شارع جانبي في منطقة فيصل بالجيزة، إضاءته خافته، كاميرات المراقبة فيه قليلة عاجزة عن كشف وجوه المارة، مكان مناسب ليراق فيه دماء شاب، يتغنى الجميع بشهامته، يأتي إلى مسرح جريمته بقدميه في خطة مُحكمة وضعها القتلة، بعدما عقدوا العزم على إنهاء حياته في هذه الليلة.

على عتبة باب المسجد، يقف شقيقين " علاء.أ"، 24 عاما و"سامي" 21 عاما يخفي أحدهم في طيات ملابسه مطواه، والآخر شومة، يتهامسون فيما بينهما أن الإمام قد أطال في صلاة العشاء، وتأخر خروج "محمد علاء الدين القمش"، 20 عاما انفرجت أسارير الأخوين، مع ظهور طليعة المصلين الخارجين من الجامع.

رفع "علاء" صوته مناديا "محمد" "يا صاحبي عايزك في موضوع" بينما أختفى "سامي" في أول المشهد، يضع يديه على كتف صديقه، ويمسك بذراعه تارة أخرى، يطمئنه قبل الغدر به، ويرسم ابتسامة زائفة على وجه الآثم ويصطحبه إلى مسرح جريمة اختاره بعناية.

سار به إلى منتصف الشارع، واختار مكان تكون كاميرات المراقبة فيه عمياء عن تسجيل سفك دماء صديق العمر، بدون مقدمات أخرج مطواه وسدد طعنة نافذة في صدر صديق العمر "محمد القمش".

المجني عليهكاميرات المراقبة تلتقط طرف الجريمة 

حاول "القمش"، فهم ما يحدث وتراجع خطوات لتلقطه إحدى كاميرات، وتتابع في صمت ما يجري مرمى كادرها، تقاطرت الدماء من صدر "محمد"، وتعالت صرخاته، ليأتي "سامي" شقيق المتهم، وصديق الضحيه، استنجد به، "أخوك غزني يا صحبي"، وتعلق نظره بالشومة التي يمسكها، وتيقن أنه استجار بالشخص الخاطئ.

اجتمع عليه الأخوين ضربه " سامي" بشومته، وطعنه "علاء" مرة أخرة في قلبه، تماسك صديقهما للحظات، وتوقف كلمات العتاب في حلقه، فالقتلة أصدقائه، وطعنات الغدر نافذة، سقط أرضا يتمتم بكلمات غير مفهومة وأراح رأسه ليفارق الحياة في الحال.

هرج في مسرح الجريمة، هرب المتهمان سريعا بعد تيقن اكتمال الجريمة، وانفض المارة في عجل إلى أسرة المجني عليهم ليلقوا على ظهورهم الخبر الثقيل " محمد بيموت وشابين غزوه".

مصيبة لم تتحملها الأم " نوال علي عبد التواب"، انكرت ما سمعته، لم تتخيل أبدا فقدان أحد أبنها، خصوصا "محمد" أوسطهم وأكثرهم حنية عليها، وشاهمة مع أخوته، هرولت مع أبنائها إلى مستشفى الهرم.

تقول الأم لـ "الوفد"، أقف على باب غرفة العناية أسأل الأطباء والممرضين عن ابني، افتش في وجوههم عن كلمة أو إشارة تطفئ ناري، بعدما فقدت السيطرة على أعصابي، وارتجف يداي تبعتها قدماي، وتسرب القلق لقلبي.

لم أتحمل خوفي وتسارع ضربات فؤادي، دفعت بابا غرفة العناية فوجدت ابني على السرير، رفعت غطاء وضعه الأطباء على وجه، لم أرى سوى ابتسامه خفيفة على شفتيه، وثقبين في قلبه، انتفطت من هول ما أبصرت، تركته وتقطعت صرخاتي ببكاء هيستري على فلذة كبدي.

وردرت "محمد" ابني الأوسط، طالب في سياحة وفنادق، أوشك على نهاية دراسته، شهامته يذكرها الكبير والصغير في المنطقة، له أصحاب كُثر، منهم الشقيقين"علاء" و"سامي"، يتسامر معهم في ساعات الليل بعد عودته من عمله كفني تكيفات.

