حكم شراء السلع بخصومات ثم بيعها بسعر أعلى
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم شراء السلع التي عليها خصومات ثم بيعها بسعر أعلى من سعر الشراء؟ فهناك رجلٌ يعمل في شركةٍ توفر للعاملين بها خصوماتٍ على منتجاتها، فهل يجوز له شراء السلع للحصول على تلك الخصومات ثم بيعها بالثمن الأصلي بالسُّوق المحلي؟ علمًا بأنه قد لا يكون في حاجة إليها عند شرائها، وإنما يشتريها لغرض أن يبيعها بهامش ربح.
لترد دار الإفتاء موضحة: أنه لا مانع شرعًا من الاستفادة بالخصومات المُقدَّمة مِن بعض الشركات للعاملين بها، وذلك لا يقدح أبدًا في جواز تملُّك المشتري لهذه السلعة بعد تمام شرائها، بحيث يكون له الحق في التصرف فيها بحسب إرادته كسائر أملاكه، فيجوز للرجل المذكور بعد شرائه السلع ذات الخصومات مِن شركته أن يبيعها بثمن السوق طلبًا للربح، مع وجوب مراعاة كافة شروط التجارة الشرعية وأخلاقها المرعية مِن نحو الصدق والأمانة، والسماحة، وعدم الاحتكار وغيرها، عملًا بعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى»، وبما لا يخالف عقد عمله بالشركة ولوائحها.
بيان الحكمة من مشروعية البيع في حياة الناسشرع اللهُ جَلَّ وَعَلَا البيعَ وسيلةً لدفع الضرورة عن الناس عامَّة، وقضاء حاجاتهم، وتحقيق مصالحهم، وذلك بتحقيق مصلحة البائع والمشتري في تبادل العِوَضَين بالتراضي، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 29]، وعن أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ» أخرجه الأئمة: ابن ماجه في "السنن"، وابن حِبَّان في "الصحيح"، وأبو يَعْلَى في "المسند".
حكم شراء السلع بخصومات ثم بيعها بسعر أعلى من سعر الشراء
الخصومات التي تقدِّمُها بعض جهات البيع للعامَّةِ، أو لفئةٍ محدَّدةٍ مِن عملائها -كالعاملين بها كما هي مسألتنا- بما يخوِّل لهم الحصول على السِّلع أو الخدمات بثمنٍ أقل -إنما هي حطٌّ وتخفيضٌ مِن ثمن السلعة المعلَن لجمهور المستهلِكين قبل تمام عقد البيع، فيصبح الثمن بعد الخصم هو ثمن البيع لا الثمن الأول قبل الخصم؛ لأنه هو ما تراضى عليه العاقدان في ذلك البيع إيجابًا وقَبُولًا.
ومِن المقرَّر أن عقدَ البيع مِن عقود المعاوضَةِ، وهو ما "اجتمعتِ الأمة على كونه سببًا لإفادة المِلك"، كما قال حُجة الإسلام الغَزَالِي في "الوسيط" (3/ 3، ط. دار السلام).
فبتمام البيع تنتقل السلعة المشتراة بالخصم إلى مِلكِ المشتري، وتصيرُ قابلةً لكافَّةِ تصرفاتِهِ مِن نحو الاستعمالِ، والإجارة، والبيعِ، والهبةِ وغيرها، كسائر أملاكه؛ إذ مِن المقرَّر وفقًا للقواعد العامَّة للشريعة الإسلامية أنَّ مُقتضى المِلكيَّة هو حريةُ التصرف المشروع في الشيء المملوك، فمن مَلَك شيئًا أُبيح له التَّصرُّف فيه من غير شرطٍ ولا قيدٍ.
قال الإمام شهاب الدين القَرَافِي في "الفروق" (3/ 216، ط. عالم الكتب): [المِلك إباحةٌ شرعيَّةٌ في عينٍ أو منفعةٍ تقتضي تمكُّن صاحبها مِن الانتفاع بتلك العين أو المنفعة أو أخذ العِوَض عنهما] اهـ.
