في اليوم العالمي للحضن.. من اخترع العناق لم يكن أخرساً
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
اليوم العالمي للحضن، في 21 يناير من كل عام، يحتفل العالم بيوم غير تقليدي ولكنه عميق في معناه، إنه اليوم العالمي للعناق، قد يظن البعض أن العناق هو فعل غريزي وطبيعي بين البشر لا يحتاج إلى مناسبة للاحتفال به، ولكن الحقيقة أن هذا اليوم كان فكرة مبتكرة تهدف إلى نشر المحبة والدعم بين الناس في وقت كانت فيه العلاقات الإنسانية مهددة بالتباعد والتكنولوجيا.
ومن هنا، بدأ الحديث عن "من اخترع العناق؟"، والذي قد يتصور البعض أنه كان شخصًا أخرسًا أو لا يملك الكلمات للتعبير عن مشاعره، ولكن الحقيقة أن فيكتور ميلر، الذي اخترع هذا اليوم، لم يكن أخرسًا، بل كان شخصًا عميق التفكير، آمن بقوة العناق كوسيلة للتواصل والاحتواء.
فى اليوم العالمي للحضن من هو فيكتور ميلر؟في عام 1986، بدأ فيكتور ميلر، وهو شخص عادي من ولاية كندا، حملته لتخصيص يوم عالمي يتم فيه تشجيع الناس على العناق، لم يكن ميلر يعتقد أن العناق مجرد فعل جسدي عابر، بل كان يرى فيه لغة عالمية غير شفهية تُعبّر عن الدعم والحنان والمواساة. كانت فكرته تدور حول خلق عالم من المحبة حيث يُمكن للناس التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم دون الحاجة إلى الكلمات، ففي عالم مليء بالصخب والضغوط اليومية، كان يرى أن العناق هو أفضل وسيلة لتجديد الروابط الإنسانية وتخفيف الألم النفسي.
فى اليوم العالمي للحضن العناق: لغة غير لفظية تحمل آلاف المعانييُعتبر العناق أحد أقدم وأبسط وسائل التعبير عن المشاعر بين البشر، لكن هل فكّرنا يومًا في مدى قوة العناق؟ إنه لا يحتاج إلى كلمات ليحمل معنى. عندما نعانق شخصًا ما، نُرسل له رسالة من الدعم غير المشروط، سواء كان ذلك في لحظات الفرح أو الحزن.
العناق يتجاوز الكلمات التي قد تكون غير كافية في بعض الأحيان للتعبير عن مشاعرنا.
يمكن أن يحمل العناق معاني متعددة: تعبير عن الحب، المواساة في لحظات الحزن، تهنئة بالنجاح، أو حتى مجرد فرصة للاحتفاظ باللحظة ومشاركة السعادة.
إن فيكتور ميلر لم يكن أخرسًا في اختراعه لهذا اليوم، بل كان شخصًا يستوعب تمامًا أن العناق يحمل القدرة على التعبير عن أكثر مما يمكن أن تُقوله الكلمات.
العناق هو أداة من أدوات التواصل الفعّال التي لا تُفقد تأثيرها بسبب الوقت أو الظروف.
في لحظات العناق، يمكن أن يشعر الشخص بالطمأنينة والأمان، وهذا هو الهدف الذي كان يسعى إليه ميلر.
فوائد العناق الصحية والنفسيةمن فوائد العناق أنه أكثر من مجرد كونه وسيلة للتواصل الاجتماعي؛ فهو يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية.
عندما نعانق شخصًا ما، فإن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون "الحب"، الذي يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، ويُحسن المزاج العام.
هذا الهرمون يُساعد على تقوية العلاقة بين الأفراد ويعزز من الشعور بالراحة والسكينة.
أما من الناحية الجسدية، فالعناق يساهم في تحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم، وتقوية الجهاز المناعي.
ببساطة، يُعتبر العناق بمثابة علاج طبيعي للألم النفسي والجسدي.
وفي العالم الحديث الذي تكثر فيه الضغوطات والمشاعر السلبية، يُعد العناق أداة فعّالة لتحسين الصحة العامة والتمتع بحياة متوازنة.
