ما زال بعض أفراد المجتمع يشعر بغضاضة في دفع المرأة المصرية لمراكز القيادة برغم ما أثبتته التجارب في تحقيقها العديد من النجاحات في كافة المهام التي اسندت إليها، وربما زادت حدة البعض فتعرض بالإساءة ووضع العراقيل رغبة في إثبات فشلهن في مراكز القيادة، إلا أن المرأة المصرية ما زالت قادرة على التحدي والصمود.
وأنا في هذا المقال قد رأيت رؤى العين نموذج مشرف يستحق الإشادة والدعم، وتبدأ الحكاية من شكوى وصلت من بعض الطلبة لباب صوت الناس بالبوابة نيوز بشأن التماس لرفع درجات، توجهت بالطلب للأستاذة سماح إبراهيم مدير التربية والتعليم بالقليوبية، ودخلت إلى مكتبها ليس بصفتي الصحفية وكان باب مكتبها مفتوح للجميع، جلست في انتظار عرض الطلب عليها، وكان أصحاب المشكلات أمامها، تفحص كل شكوى وتوجه بحلها فورا، حتى ما يستدعي التواصل مع الوزارة كانت تجري اتصالا بالمسؤول وتشرح له المشكلة، وللحق جعلني الأمر أتابعها وهي تتحدث بوجه بشوش وتستمع باهتمام للجميع دون ضجر ولا غضب وأثناء ذلك يتوافد إليها العاملين بديوان المديرية فتدير العمل بسلاسة في هدوء تام.. لا زحام لا أصوات عالية لا تكدس على المكاتب.. كل موظف في مكتبه وأمامها شاشات عرض لكل المكاتب.. شئ مبهج في التعامل.
الغريب أن بعض الصفحات قد شنت هجوما مبررا عليها منذ توليها إدارة منظومة التربية والتعليم بالقليوبية التي أكاد أجزم أنها من أصعب المديريات لتنوع مدارسها بين المدينة والريف واختلاف طبقات المتعاملين معها.. لكنها لا تلق بالا بالمتربصين وتفرض شخصيتها على الجميع بمزيج من الاحترام والقوة في اتخاذ القرار، ومن الواضح أنها وضعت يدها على مواطن الخلل، وبدأت في إصلاحه فتضرر بعض المنتفعين الذين لم يجدوا لك سبيلا سوى التجريح والتشهير بها على منصات التواصل الاجتماعي.
خرجت من مكتبها وأنا سعيد بما رأيته وتأكيدا لما رأيت اتصلت ببعض العاملين في حقل التعليم للسؤال عنها فلم أجد إلا الإشادة حتى أن بعضهم أثنى على قوة شخصيتها في الإدارة واتخاذ القرار.
فوجب الشكر لا لأمر شخصي ولكن لأنها تتعامل مع مشاكل الطلبة كأم حريصة على مصلحتهم قبل أن تكون مسؤولة، وكان صدقا ما قالت: "دول ولادنا يا افندم".
وأنني أؤكد أن جزء أساسي من نجاحها ونجاح الكثير من الأمور في محافظة القليوبية يرجع الفضل فيه إلى اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، الذي رسخ مبدأ خدمة المواطن بالمحافظة، فأنجز العديد من الأمور في سلاسة تحسب له، فبخلاف جهده الكبير لم نر مشكلة خلال إدارته إلا ووجد لها حلا دون ضجيج، قليل الكلام كثير الفعل نموذجا ناجحا في القيادة نتمنى أن نرى مثله الكثير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المرأة المصرية القيادة مدير التربية والتعليم بالقليوبية
إقرأ أيضاً:
سباق الذكاء الاصطناعي.. كيف يعيد التقطير رسم ملامح المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا؟
في سباق عالمي محموم لابتكار نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وأقل تكلفة، تلجأ كبرى الشركات، مثل OpenAI و Microsoft وMeta، إلى تقنية "التقطير" (Distillation)، التي تتيح نقل المعرفة من النماذج الضخمة إلى نماذج أصغر وأكثر كفاءة.
ما هو التقطير ولماذا يثير الجدل؟تعتمد هذه التقنية على استخدام نموذج ذكاء اصطناعي ضخم، يُعرف بـ"النموذج المعلم"، لإنتاج بيانات تُستخدم في تدريب نموذج أصغر يُسمى "النموذج الطالب". يسمح هذا النهج بتطوير نماذج قادرة على أداء مهام محددة بدقة عالية، مع تقليل استهلاك الموارد الحسابية وخفض التكاليف التشغيلية.
واكتسب التقطير زخماً كبيراً بعد أن استخدمته شركة DeepSeek الصينية لبناء نماذج قوية تستند إلى أنظمة مفتوحة المصدر طورتها Meta وAlibaba، مما أدى إلى اهتزاز ثقة المستثمرين في هيمنة وادي السيليكون على هذا القطاع، وأدى إلى خسائر بمليارات الدولارات لأسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية.
يرى الخبراء أن التقطير يمثل فرصة ذهبية للشركات الناشئة التي تبحث عن طرق فعالة من حيث التكلفة لتطوير تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإنه يشكل تهديداً لنماذج الأعمال التقليدية لكبار اللاعبين في المجال، مثل OpenAI، التي تعتمد على تقديم نماذج ضخمة بتكاليف تشغيلية مرتفعة.
وفي هذا السياق، قال أوليفييه جوديمان، رئيس المنتجات في OpenAI، إن "التقطير هو عملية سحرية تتيح تحويل النماذج الذكية العملاقة إلى نماذج أصغر وأكثر كفاءة، قادرة على تنفيذ المهام بسرعة وبتكلفة منخفضة".
معركة جديدة: حماية النماذج من الاستنساخرغم الفوائد الهائلة التي يوفرها التقطير، فإنه يطرح تحديات كبرى، خصوصاً فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية. فقد أعربت OpenAI عن قلقها من أن DeepSeek استخدمت تقنيات التقطير لتدريب نموذجها المنافس، في انتهاك لشروط الخدمة. وتبذل الشركة جهوداً كبيرة لرصد أي عمليات استنساخ غير مصرح بها، حيث يمكنها حظر الوصول إلى منصاتها لمن يشتبه في إساءة استخدام بياناتها.
بين الذكاء المفتوح والسباق نحو التفوقفي المقابل، يرى أنصار الذكاء الاصطناعي المفتوح، مثل يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في Meta، أن التقطير يعزز من روح الابتكار الجماعي، حيث قال: "نحن نستخدم هذه التقنية وندمجها في منتجاتنا فوراً... هذه هي الفكرة الأساسية للذكاء المفتوح، حيث يستفيد الجميع من تقدم الآخرين".
لكن هذا النهج يفرض تحديات أمام كبرى شركات الذكاء الاصطناعي، التي تستثمر مليارات الدولارات في تطوير نماذج متقدمة، لتجد أن المنافسين يتمكنون من مجاراتها في غضون أشهر فقط.
مستقبل التقطير: توازن بين الكفاءة والقدراتيتيح التقطير نماذج أسرع وأقل تكلفة، إلا أن لها حدوداً، حيث يرى أحمد عوض الله، الباحث في Microsoft Research، أن "النماذج المقطرة يمكن أن تكون ممتازة في مهام محددة، مثل تلخيص الرسائل الإلكترونية، لكنها لن تكون بنفس كفاءة النماذج الضخمة في المهام المعقدة".