«البروبي» طبق من التراث.. سيدات أسوان يحيين حرفة الأجداد بعد قرن من الانقراض
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
اشتهر أهالي قرية غرب أسون، على مستوى العالم، بإتقانهم وتميزهم فى حرفة يدوية يطلق عليها «البروبى»، ومع أن أناملهم قد هجرت غزلها منذ نحو 100 عام، فإنهم عادوا إليها مرة أخرى، ليحيوا مواهب أجدادهم، بعد نجاح المجلس التصديرى للحرف اليدوية والصناعات الإبداعية فى إعادة التراث النوبي لأطباق البروبى للاستخدام مرة أخرى، من خلال إلقاء الضوء عليه أثناء التدريب على الحرف اليدوية الذى تجريه جمعية الغلالاب بقرية غرب أسوان.
يحكى حمدي أبازيد، رئيس مجلس إدارة جمعية الغلالاب لتنمية المجتمع بقرية غرب أسوان، لـ«الوطن»، أن حرفة «البروبى» تراث خاص بأهالى قرية غرب أسوان على مستوى العالم، وكانت قد انقرضت: «حرفة البروبى تتحدث عن أصالة وجمال التراث النوبي بأسوان بأيادٍ مبدعة لأجدادنا منذ أكثر من قرن، والتى كانت تقوم بتطعيم خوص النخيل بسيقان الشعير الذهبية أو الملونة باستخدام الصبغة النباتية الصديقة للبيئة، والتي عادت للنور مرة أخرى، من خلال التدريب الذى تم لسيدات القرية على مدار 4 أيام بالجمعية».
تفعيل مبادرة «حقق حلمك»وشكر «أبازيد» المجلس التصديرى للحرف اليدوية والصناعات الإبداعية وكل الجهات الشريكة، لنجاحهم الكبير والمثمر فى تفعيل مبادرة «حقق حلمك»، من خلال برنامج دعم مقدمي الخدمات بالقطاع السياحى لتطوير مهارات أصحاب الحرف الإبداعية، والتى استهدفت جنوب الصعيد، وخاصةً أسوان، لتدريب الحرف اليدوية المختلفة، والذى تم من خلاله إحياء حرفة البروبى والحفاظ عليها من الانقراض.
تعلّم «البروبى» بقرية غرب أسوانسعادة شهدتها نادية محمد إسماعيل، المسئولة عن التدريب بجمعية الغلالاب بقرية غرب أسوان، غمرت المتدربات، وتحكى عما عاشته خلال فترة التدريب: «المتدربات كنّ سعيدات لتمكنهن من تعلّم البروبى، وبدأن بخطوة حقيقية فى الحفاظ على تراث أجدادهن، والتى بدأت خلال التدريب بعمل أول طبق بروبى، تم إنتاجه من جديد، ونشعر بالفخر فى هذه اللحظة التى يشهد لها التاريخ».
إعادة حرفة الأجداد إلى النورواحتفى المجلس التصديرى للصناعات اليدوية، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، بحماس أهالي أسوان فى إعادة حرفة الأجداد إلى النور، معبرين عن ذلك بعبارات يغمرها الفخر بالتراث المصري: «ده نجاح للتراث المصرى كله، أسوان وأهلها كانوا وما زالوا مصدر الإلهام.. ناس بسيطة، لكن بداخلهم عزيمة تقدر تهز جبال.. لما بدأت جولة المجلس التصديرى للحرف اليدوية فى جنوب الصعيد تفعيلاً لمبادرة (صمم فى مصر)، كعلامة جماعية تدل على جودة المنتجات المصرية كان هدفنا واضح: نحافظ على تراثنا ونحميه».
ورغم كل التحديات، أثبت أهل أسوان أنهم دائماً على قدر التحدى، ونبدأ خطوة حقيقية نحو حلم أكبر وهو الحفاظ على تراثنا للأجيال الجاية، مشهد أول طبق بروبى تم إنتاجه بعد حوالى 100 سنة كان لحظة مهيبة، مليانة فخر وشعور إن تعبنا ما راحش هدر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محافظة أسوان غرب أسوان المجلس التصديرى الحرف اليدوية الصناعات الإبداعية التراث النوبي المجلس التصدیرى بقریة غرب أسوان من خلال
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط ورئيس الجامعة يفتتحان المعرض الفني للحرف اليدوية رؤية فنية نوعية للمخلفات الزراعية
افتتح اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط يرافقه الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، المعرض الفني للحرف اليدوية "رؤية فنية نوعية للمخلفات الزراعية" والذي تنظمه كلية التربية النوعية بجامعة أسيوط بالتعاون مع محافظة أسيوط وتحت إشراف الدكتورة ياسمين الكحكي عميد كلية التربية النوعية، بقاعة المناقشات بالمبنى الإداري بالجامعة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد عبدالمولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وشوكت صابر أمين عام الجامعة، وإيهاب عبدالحميد مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر بأسيوط، والدكتور وجدي نخلة العميد السابق لكلية التربية النوعية، والدكتور محمد عبدالباسط وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة هالة صلاح الدين رئيس قسم التربية الفنية بالكلية، والدكتورة هند اليداك رئيس قسم الاقتصاد المنزلي بالكلية، وممدوح جبر رئيس حي غرب أسيوط، إلي جانب نخبة من العمداء، ووكلاء الكليات، والقيادات الإدارية، ولفيف من طلاب الجامعة. حيث بدأت الفعاليات بإفتتاح المحافظ ورئيس الجامعة للمعرض وتفقدا الأعمال الفنية المتنوعة، والتي بلغ عددها نحو (٦٠) عملًا مبدعًا وإستمعا الى شرح من عميد الكلية عن أهم الاعمال من الأشغال الفنية والتصوير وأشغال الخشب وأشغال المعادن والنسيج الذي حرص المشاركون خلالها علي استخدام خامات طبيعية مستخرجة من مخلفات زراعية ومنها نبات الحلف ومنتجاته ومخلفات الموز وجريد النخيل ومن ليف النخيل والخوص ليتمكنوا بذلك من الخروج بمشروعات صغيرة صالحة للتسويق مثل الشنط وقطع الديكور البسيطة ووحدات الإضاءة والإكسسوارات ولوحات التصوير والكراسي وغيرها.
