“وادا” ترفض الاستئناف على عقوبة شفيونتيك
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
سويسرا – بات بإمكان نجمة التنس إيغا شفيونتيك مواصلة اللعب بعدما أكدت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات أنها لن تقوم بالاستئناف على العقوبة التي فرضت عليها بعد ثبوت تعاطيها مادة محظورة.
وقد فشلت النجمة البولندية المصنفة ثانية عالميا، في اختبار المنشطات الذي خضعت له في 12 أغسطس الماضي خارج نطاق المنافسة، وقبلت وحدة نزاهة رياضة التنس، تفسيرها بأن نتيجة العينة كانت غير مقصودة، ونتجت عن تلوث دواء غير موصوف طبيا، كانت النجمة البولندية تتناوله لعلاج مشاكل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة والنوم.
واكتفت وحدة نزاهة رياضة التنس بإيقاف شفيونتيك لمدة شهر فقط.
وبعد مراجعة الأدلة، ذكرت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “وادا” امس الاثنين، أنها لن تتخذ أي إجراء آخر في هذا الشأن.
وذكر بيان الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات: “أكد علماء “وادا” أن سيناريو الميلاتونين الملوث المحدد، كما قدمته شفيونتيك وتم قبوله من قبل وحدة نزاهة رياضة التنس، هو سيناريو معقول وأنه لا توجد أساسيات علمية للطعن فيه أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي”.
وأضاف “علاوة على ذلك، طلبت “وادا” مشورة من مستشارين قانونيين خارجيين، فاعتبروا أن تفسير الرياضية للتلوث كان مدعوما بالأدلة بشكل جيد، وأن قرار وحدة نزاهة رياضة التنس كان متوافقا مع ميثاق الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وأنه لا يوجد أساس معقول للاستئناف أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي” لفرض عقوبة مشددة على اللاعبة البولندية.
المصدر: أ ب
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الوکالة الدولیة لمکافحة المنشطات
إقرأ أيضاً:
“اليمن الجديد على طاولة السياسة الدولية: السفير عبدالآله حجر يروي قصة الصعود من تحت الركام”
يعرف حجم الدول بمدى تحقيقها لأهدافها و تأثير سياستها اقليمياً و دولياً , واليمن في ذلك ينتقل بين فصول السياسة الدولية كأسد ثأر .. فمن السياسة المجندة للخارج الى دولة ذات قرار سيادي مركزه صنعاء وحدها .. هذه النقلة النوعية بكل تفاصيلها ومستجداتها ومستقبلها نناقشها في حوار خاص لموقع “الثورة نت” مع عميد الدبلوماسيين اليمنيين – مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشئون الدبلوماسية سعادة السفير عبدالآله حجر .
حوار / مها موسى
اهلا ومرحباً بكم سعادة السفير في هذا اللقاء .. والبداية من الحديث عن المسار السياسي اليمني وتحولاته
– باعتباركم أحد القلائل الذين عملوا في مراحل متعددة من الحكم، كيف ترون الفروقات الجوهرية بين ما سمي بـ”الدولة الجمهورية” سابقًا، وما تطرحه صنعاء اليوم كدولة مواجهة ومشروع تحرري ؟
في البداية، أشكركم على هذه الاستضافة.. ما مرّت به اليمن منذ ثورة 26 سبتمبر وحتى اليوم، يمكن تلخيصه في صراع طويل من أجل السيادة، بدأ بانعتاق جزئي من النظام الإمامي ، لكنه ما لبث أن وقع تحت الهيمنة المصرية، لدرجة أن الحاكم الفعلي لليمن في تلك المرحلة كان القائد العسكري المصري.
وصل الأمر إلى حد استدعاء حكومة الأستاذ أحمد النعمان إلى القاهرة، بهدف مقابلتهم مع الرئيس عبد الناصر، لكن تم إبلاغهم لاحقًا بأن اللقاء سيكون مع رئيس الاستخبارات المصرية , وعندما رفضوا زُجّ بهم في السجن لمدة عام كامل.
هذا المشهد يعبّر بوضوح عن حجم الانتقاص الذي تعرضت له السيادة اليمنية حينها.
ما يُطرح اليوم من صنعاء يختلف جذريًا، إذ نرى مشروعًا تحرريًا يتبنّى مواجهة الهيمنة الخارجية، ويستند إلى مشروع فكري وسياسي نابع من الداخل اليمني، لا يخضع للوصاية أو الإملاء الخارجي، وهذا هو اهم الفروقات الجوهرية.
