لجريدة عمان:
2024-07-06@05:59:47 GMT

هل هو رجل إسرائيل في رام الله..؟

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

شغل موضوع «انهيار السلطة الفلسطينية»، وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية والعالمية؛ إذ توقّع البعض أن يكون الانهيار قريبا، فيما رأى آخرون أنّ إسرائيل وأمريكا لن تسمحا بحدوث ذلك، خاصة بعد تصريح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بعدم السماح بانهيار السلطة الفلسطينية»، التي تأسست قبل ثلاثين عاما، بموجب اتفاقات سلام مع إسرائيل.

ويبدو من التحركات الأخيرة للرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، أنه استجاب لدعوات عربية ودولية لترتيب الأوضاع فيما تبقى من هيكل السلطة الفلسطينية مستقبلا، ومن ذلك «مسألة الخلافة» التي تثير أسئلة عديدة حول ذلك المنصب الهام، ومنها: هل يُعقل أن يتولى السلطة الفلسطينية شخص لا تريده إسرائيل؟

الواضح أنّ هناك تحركات كثيرة سرية ومعلنة متشابكة ومتداخلة حول خلافة الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاما، وهناك أكثر من متنافس، وظهرت على السطح بعضُ الأسماء يبدو أنها لا تجد القبول من الشعب الفلسطيني نفسه. ومن هذه الأسماء، حسين الشيخ الذي قال عنه الكاتبان الأمريكيان آدم راسغون وآرون بوكسرمان، في مقال مشترك بصحيفة «فورين بوليسي»: «إنّ مسيرة صعوده من فتى دخل سجون الاحتلال في فترة الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، إلى رجل يصفه ضابط مخابرات إسرائيلي كبير بأنّه «رجلنا في رام الله»، تثير الكثير من التساؤلات حول قدرته على قيادة شعب لا يثق بقياداته»، وأشار الكاتبان إلى «أنّ الشيخ لديه حظوظ أوفر ليصبح الزعيم المقبل للسلطة، على الرغم من عدم اكتسابه شعبية واسعة لدى الفلسطينيين، وذلك بسبب العلاقات الوثيقة التي تربطه مع إسرائيل والولايات المتحدة». وحسب المعلومات التي نشرها الكاتبان، فإنّ الشيخ يعمل كوسيط رئيسيٍّ للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة؛ ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة، «ويحث على التعاون مع إسرائيل، وليس التصادم معها؛ ناهيك عن أنّه يعمل الآن خلف الأبواب المغلقة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، تحت قيادة عباس»؛ فلا عجب إذن أن يميل أصحاب النفوذ الإسرائيليون إليه خليفة لأبي مازن «باعتباره شريكًا براغماتيًّا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، حيث قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد - طلب عدم ذكر اسمه، بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي -: «إنّه رجلنا في رام الله».. تلك العبارة التي أعادت الجدل حول مسألة الخلافة إلى المربع الأول، وأثارت نقاشات حول نهاية مرحلة الرئيس محمود عباس.

بالتأكيد لم تكن العبارة مريحة لحسين الشيخ، لذا فقد اتهم قيادات وأقطابًا في حركة فتح «بشن سلسلة من الهجومات عليه عبر تنبؤات وتكهنات إعلامية تطاله، بهدف حرق أوراقه وفرصته في الخلافة»، ودخل في الخط مقربون منه، إذ اتهموا منافسين له باستهدافه، بنسج حكايات وتوقعات من شأنها أن تؤدي إلى تأزيم العلاقة بينه والرئيس محمود عباس والتأثير في تلك العلاقة. ويرى الشيخ أنّ تسليط الإعلام الدولي أحيانًا الأضواء عليه هو أقرب إلى التحدث عن مؤامرة، «والأوساط القريبة جدًا منه في حركه فتح تشير إلى أنّ هذه المؤامرة تبدو متقنة وتُستثمر في الأوقات التي يبدو فيها الرئيس عباس منزعجًا، لأنّ قيادات دول عربية شقيقة وصديقة بدأت تطالبه بترتيب ملف خلافته أو المرحلة التي تلحق به في حال غيابه عن السلطة قبل رحيله».

ولكن حسب تقرير صحيفة «رأي اليوم» من واشنطن، فإنّ حسين الشيخ لا ينفي سعيه نحو الزعامة أو رغبته في ملء الفراغ؛ فهو من المقربين جدًا للدوائر الأمريكية والإسرائيلية، ولكن هل تكفي تلك الصفات لكي يعتلي الشيخ المنصة؟! حسب مختصين بارزين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبعض مصادر مركزية حركة فتح أنّ تلك «ميزات» لا تكفي لكي يعتلي الشيخ المنصة، ولكني أختلفُ مع رأيهم هذا؛ فلا يمكن أن يصل إلى ذلك المنصب إلا من تختاره وترضى عنه إسرائيل في المقام الأول ثم حليفتها أمريكا، وهو أمرٌ مؤسف. وللدلالة على ذلك فإنّ إسرائيل تدّعي رسميًا أنها لا تتدخل في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، وأنّ هذا شأن داخلي للفلسطينيين، لكن -كما كتب الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم في موقع «نيوز1» العبري- «فإنّ كلّ طفل فلسطيني يعرف أنه لا يمكن لأيّ شخصية فلسطينية أن تصبح رئيسًا للسلطة الفلسطينية دون موافقة واضحة من إسرائيل». وبالتأكيد هذا الكلام ينطبق على الشيخ والبرغوثي ودحلان وغيرهم.

ولحسين الشيخ (ميزات) أخرى قد تؤهله للخلافة، منها علاقاته الوثيقة مع تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ورونان بار رئيس الشاباك، وكذلك علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية؛ وهو مقرب من الرئيس محمود عباس.