رسالة الأم لنجلها المقتول

وتابعت والدة الضحية، يجلس ابني معهما في صالون الحلاقة ويطول حديثهم لحبه الكبير لهما، يذكرهما أمامي بالخير " دول صحابي يا ماما.. رجالة وولاد أصول"، وأنا أقول له الآن خاب ظنك يا ولدي " أصحابك غدروا بك وقتلوك".

وعن سبب الجريمة ذكرت نوال، أنها لا تعرف سبب رئيسي للغدر بنجلها، غير أنها ذكرت أمام نجلها "محمد القمش" عن حاجتها للمال لدفع إيجارالشقة، فلما سمعها باع هاتفه المحمول "أيفون" بـ 7 آلاف جنيه لصديقه القتلة، وتحصل منهما على نصف المبلغ، ولم يطالبهم حتى بالباقي.

والدة المجني عليهالمتهمين بيغيروا من ابني 

وأردفت كان ابني يساعد صديقيه في كل أمروهم، قد يكونوا غاروا منه، بسبب حب الناس له، لكنهم ذكروا في التحقيقات مالا يصدق، قائلين بأن نجلي"محمد" كان يشرب الخمر أمام صالون الحلاقة الخاص بهم فخافوا على سمعتم وقتلوه.

وبصوت منهك من فرط البكاء، طالبت الأم بالقصاص، إعدام الشقيقين المتهمين بخطف روح فلذة كبدي ، "كنت عايزة أفرح بيه"، ووضع مصطفى رأس والدته في حضنه، ضمها إليه يكفكف دموع غالية "كفاية دموعك غالية وحقه هيرجع بإذن الله"

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين واقتادتهم إلى قسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.

وصرحت بدفن جثمان الطالب محمد علاء الدين القمش" بعد انتداب الطب الشرعي وتشريح الجثمان والوقوف على ملابسات الواقعة.

محرر الوفد وأٍسرة المجني عليه

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاميرات المراقبة غدر الصحاب

إقرأ أيضاً:

كذب ووحشية واستهتار.. حماس تفضح تدمير الاحتلال للمستشفى المعمداني

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قصف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني في مدينة غزة جريمة وحشية واستخفاف بالقيم والقوانين، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تفند الادعاءات الكاذبة للاحتلال.

وأكدت حماس، في بيان، أن تدمير طائرات الاحتلال مبنى الاستقبال والطوارئ، وتشريد المرضى والجرحى فيه جريمة حرب جديدة يرتكبها جيش الاحتلال ضمن مسلسل جرائمه الوحشية التي يرتكبها في قطاع غزة.

ووصفت الحركة التي تقود المقاومة في غزة سلوك الاحتلال بأنه وحشي واستخفاف وقح بالرأي العام العالمي وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، مؤكدة أن الاحتلال يواصل الفاشية ويستهتر بكل القوانين والأعراف الإنسانية وينتهك حرمة المستشفيات.

وكذّبت حماس ادعاءات الاحتلال بأن المقاومة تستخدم المستشفى في أنشطة عسكرية ووصفت ذلك بأنه تكرار مفضوح للأكاذيب، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تفند الادعاءات الكاذبة للاحتلال وتكشف ما يرتكبه في قطاع غزة من انتهاكات.

في الوقت نفسه، حمّلت حماس الإدارة الأميركية المسؤولية كاملة عن جريمة الاحتلال الوحشية في مستشفى المعمداني، إذ إنها لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من واشنطن، وفق تعبيرها.

إعلان

ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية.

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن غارة إسرائيلية استهدفت بصاروخين أحد مباني المستشفى فجر اليوم الأحد، مما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل وخروج المستشفى عن الخدمة.

ويضم المبنى المستهدف أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية، وأشار المراسل إلى أن عشرات الجرحى والمرضى افترشوا شوارع محيطة بالمستشفى بعد القصف.

جريمة شنيعة

وبدوره، ندد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بادعاءات جيش الاحتلال لتبرير جريمة قصف المستشفى المعمداني ووصفها بالباطلة، مؤكدا أن المستشفى لم يكن يوما مقرا لأي نشاط عسكري كما يدعي الاحتلال.

