عبر رائحة العظام.. ابتكار علمي لحل لغز القضايا الجنائية الباردة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
توصّل الباحث البلجيكي كليمنت مارتن إلى ابتكار طريقة لتصنيع روائح تحاكي رائحة العظام البشرية المجففة بالتعاون مع الشرطة الفدرالية.
يهدف هذا الأسلوب المبتكر إلى مساعدة كلاب البحث في العثور على بقايا الهياكل العظمية المفقودة، وقد تمكن مارتن فيما سبق من عزل رائحة اللحم البشري المتحلل، والتي تُستخدم الآن في تدريب كلاب الشرطة في بلجيكا، ولكن عندما تختفي الأنسجة الرخوة مثل العضلات والدهون والأوعية الدموية والأعصاب والأوتار وبطانات المفاصل، تصبح جزيئات الرائحة للعظام المتبقية أقل بكثير.
وشرح مارتن في تصريحات لرويترز أن رائحة العظام تتغير مع مرور الوقت، فالعظم الذي عمره 3 سنوات يختلف في رائحته عن عظم عمره 10 سنوات، وهكذا. بالإضافة إلى ذلك، فإن بقايا العظام مسامّية وتمتص الروائح من البيئة المحيطة، سواء من التربة أو الأشجار الصنوبرية، مما يزيد من تعقيد عملية اكتشاف الرائحة.
يساعد ذلك المحققين فيما يسمى القضايا الباردة، والتي تتعلق بجرائم غامضة يُخطط لها بشكل طويل للتخلص من الأدلة، مما يؤدي إلى طول فترة معالجتها وتحولها إلى قضايا باردة قيد الدراسة والتحقيق، وقد تظل معلقة في بعض الأحيان.
القضايا الباردة تتعلق بجرائم غامضة يُخطط لها بشكل طويل للتخلص من الأدلة (شترستوك) تدريب جيل جديد من كلاب الشرطةعمل مارتن على تطوير نسخة صناعية من رائحة العظام، آملاً سدّ الفجوة الموجودة في عمل المحققين في القضايا الجنائية الباردة.
إعلانوفي مركز تدريب للشرطة خارج العاصمة البلجيكية (بروكسل)، أجرى كلب بوليسي من نوع سبانيل "بونز" عرضا لتدريبات خاصة باستخدام رائحة الجثث التي طوّرها مارتن، وشملت التجربة إخفاء أنسجة بين كتل خرسانية، مع تلويث بعضها، وقد اكتشف الكلب الرائحة بسرعة ونبح للإشارة إلى اكتشافها.
تعتمد الشرطة البلجيكية على كلاب الشم المدربة وتخصص لها برنامجا تدريبيا صارما يخضع فيه كل كلب لحوالي ألف ساعة من التدريب.
ويعمل الفريق البحثي الآن على تطوير روائح عظام صناعية باستخدام عينات متنوعة من العظام المجففة، والتي تُحفظ في أسطوانة زجاجية، مما يسمح لجزيئات الرائحة بالانتشار في فضاء مغلق، جاهز لاستخراجه واستخدامه في التدريب.
يشبه نهج مارتن في بعض الجوانب عمل صانع العطور الذي يبتكر عطرا خاصا من خلال مزج روائح متنوعة، ومع استمرار تطوير هذه الروائح الصناعية، من المتوقع أن تُحدث تحولا كبيرا في مجال الطب الشرعي، لتصبح إحدى الأدوات القيمة لحل القضايا الجنائية الباردة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ابتكار نظام ذكي يتنبأ بتصرفات الإنسان.. «يُحلل موجات الدماغ بدقة»
نجح مجموعة من الباحثين في معهد دايجو كيونغبووك للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، في تطوير شبكة عصبية تتمكن من قراءة موجات الدماغ بدقة شديدة باستخدام معلومات محددة، ما يُعد اختراق علمي كبير يكشف عن تفكير الإنسان ونواياه.
التنبؤ بتصرفات الإنسانوفقًا للبروفيسور الكوري سانغهيون باك، المسؤول عن الدراسة البحثية، طّور فريق البحث نظام معقد يتكون من عدة مراحل بهدف تحليل البيانات وتنقيتها من الضوضاء، وذلك باستخدام نموذج متطور من أنظمة الذكاء الاصطناعي، تمكنت الخوارزميات الخاصة به من قراءة نوايا المشاركين بدقة بلغت 76%، أي التصرفات والحركات التي يفكرون بها قبل تنفيذها، حسب ما ذكرته صحيفة تيك إكسبلور الكورية الجنوبية.
وأوضحت نتائج البحث التي نُشرت في مجلة IEEE Transactions on Neural Networks and Learning Systems، أنه على الرغم من اختلاف بيانات موجات الدماغ بشكل كبير بين شخص وآخر عند تنفيذ نفس المهمة، تمكنت أداة الذكاء الاصطناعي المتطورة من قراءة نوايا الأشخاص المختلفة والتنبؤ بسلوك كل منهم على حدة.
فتح الباب أمام ابتكارات هامةكما أكد البروفيسور باك، أن هذه الدراسة تعتبر خطوة مهمة للتعمق في فهم عمل الدماغ البشري، ما قد يساعد العلماء في ابتكار تطبيقات تساعد على تطوير تقنيات التحكم بالأجهزة باستخدام العقل، والأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية، متابعًا: «نستمر في تطوير التقنية الخاصة بقراءة موجات الدماغ لأنها قد تفتح الباب أمام العلماء لابتكار تطبيقات هامة في مجالات الطب والحاسوب والروبوتات».