– كيف تصفون التدخلات الخارجية في اليمن، خصوصًا ما بين الدورين المصري والسعودي؟
بلا شك، التدخل المصري آنذاك كان قائمًا على رؤية مفادها أن اليمن يمكن أن يكون ورقة ضغط إقليمية.. لكن الأمور انقلبت عندما أدرك الشعب أن الثورة التي كان يؤمل من هذه الثورة الحرية، أصبحت وسيلة للإذلال.
لاحقًا، ومع انسحاب المصريين بعد نكسة 1967، دخلت السعودية على الخط بشكل اكبر من السابق، وتحوّلت اليمن إلى ساحة نفوذ سعودي.
و السيادة حينها انتُزعت من المصريين فقط لتنتقل إلى السعوديين، واستمر هذا الواقع حتى اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014، التي كانت في جوهرها استعادة للقرار اليمني ورفع للوصاية.
– برأيكم ما الذي يميز الحكومات اليمنية بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م خاصة وهذه الحكومات تواجه تحديات غير مسبوقة؟
الحكومة السابقة، حكومة الإنقاذ، جاءت في مرحلة صعبة للغاية من حصار وحرب. رغم شح الموارد، استطاعت هذه الحكومة أن تصمد وتحافظ على مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات الممكنة.
وفي عام 2024، تم تشكيل حكومة التغيير والبناء بعد تقييم حكومة الإنقاذ، التي كانت بحاجة إلى تحسينات بسبب الخيانة التي تعرضت لها من قبل علي صالح آنذاك.
وقد تميزت حكومة التغيير والبناء بعدة أمور، أهمها تقليص عدد الوزارات، واختيار الوزراء بناءً على الكفاءة، دون ضغوط خارجية , حيث عملت الحكومة وفق برنامج واضح وضوابط صارمة، مع تحذير من الإخلال بالواجبات .
ولهذه الحكومة إنجازات عده منها القضاء على خلايا إرهابية التي كانت تهدد حياة المواطنين بالإضافة الى انها حققت الكثير في مجال صرف الرواتب وتحقيق الأمن في ظل الحرب المستمرة. ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا.
التهديدات في البحر الأحمر والتحولات الجيوسياسية
– عمليات البحر الأحمر شكلت نقطة انعطاف حاسمة… هل تحولت صنعاء من طرف محلي إلى لاعب إقليمي بحكم الواقع؟
في الحقيقة، طوال فترة العدوان، لم تستخدم اليمن البحر الأحمر للدفاع عن نفسها رغم العدوان البحري والجوي والبري.. لكن مع تزايد التهديدات للقدس والقضية الفلسطينية، شعرنا أن البحر الأحمر هو الساحة التي يجب أن نستخدمها لدعم القضية الفلسطينية , حيث فرضنا حصارًا على ميناء إيلات الإسرائيلي (أم الرشراش) كردٍ على ما يحدث في فلسطين، ونجحنا في منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من الوصول إلى هذا الميناء.
وعندما تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا واعتدوا علينا، قمنا بالرد على السفن التابعة لهما، وما زلنا مستمرين في ذلك, كما أثبتنا التزامنا بالمبادئ عندما أوقفنا العمليات ضد السفن بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وعند نقض العدو الاسرائيلي الاتفاقات عدنا للمواجهة، لأن ما يحدث في فلسطين هو مأساة إنسانية وأخلاقية تتطلب منا ومن كل حر التدخل والمساندة .
– إلى أي مدى اعطى هذا الموقف لليمن ثقلًا وفرض وجود اليمن إقليميًا ؟
موقفنا هذا منحنا احترامًا كبيرًا على مستوى الشعوب، وأعطانا هيبة إقليمية فحالياً تعيش السعودية والإمارات حالة خوف، لأنهما يدركان جيدًا أننا لا نخاف أحد فإذا كنا قادرين على مواجهة رأس الكفر (أمريكا) والشيطان الأكبر (إسرائيل)، فإنهم ليسوا شيئًا مقارنة بذلك, فإذا خرقت هذه الدول ما حددناه من خطوط حمراء، فسيواجهون الجحيم.
تموضع صنعاء الدبلوماسي في خريطة العالم الجديد
– هل تتجه صنعاء لفتح قنوات دبلوماسية مستقلة مع (الصين، روسيا، إيران) بعيدًا عن الأمم المتحدة؟
الفكرة موجودة، ولكن الجهود في هذا المجال لم تتركز بشكل كبير حتى الآن.. فنحن نمر بظروف صعبة من حصار كامل وصعوبة في التواصل، ومع ذلك هناك بعض الأفكار لفتح قنوات مع الدول التي تتوافق معنا في الرؤية تجاه الخطر الأمريكي، مثل دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الاخرى.
