خبراء: قرار ترامب بالانسحاب من الصحة العالمية سيعرقل جهود المنظمة في الاستجابة الفورية عالميا
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
حذر خبراء في الصحة العامة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على صحة الأمريكيين، بل صحة على الملايين من الناس حول العالم.
ويأتى ذلك التحذير عقب توقيع ترامب، أمس الاثنين، بعد ساعات قليلة من أدائه اليمين الدستورية كرئيسا للولايات المتحدة، على الأمر التنفيذي أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب بسبب سوء تعامل المنظمة مع جائحة كورونا كوفيد-19 التي نشأت في ووهان الصين، والأزمات الصحية العالمية الأخرى، بالإضافة إلى فشلها في تبني الإصلاحات العاجلة المطلوبة، وعدم قدرتها على إثبات استقلاليتها عن التأثير السياسي غير المناسب لدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية
وأشار بعض الخبراء، ومن بينهم علماء وخبراء في الصحة العامة وأساتذة في الجامعات الأمريكية، إلى أن هذه الخطوة قد تعرقل التقدم المحرز في مكافحة الأمراض المعدية، مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية إيدز كنتيجة لضعف تمويل المنظمة، حيث ان الولايات المتحدة تعد من أكبر ممولى المنظمة العالمية.
وقالوا إنه "في ظل إدارة الرئيس الامريكى المنتهية ولايته جو بايدن، استمرت الولايات المتحدة في كونها أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية، حيث ساهمت في عام 2023 بحوالي خمس ميزانية الوكالة.. وتبلغ الميزانية السنوية للمنظمة 6.8 مليار دولار (5.5 مليار جنيه إسترليني)، فيما أشار الأمر التنفيذي إلى أن الانسحاب جاء نتيجة لـالمدفوعات الباهظة وغير العادلة التي قدمتها الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، التي تُعد جزءًا من الأمم المتحدة.
وحذر أشيش كومار جا عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الإمريكية وهو طبيب باطني عام وأكاديمي هندي-أمريكي شغل منصب منسق استجابة البيت الأبيض لجائحة كوفيد-19 تحت إدارة الرئيس بايدن من أن الانسحاب سيضر ليس فقط بصحة الناس حول العالم، ولكن أيضًا بزعامة الولايات المتحدة وقدراتها العلمية.. وأضاف، في تغريدة على موقع إكس، أن قرار الانسحاب لن يؤثر فقط عل عمل المنظمة لعام واحد، بل سيكون له تأثيرا ممتدا وطويل الأمد.
ووصف خبير الصحة العامة العالمي وأستاذ بجامعة جورج تاون لورانس غوستين القرار بأنه كارثي، وقال: الانسحاب يمثل جرحًا فادحًا للصحة العالمية، ولكنه جرح أعمق للولايات المتحدة، أما على مستوى الضرر الذي قد يلحق بالولايات المتحدة، فانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيقطع أيضا روابط المنظمة مع وكالات أمريكية رائدة، مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC وإدارة الغذاء والدواء FDA، والتي تقدم حاليا إرشادات للمنظمة حول مجموعة واسعة من الموضوعات، وتتلقى في المقابل معلومات حيوية، بحسب تقرير للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم AAAS، وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.
وقالت عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز، وهي خبيرة في الأمراض المعدية الناشئة في مركز إيراسموس الطبي في هولندا إن "الانسحاب سيعزل مركز السيطرة على الأمراض عن الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تعد ضرورية لأمننا العالمي".
وعلى المستوى العالمي، فخلال السنوات الماضية خُصص جزء كبير من الأموال التي ساهمت بها الولايات المتحدة للاستجابة للتفشي والأزمات الأخرى.. وقال جيريمي كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية، الذي قدّم مشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن نظام الاستجابة للطوارئ بعد تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016، إن فقدان تلك الأموال سيحد من قدرة المنظمة على الاستجابة السريعة، وسيكون ذلك أمرًا سيئًا للولايات المتحدة، لأن منظمة الصحة العالمية تقوم بمهام لا تضطلع بها أي منظمة أخرى حاليًا.
وأضاف أنه خلال فترة ترامب الأولى وقعت عدة تفشيات لفيروس الإيبولا، وبفضل استجابة الطوارئ التي فعلتها منظمة الصحة العالمية، لم نكن بحاجة إلى نشر الجيش الأمريكي، ولم نضطر إلى إنفاق مليار دولار من الأموال الأمريكية للسيطرة على الوضع.