وسواء كان حسين الشيخ هو المرشح الرسمي للخلافة أو غير ذلك، فإنّ عبارة «رجلنا في رام الله» تلحق به ضررا بالغا، حتى وإن كان الهدف منها حرق أوراقه -كما ذهب البعض-. وما بين دخوله السجون الإسرائيلية ومكوثه فيها إحدى عشرة سنة وتسميته بـ«رجلنا في رام الله» مسافة طويلة ومتغيرات كثيرة، ولا أعلم لماذا الاهتمام برأي إسرائيل والدول العربية في اختيار من يقود الفلسطينيين، بدلا من ترك الأمر بيد الشعب الفلسطيني وحده؟، ثم ألم يحن الوقت بأن تترأس السلطة الفلسطينية شخصياتٌ من جبهات أخرى ومن حركات المقاومة -مثلا- وهي التي لها حضور قوي الآن في ساحة النضال الفلسطيني؟!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الرئیس محمود عباس مع إسرائیل رئیس ا

إقرأ أيضاً:

فوق السلطة- جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة يُقتلون ولا يرون من قتلهم

ويؤكد الجنرال المتقاعد إسحاق بريك إن إسرائيل لا تنتصر وجنود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يقتلون قواتها من دون أن يروهم.

وقال بريك -في تصريح نقله برنامج فوق السلطة- إن "الضباط وقادة الألوية والجنود يتحدثون معي يوميا من الميدان، ويبلغونني بما يحدث في كل دقيقة".

وأضاف: "بالأمس تحدث معي ضابط وقال لي: بريك، استمر بكل قوة بما تقوم به.. هو في رفح الآن وقال لي إنني صادق في كل كلمة أقولها.. إنهم يخدعون الجمهور ولا يقولون الحقيقة: إننا لا ننتصر".

ويقول بريك إن هذا الضابط أخبره أنهم لا يقابلون مقاتلي حركة حماس وحتى لا يقفون أمامهم، "وكل الأقوال إن الجيش قتل 100 هنا و200 هناك غير صحيحة.. إن المقاومين تحت الأرض، يخرجون، ويطلقون الصواريخ، ويعودون".

كما أخبر هذا الضابط الجنرال بريك -حسب تصريحه- أن المقاومين الفلسطينيين يقومون بتفجير المنازل والعبوات بالقوات الإسرائيلية ويقتلونهم، متهما القيادة الإسرائيلية بخداع الجمهور الإسرائيلي بشكل واضح والكذب عليه.

وكان الجنرال المتقاعد قد قال -في حديث لصحيفة معاريف وقناة كان الإسرائيليتين- إن إسرائيل خسرت بشكل كبير في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القول بالاستمرار في الحرب "حتى نقوّض حماس مجرد شعارات"، على حد وصفه.

كما دعا الإسرائيليين إلى الاستيقاظ قبل أن يورط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي إسرائيل في حرب إقليمية شاملة.

كما تناولت حلقة (2024/7/5) من برنامج "فوق السلطة" المواضيع التالية:

أولمرت "الفوسفوري" يتبرأ من نتنياهو ووزرائه ويصفهم بالإرهابيين الخونة. جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة؛ يُقتلون ولا يرون من قتلهم. بعد ضعفه في المناظرة، بايدن يتلقى دعوة ترامب إلى منازلة غولف. غالانت يهدد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، فيسخر منه اللبنانيون. الإعلام الغربي يسأل: هل بدأت عملية ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل؟ ملايين السودانيين يحملون أكفانهم على رؤوسهم مع استفحال المجاعة. اليمين الفرنسي المتطرف يحتفل بفوزه في الانتخابات بتهديد المسلمين. 5/7/2024-|آخر تحديث: 5/7/202407:41 م (بتوقيت مكة المكرمة)المزيد من نفس البرنامجملايين السودانيين يواجهون شبح المجاعة ويحملون أكفانهم على الرؤوسplay-arrowمدة الفيديو 00 minutes 54 seconds 00:54فوق السلطة- رضيت بالتنسيق الأمني والتنسيق لم يرض بالسلطة الفلسطينيةplay-arrowمدة الفيديو 25 minutes 36 seconds 25:36هل تطبق إسرائيل الشريعة اليهودية بعد إعفاء "الحريديم" من التجنيد؟play-arrowمدة الفيديو 25 minutes 43 seconds 25:43"اليوم الأسود" يثير انتقادات حادة لأداء جيش الاحتلال في حرب غزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 01 seconds 02:01أي حصانة عربية ودولية تحظى بها حرب الجنرالات في السودان؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 16 seconds 02:16فوق السلطة ــ بوتين يهدد بإزالة أوروبا: لا تطمئنوا إلى سلاحنا النوويplay-arrowمدة الفيديو 30 minutes 40 seconds 30:40برلماني أيرلندي يدعو على نتنياهو وحكومته أن يحترقوا بالجحيم وسياسي عربي يدعو لاقتلاع حماسplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 57 seconds 02:57من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي سابق: نتنياهو لا يرغب بوجود حماس أو السلطة الفلسطينية في غزة
  • خطة نتنياهو بإبعاد السلطة وحماس عن حكم غزة سيناريو يرفضه الفلسطينيون.. فيديو
  • فوق السلطة- جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة يُقتلون ولا يرون من قتلهم
  • السعودية: ندعم نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية
  • السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية
  • إسرائيل تفرج عن دفعة من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية
  • عباس العقاد يكشف أفكار وأسرار الصهيونية العالمية
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار للسلطة من مخصصاتها المحتجزة
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار لفلسطين من عائدات الضرائب
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب