لقاء البارزاني وقائد قسد يوصي بأجندة كردية موحدة للتفاوض مع دمشق
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أهداف عدة حملتها الزيارة التي قام بها قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي إلى أربيل، في ظل التوتر وأتون الحرب التي تسيطر على العلاقة بين "قسد" من جهة والإدارة السورية الجديدة ومعها تركيا من جهة أخرى.
عبدي الذي وصل إلى كردستان العراق الأسبوع الماضي بحث مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني الوضع الخطير للإدارة الذاتية للأكراد في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ظل رفض الإدارة الجديدة في دمشق وتركيا للأمر الواقع شرق سوريا.
الاجتماع هو الأول بين الشخصين اللذين يقفان على طرفي نقيض من حيث العلاقة مع تركيا، ففي الوقت الذي يعتبر البارزاني حليفا إستراتيجيا لتركيا، فإن الأخيرة تعتبر عبدي والإدارة -التي يرأسها شمال شرق سوريا- عدوا والوجه الآخر لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
نصائح عدة وجهها البارزاني لمظلوم خلال الاجتماع أهمها:
ضرورة التفاوض مع الإدارة الجديدة في سوريا. التفاهم مع أنقرة وإزالة نقاط الخلاف. فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني. طمأنة تركيا أمنيا على حدودها الواسعة مع الإدارة الذاتية.أما عبدي فقد استغل فرصة الاجتماع ليطلب من البارزاني الاستفادة من علاقاته بتركيا، لإيجاد حل للمشكلة بين إدارته والدولة الجارة، وأبدى استعداده لأي تفاهم مع أنقرة، وحرص على أن يقنعها البارزاني بوقف الهجمات على مواقع داخل مناطق الإدارة الذاتية.
إعلانوفي تصريحات لعبدي عقب اللقاء البارزاني قال "إن اللقاء كان فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون بين القوى الكردية في سوريا والعراق".
وكان البارزاني قد طالب الأحزاب الكردية في سوريا بأن تتوجه إلى دمشق بوفد موحد للاتفاق على تفاصيل الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وبدوره أكد كفاح محمود المستشار الإعلامي للبارزاني -في حديث للجزيرة نت- أن الاجتماع ركز على طرح تشكيل وفد يمثل الطيف الكردي دون إقصاء أو تهميش لأي حزب، والحوار والتفاوض مع دمشق لإنهاء حالة التوتر الحالية.
وأضاف محمود أن زيارة عبدي لأربيل جاءت بعد أن أرسل البارزاني مبعوثه إلى عبدي في خضم التطورات التي حدثت في سوريا، ودعم البارزاني الجهود الكردية نحو التعاطي مع الوضع الجديد في سوريا.
واعتبر أن ما يحدث في سوريا فرصة جيدة ربما الأولى في التاريخ السياسي السوري، مشجعا كافة الأطراف السياسية الكردية في سوريا على تشكيل تحالف للذهاب إلى دمشق والتحاور والتفاوض بصوت موحد حول حقوق الشعب الكردي ومكتسباته.
ويرى محمود أن بدء الحوار الكردي الكردي سيكون أهم نتائج هذا الاجتماع للمشاركة الموحدة بأي مؤتمر وطني يرسي أسس النظام الجديد في سوريا ودستوره ومؤسساته التنفيذية والتشريعية، وما يترتب على ذلك من خصوصية الشعب الكردي في إدارة مناطقه ضمن اتفاق يضع خارطة طريق للنظام الجديد هناك.
جهود وساطةوحول إمكانية تدخل البارزاني في حوار تصالحي بين تركيا وقوات قسد، قال محمود "لقد نجح البارزاني قبل سنوات في تقريب وجهات النظر بين أنقرة وقيادة حزب العمال والتي تمخضت عن اتفاقية هدنة دامت ما يقرب من سنتين، واليوم تتوفر فرصة وبيئة سياسية مواتية لدفع الخيار السلمي بين الجانبين".
وشدد المستشار الإعلامي للبارزاني على أن البارزاني سينجح في تقريب وجهات النظر بل وحل كثير من العقد والإشكاليات بين الطرفين.
إعلانومن جانبه، قال المحلل السياسي سردار عزيز إن "الاجتماع يعد لقاء قمة بين زعيمين كرديين لديهما إمكانية قرارات مصيرية في جزئين منفصلين من كردستان العراق والإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، واللذين كانا في خلاف سياسي وعسكري في الآونة الأخيرة، لهذا فالاجتماع يعني أن هناك وضعا خاصا وجديداً "يتطلب اللقاء والتفاهم".
وكشف عزيز -في حديث للجزيرة نت- عن وجود مطالبات دولية خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، من الجانبين لعقد مثل هذا الاجتماع، مشددا على أن ما يؤكد ذلك هو المساعدة اللوجستية الأميركية لنقل عبدي إلى أربيل بالمروحيات من أجل لقاء البارزاني.
وجاء الاجتماع بين البارزاني وعبدي في أربيل، بعد لقاء آخر في أنقرة قبل أسبوع بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس حكومة كردستان العراق مسرور البارزاني، حيث اعتبر المراقبون أنه يأتي في سياق التحركات السريعة لتهيئة المنطقة لتفاهمات جديدة في ظل التطورات القائمة حاليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب العمال فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الكرملين: نريد سوريا موحدة وصديقة لأن عدم الاستقرار قد يؤثر على المنطقة
شدد الكرملين، الثلاثاء، على أن روسيا تريد أن ترى سوريا موحدة وصديقة، لافتا إلى أن عدم الاستقرار هناك قد يؤثر على المنطقة بأسرها، وذلك بعد الاشتباكات العنيفة بالساحل السوري مع مجموعات مسلحة تابعة للنظام المخلوع.
وتطرق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي إلى التطورات في سوريا، قائلا إنها "منطقة متفجرة للغاية، بالطبع... زعزعة الاستقرار أو عدم الاستقرار في واحدة من بلدان المنطقة قد يكون له تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها".
وأضاف بيسكوف أنه "لذلك نريد أن نرى سوريا موحدة ومزدهرة ومتطورة وذات مستقبل واضح وصديقة"، لافتا إلى أن موسكو تتواصل مع دول أخرى بشأن الوضع في سوريا، حسب وكالة رويترز.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أشار إلى أن بلاده تتواصل مع الولايات المتحدة بشأن أحداث العنف في منطقة الساحل السوري، وفقا لوكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
والأحد، قال الشرع في ثاني كلمة له منذ بدء التطورات في الساحل السوري الخميس الماضي، إن "المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب".
وتابع بالقول: "نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية (لم يسمها) خلق فتنة وجر بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".
وشدد الرئيس السوري على أن "سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية".
كما التقى الشرع الاثنين الماضي مع أعضاء اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث الساحل في القصر الشعب بالعاصمة دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية "سانا".