وتتفق ماريون كوبمانز عالمة الفيروسات مع أن الانسحاب سيترك الولايات المتحدة أكثر عرضة للخطر، قائلة: "أفضل وسيلة دفاع لدينا هي التعاون العالمي وتبادل البيانات"، وفضلا عن التأثيرات المحتملة لقرار الانسحاب على جهود المنظمة في الصحة العامة حول العالم، لايزال مصير العالمين في مراكز المنظمة بالولايات المتحدة غير واضح، فيمكن للمواطنين الأمريكيين الذين يعملون مباشرة لدى منظمة الصحة العالمية البقاء في وظائفهم. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، عالمة الأوبئة ماريا فان كيركوف مديرة قسم الاستعداد والوقاية من الأوبئة والجائحات في المنظمة، والتي أصبحت وجه المنظمة خلال جائحة كوفيد-19.. ومن المحتمل، أن يظل بإمكان المواطنين الأمريكيين العمل في المجالس الاستشارية المؤثرة، مثل المجموعة الاستراتيجية الاستشارية للخبراء في مجال التحصين.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعملون لدى الوكالات الأمريكية وينتدبون للعمل في منظمة الصحة العالمية سيكون عليهم على الأرجح العودة إلى الولايات المتحدة.. ويشير لورانس غوستين خبير قانون الصحة الوطنية والعالمية في جامعة جورج تاون إلى أن العشرات من موظفي مراكز السيطرة على الأمراض CDC وإدارة الغذاء والدواءFDA ووكالات فيدرالية أخرى يتم نشرهم سنويًا للعمل في مقر المنظمة بجنيف أو في مناطق الأزمات نيابة عن منظمة الصحة العالمية.
ومن غير الواضح ما سيحدث لما يعرف بـ"مراكز التعاون التابعة لمنظمة الصحة العالمية"، والتي تستضيف الولايات المتحدة منها 72 مركزًا، وهو العدد الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى.. وتصنف هذه المراكز من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها رائدة عالميًا في مجالها، وتوفر تحليلات ونصائح للمنظمة، فيدير غوستين، على سبيل المثال، مركز التعاون التابع للصحة العالمية لقانون الصحة الوطنية والعالمية، فيجب إعادة اعتماد هذه المراكز من قبل كل من مقر منظمة الصحة العالمية والبيت الأبيض كل أربع سنوات.
وبحسب تقرير الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، فإن الولايات المتحدة ستفقد بقرار الانسحاب صوتها المؤثر في جمعية الصحة العالمية، وهو اجتماع سنوي للدول الأعضاء يتم خلاله انتخاب المدير العام، ومراجعة واعتماد ميزانية منظمة الصحة العالمية، ووضع السياسات المتعلقة بقضايا، مثل استئصال الأمراض، ومكافحة التبغ، والمساواة في توزيع اللقاحات.
وقال جيريمى كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية ومسئول سابق فى إدارة الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن إذا كان القلق الحقيقي هو أن منظمة الصحة العالمية تقع تحت تأثير الصين، فإن إبعاد الولايات المتحدة عن المعادلة سيجعل الأمر محسوماً لصالح الصين.
اقرأ أيضاًيسيل الدم من العينين والفم.. الصحة العالمية تحذر من تفشي فيروس ماربورغ القاتل
فيروس ماربورج يتسبب في 8 وفيات بتنزانيا.. والصحة العالمية تحذر
ما هي التدابير الوقائية ضد فيروس HMPV؟.. متحدث الصحة العالمية يوضح
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية ترامب دونالد ترامب الانسحاب من الصحة العالمية قرار الرئيس الأمريكي لمنظمة الصحة العالمیة منظمة الصحة العالمیة الولایات المتحدة الصحة العامة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الغمراوى» يناقش مع منظمة الصحة العالمية إجراءات دعم قطاع الصناعة وتوافر الادوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، اليوم، وفداً من منظمة الصحة العالمية، برئاسة الدكتور نعمة عابد، ممثل المنظمة في مصر.
رئيس هيئة الدواء يناقش مستجدات العمل الرقابيتم خلال الاجتماع مناقشة مستجدات العمل الرقابي واستمرار توافر المستحضرات الطبية المهمة بسوق الدواء. كما تم مناقشة التوصيات والإجراءات العاجلة لضمان استمرارية الخدمات العلاجية للمرضى.
وخلال كلمته، أكد د.علي الغمراوي التزام الهيئة بالتعاون مع الشركاء الدوليين لضمان توافر الأدوية الأساسية، ودعم جهود الدولة في الحفاظ على الصحة العامة، وكذلك حرص الهيئة علي التعاون مع شركاء القطاع الدوائي والسعي لتطوير قطاع الصناعات الدوائية وتعزيز قدرات الدولة في مجال الرعاية الصحية.
المشاركون في اللقاءشارك في اللقاء د. نهلة جمال الدين، مسئول الأمراض المعدية بمكتب مصر لمنظمة الصحة العالمية، ود. منى معروف، مسئول المستحضرات الطبية والصيدلية بمكتب المنظمة بمصر. ومن جانب هيئة الدواء المصرية، د. أماني جودت، معاون رئيس الهيئة والمشرف على الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة،و د. وديان يونس، رئيس الإدارة المركزية للرقابة الدوائية، ود. أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة لشئون السياسات والتعاون الدولي، والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية ودعم الأسواق، و د. داليا أبو حسين، مدير عام الإدارة العامة لتوكيد الجودة بالهيئة، عضو اللجنة التوجيهية للمواءمة التنظيمية للمستحضرات الطبية الأفريقية وممثل الهيئة باللجنة الأفريقية لنظام إدارة الجودة التابعة لوكالة تنمية الإتحاد الأفريقي.
IMG-20250415-WA0015 IMG-20250415-WA0017 IMG-20250415-WA0014 IMG-20250415-WA0016