العناق في الثقافات المختلفةعلى الرغم من أن العناق يُعتبر سلوكًا عالميًا، إلا أن لكل ثقافة طريقة مختلفة في ممارسته.
ففي بعض الثقافات الغربية، يُعد العناق تعبيرًا شائعًا عن الحب والصداقة، بينما في ثقافات أخرى قد يُنظر إليه على أنه أكثر خصوصية أو قد يقتصر على أفراد العائلة المقربين.
لكن بغض النظر عن هذه الفروق، يُظل العناق واحدًا من أسمى طرق التواصل البشري في جميع أنحاء العالم.
إن اليوم العالمي للعناق هو أكثر من مجرد فرصة للاحتفال بفعل العناق، هو دعوة للناس في كل أنحاء العالم ليتبادلوا لحظات من الحب والحنان في زمن أصبحت فيه الكلمات أحيانًا غير كافية للتعبير عن المشاعر الحقيقية. العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى تجديد الروابط الإنسانية والتأكيد على أهمية التواصل العاطفي بين الأفراد.
اليوم العالمي للعناق يشجعنا على تقوية علاقاتنا، سواء كانت مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى مع الغرباء الذين قد يحتاجون إلى كلمة أو لمسة دافئة.
العناق لا يُعبّر فقط عن الراحة، بل هو فعل يُظهر أننا مهتمون وأننا موجودون لدعم من حولنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العناق المزيد العناق ی
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لمتلازمة داون.. إطلاق حملات توعوية لمكافحة التنمر والتمييز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، على أهمية التشخيص والتدخل المبكر لتحسين حياة الأطفال المصابين بمتلازمة داون حيث يساعدهم على تطوير قدراتهم الجسدية والعقلية والاجتماعية، وأن متلازمة داون ليست مرضًا، بل هي حالة وراثية طبيعية تنشأ بسبب خلل في انقسام الخلايا أثناء تكوين الجنين، مما يؤدي إلى تغيرات في التطور الجسدي والعقلي للفرد، وتعد متلازمة داون من أكثر الاضطرابات الوراثية شيوعًا التي تصيب الأفراد، ويمكن التكيف معها من خلال الدعم الأسري، والرعاية الصحية الجيدة، وفرص التعليم والتأهيل المناسبة.
وأشارت الدكتورة إيمان كريم، في بيان صادر عن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون، الذي يوافق 21 مارس من كل عام، إلى التزام المجلس بدعم وتمكين الأشخاص ذوي متلازمة داون، وتعزيز حقوقهم في جميع مناحي الحياة، وذلك من خلال سياسات وبرامج تسهم في تحقيق إدماجهم الكامل في المجتمع وتحسين حياتهم ومنها: التعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية لضمان توفير فرص تعليمية مناسبة لهم، وتعزيز دمجهم في المدارس العامة، وإطلاق حملات توعوية تسلط الضوء على حقوقهم، وتكافح التنمر والتمييز ضدهم في مختلف المجالات، وتنفيذ برامج التمكين الاقتصادي والتوظيف بالتعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل ملائمة لقدراتهم وإمكاناتهم، كذلك تقديم الدعم للأسر من خلال إرشادهم إلى أفضل الطرق للتعامل مع أبنائهم، وتوفير برامج تأهيلية تسهم في تنمية مهارات الأطفال والشباب من ذوي متلازمة داون وذلك من خلال مبادرات المجلس وفي مقدمتها مبادرة "أسرتي قوتي" والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لإطلاق مبادرات مجتمعية تركز على تعزيز المشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي متلازمة داون في مختلف الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية.
وقالت المشرف العام على المجلس، ان برامج التأهيل والتدريب تمكن أصحاب متلازمة داون من تحقيق إنجازات أكاديمية، ومهنية، وشخصية تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم، وانه على الرغم من التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو متلازمة داون، إلا أنهم قادرون على التعلم، والعمل، والمشاركة الفعالة في المجتمع عند حصولهم على الدعم المناسب وكثير منهم يحققون إنجازات في التعليم، والرياضة، والفنون، والمهن المختلفة، ويعيشون حياة مستقلة إلى حد كبير ولنا في هذا الصدد أمثلة كثيرة منها البطل المصري "محمد كرم"، أول غطاس على مستوى العالم مصاب بمتلازمة داون، تم تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2018 وهو العام الذي تم تخصيصه للأشخاص ذوي الإعاقة، وتم تكريمه أيضاً من وزارة الشباب والرياضة وعدد من الوزارات والهيئات، كما حقق محمد كرم عدة إنجازات فنية بمشاركته في بعض العروض المسرحية، وفي عرض للأزياء أمام رئيس الجمهورية، خلال عام 2018 وكان من بين المشاركين بعروض الألعاب في افتتاح قناة السويس الجديدة.
