لجريدة عمان:
2024-10-01@23:17:32 GMT

التعدين في أعماق البحار

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

الطلب على المعادن التي تحتاجها الثورة التقنية الخضراء (إحلال الوقود الأحفوري بالموارد المتجددة) يثير المخاوف من تدافع مسعور لاستخراج الموارد من أعماق البحار والتعجيل بالتدهور البيئي.

اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والتي أجيزت في عام 1982 وضعت قيودا على التعدين في أعماق البحار خارج «المناطق الاقتصادية الخالصة» للبلدان الساحلية.

لكن هنالك مشكلة في الاتفاقية. فطبقا لأحد بنودها إذا تقدمت دولة طرف في الاتفاقية تتعاون مع شركة تعدين بطلب للتعدين في قاع البحر سيكون لدى الهيئة الدولية لقاع البحار التي أنشئت في عام 1994 مهلة عامين لإنهاء الإجراءات اللازمة للبت في الطلب. وإذا لم تفعل ذلك خلال المدة المقررة يمكن للدولة والشركة المعنيَّتين الشروع في التعدين.

في يونيو 2021 تقدمت دولة ناورو وشركة ميتالز بطلب للتعدين. وفي غياب إجراءات الموافقة على الطلب يصبح في إمكانهما مباشرة التعدين في يوليو 2023.

طالبت بعض البلدان المنزعجة من هذا الوضع بقيادة إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيرلندا والسويد بتجميد احترازي للتعدين البحري أو حظره، كما دعت إلى ذلك فرنسا، مشيرة إلى احتمال أن يُفضي إلى دمار بيئي.

لكن جماعة ضغط (لوبي) قوية تناصر التعدين تجادل بأن استخراج الموارد من أعماق البحار ضروري «للتحول الأخضر». وتقول هذه الجماعة نظرا لعدم وجود معادن كافية في اليابسة يصبح التعدين في قاع البحر حتميا.

أحد المخاوف أن عمليات التعدين في أعماق البحار في حال انطلاقها ستقلل من قدرة البحر على امتصاص الكربون. ودور البحر «كبالوعة كربون» بالغ الأهمية في مكافحة احترار الكوكب.

إلى ذلك أوضحت أبحاث حديثة أن العُقَيدات المتعددة المعادن والموجودة في قاع البحر على بعد آلاف الأمتار من السطح شديدة النشاط الإشعاعي. وإخراج ملايين الأطنان من هذه العُقَيدات (رواسب معدنية بحجم البطاطس) إلى اليابسة يمكن أن يضر بصحة الإنسان.

لقد تم إيلاء قدر كبير من الاهتمام في وسائط الإعلام مؤخرا للقضايا البيئية التي أثارها التعدين في أعماق البحار. لكن هنالك جانبا واحدا جرى تجاهله إلى حد ما وهو الجغرافيا السياسية.

كانت المخاوف الجيوسياسية في البداية وراء مساعي التوصل إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ودواعي الاتفاقية هي أولا، الحاجة إلى منع صراع القوى العظمى حول موارد المحيطات. وثانيا، ضمان التعامل مع كل شيء موجود في المحيطات باعتباره « تراثا مشتركا للبشرية».

الاتفاقية النهائية التي أجيزت في عام 1982 قدمت مكاسب لمجموعات البلدان المختلفة مقابل تنازلات من جانبها. وما يقوله الآن أنصار التعدين في قاع البحار إن على البلدان الغنية عدم الوفاء بالتنازل الوحيد والكبير الذي قدمته في مقابل تنازلات كبرى من جانب البلدان النامية. وهذا من شأنه أن يكون ظلما فادحا وانتكاسة.

بموجب بنود الاتفاقية حازت كل البلدان الساحلية على ملكية وطنية لما يصل إلى 200 ميل بحري من سواحلها كمناطق اقتصادية خالصة بمساحة كلية ضخمة تبلغ 138 مليون كيلومتر مربع. في مقابل ذلك اعتبرت الاتفاقية قيعان البحار التي تغطي 54 % من محيطات العالم «تراثا مشتركا للبشرية».