– لماذا لم تركز الجهود بشكل أكبر على هذا الاتجاه الدبلوماسي؟
السبب يعود إلى التحديات التي نواجهها من حصار اقتصادي ودبلوماسي .. نحن في وضع صعب، ليس لدينا تمثيل دبلوماسي في الخارج سوى في طهران، ولكن هناك أفكار لابتعاث ممثلين إلى الدول التي تشاركنا الرؤية، وخاصة في أمريكا اللاتينية.. نحن نستغل وضعنا في طهران للتواصل مع الدول الأخرى وايضاً من خلال الأمم المتحدة، وقد تكون هذه خطوة مهمة في المستقبل.
– كيف ساهم المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية ” الذي أُقيم في صنعاء و كان بمشاركة عربية واسلامية ودولية واسعة في تعزيز الدور الدبلوماسي لليمن؟
المؤتمر كان نقطة تحول، حيث أظهر للجميع أن اليمن ليس كما صورته وسائل الإعلام المعادية , فالعديد من الزوار، بما في ذلك نشطاء وبرلمانيين من مختلف أنحاء العالم، عادوا بانطباع مختلف عما كانوا يسمعونه في الخارج, على سبيل المثال، نائبة برلمانية بلغارية زارت اليمن مؤخرًا وعادت لتشيد بموقفنا وتساءلت عن سبب تأخر الموقف الأوروبي عن دعم القضية الفلسطينية.
كما ان المؤتمر كان فرصة لنشر الوعي العالمي حول مظلومية الشعب الفلسطيني والتحديات التي يواجهها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي عليه فقط لانه ثابت في مساندته لغزة .
– هل هناك توجه مستقبلي للاستعانة بالدبلوماسيين الموجودين في وزارة الخارجية لتعزيز السياسة الخارجية اليمنية؟
نعم، وزارة الخارجية تعمل على تنظيم الأمور بشكل أفضل، بعد أن شهدت إهمالًا في البداية بسبب العدوان, الا ان القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف، وهناك توجيهات واضحة من الرئيس مهدي المشاط بالتركيز على تعزيز العمل الدبلوماسي , وستعتمد الوزارة على الكوادر الدبلوماسية المتاحة لديها، وستسعى للاستفادة من الخبرات المتوافرة.
وفي المستقبل، قد يكون هناك دور أكبر للمؤتمرات والبعثات الدبلوماسية في تعزيز العلاقات مع الدول التي تشاركنا الرؤية”ان أمريكا باتت تمثل خطرا على العالم.”
– في هذا الإطار، ماذا عن بناء علاقات مع جنوب أفريقيا؟ هل هناك توجه لذلك؟
بالفعل، هناك اهتمام بهذا الموضوع، خاصة أن دول جنوب أفريقيا كانت من أولى الدول التي تقدمت لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لارتكابها اعمال إبادة جماعية في غزة وعموم فلسطين المحتلة , ونحن نرى أن هناك إمكانيات كبيرة لبناء علاقات معها ومع الدول العربية والأفريقية الأخرى مثل تونس والجزائر, لكن الصعوبات في هذه الدول تتعلق بالنفوذ السعودي والإماراتي ، الا اننا سنعمل جاهدين على فتح قنوات تواصل مع هذه الدول، لأننا نشاركها في منطقة جغرافية متقاربة، ويمكن الاستفادة من الجاليات اليمنية في هذه الدول لتعزيز هذا التعاون.
عودة ترامب وتصاعد العدوانية الأمريكية
– التصنيف الامريكي لأنصار الله بجماعة إرهابية، هل حد هذا التصنيف من التحرك الدبلوماسي لحكومة التغيير والبناء؟
في الحقيقة، هذا التصنيف يُستخدم في حرب ضد الشعب اليمني بأكمله، وليس ضد أفراد فقط , ولكن الوحيدة المتضررة منه هي الولايات المتحدة نفسها, ففي خضم عدوانها علينا تجد نفسها عاجزة عن التفاوض معنا وأكبر دليل على فشل هذا التصنيف هو ما نراه اليوم , فأمريكا تتخبط وتبحث عمّن يتحدث مع صنعاء لإيقاف ضربات البارجات الأمريكية في البحر الأحمر.
لذا فهذا التصنيف أصبح عارًا عليهم، خاصة عندما يرون سفنهم تتعرض للهجوم ..أما بالنسبة لنا في صنعاء، فلا شيء يمنعنا من الاستمرار في المقاومة، لأننا لا نملك ما نخسره.. نحن لا نملك أرصدة في الخارج ولا نخطط للسفر إلى الولايات المتحدة , لذا فهذا التصنيف فشل في فترتين في عهد بايدن، ثم قام برفعه، والآن ترامب يعيد فرضه، لكنه بدأ يدرك أنه لا فائدة منه.