الجزيرة:
2025-02-02@00:21:54 GMT

القاهرة وأنقرة إلى توتر أم تفاهم جديد بسبب ليبيا؟

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

القاهرة وأنقرة إلى توتر أم تفاهم جديد بسبب ليبيا؟

القاهرة ـ أثارت زيارة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى القاهرة ولقاؤه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين، في أول لقاء منذ 3 سنوات، تساؤلات حول أهداف القاهرة من تعزيز وجودها في المشهد الليبي، في ظل تحركات دولية على الجانب الغربي من الحدود المصرية.

تلك التحركات عززها نقل معدات وقوات روسية إلى ليبيا، بالتزامن مع استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة في أنقرة.

وجددت تلك التحركات واللقاءات هواجس عودة مشهد الصدام الذي أوشك على الوقوع بين القاهرة وأنقرة حينما تدخلت تركيا لمساندة الحكومة الليبية ضد محاولات قوات خليفة حفتر الاستيلاء على العاصمة الليبية.

وتباينت آراء محللين بين من يرى أن هذه التحركات تعكس اعتراضات مصرية على أدوار إقليمية متصاعدة، ومن يعتقد أنها تُمهد لتغيرات محتملة في التوازنات داخل ليبيا.

تحركات الأطراف المختلفة تجدد هواجس عودة مشهد الصدام في ليبيا (الرئاسة المصرية) تفاهمات أم تصعيد؟

وعلّق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير السابق معصوم مرزوق، على زيارة حفتر بالقول إن المحادثات ربما لم تقتصر على الملف الليبي فقط، بل شملت الوضع في السودان أيضًا، في ضوء الدعم المزعوم الذي يقدمه حفتر لقوات الدعم السريع التي تناهض الجيش السوداني الذي تدعمه مصر.

إعلان

وأكد معصوم، في تصريح للجزيرة نت، أن مصر تسعى إلى تعزيز وجودها على حدودها الغربية والجنوبية، من دون الانخراط المباشر في مواجهة عسكرية.

ورغم ضبابية المشهد، رجح مرزوق سيناريوهات عدة أبرزها إمكانية التنسيق بين القاهرة وأنقرة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، سواء عبر توحيد مؤسسات الدولة الليبية أو صياغة دستور جديد يمهد لإجراء انتخابات تنهي حالة الفوضى المستمرة منذ 2011.

وأضاف مرزوق -الذي كان عسكريا سابقا شارك في حروب مصر ضد إسرائيل- أن خيارات مصر قد تشمل الرهان على خطوات سياسية ودبلوماسية أو حتى خيارات أخرى إذا تعذر التفاهم مع تركيا.

مع ذلك، استبعد إمكانية التصعيد العسكري بين البلدين، خاصة في ظل وجود تركيا كداعم رئيسي لحكومة طرابلس، مشيرا إلى أن التنسيق بين القاهرة وأنقرة يبدو الخيار الأنسب.

معصوم مرزوق يستبعد تجدد الصراع بين القاهرة وأنقرة بشأن ليبيا (مواقع التواصل)

يوافق على هذا الطرح رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بني سويف نجاح الريس الذي يرى أن تحركات القاهرة في المشهد الليبي تهدف إلى رأب الصدع بين الفرقاء الليبيين وتعزيز التفاهمات بين الشرق والغرب، مؤكدًا أن القاهرة لا تنتوي الدخول في مواجهة عسكرية لحسم الصراع لمصلحة الطرف الذي تؤيده.

وتابع الريس قائلا إن "القاهرة قلقة جدا من إمكانية خروج الأمور في ليبيا عن السيطرة بشكل يهدد أمنها القومي، خاصة أن هذه الفوضى قد تضر بالأوضاع في السودان وتساعد في استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث لا تخفي القاهرة دعمها الكامل للدولة الوطنية في السودان".

ويرى المتحدث أن زيارة الدبيبة قد تكون أيضًا رسالة لخصومه في الداخل، مفادها أنه لا يزال يحظى بدعم تركي سياسي وعسكري، كون تركيا هي الداعم الرئيسي لحكومة الغرب الليبي.

