مسقط- الرؤية
انطلقت أعمال منتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي (MEALF)، تحت رعاية سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، إذ يُعد المنتدى أحد أبرز الفعاليات الإقليمية في قطاع النفط والغاز، ويُقام خلال الفترة من 21 إلى 23 يناير 2025، بمشاركة أكثر من 400 مختص من 30 دولة و106 منظمة عالمية، مما يعكس أهميته كمنصة استراتيجية لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات في تقنيات الرفع الاصطناعي.


وأكد سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، خلال افتتاح المنتدى، أن المنتدى يمثل منصة تقنية تجمع الخبراء والمختصين لتبادل أحدث الابتكارات في مجال الرفع الاصطناعي، الذي يُعد أداة رئيسية في تحسين كفاءة إنتاج الحقول النفطية وإطالة عمرها، موضحا أن سلطنة عمان تتبنى تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي واحتجاز الكربون لمعالجة التحديات التشغيلية. وأشار إلى أن التركيز ينصب على حلول مثل مراقبة الأداء وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، مما يُمكن من تعزيز الإنتاج وتقليل التكاليف والانبعاثات.
وأضاف سعادته أن معالجة تسربات غاز الميثان تعد أحد الأولويات في جهود تقليل الانبعاثات الدفيئة، بما يتماشى مع الأهداف البيئية العالمية، مؤكدا أن الابتكار في استخدام أنظمة الرفع الاصطناعي المتقدمة يعزز موثوقية العمليات في البيئات القاسية، مما يضمن استدامة الإنتاج ودعم الأمن الطاقي.
من جهته، أشار المهندس جاسم علي الجابري رئيس المنتدى، إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة لتبادل قصص النجاح وأفضل الممارسات، إلى جانب مناقشة التحديات التقنية والتطورات التكنولوجية في القطاع، معربا عن شكره للجنة الفنية والمدربين والمتحدثين وللشركة المنظمة  (MCI)، كما وجه شكرًا خاصًا للرعاة والمشاركين في المعرض المصاحب الذين كان لهم دور كبير في إثراء المنتدى وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف.
ويتضمن برنامج المنتدى سلسلة من ورش العمل التي تُعقد في اليوم الأول، حيث تتناول موضوعات متقدمة مثل تقنيات الرفع الاصطناعي لتحسين إنتاجية الآبار، ودور الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لتحسين الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى تطبيقات التقنيات في البيئات القاسية وغير المعتادة، إذ توفر هذه الورش فرصة للحضور للاطلاع على أحدث الحلول التي تسهم في تطوير الصناعة.
ويواصل المنتدى أعماله خلال اليومين التاليين بعقد جلسات تقنية وطرح أكثر من 50 ورقة عمل يقدمها خبراء من أكثر من 30 مؤسسة عالمية، وتركز هذه الجلسات على محاور حيوية تشمل مراقبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تعزيز استدامة أنظمة الرفع الاصطناعي، ودور التكنولوجيا الحديثة في تحسين كفاءة الإنتاج وتطوير الحقول الناضجة.
وإلى جانب ذلك، يُصاحب المنتدى معرض متخصص يشارك فيه نخبة من كبرى الشركات العالمية مثل شلمبرجير، بيكر هيوز، وهاليبرتون، إنوفيكس، لافكين، فورمولا إنجنيرينغ توتال  (FET)، الهندسة المتقدمة أيبكس، بي سي إم مسقط، إر زد تيك، مجموعة أيبكس الولايات المتحدة، الخريّف، حلول الرفع المحدودة، بي إف تي، واندا كابل، راس الحمراء، بي أي دبليو، وغيرهم، حيث يتيح المعرض فرصة لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول التقنية التي تُسهم في تطوير القطاع وتعزيز التعاون بين الشركات.
ويستهدف المنتدى جميع العاملين في قطاع النفط والغاز، بما في ذلك المحترفين والمبتدئين، كما يشجع الطلاب في الكليات العمانية على الحضور والمشاركة، مما يعزز من تطوير الكفاءات المحلية ويدعم جهود السلطنة في بناء جيل جديد من المختصين القادرين على مواكبة التطورات التقنية العالمية.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دراما رمضان في السودان تحاول رصد واقع الحرب

وسط استمرار الصراع في السودان منذ قرابة عامين ونزوح كثيرين داخلياً ولجوء غيرهم لدول أخرى، حاول فنانون سودانيون تقديم أعمال درامية في شهر رمضان هذا العام ترصد واقع الأوضاع بينما يئن أبناء بلدهم تحت وطأة القتل والنهب والتشريد.
شهدت الدراما السودانية انتعاشة، تمثلت في زيادة الإنتاج، بعد أن تحررت من قيود الرقابة والسيطرة الأمنية، عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، لكنها تراجعت مرة أخرى بفعل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما أدت الاشتباكات إلى تدمير أجزاء كبيرة من المسرح القومي، وتعرضت معظم دور السينما للنهب وتشتت صناع الدراما بين نازحين يقيمون بمراكز الإيواء في الداخل ولاجئين بدول الجوار.
وبجهود شخصية وإمكانات محدودة، حاول قائمون على هذه الصناعة تقديم أعمال فنية، رغم ما ينطوي عليه ذلك من صعوبات، سعياً لتجسيد واقع مرير يعيشه السودانيون، فلقيت انتقادات لاذعة من قطاع من الجمهور والنقاد، لضعف جوانبها الفنية بينما أشاد بها قطاع آخر؛ لأنها أنتجت في ظل ظروف قاسية.
وتقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني في أبريل المقبل، دون بوادر على حدوث أي تقدم نحو حل الصراع.

دراما رمضان وقضايا متنوعة
ومن بين الأعمال الأعلى مشاهدة هذا العام مسلسل “ديالا” الذي يعرض على موقع “يوتيوب”، وهو من بطولة أحمد الجقر، وإنتاج شركة “المزن” للإنتاج الفني. ويتناول المسلسل الذي تم تصويره بالكامل في مصر المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها معظم السودانيين في قالب كوميدي.
ويتناول مسلسل “هروب قسري” الانتهاكات التي يتعرض لها السودانيون، من قتل وهجمات إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها جراء الحرب، وهو من إنتاج مصعب عمر وخديجة محمد، وهما من صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ومن تأليف وإخراج هيثم الأمين.

وقال عمر، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “زول سغيل” لـ”الشرق”، إن “المسلسل يوثق لحقبة زمنية مهمة من حياة الشعب السوداني، في إشارة إلى الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع”.
وأضاف: “نسلط الضوء على معاناة الناس من قتل ونزوح في ظل ظروف الحرب، فضلاً عن عكس الطريقة القاسية التي يهربون بها إلى دول الجوار بطرق غير شرعية”، مشيراً إلى أن إنتاج المسلسل جاء في ظل ظروف صعبة وضعف الإمكانيات ودون دعم من أي جهات، أنتجنا المسلسل بمجهود شخصي أنا وخديجة أمريكا من ترتيب اللوكيشن والمعدات وأجور الممثلين”.
وذكر أن تكاليف إنتاج المسلسل بلغت حوالي 20 ألف دولار أميركي.

