعاء ليلة القدر 25 رمضان اليوم.. اغتنمها بـ4 كلمات من المغرب
  • آداب دعاء ليلة القدر.. 6 أمور تضمن لك الاستجابة
  • ما هي آداب الدعاء المستجاب في ليلة القدر؟.. عضو مركز الأزهر تجيب