وقال العلامة محمد قدري باشا في "مُرشِد الحيران" (ص: 4، مادة: 11): [المِلك التام مِن شأنه أن يتصرف به المالكُ تصرفًا مطلقًا فيما يملكه عينًا ومنفعة واستغلالًا، فينتفع بالعين المملوكة وبِغَلَّتِهَا وثمارها ونِتَاجِهَا، ويتصرف في عينها بجميع التصرفات الجائزة] اهـ.
وكون المشتري غيرَ محتاجٍ لاقتناء السلعة ذات الخصومات وقت شرائها، وإنما يشتريها بقصد التربح من بيعها بعد ذلك بالثمن الشائع لها في الأسواق -لا يؤثر في صحَّةِ البيع أو الشراء شرعًا ما دامت تلك العقود مستوفية لشروطها؛ إذ "لَا فَسَادَ فِي قَصدِ البَائِع، فإنَّ قَصْدَه التِّجَارَةُ بالتَّصرُّف فيما هو حلالٌ لِاكتِسَابِ الرِّبِح"، كما في "المبسوط" لشمس الأئمة السَّرَخْسِي (24/ 6، ط. دار المعرفة)؛ فحقيقة التجارة المشروعةِ: "الاسترباح بالبيع والشراء"، كما في "عقد الجواهر الثمينة" للإمام جلال الدين ابن شَاس (3/ 901، ط. دار الغرب الإسلامي).
إلا أنَّه يجب عليه أن يراعي عند الشراء قَصدَ الشركة المانحةِ لتلك الخصومات، فإن قصَدَت بتلك الخصومات تيسير وسائل المعيشة على العاملين بها، فإنه -وإن كان واحدًا منهم- يستحبُّ له أن يَرغَب في وصول الخير والتيسير لكافة إخوانه وزملائه العاملين بالشركة، بحيث إن علم أنهم تفوتهم فرصةُ الحصول على تلك الخصومات إن أكثر مِن الشراء عن الحَدِّ المعتاد فإن عليه ألَّا يُكثِر منه؛ لكي يَعُمَّ النفعُ المراد مِن تلك الخصومات، خاصَّةً إذا كان الخصم يُطَبَّق على عدد محدود مِن السلع، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» أخرجه الشيخان.
كما ينبغي عليه عند البيع أن يكون الربح معقولًا دون جشع أو استغلال؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث جابرٍ رضي الله عنه. والسماحة: الجُود والكرم، والمسامحة: المساهَلَة، كما في "لسان العرب" للعلامة ابن مَنْظُور (2/ 489، مادة: "س م ح"، ط. دار صادر).
قال الإمام ابن بَطَّال في "شرح صحيح البخاري" (6/ 210، ط. مكتبة الرشد) عند ذكر هذا الحديث: [فيه: الحضُّ على السماحة وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة والرقة في البيع، وذلك سببٌ إلى وجود البركةِ فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يحض أمَّته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة] اهـ.
الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن الخصومات المُقدَّمة مِن بعض الشركات للعاملين بها أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا يقدح في تملُّك المشتري للسلعة بهذا الشراء، بما يُخوِّل له التصرف فيها بعد شرائها بحسب إرادته كسائر أملاكه، فيجوز للرجل المذكور بعد شرائه السلع ذات الخصومات مِن شركته أن يبيعها بثمن السوق طلبًا للربح، مع وجوب مراعاة كافة شروط التجارة الشرعية وأخلاقها المرعية مِن نحو الصدق والأمانة، والسماحة، وعدم الاحتكار وغيرها، وبما لا يخالف عقد عمله بالشركة ولوائحها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيع والشراء المزيد النبی صلى الله علیه وآله وسلم شراء السلع الم لک
إقرأ أيضاً:
دعاء للزوج المتوفي بالرحمة والمغفرة.. كلمات تدخل السرور عليه في قبره
دعاء للزوج المتوفي، الزوج هو نصف الحياة الآخر لزوجته يحنو عليها ويشاركها في أمور حياتها وإدارة أسرتها بحلوها ومرها، لكن الفاجعة حين وفاته، والأكبر عند ترك أولاده فتقوم برعايتهم، وكلما اشتد الحمل عليها تتذكره فتحزن ولا ملجأ لها سوء الدعاء للزوج المتوفى ورفع يدها لأبواب السماء أن يعينها على حياته وأن يرحمه ويغفر له ويثبته عند السؤال ويجعل مثواه الجنة، لذا يقدم موقع صدى البلد دعاء للزوج المتوفي بالرحمة والمغفرة.
