بحث مستجدات أعمال الإحلال والتجديد بقصر ثقافة سوهاج
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
التقى اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، لمناقشة خطط العمل الثقافي وتطوير المواقع الثقافية بالمحافظة.
تناول اللقاء مستجدات أعمال الإحلال والتجديد الجارية بفرع وقصر ثقافة سوهاج، كما تم مناقشة مقترحات تطوير المناطق المحيطة بقصر الثقافة، وضمان تحقيق أقصى استفادة استثمارية مع الحفاظ على الطابع الثقافي للمكان، وأكد المحافظ أهمية تعزيز الأنشطة الثقافية والبنية التحتية الثقافية بالمحافظة، بما يساهم في دعم الحركة الثقافية وتوفير خدمات جديدة للمواطنين.
حضر اللقاء الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، اللواء علاء عبد الجابر، السكرتير العام للمحافظة، محمود زين، المستشار القانوني للمحافظة، الدكتور أحمد عزيز، المستشار العلمي، المهندسة هبة عبد الحميد، وكيل وزارة الإسكان بسوهاج، محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، الدكتور جمال عبد الناصر، مدير عام إقليم وسط الصعيد، أحمد فتحي، مدير عام ثقافة سوهاج، والمهندس هاشم عبد الرحمن، مدير المشروعات بالإدارة العامة للشئون الهندسية، وأحمد صابر مدير قصر ثقافة سوهاج.
وعقب اللقاء قام "ناصف" بجولة ميدانية شملت قصر ثقافة سوهاج وقصر ثقافة الطفل، لمتابعة أعمال الصيانة والتطوير الجارية بالمواقع الثقافية، وأكد أن الجولة تأتي ضمن جهود الهيئة لمتابعة المشروعات الثقافية في المحافظات، في ضوء توجيهات الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال زيارته الأخيرة لمحافظات الصعيد في أكتوبر الماضي.
كما شملت الجولة متابعة أعمال الصيانة بالمسرح الرئيسي لقصر ثقافة سوهاج، والتأكد من الالتزام بالمعايير الهندسية والفنية وفق الجدول الزمني المحدد. ومتابعة تطوير البنية التحتية وتجديد واجهات قصر ثقافة الطفل. ووجه نائب رئيس الهيئة بضرورة تكثيف الأنشطة الثقافية في المواقع المختلفة بالمحافظة، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجا، حتى الانتهاء من أعمال التطوير بشكل كامل.
"مصر جميلة".. قصور الثقافة تواصل فعاليات اكتشاف ورعاية المواهب بالبحر الأحمر
استمرت فعاليات برنامج "مصر جميلة" لاكتشاف ورعاية الموهوبين بمحافظة البحر الأحمر تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم ومدارس الأزهر الشريف.
وشهد قصر ثقافة الغردقة، ضمن فعاليات اليوم الثاني، أنشطة فنية متنوعة بحضور محمد رجب، مدير عام فرع ثقافة البحر الأحمر.
وفي ورشة "الموزاييك" قدمت الفنانة جيهان مبروك تدريبا عمليا على تقنيات تجميع القطع الفنية باستخدام معجون الأسمنت الأبيض، حيث أبدع الأطفال لوحات مستوحاة من البيئة المحلية.
وفي ورشة "معلقات المكرمية" أشرفت مهندسة الديكور منة أحمد على تصميم "الدريم كاتشر" باستخدام خيوط الصوف الملونة، مع تعليم الغرز المختلفة وإضافة الخرز الخشبي.
أما ورشة "الأداء الحركي" فقام الفنان علاء عبد الرازق بتدريبات على استعراضات مستوحاة من التراث الشعبي للمحافظة، وشملت طفل في السابعة كأصغر راقص تنورة بالمحافظة.
وفي الجانب الموسيقي قدم الفنان محمد رشاد تدريبا لاكتشاف الأصوات المميزة للأطفال، مع تعليمهم أداء الأغاني الوطنية.
واختتمت الشاعرة هويدا الصادق اليوم بورشة "الكتابة الإبداعية" وتناولت أساليب التعبير الفني، مشجعة الأطفال على كتابة وإلقاء قصائدهم الإبداعية.
ويهدف برنامج "مصر جميلة" إلى توفير بيئة ثقافية محفزة تمكن الأطفال والشباب من اكتشاف مواهبهم وصقلها في مجالات متعددة، ويشرف على البرنامج الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، من خلال الإدارة العامة لرعاية المواهب، برئاسة المخرج محمد صابر، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي وفرع ثقافة البحر الأحمر.
وتستمر فعاليات البرنامج حتى 22 يناير الحالي بقصر ثقافة الغردقة وعدد من مدارس المحافظة، مقدمة ورشا مجانية في الفنون التشكيلية، الموسيقى، الأداء الحركي، المسرح، والكتابة الإبداعية، بمشاركة نخبة من المتخصصين الذين يسعون إلى تنمية الإبداع الفني لدى الأطفال والشباب، ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتعزيز العدالة الثقافية والوصول إلى مختلف المحافظات.
وأطلقت هيئة قصور الثقافة برنامج "مصر جميلة" في صيف العام الماضي، بعدة محافظات منها: الفيوم، المنوفية، الغربية، الدقهلية، بور سعيد، المنيا، دمياط، الجيزة، وجارى العمل بشكل مكثف لتعميم الفكرة واكتشاف ودعم المزيد من المواهب الفنية من الأطفال، والشباب المبدعين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قصور الثقافة مصر جميلة هيئة قصور الثقافة سوهاج رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة محافظ سوهاج قصر ثقافة سوهاج رئیس الهیئة مصر جمیلة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.
وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.
بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.
وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.
لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.
وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.
من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة.
وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.
لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.
وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.
وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.
أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.
وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.