وأشار المكتب إلى أن الاحتلال دمر عمدا 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة.

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "الجريمة الشنيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المستشفى المعمداني هي صعود جديد نحو قمة الإجرام".

وأضافت الحركة -في بيان- أن هذا "العدوان الآثم ضمن سلسلة عدوانية ممنهجة تستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء في غزة".

تنديد أممي

في هذه الأثناء، حذرت المتحدثة باسم المكتب الأممي للشؤون الإنسانية في غزة من خطورة الأوضاع هناك، وقالت للجزيرة إنه "لم يعد هناك وقت للكلام بشأن غزة.. نحتاج أفعالا فورا".

وقالت المتحدثة إن القانون واضح فيما يخص فرض حماية للمدنيين وللمراكز الصحية، موضحة أن المكتب الأممي يواجه صعوبات من أجل الوصول للضحايا والمرضى، ومؤكدة أن تردي الوضع وقصف المستشفيات يؤثران على عملهم، ناهيك عن الأعمال العدائية وغلق المعابر كليا.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران، للجزيرة، إن جيش الاحتلال أجبر المرضى والطواقم الطبية في المستشفى المعمداني -المعروف بالمستشفى الأهلي- على الإخلاء قسرا.

إعلان

وأضاف أن إخراج المستشفى عن الخدمة، وهو الوحيد الذي كان يعمل في محافظة غزة، بمنزلة "حكم بالإعدام على المرضى والجرحى".

من جانبه، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت للجزيرة إن خروج المستشفى المعمداني عن الخدمة يفاقم من معاناة المرضى في القطاع، خاصة أن المستشفى هو الوحيد في منطقة غزة والشمال الذي به جهاز التصوير الطبقي.

وأضاف زقوت أن الاحتلال يواصل منع دخول أي أجهزة طبية رغم مناشدات منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي.

بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية للجزيرة إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني أدى إلى إخراجه تماما عن الخدمة، مشيرا إلى أن نحو 120 من المرضى في المستشفى لم يعد لهم مكان بعد الدمار الواسع الذي خلّفه الهجوم الإسرائيلي.

وقال مدير المستشفى المعمداني الدكتور فضل نعيم إن الاحتلال ارتكب جريمة ضد الإنسانية باستهدافه المستشفى المعمداني، وأضاف "لدينا مئات الجرحى والمصابين مكدسين خارج المستشفى بسبب استهدافه".

وأشار نعيم إلى أن الاحتلال بعد إخراجه المستشفى المعمداني عن الخدمة يوصل رسالة بأنه "لا مكان آمنا" في القطاع.

ونفى اختصاصي الجراحة العامة في المستشفى المعمداني الدكتور عصام أبو عجوة وجود أي مسلح في المستشفى مثلما ادعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تبريرها لاستهداف المستشفى وقصفه.

وقال أبو عجوة -في مقابلة عبر الجزيرة- إنّ المستشفى المعمداني خرج عن الخدمة بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم.

مقالات مشابهة

  • فيما العرب يتفرجون.. واشنطن تزود كيان الاحتلال بـ13 ألف ذخيرة لقتل النساء والأطفال في غزة
  • بحضور تامر حسني ومحمد سامي.. المونتير عمرو عاكف يحتفل بخطوبته على فتاة من خارج الوسط الفني
  • محمد سامي في مرمى الانتقادات.. دراما مكررة وحبكات مستهلكة في إش إش وسيد الناس
  • «دبي الصحية»: 11 عملية قلب معقدة دعماً للمرضى غير القادرين
  • فحص الكاميرات.. أمن القاهرة يكثف الجهود لكشف لغز رضيع حدائق القبة
  • بـ «رسالة غامضة».. محمد سامي يثير الجدل بين الجمهور
  • ريهام عبد الغفور تستعد لحصد جائزة هيباتيا الذهبية بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • كذب ووحشية واستهتار.. حماس تفضح تدمير الاحتلال للمستشفى المعمداني
  • محمد سامي في رسالة غامضة: ربنا يكفينا شر الكره بعد المحبة
  • نهاية كابوس في شوارع إسطنبول… القبض على “آلة الجريمة” البالغ من العمر 17 عامًا والمطلوب في 160 جريمة