وفي هذا السياق، أشار الريس إلى أن القاهرة كانت تنظر إلى الوجود التركي في ليبيا كعامل قلق كبير في الماضي، لكن يبدو أن التفاهمات بين القاهرة وأنقرة قد خففت من هذا التوتر، وأصبح البلدان يدركان أن التنسيق والتفاهم بينهما يخدم مصالحهما.

رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة: ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية ولن نسمح أن تكون مأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها pic.twitter.com/wB6CJVDtqB

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 21, 2024

إعلان عودة الحرب

تابع الريس أن مصر لا ترغب في أي احتمالات لعودة الحرب في ليبيا، مضيفًا في حديثه للجزيرة نت "بل على العكس، قد يتم إقناع الفرقاء بأن الحوار واقتسام السلطة هو الخيار الأفضل في ظل ضبابية المواقف التي يمكن أن يتبنّاها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب".

من جانبه، أكد الخبير الإستراتيجي ورئيس جهاز الاستطلاع العسكري المصري الأسبق اللواء نصر سالم أن تنشيط مصر لتحركاتها تجاه الجبهة الغربية يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن القاهرة قادرة على حماية أمنها القومي بشكل عام وحدودها الغربية بشكل خاص.

وأوضح الخبير الإستراتيجي -في حديث للجزيرة نت- أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن مصر تسعى إلى التصعيد العسكري لحل الأزمة الليبية.

ويرى المتحدث أن التطورات الأخيرة تؤكد أن تركيا ليست معنية بالتصعيد في ليبيا، بل من المرجح أن تتعامل أنقرة بإيجابية مع المساعي المصرية لتوحيد المشهد السياسي في ليبيا.

وأضاف سالم "لا يمكن في هذه الأجواء المتوترة فتح جبهة جديدة في ليبيا، لأن ذلك سيشكل ضربة شديدة للرغبة في إعادة استقرارها، إذ إن اشتعال النيران في ليبيا قد يعرض المنطقة كلها للانفجار، وليس ليبيا فقط".

وأشار إلى أن التفاهم بين القاهرة وأنقرة في المشهد الليبي يعد الخيار الأفضل للبلدين، مضيفًا أن المواجهة العسكرية في ليبيا لن تخدم مصالح أي من البلدين.

#عاجل
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة:

▪︎ تصويت مجلس الأمن على قرار السماح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أموالها تحت التجميد يُعد خطوة تاريخية نحو تعزيز سيادة ليبيا المالية وحماية أصولها في الخارج

▪︎ هذا القرار هو نتيجة مباشرة لجهود حكومة الوحدة في تحسين… pic.twitter.com/6nWE5fnT95

— LIBYAN TODAY 24 (@LYNEWSLY1) January 16, 2025

تشكيل حكومة موالية

من جهتها، رأت وزيرة الشؤون الاجتماعية الليبية السابقة، سميرة الفرجاني، أن تحركات القاهرة على الحدود الغربية مع ليبيا تستهدف استبعاد حكومة الدبيبة من المشهد السياسي، وتشكيل حكومة جديدة موالية لها تضم شخصيات من الشرق والغرب الليبيين.

إعلان

وأضافت الفرجاني -في حديث للجزيرة نت- أن القاهرة قد تحاول استغلال تحركاتها على الحدود للضغط على أطراف أخرى، منها تركيا التي تدعم حكومة الدبيبة، لدعم مساعي مصر لإخراج حكومة الدبيبة من المشهد الليبي.

ومع ذلك، استبعدت الفرجاني إمكانية اشتعال مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا في ليبيا، معتبرة أن القاهرة لا ترغب في التصعيد العسكري، كما أن عدم وجود اتفاقات دولية تشرعن التدخل العسكري المصري في ليبيا يجعل القاهرة غير ماضية في التصعيد العسكري، خاصة أن تركيا مرتبطة باتفاقيات تعاون مع حكومة طرابلس تخوّلها تقديم الدعم العسكري.

لا تستبعد الفرجاني تصاعد التوتر في ليبيا، خاصة أن هناك أطرافًا أخرى ترغب في الاستفادة من حالة الفوضى لتعزيز نفوذها في المنطقة.