وتم استكمال فعاليات الافتتاح بالسلام الوطني ثم الاستماع الى آيات من القرآن الكريم ثم عرض فيلم توثيقي لمراحل ظهور مبادرة الأعمال الفنية من المخلفات الزراعية والذي أبرز تطوير الحرف اليدوية كخطوة نحو الحفاظ علي التراث المحلي ودعم الاقتصاد وترسيخ الهوية الثقافية.
وأعرب محافظ أسيوط عن سعادته بافتتاح هذا المعرض الذي يُعد نتاجًا حقيقيًا للتطوير والإبداع في مجال الاستفادة من المخلفات الزراعية مشيرا إلى ايمانه بأن الحرف التقليدية والتراثية، تمثل جزءًا كبيرًا من هويتنا الثقافية والاقتصادية مؤكدا أن تشجيع هذه الحرف وتطويرها يتطلب دعمًا مستمرًا من خلال توفير التدريب والتوجيه الفني والتكنولوجي من قبل مختصين، وهو ما بدأنا في تنفيذه بالفعل من خلال تنفيذ منتجات مبتكرة تم تطويرها باستخدام المخلفات الزراعية، وهو ما يمثل قيمة مضافة لا تقتصر فقط على تحسين جودة المنتجات، بل تسهم أيضًا في فتح أسواق جديدة، خاصة في السوق الخارجي. وأبدى المحافظ إعجابه بالمشغولات الفنية المبتكرة التي قدمها أبناء كلية التربية النوعية، والتي تمثل بدورها نواة لمشروعات صغيرة ومنتجات ذات مردود اقتصادي مؤكدًا على دعمه الكامل للمشروعات الصغيرة التي تستخدم المواد الأولية المحلية، مثل الجريد وليف النخل وألياف الموز والتى نتج عنها مجموعة من الأعمال الفنية برؤية فنية مستحدثة تصلح كمشروعات صغيرة لخلق فرص عمل مستدامة، والمساهمة في تعزيز الاقتصاد المحليمن خلال الاستفادة من كافة الموارد الطبيعية المتاحة في توفير فرص تدريب للشباب وأصحاب الحرف ليكون لهم دور بارز في التنمية الاقتصادية للمحافظة موجهًا الشكر للقيادة السياسية الرشيدة للدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية على دعمه الكامل لهذا التوجه الإيجابي كما وجه المحافظ الشكر لقيادات جامعة أسيوط على تنظيم فعاليات المعرض.
ورحب رئيس جامعة أسيوط، بالوزير المحافظ وكافة القيادات وشباب الجامعة والمشاركين بالمعرض وجميع الحضور مبديًا سعادته البالغة بهذا الملتقى الفني الرائع والقائم علي تنفيذ المشغولات الفنية من مخلفات زراعية والذي يأتي تماشيًا مع الخطة الاستراتيجية لجامعة أسيوط واستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها من خلال تعزيز الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية واستدامتها مشيراً إلى اهتمام جامعة أسيوط بالقضايا البيئية والعمل جنبًا إلى جنب مع المحافظة والمؤسسات الحكومية ومختلف المنظمات لمعالجة القضايا البيئية من خلال تعزيز ثقافة إعادة التدوير والتوعية البيئية لافتًا إلى إن إعادة استخدام المخلفات الزراعية يعد ركيزة مهمة للتنمية الذاتية للمجتمع المحلي كما أن استخدام المخلفات الزراعية يرفع العائد الاقتصادي من الزراعة ويسمح للمزارع ببيع المنتجات الأساسية والثانوية للزراعة.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ياسمين الكحكي عميد كلية التربية النوعية إن المعرض يسلط الضوء علي إعادة تدوير المخلفات الزراعية كمشاريع اقتصادية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تحافظ بدورها على البيئة فضلًا عن الأهمية الاقتصادية الكبيرة عن طريق استخدام هذه المخلفات في خلق منتجات جديدة برؤية فنية وهو ما يدعم الصناعة المحلية والحرف اليدوية والصناعات الصغيرة.
وفى نهاية الفعالية تم تكريم كافة المشاركين بالأعمال الفنية خلال المعرض من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب تقديرًا لجهودهم في إثراء مجال التنمية المستدامة بأفكار ومشغولات فنية مستحدثة ومحلية الصنع.