دعاء للزوج المتوفياللهم ارحم زوجي، اللهم ارحم زوجي؛ رب إنه خرج مني وأنا استودعتك إياه فاحفظه لي بحفظك حتى ألقاه، وأسكنه الجنة واجزه عني رفيع منازلها اللهم أفسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة؛ اللهم أجعل ما أصابه تكفيرًا له ورفعة لدرجاته؛ اللهم أدخله الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب.
دعاء لزوجي المتوفي بالرحمة والمغفرةاللهم أطعم زوجي من ثمار الجنة واجعل من نهر الكوثر شرابه اللهم افسح له في قبره وافتح له باب تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبدا، ربي اغفر له وارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا الله يا كريم مد لزوجي في قبره، اللهم مد له في بصره، اللهم اجعل قبر زوجي روضة من روض الجنة يا الله، اللهم لا تجعل لزوجي قبره حفرة من حفر النار، اللهم ارزق أهله وأحبابه الصبر، اللهم يا الله آجرني في هذه المصيبة، واخلف علي بما هو خير لي، اللهم لا تفتني من بعده، اللهم لا تحرمني أجره، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أبدل لزوجي دارا خيرًا من داره، اللهم ابدله أهلًا خيرًا له من أهله، اللهم أبدله زوجًا خيرًا من زوجه، اللهم ادخل زوجي الجنة، اللهم أدخله الجنة، يا الله أعزه من عذاب القبر، وأعزه يا الله من عذاب النار.
دعاء للزوج المتوفى بالرحمة والمغفرةاللهم ارحم زوجي الغالي واسكنه جنة الفردوس الأعلى. اللهم ارحم من سكنوا القبور وفارقوا الأهل والدور فإنك أنت العزيز الغفور.
اللهم تقبل منه القليل و تجاوز عنه التقصير اللهم اجعل مرضه كفارة لجميع ذنوبه. و اجعل آخر عذابه عذاب الدنيا . اللهم ثبته بالقول الثابت وارفع درجته واغفر خطيئته وثقل موازينه . اللهم حاسبه حسابا يسيرا يامن هو أرحم من عباده بأنفسهم و من الأم بولدها. اللهم حرم لحمه و دمه و بشرته على النار .
دعاء لزوجي الميت بالرحمة والمغفرةاللهم افتح له أبواب جنتك و أبواب رحمتك يا الله .
اللهم اغفر له حتى لا يبقى من المغفرة شئ. اللهم ارض عنه حتى لا يبقى من الرضا شئ .
اللهم أطعم زوجي من ثمار الجنة واجعل من نهر الكوثر شرابه، اللهم افسح له في قبره وافتح له باب تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبدا، ربي اغفر له وارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين. يارب عطر قبر زوجي برائحة الجنه، اللهم ارحم روحا رحلت ولم يكتفي قلبي من حبه واجعل الجنه داره واجمعني به في جناتك يوم نلقاك.
اللهم أرحم ذلك الجسد النائم الطاهر، اللهم اسكب على زوجي السكينة والرحمة والمغفرة اللهم اجعله من عبادك السعداء.
اللهم أرحم زوجي فهو أغلى ما فقدت، ربي إني اشتقت لمبسمه ف أجعله يارب مبتسم في فردوسك الأعلى اللهم أجعل الجنة داره و مقره. اللهم أرحم من لا شمس تشرق عليهم ولا قمر يضيء عتمتهم اللهم أنر قبورهم وأسقها بفيض من جنتك.
وهب لهم سعه لا يرى لها نهاية، اللهم أرحم زوجي وأموات المسلمين.