وأشارت إلى أن روسيا، التي تسعى لتعويض خسائرها في سوريا، قد تسعى للاستفادة من الوضع في ليبيا، حتى لو كان ذلك على حساب استقرارها ومصالح القوى الداخلية الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بین القاهرة وأنقرة التصعید العسکری المشهد اللیبی للجزیرة نت أن القاهرة فی لیبیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

التومي تشارك في ندوة عن العلاقات “الليبية الجزائرية” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

شاركت وزيرة الثقافة والفنون بالحكومة الليبية، صالحة التومي الدروقي والوفد المرافق لها في الندوة الثقافية التي انتظمت داخل قاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت عنوان “العلاقات الثقافية بين ليبيا والجزائر تاريخ مشترك وإبداع متجدد”.

وافتتح اللقاء بالتعريف بالضيوف، وكان من بينهم الصحفي والشاعر الليبي ووزير الثقافة الأسبق د. جمعة الفاخري ورئيس جمعية الناشرين الليبيين، علي جابر.

وبدأ الشاعر جمعة الفاخري حديثه بالتأكيد على قوة العلاقات بين ليبيا والجزائر ومصر، مشيدًا بالحضارة المصرية التي تُمثل مصدر إلهام دائم.

وتحدث كذلك عن العلاقة الوثيقة بين ليبيا والجزائر، خاصة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، مشيرًا إلى دور المرأة الليبية في دعم الثورة الجزائرية، حيث كانت النساء يتبرعن بذهبهن لدعم الثوار.

واستشهد بشهادة المناضل الجزائري أحمد بن بلة، الذي أكد أن الليبيين قد فتحوا بيوتهم وقلوبهم لدعم الثورة الجزائرية، وكانوا يجمعون التبرعات لمساندة المجاهدين، حتى إن بعض الشباب الليبيين قدموا حياتهم من أجل الجزائر .

وتناول علي جابر أسباب تأخر ازدهار الثقافة الليبية، مشيرًا إلى أن ليبيا المحاطة بدول كبرى، كانت دائمًا هدفًا للاستعمار، مما أدى إلى تأثرها بثقافات وافدة، وأضعف تطورها في بعض الفترات.

وأوضح أن الاستعمار الإيطالي لم يترك تأثيرًا واسعًا كما فعل الاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث إن قلة من الليبيين يتحدثون الإيطالية اليوم، بعكس الجزائر التي تأثرت بشكل كبير.

وذكر أن الزخم الثقافي الليبي يواجه أزمة، حيث إن المبدعين غالبًا ما يخجلون من تسويق أنفسهم، لكن مع تطور وسائل الإعلام الحديثة بدأ الاهتمام يتزايد؛ بما في ذلك الأدب والموسيقى والفلكلور .

الوسوممعرض القاهرة الدولي للكتاب

مقالات مشابهة

  • التومي تشارك في ندوة عن العلاقات “الليبية الجزائرية” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • إسلام الحاجي: حكومة الدبيبة تمهد لفرض أعباء جديدة على الليبيين
  • محفوظ: زيادة الإنفاق والانقسام الحكومي يهددان استقرار المالية العامة في ليبيا
  • حرشاوي: تعويل حكومة الدبيبة على الاقتراض سيؤدي لتضخم إضافي
  • عبدالله مليطان: «موسوعة الذاكرة الليبية» مشروع العمر.. ومعرض القاهرة للكتاب رافد مكتبتي الأول (حوار)
  • وزير الثقافة بالحكومة الليبية تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • حكومة الدبيبة تتفقد مشروعي فندق “جي دبليو ماريوت” ومحيط أبراج البحر لضمان تنفيذها وفق الجدول
  • تقرير إيطالي: ارتفاع مفاجئ في أعداد المهاجرين إلى إيطاليا بسبب الفراغ الأمني على السواحل الليبية
  • حكومة الدبيبة توافق على تعديل بنود اتفاقية الخدمات الجوية الموقعة مع قطر
  • روفينيتي: رحيل حكومة الدبيبة قد يفتح الباب لكسر الجمود السياسي في ليبيا