فرنسا تُكرّم عالمة أنثروبولوجيا تصدّت لأيديولوجيا الإخوان
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
في احتفال لتكريم وإحياء ذكرى الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس في يناير (كانون الثاني) 2015، حصلت عالمة الأنثروبولوجيا د.فلورنس بيرجود بلاكلر، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، ورئيسة المركز الأوروبي للأبحاث والمعلومات حول تنظيم الإخوان الإرهابي، على وسام فارس من جوقة الشرف قبل أيّام من قبل الجنرال فرانسوا لوكونتر، المُستشار الاستراتيجي المعروف في مكافحة الإرهاب، ورئيس أركان الجيوش الفرنسية السابق.
L’anthropologue Florence Bergeaud-Blackler décorée de la Légion d’honneurhttps://t.co/gDq3TLuJMt
— Florence Bergeaud-Blackler ???? (@FBBlackler) January 17, 2025 كشف الإخوانوتعرّضت بيرجود بلاكلر، التي كرّست نفسها لفترة طويلة لـ "دراسة المعايير الإسلاموية في سياق علماني"، للمُضايقات والتهديدات من جماعة الإخوان، ولا زالت لغاية اليوم تحت حماية أجهزة الأمن الفرنسية منذ نشر كتابها "الإخوان وشبكاتهم" عام 2023، لكنّها بقيت تواصل جهودها للتصدّي لفكر التنظيم الإرهابي، على الرغم من إلغاء العديد من المؤتمرات التي كانت سُتشارك بها.
ويُوضح كتابها كيفية توسيع تنظيم الإخوان سيطرته في قلب المجتمعات الأوروبية، من خلال الاعتماد على مؤسساتها الرسمية وغير الحكومية على حدّ سواء، وعن طريق تقويض قيم حقوق الإنسان أو أسلمة المعرفة لأغراض أيديولوجية.
وحول ما تعرّضت له بلاكلر من تهديدات وضغوطات، قال جان لوك بيرتيني الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "لوفيغارو" إنّ "فلورنس بيرجود بلاكلر، أرادت الحديث عنهم، عن الإخوان المسلمين، وهؤلاء الثيوقراطيين، وعنّا نحن الديمقراطيين، مما أدى إلى ارتباطها بالمُعسكر المُتشدد".
ولا يستهدف الكتاب ديناً أو مُجتمعاً من المُتدينين، حسب دار النشر، لكنّه يُحذّر من حركة سياسية تسعى لاستخدام المُسلمين لفرض استراتيجية أسلمة الدول غير الإسلامية في جميع المجالات، من الاقتصاد إلى البيئة، ومن المدرسة إلى الجامعة.
L’anthropologue Florence Bergeaud-Blackler décorée de la Légion d’honneur ????????️???? https://t.co/4Bwisc535h https://t.co/So8S2ktkx6 pic.twitter.com/7gukfuOq8u
— Denise (@denisedetralala) January 17, 2025 دعوة للوضوحوفي حفل تكريمها قبل أيّام، هاجمت بلاكلر جهود عدد من المثقفين والأكاديميين الذين وسّعوا برأيها فور هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من التسلسل التاريخي للأحداث واختصروا الصراع الحالي في الشرق الأوسط إلى الأرض المُتنازع عليها.
وقالت: "طالما أننا لا نريد أن نرى الأيديولوجية التي تُعلن الحرب علينا، وطالما تمّ تصنيف إسرائيل على أنها المذنب الوحيد من قبل البعض، وطالما أننا لا نريد أن نفهم أنّ الإسلامويين قاموا قبل ذلك بإرهاب المسلمين أنفسهم والتضييق عليهم، وطالما أننا نرفض ممارسة الوضوح، فلن نتمكن من الفوز".
"Florence Bergeaud-Blackler sur l’islamisme : «Un programme de déstabilisation de nos sociétés est à l’œuvre depuis quarante ans»", par Jean Chichizola pour @Le_Figaro :https://t.co/unyztj2Fc0
— Florence Bergeaud-Blackler ???? (@FBBlackler) September 6, 2024وعلّق الكاتب والمحلل في "لو فيغارو" جان تشيتشيزولا، حول تصريحاتها بالقول "قبل لحظات قليلة، كان هذا الوضوح هو ما ذكره الجنرال لوكونتر، من خلال تكريم العالم والجندي الشجاع للغاية (بلاكلر). وبدعوتنا إلى الوضوح في لحظة مهمة لمُجتمعنا المريض الذي لا يُدرك المخاطر المُحدقة به".