وافقت البلدان النامية، بما في ذلك 36 بلدا بلا منفذ إلى البحر ومن بين الأفقر في العالم، على الاتفاقية بناء على تأكيدات بأنه في حال القيام بأي استخراج للموارد من أعماق البحار سيتم اقتسام المنافع بطريقة منصفة. لقد ظلت البلدان الغنية تجني مكاسب على مدى 40 عاما من تنازلات البلدان النامية. وهي الآن تخطط للتنصل عن الوفاء بما توجبه عليها هذه الاتفاقية المعقدة. وهذا تصرف غير أخلاقي.

أنشئت الهيئة الدولية لقاع البحار لصياغة قانون تعدين عادل يحترم المبدأ الاحترازي والمتمثل في إحداث أدنى ضرر بالبيئة ولكن أيضا لإعداد صيغة للاقتسام العادل للمنافع. لم يتم إعداد هذه الصيغة ولا يوجد احتمال يذكر بتطوير أية صيغة تحترم روح أو نص القانون الدولي.

نتيجة لذلك توجد مخاطر واضحة وماثلة. فقد نشهد ما قد يرقى إلى أن يكون أكبر عملية استيلاء على الموارد في التاريخ. هذا إلى جانب اندلاع صراع جديد على النفوذ الجيوسياسي سيكون هذه المرة بين الصين وبلدان قليلة أخرى لديها طموحات تعدين. وحتى الآن تم إصدار31 رخصة استكشاف بواسطة الهيئة الدولية لقاع البحار حصلت الصين على معظمها.

ثمة مفارقة هنا. ففي عام 1982 قادت الصين البلدان النامية في مجموعة الـ 77 في المطالبة باقتسام منافع التعدين بين كل الدول. واليوم حين ضغطت مجموعة كبيرة من البلدان الإفريقية لفرض ضريبة بنسبة 45% على كل الأرباح المتحققة من استخراج المعادن من الموارد البحرية المشتركة قادت الصين المعارضة لهذا المطلب.

نبَّهت الولايات المتحدة إلى احتمال أن تبسط الصين سيطرتها على التعدين العالمي وهو احتمال وارد حقا. هذه المخاوف مبررة لكن أمريكا أيضا مسؤولة عن ذلك جزئيا لرفضها القاطع التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وحتى البلدان الأوروبية القليلة التي دعت إلى وقف مؤقت للتعدين في أعماق البحار أكدت أساسا على المخاوف البيئية. وما كان عليها تجاهل أهمية مبدأ اشتراك البلدان في ملكية الموارد البحرية ومقتضيات توزيع منافعها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البلدان النامیة فی عام فی قاع

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الأغذية بالأردن 2.8%

#سواليف

#ارتفعت #أسعار_الأغذية في #الأردن من 2% إلى 2.8% خلال أشهر حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين، وفق تقرير شهري للبنك الدولي، في وقت رصدت فيه دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعا في أسعار المستهلك (التضخم) للأشهر الثلاثة.

ووفق تقرير للبنك الدولي ، فإن أسعار الأغذية في الأردن ارتفعت بنسبة 2% خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، وبنسبة 2.6% في تموز/يوليو الماضي، وبنسبة 2.8% في آب/أغسطس الماضي، بعد أن وصلت نسبة ارتفاعها 2.1% في أيار/مايو 2024.

وكانت أسعار الأغذية في الأردن انخفضت في شهر نيسان/ابريل الماضي بنسبة -0.1% بعد 9 أشهر على الأقل من الارتفاع المستمر.