تأثيرات الحرب
أما الممثل أبو بكر فيصل، فعاد خلال شهر رمضان بعد توقف سنتين بسبب الحرب عبر إنتاج “سلسلة جبريل”، وقال إن “هذا العمل كان من المفترض أن يكون مسلسلاً كاملاً، لكن للأسف وجودي خارج السودان وضيق الزمن منعني من ذلك”.
وأوضح فيصل لـ”الشرق”، أن السلسلة تشمل 15 حلقة تناقش تداعيات الحرب وآثارها وجرى تصويرها بين السودان ومدينة جدة السعودية، وتعرض على قناة “ويكاب” عبر اليوتيوب خلال رمضان.
وأكد أن للحرب تأثيرات مباشرة على الإنتاج الدرامي فهو عمل جماعي يتطلب وجود فريق متكامل في مكان واحد، لافتاً إلى أن هذا كان مستحيلاً؛ بسبب وجود صناع العمل في أماكن مختلفة جراء الحرب.
ويرى الناقد حسين علي، أن الدراما الرمضانية السودانية تحتاج إلى الكثير، مشيراً إلى أن الأفراد تطوروا كثيراً وبرز نجوم مثل محمود ميسرة السراج وإسلام المبارك ووضعوا بصمتهم في الوطن العربي، لكن المنظومة الدرامية الكاملة تحتاج إلى عمل كبير.
وقال علي لـ”الشرق”، إن أعمالاً مثل (ديالا وهروب قسري) تعاني من أخطاء فنية كبيرة، وشدد على ضرورة استفادة صناع الدراما الذين أجبرتهم الحرب إلى اللجوء خارج البلاد إلى الاستفادة من التجارب والخروج بأفكار واكتساب مهارات ومعارف جديدة لتقديم دراما حقيقية تعكس الواقع الاجتماعي خصوصاً في فترة ما بعد الحرب.
ضعف الإمكانات ونقص الأدوات
من جانبه قال الناقد هيثم الطيب، إن أغلبية الأعمال الدرامية “يمكن أن نصفها بأنها في دائرة اجتهاد ومحاولات إنتاج، هناك نقص حقيقي في أدوات العمل المختلفة، نحن نحاول فقط إنتاج دراما سودانية، وهي في الحقيقة مجرد صور مرئية متحركة هنا وهناك، الكتابة بها الخطايا الكثيرة من لغة وتناول القضايا والحوارات وفقرها الواضح في الأبعاد الأربعة في لغة السيناريو (توضيح، توصيف، تحليل، تفسير) وتكاد تكون كل الأعمال المنتجة خلال هذا الموسم متفقة في ضعفها”.
وأضاف:”نحن نفتقد مهنية في الكتابة أولاً لنصنع الصورة المرئية وعليه ما يأتي بعد ذلك يخرج بذات الضعف، لأن أساس العمل الدرامي (الكتابة بالمهنية والشكل الكامل لصناعة صورة درامية مرئية)، هل عرفت صورة درامية؟ إذن الكتابة الفقيرة في أدواتها لا تفعل ذلك والأغلبية من الإنتاج يدخل في تلك الدائرة المليئة بضعف هنا ونقص هناك”.
وذكر الطيب في مقابلة مع “الشرق” أن أغلبية الأعمال الدرامية تعاني من ضعف لغة تناول القضايا يتبع ذلك ضعف في لغة الحوارات نفسها وتوصيفها للأشياء المختلفة، مشدداً على أن “الكتابة صناعة كاملة ولها أدوات ووسائل رئيسة ومساعدة وتفاصيل متحركة ورؤية واضحة، لكن افتقدنا كل ذلك، كيف سيكون تقييمها أو وصفها بغير عبارة اجتهادات فقط، ولا زالت في نفس الاجتهادات كل عام بلا تطوير أو رؤية لرسم ملامح متميزة.. نحن نعمل على طريقة بالضرورة نكون هناك، وبالطبع هذه الطريقة العقيمة تضعنا أننا فاشلون كثيراً”.
وتابع: “لم نصل بعد لطريقة ممارسة النقاش الدرامي لقضية ما بوضعها وصفيا ثم تناولها إجرائياً، وبعد ذلك تفصيلاتها المتعددة وأشكال الصراع نفسها وتحليلية الأوضاع بشكل متحرك درامياً وليس بالطريقة التي نراها اليوم في أعمالنا تلك، وهي الطريقة التي تشبه صناعة صورة مرئية لتقارير إخبارية هنا وهناك”.

جواب لفكرة الحرب
ونوه إلى أن الدراما السودانية لم تقدم للعالم جواباً لفكرة الحرب القاتلة وما فيها، مشيراً إلى أنه “لا يوجد مسلسل وضع الحرب في محاصرة تقييمية كاملة وناقشها بالشكل المهني كصورة وأبعاد ورؤية، وكان يمكن للحركة الإنتاجية أن تكون قيمة دبلوماسية وتعريفية بشكل الحرب التي كانت في وطننا وتضعها كصورة وأبعاد للعالم وهذا ما كنا نطمح فيه”.
وقال:” يتحقق ذلك فقط لو كانت الأيادي التي تقوم بذلك ناجحة مهنياً وفكرياً، ولها الرؤية الراسخة في توظيف الصورة الدرامية إنسانياً ووطنياً، لكن الذي حدث إخفاق كامل”.
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.
وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، كما تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

الشرق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الرعيض يبحث مع سفير مالطا تحضيرات المنتدى الليبي الأوروبي الثاني للطاقة
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • أمير منطقة المدينة المنورة يرعى افتتاح أعمال منتدى “منافع”
  • مطارا مسقط وصلالة يتوّجان بجوائز جودة خدمة المطارات
  • تتويج مطاري مسقط وصلالة بجوائز جودة خدمة المطارات في الشرق الأوسط
  • العراق في صدارة الدول الأكثر تلوثاً في الشرق الأوسط
  • كيف يعزز الذكاء الاصطناعي من تحسين تجربة المستخدم ؟
  • «السبكي» يبحث مع شركة صينية سبل استخدام الذكاء الاصطناعي ونقل خبرات التجهيزات الطبية للمستشفيات
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • دراما رمضان في السودان تحاول رصد واقع الحرب