وأيضاً لدينا البطل الشاب مازن "هشام الطباخ"، الذي شارك في العديد من بطولات الجمهورية الخاصة في العاب الكاراتيه والسباحة وتنس الطاولة، وحقق مراكز متقدمة بها، واقتحم عالم عروض الأزياء، وكل ذلك جاء بعد مجهود كبير منه ومجهود أكبر من عائلته المكونة من الأب والأم وشقيقته الكبرى وشقيقه الأصغر
وجميعنا يتذكر "إبراهيم الخولي" أول معيد من أصحاب متلازمة داون في مصر عام 2019؛ حيث تم تعيينه معيدًا في المعهد الكندي العالي بكلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون - الجامعة الكندية، وشارك أيضاً في فعاليات الملتقى الوطني الأول للاعبي القادة بالأولمبياد الخاص المصري في أغسطس عام 2020 رغم ظروف جائحة كورونا، وفي نوفمبر عام 2019، شارك في تقديم بحث في السيمينار العلمي في «cic» بعنوان "النقد السنيمائي وتأثيره على المجتمع"، كما كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالية قادرون باختلاف كأول معيد من متلازمة داون في ديسمبر 2019، كما كان الخولي أيضاً متحدثًا رسميًا بمؤتمر الإعلان عن فوز مصر بأول ألعاب أفريقية للأولمبياد الخاص وذلك في ستاد القاهرة عام 2019 ، كما حصد ميداليات في رياضة التنس الأرضي، وكانت البطولة الدولية الأولى له في عام 2008 في إيطاليا، وحصل بها على ميداليتين فضيتين، حتى وقع الاختيار عليه لحمل الشعلة الأولمبية خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم للأولمبياد الخاص في التنس الأرضي، التي أقيمت في نوفمبر 2018 بجمهورية الدومينيكان، بمشاركة مصر ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وهناك أيضاً الطفل "مروان محمد"، أبن محافظة الشرقية، الذي أصبح أصغر عارض أزياء مصاب بمتلازمة دوان، واستطاع وهو بعمر العامين أن يكون حديث السوشيال ميديا وأن يكون لديه الكثير من المتابعين الذين يتابعون كل جديد يقدمه ويقومون بدعمه بشكل مستمر لكي يواصل النجاح حتى يكون من أشهر عارضي الأزياء في العالم الي جانب الدعم الكبير الذي يتلقاه من أهله.
وقالت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: “يُعد اليوم العالمي لمتلازمة داون فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجه هذه الفئة، حيث يحرص المجلس على تقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم، من خلال برامج التوعية، والتأهيل، والتدريب، بما يضمن لهم حياة كريمة قائمة على المساواة وعدم التمييز”.
وجددت الدكتورة إيمان كريم دعوتها إلى وسائل الإعلام، والمؤسسات التعليمية، وأصحاب العمل، والمجتمع ككل، إلى تبني سياسات وممارسات أكثر شمولًا، قائلة:"الأشخاص ذوو متلازمة داون ليسوا فقط جزءًا من المجتمع، بل هم قيمة مضافة له، ودعونا نعمل معًا لجعل عالمهم أكثر إنصافًا وإشراقًا"، وجهود الدولة المصرية لدعم الأشخاص ذوي متلازمة داون تمثلت في إدراجهم ضمن الفئات المشمولة في قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، وافتتاح مراكز متخصصة لتقديم الرعاية الطبية والعلاج الطبيعي والتدخل المبكر للأطفال ذوي متلازمة داون، وتمكينهم من المشاركة في الفعاليات الرياضية والثقافية وغيرها.