مقالات ذات صلة ترشيح التعمري لجائزة أفضل لاعب آسيوي خارج القارة 2024/10/01

التقرير، أشار إلى أن أسعار الأغذية ارتفعت بنسب 1.5% في آذار/مارس الماضي، و1.8% في شباط/فبراير، و3% في كانون الثاني/يناير و2.2% في كانون الأول/ديسمبر من العام 2023، و0.8% في تشرين الثاني/نوفمبر، 1.7% في تشرين الأول/أكتوبر، 1.3% في أيلول/سبتمبر، 0.6% في تموز/يوليو الماضي، و1.2% في آب/أغسطس الماضي.

دائرة الإحصاءات العامة، رصدت ارتفاعا في أسعار المستهلك (التضخم) لشهر آب/أغسطس الماضي بنسبة 1.87% مقارنةً مع مثيله من العام الماضي، وارتفاعا بنسبة 1.92% لشهر تموز/يوليو 2024 مقارنة مع الشهر المقابل من عام 2023، وارتفاعا بنسبة 1.75% لشهر حزيران/يونيو مقارنة مع الشهر المقابل من عام 2023.

عالميا، لا يزال ا#لتضخم في أسعار المواد الغذائية المحلية مرتفعا في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ تجاوز التضخم 5% في 77.3% من البلدان المنخفضة الدخل (أعلى بـ 18.2 نقطة مئوية منذ آخر تحديث في 27 حزيران/يونيو 2024).

وتجاوز 54.3% من البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى (أقل بـ 8.7 نقطة مئوية)، و44% من البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى (أعلى بـ 8.0 نقطة مئوية)، و10.7% من البلدان ذات الدخل المرتفع (أقل بـ 0.2 نقطة مئوية).

وبالقيمة الحقيقية، تجاوز التضخم في أسعار المواد الغذائية التضخم الإجمالي في 55.6% من البلدان البالغ عددها 167 دولة حيث تتوفر البيانات، وفق تقرير للبنك الدولي.

تقرير سابق للبنك الدولي، أشار إلى تصريحات لوزير الزراعة خالد الحنيفات، أكد فيها على الدور المحوري للقطاع الزراعي في الأمن الغذائي، وبين جهود الوزارة لتمويل أنظمة الري الحديثة، وتعديل صندوق إدارة المخاطر الزراعية لتوسيع التغطية والمساهمة في إنشاء آبار مياه وسدود ومنشآت مائية، وأحواض أرضية لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وأوضح البنك أن الحكومة الأردنية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال إنشاء أول بنك وطني للبذور، وإلى توسيع قدرات تخزين المواد الغذائية إلى 400 ألف طن ورقمنة العمليات في ميناء العقبة، مما يعزز قدرات الأردن اللوجستية والأمن الغذائي.

تقرير البنك الدولي، أشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي أبلغ عن نقص في التمويل، مما يحد من المساعدات الغذائية للاجئين وسط ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الأردن في النصف الثاني من عام 2023.

مقالات مشابهة

  • هل يحمل أسرار الحياة الأبدية؟.. قصة الزمرد الفرعوني المدفون في أعماق صحراء مرسى علم
  • ألغاز وأساطير في أعماق البحر الأحمر.. الاستكشافات البحرية تصل إلى عالم الخيال والغرائب
  • لجنة سنن البحر بولاية صحم تناقش التحديات التي تواجه الصياد الحرفي
  • ارتفاع أسعار الأغذية بالأردن 2.8%
  • الزمرد في مرسى علم.. كنز الفراعنة المدفون في أعماق صحراء البحر الأحمر
  • أرتفاع معدلات الإصابة بحب الشباب بين المراهقين والشباب حول العالم حسب دراسة
  • يمنى البحار تشهد انطلاق فعاليات ملتقى 57357 للسياحة والمسئولية المجتمعية
  • الفصائل تشكك بانسحاب امريكا من العراق وتطالب بإدارج 3 نقاط في الاتفاقية الجديدة
  • شاهد| "القبقب" نجم البحار يجذب المقيمين إلى أسواق الأسماك بالشرقية
  • الصناعة البحرية ترفع مستوى التهديد للسفن التي ترسو في الموانئ الإسرائيلية بسبب الحوثيين