"سدرة" تحتفل بتخريج 61 شابة عُمانية.. وتمهد الطريق لـ165 قائدة مستقبلية
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
مسقط- الرؤية
في خطوة رائدة نحو بناء جيل من القائدات المستقبليات، يواصل برنامج القيادة النسائية الشابة "سدرة" إلهام النساء العُمانيات وتمكينهن لتحقيق أحلامهن الطموحة، احتفل البرنامج في نسخته الثالثة بتخريج 61 شابة عُمانية من 9 محافظات.
واستهدف البرنامج- الذي امتد على مدى 6 أشهر- الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و35 عامًا، لتأهيلهن لأداء دور فاعل في إيجاد حلول مُستدامة لأهم القضايا الشبابية الحالية ويأتي ذلك خلاصةً للتعاون مع خبراء مرموقين وعدد من المؤسسات المحلية والعالمية.
وأقيم هذا الحفل في المقر الرئيسي للبنك الوطني العُماني، تحت رعاية الشيخة أمل بنت سهيل بهوان رئيسة مجلس إدارة البنك الوطني العُماني، وحضور عدد من نساء الأعمال العُمانيات؛ بما يعكس التأثير المتزايد للبرنامج في تعزيز القيادة والمسؤولية الاجتماعية. ويسهم "سدرة" في دعم دور المرأة العُمانية؛ بما يتماشى مع تحقيق رؤية "عُمان 2040"، ويُعد منارة للجيل الجديد الذي يسعى للمساهمة الفعالة في التنمية المستدامة للمجتمع.
وقالت شذا بنت سالم المسكرية مؤسسة مبادرة "لهُنّ عُمان": "من الملهم حقًا أن نلمح التطور الملحوظ لجميع الشابات المشاركات في البرنامج. فقد أصبحن نساء مليئات بالحيوية، ذوات عقلية قادرة على ريادة الأعمال، وإحداث تأثير إيجابي وملموس في المجتمع. كما تمثل هذه الرحلة مثالًا رائعًا ومؤثرًا للأجيال القادمة من القيادات النسائية".
وجرى تطوير برنامج سدرة في نسخته الثالثة بالتعاون بين مبادرة "لهنّ عُمان" و"أوتورد باوند عُمان"؛ تماشيًا مع رؤية "عُمان 2040"، بهدف تنمية الكفاءات والقدرات الوطنية الشابة وتمكينها من أداء دور أكبر في إيجاد حلول فعّالة للتحديات الشبابية الراهنة. وتألَّف البرنامج من مرحلتين ديناميكيتين، وشهدت المرحلة الأولى رحلة استكشافية دامت لستة أيام، شملت مسيرات وتخييم في الطبيعة. وساهمت هذه التجربة في تعزيز روح الفريق والمرونة لدى المشاركات، وبلغ إجمالي ساعات المشي والتخييم الجماعي 2160 ساعة؛ مما غرس في المشارِكات مهارات عملية قيمة.
أما المرحلة الثانية فتم تصميمها لتدريب المشاركات على مدار 3 أشهر؛ حيث خضعن لبرنامج تعليمي شامل يجمع بين التدريب النظري والعملي بشكل فردي وجماعي، وقد أثمر هذا البرنامج عن تنمية قدرات المشاركات وكسب المهارات الأساسية في مجال ريادة الأعمال؛ مما أتاح لهن الاستعداد لتولي أدوار قيادية في المستقبل.
وقال صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد الرئيس الفخري لمؤسسة أوتورد باوند عُمان: "منذ تأسيسها، تلتزم أوتورد باوند عُمان بتوفير برامج تطويرية مبتكرة تهدف إلى تمكين الشباب والشابات في سلطنة عُمان. في عام 2025، يسرنا أن نحتفل بنجاح الدفعة الثالثة من برنامج القيادة للشابات العُمانيات، والتي كان تركيزها الرئيس على تطوير مهارات ريادة الأعمال. إن هذا التوجه يعكس الحاجة المتزايدة إلى تعزيز روح المبادرة والابتكار، مما يسهم بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عُمان. نحن نؤمن بأن تمكين المرأة العُمانية في مجال الأعمال سيسهم في بناء مستقبل مشرق وأكثر استدامة".
يُشار إلى أن البرنامج ركَّز على التحديات الفريدة التي تواجه الشابات لخوض غمار سوق العمل من خلال التعاون مع مركز الاتحاد الدولي للكوتشينج في مسقط وشركة سلالم؛ حيث قدم المركز عدة جلسات للكوتشينج تتضمن توجيه وظيفي فردية وجماعية هدفت لإكساب الشابات رؤية واضحة تعينهن في شق مشوارهن العملي. بينما تعمل شركة سلالم باتباع النظام التعليمي المبتكر الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على تنمية القيادات الشابة من خلال دورات تنموية شخصية عبر الانترنت وعلى مدار 12 أسبوعًا لتوسيع مداركهن التفكيرية والشخصية وكذلك العملية والرقمية.
ومن ناحية أخرى، أشارت المشارِكات إلى أهمية المسؤولية الاجتماعية، وأكدت أكثر من 98% منهن أن خدمة المجتمع تعد ركيزة أساسية من ركائز بناء الوطن، بما يعكس التزام برنامج سدرة بتحقيق رؤية "عُمان 2040" وأهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية. وأسفر هذا التوجه عن تنفيذ ما يقارب من 40 مبادرة مجتمعية وأكثر من 600 ساعة تطوعية؛ حيث تناولت المشاركات موضوعات حيوية مثل التعليم، وتنمية المهارات، والصحة، والرفاهية، إضافة إلى الإشراف على البيئة وتعزيز الاندماج الاجتماعي.