وشارك في حفل التكريم سياسيون ومسؤولون مُنتخبون، منهم رئيس إقليم (إيل دو فرانس) البرلمانية فاليري بيكريس، وعضو مجلس الشيوخ جاكلين أوستاش برينيو، وزعماء دينيين وجمعيات دينية يهودية ومسلمة، منهم الإمام حسن شلغومي، وعالمة الأنثروبولوجيا والناشطة العلمانية فضيلة معروفي، وحقوقيون، ورئيس المركز الفرنسي للبحث العلمي مارك لافيرن، وأكاديميون وفلاسفة.
En début de semaine, le ministre de l'Intérieur, Bruno Retailleau, a dit faire de la lutte contre les Frères musulmans «une priorité», @FBBlackler estime qu'il faudra agir par l'éducation et l'information, face à une mouvance spécialiste de la subversion et de la ruse. pic.twitter.com/tiW6KNmvJu
— Le Figaro (@Le_Figaro) January 9, 2025 تهديدات بالقتليُذكر أنّ بيرجود بلاكلر، وبعد تحذيرها من أنّ تنظيم الإخوان الإرهابي يُريد تغيير المجتمع الأوروبي لجعله متوافقاً مع الشريعة، تعرّضت منذ عامين لتهديدات بالقتل مما اضطر لوضعها تحت حماية الشرطة لغاية اليوم.
ويُعتبر كتابها "الإخوان وشبكاتهم" وفق سياسيين وباحثين، مرجعاً عن جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها في أوروبا، ويُحدّد بدقة أسباب خطورة هذه الحركة وأساليبها وقيادتها للإسلام السياسي. وقالت بلاكلر إنّها حرصت بطريقة واقعية وموثقة، على استكشاف أصل الحركة المُتشددة وأسسها العقائدية وتنظيمها وأساليب عملها، فضلاً عن أساليب التجنيد والتلقين التي تتبعها.
وشددت العالمة الفرنسية من أصل بلجيكي، على أنّ هذا النوع الخاص من الإسلاموية الذي يُمثّله الإخوان المسلمون، لا يسعى فقط لغزو السلطة والدولة من خلال السياسة، ولكن أيضاً وقبل كل شيء من خلال الاقتصاد والثقافة. مُشيرة إلى أنّ الإخوان يُحاولون من خلال تغيير أساليبهم تمييز تنظيمهم عن الحركات الإسلامية الأخرى، التي تقوم على المواجهة والتنافس مع الدولة بشكل مباشر، وذلك بينما يصف الداعية الإرهابي يوسف القرضاوي جماعته بـِ "الحركة الإسلامية العظيمة".
Florence Bergeaud-Blackler devait tenir une conférence à la Sorbonne sur l'islam des frères musulmans et ses influences en France, mais elle a été reportée. Une décision justifiée par des «raisons de sécurité» alors que l’anthropologue vit sous protection policière. pic.twitter.com/jDLW9tBBDd
— Le Figaro (@Le_Figaro) May 11, 2023 إلغاء مؤتمراتوفيما ابتدأ النقاش حول الكتاب بشكل نقدي مقبول، من قبل زملاء العالمة الفرنسية في المركز الوطني للبحوث العلمية، إلا أنّ الخلافات في وجهات النظر توسّعت خارج إطار المركز عبر تغريدات كثيفة من قبل مؤيدين للإخوان، وصلت لدرجة تلقّي تهديدات بالقتل. وجاء في بعض التغريدات "نريد إسكاتها وترهيب أولئك الذين لديهم ميل للتحدّث حول الكتاب".
وسبق أن ألغت جامعة السوربون بباريس العام الماضي، مؤتمراً للباحثة حول تنظيم الإخوان، وسط انتقادات واسعة من قبل برلمانيين وناشطين فرنسيين عبر منصّات التواصل الاجتماعي، واتهامات بالرضوخ لتهديدات الإسلام السياسي والإخوان.