وأكدت ملك الشيبانية المديرة العامة للعلاقات المؤسسية والقيمة المحلية المضافة في "عُمان شل" أهمية الشراكة الاستراتيجية بين "عُمان شل" وبرنامج "سدرة عُمان"؛ حيث قالت: "في عُمان شل، نؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية تطوير المواهب والإمكانات المحلية لدفع عجلة التقدم. ويعكس دعمنا لبرنامج سدرة للقيادة النسائية التزامنا بتمكين الشابات العُمانيات للعب دور فعّال في تشكيل مستقبل وطننا". وأضافت: "من خلال تزويد المشاركات بالمهارات الأساسية في القيادة والتعاون والتفكير النقدي، يساهم برنامج سدرة في تنمية جيل مستعد لإحداث التغيير والريادة. نحن فخورون بشراكتنا مع ’لهُنَّ عُمان‘ و’أوتورد باوند عُمان‘ لتقديم هذا البرنامج الاستثنائي، الذي يؤكد على التزامنا ببناء مستقبل أكثر إشراقة واستدامة لسلطنة عُمان".
وحقق برنامج سدرة إنجازًا مُلفتًا بتخريج أكثر من 165 شابة عُمانية على مدى 3 سنوات، اكتسبن خلال فترة دراستهن مهارات متنوعة وتعاونية متميزة. وقد أثبتت هؤلاء الخريجات قدرتهن على تحقيق إنجازات بارزة في مجالات مختلفة، مما يُظهر نجاح البرنامج في تطوير قائدات المستقبل. وبينما تتطلع سدرة إلى المستقبل بثقة، يظل التزامها العميق بدعم القيادات النسائية راسخًا وقويًا وتؤمن بأن تمكينهن هو مفتاح التغيير الإيجابي في المجتمع. ومع استعداد البرنامج لنسخته القادمة، فإنه يواصل توسيع آفاقه وتعزيز تأثيره في دفع عجلة التقدم والتنمية في سلطنة عُمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تخريج 14 مواطناً في برنامج توطين الأئمة
احتفلت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بتخريج 14 مواطناً في برنامج توطين الأئمة، الذي تم إطلاقه بهدف إعداد أئمة يتمتعون بالكفاءة العلمية والوعي المجتمعي وتأهيل الكوادر الوطنية في العلوم الشرعية.
حضر حفل التخريج، الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة، وأحمد راشد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة، والدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وعدد من المسؤولين في الشأن الديني.
وقال الدكتور عمر الدرعي: إن تنفيذ هذا البرنامج يأتي في إطار الالتزام بتوطين وظائف المساجد، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكد أن تمكين الكوادر الوطنية يأتي في مقدمة الأولويات.
وأشار إلى أن مساجد الإمارات تعكس القيم الوطنية والإنسانية، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز الوعي المجتمعي وحماية الفكر من التطرف، مؤكداً حرص الهيئة على تخريج أئمة يتمتعون بالوسطية والاعتدال، مسلحين بالعلم والمعرفة، ومدركين لمسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم.
وأضاف أن البرنامج يعد خطوة أساسية تسهم في استقرار المجتمع وتعزيز وعيه الديني، مشيداً بالتعاون بين الهيئة وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عبر المبادرات التي تسهم في تحقيق أهدافهما برؤى استباقية مبتكرة تواكب احتياجات المجتمع وتلبي تطلعاته.
من جانبه، أوضح الدكتور خليفة الظاهري، أن البرنامج يعكس التعاون المثمر بين الجامعة والهيئة، ويجسد رؤية القيادة الرشيدة في تأهيل الكوادر الدينية الوطنية عبر تزويد الأئمة بالمعرفة العميقة والمهارات التطبيقية التي تمكنهم من أداء رسالتهم بكفاءة عالية.
وقال: إن الجانبين حرصا على تقديم برنامج متكامل يجمع بين العلوم الشرعية والمهارات الحديثة، ليكون الخريج قادراً على مخاطبة المجتمع بأسلوب مؤثر يعزز قيم التسامح والاعتدال ويحافظ على الهوية الوطنية في سياق معاصر.
وعبّر حسين الحمادي، في كلمته نيابةً عن الخريجين، عن امتنانه للجامعة والهيئة على توفير هذا البرنامج، مؤكداً أنه وزملاءه ينطلقون الآن نحو مرحلة العطاء والعمل حاملين معهم ما اكتسبوه من علم وخبرة لخدمة مجتمعهم وترسيخ مبادئ الوسطية والتسامح في المجتمع.
ويهدف البرنامج لتزويد المشاركين بالمعرفة الشرعية والمهارات الخطابية واللغوية، إضافةً لتطوير قدراتهم في مجالات التجويد وعلم الأصوات والقيم الكبرى والأمن الفكري ومهارات الإلقاء والخطابة والتعرف إلى المؤسسات الدينية بالدولة، فضلاً عن التدريب العملي، بما يضمن تخريج أئمة قادرين على أداء دورهم بوعي ومسؤولية، وينعكس إيجاباً على الصورة الحضارية لمساجد الدولة.