وقال حينها برونو ريتايو، العضو الفاعل في مجلس الشيوخ إنّه "من المحزن أن نرى الجامعة الفرنسية تخفض رأسها في مواجهة ضغوط الإسلامويين.. بل يجب شن الحرب ضدّ البربرية في كل مكان، وخاصة حيث يجب أن تكون حرية التعبير مقدسة!".
كما أكد النائب في البرلمان الأوروبي فرانسوا كزافييه بيلامي على "دعمه الكامل" للباحثة الفرنسية، مُذكراً بالتهديدات التي تتلقاها بسبب دراساتها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جماعة الإخوان الأمن الفرنسية فرنسا تنظيم الإخوان تنظیم الإخوان من خلال من قبل من الم
إقرأ أيضاً:
هكذا علق الشيخ رائد صلاح على حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (شاهد)
انتقد الشيخ رائد صلاح قرار الحكومة الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين وتجريم الانتساب إليها.
وربط الشيخ في مقطع ومصور وخطبة صلاة الجمعة، بين قرار الحكومة الأردنية و"الحرب على المشروع الإسلامي في المنطقة والعالم".
وألقى الشيخ خطبة الجمعة تحت عنوان "لماذا حظرت الحكومة الأردنية جماعة المسلمين في الأردن".
وقال الشيخ إن سعي المحاربين للمشروع الإسلامي، والحريصين على شيطنة المشروع الإسلامي ليس جديدا".
وأضاف صلاح أن الحكومة الأردنية "استغلت القبض على خلية مسلحة، ورغم أن القضاء لم يقل كلمته بعد، إلا أنها أعلنت على لسان وزير داخليتها حظر جماعة الإخوان المسلمين، الذي برر القرار بأنه لمصلحة المجتمع الأردني، وكأن جماعة الإخوان التي عمرها في الأردن 80 عاما هي ضد مصلحة المجتمع الأردني! وكأن نصف مليون صوت التي نالتها في الانتخابات الأخيرة هي ضد مصلحة المجتمع الأردني!".
وأكد صلاح، في خطبته، أن جماعة الإخوان كانت الأم الحنون لكل المجتمع الأردني، مضيفا أنه "لو لم تنجح الجماعة في مسيرتها لما حظرت، ولو أنها لحقت بقافلة التطبيع لما حظرت، ولو اكتفت بالثرثرة السياسية لما حظرت".
وتساءل صلاح حول تزامن إعلان حظر الإخوان في الأردن وتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام، حول أنه لن يسمح بإعلان خلافة إسلامية في المنطقة.
والأربعاء، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أنه تقرر "حظر نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة".
وأشار إلى "اعتبار أي نشاط للجماعة أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية".
ولفت إلى "اعتبار الانتساب لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة أمراً محظوراً"، كما تقرر "حظر الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية".
وأعلن الوزير الأردني "إغلاق أي مكاتب أو مقار تستخدم من قبل الجماعة حتى لو كانت بالتشارك مع أي جهات أخرى".
إضافة إلى "منع التعامل أو النشر لما يسمى بجماعة الاخوان المسلمين المنحلة وكافة واجهاتها وأذرعها".
واعتبر الفراية أن "استمرار الجماعة المنحلة بممارساتها يعرض مجتمعنا لمجموعة من المخاطر ويؤدي إلى تهديد حياة المواطنين".
وفي مقطع مصور نشره موقع "يافا 48"، قال صلاح إن قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن "نسف كل ما يقال عن التنمية السياسية في الأردن".
وقال صلاح إن الشعب الأردني مثله مثل الشعوب العربية والإسلامية يعاني من اليأس والإحباط جراء الأوضاع في المنطقة، وتساءل: هل المطلوب هو زيادة نسبة هذا اليأس والإحباط؟
وأضاف أن "جماعة الإخوان المسلمين كانت تمثل للأردنيين منبرا، فمن الذي أوصى بهدم هذا المنبر؟ جماعة الإخوان كانت تمثل صوتا، فمن الذي خطط لإسكات هذا الصوت الحر".